عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

اختراق ثقافي

في ظل الظروف الراهنة وما يحدث الآن في فلسطين, وما يقوم به الإسرائيليون من قتل وتشريد ونهب, وضمن محاولات الفلسطينيين الدفاع عن ارضهم وحقوقهم فإن اسرائيل تستمر في نهبها وسرقتها وها هي تضع علمها على بيت الشرق في آخر ضرباتها للروح الفلسطينية والعربية. ولم تتوقف اسرائيل عند نهب الاراضي وسفك الدماء بل ها هي الآن تحاول سرقة الفكر العربي بترجمته للعبرية.وتحاول غزو الفكر العربي وسبر اغواره لتتعرف على ما يجول بخاطر الانسان العربي, هل تهدف الى ضربه حيث لم تضرب في هذا الاتجاه من قبل? هل تهدف الى توظيف ذلك في صراعها ضد العرب? هل يعني ذلك انهم أذكياء يسعون للتعرف على الثقافة والفكر والعقل العربي حتى يتمكنوا من وضع استراتيجيات حرب جديدة, أساسها الفكر والعقل والأدب?هل نعتبر هذا تطبيعاً?

وليس ببعيدٍ عن هذا التفكير يطرح الدكتور سليمان العسكري سـؤاله الذي يحث به الشعوب العربية على البحث عن الثقافة, فبينما يهتم الإسرائيليون بأدبنا وثقافتنا نسعى نحن وراء المادة ولا يشغلنا سوى كيفية الحصول على حياة اقتصادية ومعيشية افضل. ويغيب عن اذهاننا ضرورة الرقي بمنظماتنا العربية الداعمة للثقافة, والبحث عن كتابات جديدة تنبئ بخير وتبشر بولادة كتاب جدد, فالقليل القليل من كتاباتنا الآن هو الجـيـد والكثـير لا يتعدى الكتابة الشخصية, في الوقت الذي لابد فيه من السعي للحصول على شعب مثقف, في سعينا للوصول الى مجتمع قوي ومتحد.

وإلى المغرب التي تسير الآن وبخطى ثابتة نحو العالمية في مجال الفن السابع, فالسينما المغربية لم تكن يوما بعيدة عن الأضواء, إلا أنها كانت خجولة بعض الشيء, لكن التجارب الإبداعية في لغة السرد التي اتبعتها لتظهر جمال السيناريو وما يصاحبه من أحداث وشخصيات أضفى عليها سمة العالمية والتفوق مما جعلها من أحدث مدارس فن السينما في العالم.

وتلك جدة, عروس الخليج تحتضن الثقافة والشعر والقصص والأمسيات الموسيقية لتكون نبعاً من ينابيع المعرفة ينهل منه ما يزيد على ألفي زائر في الصيف, فلا تخلو نوادي جدة الثقافية التي تبلغ 12 نادياً من صدى الشعر او مشاهد القصص او حديث السمر, ويوازي هذا الاستمتاع بالأذن, استمتاع بالعين فلتكتمل الثقافة في روح الفرد لابد له من التعرض لجرعات من الفنون الجميلة التي تريح الروح وتجملها وتجعلها ترتفع عن توافه الأمور.

فالثقافة والعلم والأدب والفن تعمل كغسيل للروح ترتقي بالعقل والفكر وتنهض بالمجتمعات وتقويها.

وإلى لقاء متجدد.

 

 

المحرر