عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

ثمار فبراير

قبل أسابيع استضافت (العربي) في ندوتها السنوية الفكرية خبراء وعلماء ومثقفين كان مفهوم (الثقافة العلمية), وحضوره في المستقبل العربي, شغلهم الشاغل. وبرغم تعدد المشارب, وتنوع التناول, واختلاف الأدوات اتفق الكل على أن مناخ الحرية, والانفتاح على التجارب الأخرى, والتعددية في الآراء, والاستقرار هو الأرضية الصلبة التي يقف عليها العلم وتطوره.

وما تقدمه (العربي) على صفحات هذا العدد عن المخترعين الكويتيين من الشباب, وبروزهم في المحافل الدولية, لخير دليل على أن أعياد فبراير الوطنية التي تحتفي بالاستقلال والتحرر هي الأرضية التي نبتت فيها ثمار العلم والابتكار التي يزهو بها هؤلاء.

ويؤكد رئيس التحرير في حديثه الشهري على أن من شروط القوة والنهوض التي أضاءت فجر عصر النهضة, الاهتمام بالعلوم الإنسانية والفنون بل وعدَّها من أهم تجليات ذلك العصر, مشيرًا إلى دورها المؤثر, ويقول إنه إذا كانت نهضة العلوم الطبيعية تمثل صحة الجسد, فإن نهضة العلوم الإنسانية تمثل سلامة الروح. وهناك أكثر من درس مستفاد لهذه النهضة, التي وجدت أنصارًا ينفقون عليها المال الوفير ويحيطونها برعايتهم مثل أسرة ميديشي في فلورنسا, وسوفرزا في ميلانو والبابوات المتنورين في روما, فضلا عن أنها لم تبدأ من الصفر بل قفزت إلى آخر ما توقفت عنده الثقافة الإغريقية والإضافات الرومانية والمساهمات العربية الإسلامية.

وفي هذا العدد من (العربي) تأتي الصفحات حاملة ذلك المزيج (الضروري) بين العلوم والإنسانيات, فبالإضافة إلى ملحق (العربي العلمي) الشهري المتخصص, وصفحات الطب والبيئة والفضاء في متون (العربي) نفسها, هناك باقة من الإنسانيات والفنون من المحيط إلى الخليج العربي.

فاستطلاع (العربي) يسافر إلى مدينة حلب, ليجد في قلب كل حلبيٍّ ركنا للموسيقى, مغسولا بالبهجةِ والطرب, وفي كل زاويةٍ من مدينتِه حديثا للحجر, ممزوجًا بالتاريخ والأدب. وملف العدد يقرأ مساهمات الكاتبات العربيات بين سيرهن الذاتية ورواياتهن في اليمن والمغرب وفلسطين, ومختارات شاعر العدد سباحة في ديوان أحمد شوقي, فضلا عن مقال يكشف مبايعة موسيقار الأجيال لأمير القوافي العربية, ومقالات الفنون تتناول جداريات لتشكيليين من مصر والعراق, عدا عن أسئلة الراهن المتأجج حول تمرد المهمشين في فرنسا, وجدوى الاستعمار في العالم, والفضائيات العربية في سماواتنا, وغيرها من القضايا المثيرة التي يحفل بها العدد الزاخر بثمار فبراير والذي ندعو القارئ لاستكشاف باقي صفحاته.

 

المحرر