حلب موسيقى البشر والحجر

 حلب موسيقى البشر والحجر
        

حينَ تسكنُ مدينةَ حلب, لن يدهشَكَ أمران, في الناس والمكان. ففي قلب كل حلبيٍّ ركنٌ للموسيقى, مغسولٌ بالبهجةِ والطرب, وفي كل زاويةٍ من مدينتِه حديثٌ للحجر, ممزوجٌ بالتاريخ والأدب.  وإذا كانت الموسيقى في الحي الحلبي تصدحُ بكل ما فيها من شجن عاشق وحنين إلى الأصالة, فإن المسافة في المدينة العريقة بين الإنسان والمكان لا يتبينها أحد, لأنها لا تكادُ تبدو, بعد أن ألَّف بينهما حبُّ زادتُه السنون رصانة, فأصبح كل حلبيٍّ سفيرَ مدينتِه حين يتحدثُ, وصوتَها حين يغني, وعقلها حين يفكر, وشاعرها حين يكتب.

          كثيرة هي الأماكن في أجندة زائر حلب, ولكل مكان قصة, له أن يختارها كبداية أو يرسمها في النهاية. في حلب, وتحت مظلة الانتداب الفرنسي, خلال العشرينيات من القرن الماضي, بدأ علماء فرنسا عمليات تنقيب وتفتيش في قلعة حلب, وأخذ الجنرال فيجان ينقل ما كان يكتشف من القلعة إلى الشاحنات العسكرية, لتأخذ المقتنيات طريقها إلى فرنسا.

          أثارت سرقة المحراب الخشبي والمكتبة من مسجد الخليل - وهما يعودان إلى العهد الزنكي في القرن السادس الهجري - غيرة بعض أبناء المدينة, فتنادوا لتأسيس جمعية تحت اسم (جمعية أصدقاء القلعة), اجتمعت في الثاني من أغسطس 1924 (غرة شهر المحرم 1343 للهجرة) لتكون النواة المؤسسة, وضمت ـ آنذاك ـ الشيخ كامل الغزي عضو المجمع العلمي العربي, والأب جبرائيل رباط, والشيخ محمد راغب الطباخ, والمهندس صبحي مظلوم, والشيخ عبد الوهاب طلس, والأب جرجس منش, و مفتش الآثار الفرنسي بلو دو روترو, والدكتور أسعد الكواكبي. وقد أثمر جهد الجمعية, والدعم الأهلي الذي تلقته, في صدور القرار 136 لسنة 1926 القاضي بإنشاء متحف حلب.

إلى بيت المتنبي

          قال لي الباحث محمد قجة, رئيس (جمعية العاديات بحلب) ـ الاسم الذي صارت إليه (جمعية أصدقاء القلعة), وواحد من أهم الباحثين في تراث المدينة وحضارتها, ردّا على سؤال حول نشاط الجمعية, التي تحتفل هذا العام بمرور 80 عامًا على إنشائها: نحن نستعد لإصدار العدد الأول من مجلة العاديات الفصلية, ولا ننسى أنها حفيدة (مجلة العاديات السورية) الشهرية التي صدر عددها الأول في مايو سنة 1931 ميلادية كأول مجلة متخصصة بالآثار في الوطن العربي, وكان مديرها ورئيس تحريرها الشيخ كامل الغزي, ولم توقفها إلا ظروف الحرب العالمية الثانية. كما نصدر منذ 1975 ميلادية كتابا سنويا بالتعاون مع جامعة حلب باسم (عاديات حلب), وهذا الجهد التوثيقي تؤمنه دراسات وبحوث المختصين من أعضاء الجمعية الذين بلغ عددهم أكثر من 2500 عضو, ولها فروع في اللاذقية, وجبلة, وطرطوس, وحمص, وحماه, وسلمية, ومصياف, وإدلب, ودرعا, والسويداء, ودير الزور, والميادين, والحسكة, كما نشارك في عدد من اللجان مثل لجنة ترميم الجامع الأموي الكبير بحلب, ونبذل جهودًا للحفاظ على المدينة القديمة.

          وتعد جمعية العاديات من أوائل المنظمات الأهلية في الوطن العربي, وهي نموذج للعمل العام الذي ينهض به المثقفون لحماية التراث بكل أشكاله المعمارية والفكرية والفنية; المادية وغير المادية.

          سألتُه: لقد سمعت باكتشافك لبيت الشاعر أبي الطيب المتنبي في حلب, فكيف كان ذلك? أجابني بتأمل كأنه يقلب أسفارا من ورق وحبر وحب: كان السؤال حول إقامة شاعرنا في حلب شغلي الشاغل وأنا أقلب الكتابات التي تناولت سيرته, فلدي اليوم كل ما كُتب عنه من شروح ودراسات, وكثيرًا ما تساءلت عن مكان إقامته في حلب, وأسرار حياته اليومية بالمدينة, حتى عثرت على أول الخيط في كتاب (بغية الطلب في تاريخ حلب), لابن العديم, الذي خصص دخول المتنبي إلى حلب بالعام 337 للهجرة, في المحلة المعروفة بدار بني كسرى, وكانت داره ملاصقة لدار ابن العديم, وهي ما كانت وقت كتابة هذه السيرة خانقاه سعد الدين كمشتكين. وكانت هذه الأسماء والأماكن مفاتيحي الأولى للوصول لباب المتنبي بعد الوصف الدقيق للمكان, وتحديد موقع دور آل العديم وآل كسرى وخانقاه سعد الدين, وعثوري على سطور تفصيلية في كتاب سبط بن العجمي الحلبي المتوفى في 884 للهجرة في كتابه (كنوز الذهب في تاريخ حلب), تبين قرب الدار من المدرسة الصلاحية, وما يعرف اليوم بمنطقة سويقة علي.

          تابع البصرُ صورا للبيت, ثم انطلقنا إليه, وتوقعت أن أجد لافتة تدل عليه, أو جادة تحمل اسمه, أو لوحة تذكرنا بصورته, أو مكتبة لديوانه والدراسات التي تناولت سيرته وأدبه, أو شرائط سمعية لقصائده, أو جدارية تزهو بأبياته, وخاصة تلك التي أنشدها في حلب وأميرها:

كلَّمَا رحبتْ بنا الروضُ قلنا حلبٌ قصْدُنا وأنت السَّبيلُ
والمسمُّون بالأمير كثيرٌ والأمير الذي بها المأمولُ


          لكنني لم أجد ذلك كله, ولم أستمع إلى الشعر, وقوافيه, بل تناهت للسمع نهنهات طفولية بائسة, ووجدت لافتة (مركز اللقاء الأسري), حيث أصبح المكان ملتقى لرؤية الأطفال الذين يعاني والداهم مشكلات الانفصال. يطمئننا الأستاذ قجة بأن عددا من المقترحات تتم الآن دراستها مع المعنيين, لجعل المقر متحفا يحمل اسم المتنبي, يحتفي بالثقافة الثرية التي يثيرها اسم ذلك الشاعر الكبير.البيت يقع في حلب القديمة, التي يسكنها اليوم أكثر من مائة وعشرة آلاف نسمة (يبلغ عدد سكان حلب مليوني نسمة), وتتضافر حاليا أكثر من جهة لمواجهة تدهور البنية التحتية لها, وضمن هذه الجهود, وبالإضافة لما تبذله جمعية العاديات, يتعاون مجلس مدينة حلب مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني, ضمن مشروع إحياء مدينة حلب القديمة, الذي زرته في مدرسة الشيباني العتيقة.

          انتقل المعرض إلى قاعات المدرسة بعد سنوات من عرضه في ألمانيا, ويضم خرائط تطور عمران المدينة القديمة, ومجسمات لمنشآتها الدينية والسكنية وأسواقها والقلعة, وصورًا موثقة لتاريخها يعود بعض منها إلى 150 عامًا, ونموذجين للبيت الحلبي, أحدها بالحجم الطبيعي. ومن المثير أنني عثرت على تفصيلة معمارية حجرية, للمجسم الذي اختارته جمعية العاديات شعارًا لها, ضمن مقتنيات المعرض.

          وقد وجد مشروع إحياء مدينة حلب القديمة أن أحد المسببات الرئيسية لتدهور الحالة الإنشائية للمباني التاريخية هو تسرب المياه من شبكات البنية التحتية, وارتفاع المياه بفعل الخاصة الشعرية إلى مناسيب كبيرة في الجدران, مما خلق آفات مختلفة في الحجارة, بغض النظر عن المشكلات الناجمة عن ظهور نباتات في البنية الحجرية, وهو ما يحاول المشروع اليوم علاجه. وإذا كان من ملمح معماري يجمع بين ماضي المدينة وحاضرها, أو يوحد بين قديمها وحديثها, فليس سوى الحجر, الذي ينهض فوق الطرقات بيوتا ومنشآت بديعة, يحاول حديثها استلهام الماضي التليد, ليس فقط في المساجد, ولكن في البيوت الخاصة أيضا, بقلب الأحياء الجديدة.

قلعة حلب

          إلى القلعة التي خلدت اسم حلب ننطلق, نقرأ ما لم يكن مكتوبًا, ويفسِّرُ لنا المرشدون ما لم نره مدونا, في دهاليز وممرات القلعة, ومنافذها ومخارجها. حين تدخل القلعة ستنسى نفسك حينا فتتأمل نافذة هنا, أو بابًا هناك, كأنك ـ لفرط إعجابك بعمارته ـ ترى وراءه الجنود والقصص, حتى وصلنا للمشهد الآسر الذي يشرف على المدينة كلها, من سطح القلعة.

          سيرة مدينة حلب متصلة بمسيرة قلعتها, فكلاهما جزء مكمل لتاريخ الآخر. وقد عثر بالقلعة في أحدث التنقيبات على أحجار صوانية تعود إلى الألف السابع قبل الميلاد, ومعبد يمثل آلهة حلب القديمة, كما أصبحت القلعة مكانا للعبادة المسيحية في العصر البيزنطي, وبعد ذلك بنيت فيها المساجد في العصور الإسلامية. وفي الروايات التاريخية أن أول من استخدم القلعة للدفاع والتحصين العسكري هو سلوقس نيكاتور الذي جاء بعد الإسكندر, واتخذ من القلعة مقرًّا عسكريًّا. أما الرومان والبيزنطيون فقد جعلوها المقر الرسمي لإقامة حاكم المدينة, كما بنوا فيها كنيستين. وحين دخل العرب المسلمون مدينة حلب صلحًا في العام السادس عشر من الهجرة (637 ميلادية), لم يتخذوا القلعة مقراً للولاة, وإنما عمدوا إلى بناء قصور إقامتهم خارج أسوار المدينة.

          ومع سيف الدولة الحمداني يعود الاهتمام بالقلعة كمركز عسكري حصين ضد هجمات بيزنطة, وكمقر للحكم, وتكرس استخدام القلعة مقرًّا للسلطة السياسية أيام بني مرداس 414 - 472 للهجرة, 1025 - 1079 ميلادية, حتى تبلغ ذروة مجدها وازدهارها أيام الظاهر غازي الأيوبي, الذي حكم حلب ثلاثين سنة وترك فيها من العمائر ما لم يسبقه إليه أحد.

          أنشأ الملك الظاهر غازي 26 بناء من قصور ومساجد وحمامات وصهاريج وأبراج وجسور ومخازن, وحفر حول القلعة خندقا بناه بالحجارة, وشيد قصراً عرف باسم دار العز كان آية في فن العمارة. وفي القلعة جرى زفاف الملكة ضيفة خاتون إلى الملك الظاهر غازي, وكانت لها أيضا أياد بيضاء في عمارة حلب. وتحولت القلعة أيامهما إلى مقر ملكي بمعنى الكلمة, وتكامل لها البناء العسكري الحصين إلى جانب البناء الجميل المترف, واستطاعت أن تكون مدينة داخل المدينة باستقلالها واعتمادها على إمكاناتها الذاتية.

          في العام 1516 ميلادية تصبح حلب وقلعتها ولاية عثمانية بعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق, وتفقد القلعة قيمتها العسكرية السابقة. صحيح أن الوالي العثماني كان يقيم فيها أحيانا, لكنه كان يستقر في قصور أخرى أكثر الأحيان. وقد تعرضت القلعة لتخريب كبير في زلزال 1822 ميلادية, بل وقام إبراهيم باشا المصري باقتلاع أحجار الخندق ليبني بها ثكنة عسكرية داخل القلعة, فأساء بذلك إلى القلعة إساءة كبرى. ويشهد تاريخ القلعة بأنها كانت من أكمل المباني العسكرية تحصيناً في التاريخ الإسلامي, ولم يتمكن أي غاز من دخولها قسرًا, وإنما كان دخولها يتم بعد عقد الصلح مع المدينة. وكثيراً ما نقض الغزاة شروط الصلح ودمروا القلعة, كما فعل نقفور فوكاس وهولاكو وتيمورلنك.

          وللقلعة شكل بيضاوي, ويحيط بها خندق, ويبلغ طولها من الأسفل مع خندقها 550 مترًا, بعرض 350 مترًا, بينما يبلغ عرض الخندق 30 مترًا, ويمتد عمقه إلى 22 مترًا, تتناقص يومًا بعد يوم بفعل ترسب الأتربة الملقاة فيه. وحين تقترب سترى عملية ترميم جدر الخندق, بإضافة الأحجار التي حرص حكام المدينة وولاة القلعة على تبليطها به, حماية للقلعة. وكانت أجزاء كبيرة منه مبلطة بحجارة مستطيلة مقاسها 100-40 سم, ويعود أكثرها إلى أيام الظاهر غازي الأيوبي, حيث كانت تساعد عملية السطح المائل بأحجاره الملساء في عرقلة زحف المهاجمين نحو القلعة.

          في مقهى مقابل للقلعة, يمكنك تأمل المدخل الخارجي الذي يرتبط بالقلعة من خلال جسر ذي ثماني قناطر, قسمه الأسفل من أيام الظاهر غازي, وقسمه الأعلى مملوكي, وبابه جانبي منعًا لاستعمال رأس الكبش في دك الباب, وحين تقترب من الباب العملاق سترى نحتا لثعابين وكتابات تحمل اسم قلاوون والأشرف خليل. أما الباب الثالث, في البرج, فيمثل المدخل الرئيسي وعليه رسم لأسدين بينهما شجرة نخيل, وفي آخر المدخل باب رابع, هو باب الأسدين الضاحك والباكي, ويعود لأيام الظاهر غازي الأيوبي, وأمامهما مقام الخضر مار جرجس, وبين كل هذه الأبواب غرف وكوى للدفاع وقذف الزيت المغلي الحارق والكرات الحجرية.

          ننزل إلى الجزء الذي سمي بحبس الدم, وكان يستخدم صهاريج مياه قبل أن يتحول إلى سجن. وبجواره بقايا المعبد الحيثي من القرن العاشر قبل الميلاد, وفيه حجر بازلتي يمثل الثالوث الحلبي: حدد وشمش وسين. وإلى يسار الممر حمام وبعده مسجد إبراهيم الخليل, وفي أعلى الممر إلى يسار الجامع الكبير في القلعة الذي بناه الظاهر غازي بمئذنته الأيوبية المربعة التي تطل على كل مدينة حلب.

          في قلب القلعة نتوقف عند القصر والحمام الملكيين, وتشير الكتابات إلى أن بناء القصر يعود إلى أيام الملك العزيز محمد ابن الظاهر غازي, ولم يبق من القصر إلا بقايا غرف و باحة ومقرنصات بديعة, وخلفه باتجاه الشرق يقع الحمام الذي يعود بناؤه إلى أيام يوسف الثاني بن العزيز محمد, وقد بقيت منه أرضية جميلة من الأحجار السوداء والبيضاء ومصاطب وغرف استحمام وأماكن تمديد قساطل المياه الحارة والباردة. وقد تم حديثاً ترميم الحمام. أما قاعة العرش فتقوم فوق المدخل الرئيسي للقلعة وتشرف واجهتها على المدرسة السلطانية التي تضم ضريح الظاهر غازي الأيوبي, وللقاعة شكل يكاد يكون مربعًا (26.5 - 23.5 متر) وقد زين مدخلها بمقرنصات جميلة تتناوب في أحجارها ألوان صفراء وسوداء وبيضاء وقد بدأ بناءها جكم سيف الدين المملوكي وأكملها المؤيد شيخ, ورممها قايتباي وأعاد سقفها قانصوه الغوري بقبابه التسع. ويجري الآن ترميم قاعة العرش وفق طراز البيوت الحلبية العريقة, وقد تهدمت قباب السقف فأعادت مديرية الآثار بناءها بشكل مستو, وفي القاعة كوى لرمي السهام والسوائل المحرقة, وفي إحدى زواياها باب يؤدي إلى مدخل سري نحو قاعة الدفاع في المدخل الرئيسي, وفي واجهتها نافذة كبيرة كتب عليها:

كتب السعد على أبوابها ادخلوها بسلام آمنين!


          وكان الرحالة ابن جبير قد زارها فقال فيها: (لها قلعة شهيرة الامتناع بائنة الارتفاع, معدومة الشبه والنظير بين القلاع, تنزهت حصانة أن ترام أو تستطاع), أما ابن بطوطة فقال: (وقلعة حلب وبداخلها جُبان ينبع منهما الماء فلا تخاف الظمأ, ويطيف بها سور وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء, وسورها متداني الأبراج قد انتظمت بها المعالي العجيبة المفتحة الطيقان, وكل برج منها مسكون والطعام لا يتغير بهذه القلعة على طول العهد). وقد عدّها البيروني من عجائب الدنيا الثلاث, وتحدث عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان بإعجاب كبير.

          خلال الفترة البيزنطية غدت حلب مركز أسقفية مسيحية كبرى, وبنت فيها هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كاتدرائية عظمى هي اليوم المدرسة الحلوية وقد تحولت من كاتدرائية إلى مدرسة ومسجد عام 1124 ميلادية خلال حصار الصليبيين لمدينة حلب. ومنذ العام 636 ميلادية تعاقبت على المدينة العصور الإسلامية: الأموية والعباسية والحمدانية, والسلجوقية, والزنكية, والأيوبية, والمملوكية, والعثمانية, بعد أن أتاها الميتانيون والمصريون القدماء والبابليون والآشوريون والفرس والإغريق. وخلال العهد العثماني الذي امتد أكثر من 400 سنة كانت حلب العاصمة الاقتصادية للدولة العثمانية الممتدة من نهر الدانوب غربًا حتى نهري العراق شرقًا, وعلى كل الشمال الإفريقي والجزيرة العربية. ويشير المؤرخون إلى أن ما كان يباع في حلب في يوم واحد كان يحتاج إلى ثلاثة أشهر ليباع في القاهرة! بل وشهدت حلب عام 1207م عقد اتفاقية تجارية مع دولة البندقية أيام الظاهر غازي الأيوبي, وهي أول اتفاقية اقتصادية بين أوربا والمشرق العربي. وتجددت هذه الاتفاقية في الفترة المملوكية, وشملت بقية المدن الإيطالية إلى جانب البرتغال وإسبانيا وغيرهما.

          كما عقد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1535م اتفاقاً مع ملك فرنسا فرانسوا الأول أدى إلى تنشيط الجالية الفرنسية في حلب. وتضاعف حجم تجارة حلب خلال ربع قرن من الحكم العثماني عدة مرات وتوسعت الأسواق والخانات, وكثرت القنصليات والجاليات والبعثات التجارية الأوربية والعالمية. ويشير دارفيو قنصل فرنسا في حلب 1680 إلى أن المدينة كان فيها أكثر من 75 قنصلية وممثلية تجارية في ذلك الوقت, وكان سكانها 300 ألف نسمة.

          أتوقف مرة أخرى مع ابن بطوطة, وهو يسجل في يومياته: (حلب من أعز البلاد التي لا نظير لها في حسن الوضع, وإتقان الترتيب, واتساع الأسواق, وانتظام بعضها ببعض, وأسواقها مسقفة بالخشب, فأهلها دائما في ظل ممدود, وقيساريتها التي لا تماثل حسنا وكبرًا,تحيط بمسجدها وهي من المدن التي تصلح للخلافة). أما ابن جبير, فيكتب عنها: (قدرها خطير, وذكرُها في كل مكان يطيرُ, وخُطابها من الملوك كثيرٌ, ومحلها في النفوس أثيرٌ). لكن أطرف ما كتب عن حلب أورده أبو العلاء المعري في (رسالة الغفران), ومفاده أنه عند التحضير لإقامة مأدبة في الجنة, فقد بحثوا عن مهرة الطباخين في حلب لتحضير المائدة الفخمة.

          ولا شك أن هذا الاقتباس كان يدفع لشهية لا تقاوم, خاصة إذا ذكرت الكُبة, وكانت سيدة البيت تفخر بإتقان صنعها! ويعتقد صنفٌ من أهل المدينة أن البرغل والكبة المصنوعة منه اختراع حلبي, وسموه مسامير الرُّكب, فيوصف للصحة والقوة! وقد عدد العلامة الأسدي 58 نوعًا من أنواع الكبب منها المسلوقة بالهميس, واللبن (لبنية, شاكرية, أرمان, كشك), والكمأة, والقرع, والجزر, والباذنجان, والسفرجل, والبطاطا, والجانرك, والسماقية, والرمانية, والحصرمية, والمقلية بالصينية, والطرابلسية, والصاجية, والسمك, والأورفلية, والمشوية بالفرن, والأقراص, وعلى السيخ والزنكلية (السبانخ), والمحشوة بالشحمة والقيمة والمفركة والبيض والجبن والشوكي والحمص والبرز والعدس, والقراصية, ولك أن تعدد أطايب الأرض فتجد الكبة رفيقا لها!

          يشاركني صوتٌ حلبي شهير تخطى الحدود ينشد للقراصية:

القراصية منين? منين?
ياللي سقوها بدمع العين!
.........................
إيه والله طعماية: القراصية
طعميتها طعماية: القراصية
أكل الأفندية: القراصية!

          إنه صوت مغني حلب الكبير الشيخ صبري مدلل, الذي يمتد عميقا, كجزءٍ مهم من التراث الموسيقي الحي في المدينة. وإذا كنا نستشهد بأطرف ما غنى, فإن غزلياته, وإنشاده الديني, يحضران في السمع والوجدان. والفنان صبري مدلل هو آخر شيوخ الطرب في سورية, وقد ولد في حي المشارقة في حلب عام 1918 ميلادية, ودرس الغناء على الملحن الشهير عمر البطش, وبرع في فن الموشحات والقدود. وبعد أن غنى في إذاعة حلب لفترة قصيرة أسس فرقته للإنشاد الديني في حلب, قدمت الكثير من المدائح النبوية. وأدخل صبري مدلل على الإنشاد الديني إيقاع (الدف), الذي ارتبط كأيقونة بصورته, برأسه المطربش المائل.

          وأحب أن أقول إن عشق الموسيقى حيٌّ في قلب كل حلبي, فأمسيات البيوتات الكبيرة تستضيف المنشدين والعازفين, وما أن يصل الإنشاد إلى المساحة المرجوة من الطرب, حتى يشارك من أهل البيت واحد أو أكثر, فالكل عاشق يقف على سلم الموسيقى الشرقية, أمام شرفة تطل منها النغمات الأصيلة. وقول صبري مدلل إنه يحتاج إلى دقات قلب إضافية حتى يعبر عن عشقه, وربما يتفق كثيرون معه!

ومضات تشكيلية من حلب

          ننتقل مع صوت صبري مدلل من خشبة المسرح مع التخت الشرقي إلى صورته في استديو فنان آخر, هو التشكيلي سعد يكن, الذي خص منشد حلب وفرقته الموسيقية بمعرض خاص, أسماه (فضاءات الطرب في حناجر حلب), توزعت لوحاته بين اشتغال على الجسد الراقص بافتتان, أو تمجيد للبهاء الصوفي المتجسد في بورتريه (صبري مدلل) بخطوطه الدورانية التي تشبه رقصة دراويش المولوية. أمام لوحة جديدة بطلها مدلل أيضا, بدأنا الحديث بالموسيقى, لكن الهموم التشكيلية كانت أقوى فأخذتنا بعيدًا.

          يقول لي الفنان سعد يكن: مجتمعنا في الوطن العربي, مجتمع كلمة, لا مجتمع لوحة, وللأمر كثير من الأسباب, ومنها تحريم التشبيه والتصوير والنحت, دون إعادة نظر فيما تغير من ظروف, ولذلك فإننا نعيش حداثة فن التصوير الذي يبلغ عمره لدينا 150 سنة فقط, بينما بلغ عمر الكلمة آلاف السنين. ومن هنا تأتي أول صدمة مجتمعية للفن والتشخيص واللذين يعدان (حرامًا), لدى قسم كبير, وما يجاز هو رسم الطبيعة ونقل الطبيعة الصامتة, رغم الانفتاح المحدود تجاه الفن التشكيلي اليوم بفضل التطور الفكري. ولكن المؤسسات الرسمية لم تشتغل على الفن التشكيلي كفن بصري, رغم تطور الفن التشكيلي اليوم عن باقي النتاج الثقافي بشكل عام من الأنواع الأدبية الأخرى. وقد تخلف استقبال الحس العام للفن بسبب هذه المؤسسات الرسمية, التي جعلت من مادة الرسم في المناهج المدرسية لا تحترم, ولا يحترم مدرس المادة أيضا. فأي كان يستطيع أن يلغي حصة الرسم من أجل ساعات إضافية لمواد تعليمية أخرى, وإلى جانب الغربة النفسية التي يعيشها الفنان, في تجاربه الحياتية, يعيش غربة اجتماعية نتيجة علاقة هذا المجتمع بالفن. ولذلك كثيرا ما نسمع تعليقات من قبيل (مسكين, إنه فنان, الله يساعده)! فالفنان خارج عن القطيع العام, عكس ما يكنه العالم, خارج الوطن العربي, لقضايا الفن والفنان من احترام وتقدير. ومن هنا يظل الفن عندنا يمثل موقف خلاص فرديا لعلاقة الفنان بالعالم.

          وإذا كان سعد يكن في حديثه قد خص الفنان بالبحث, فإنه في أعماله تجاوز ذلك إلى هموم الإنسان ككل, بين محاولة تحريره, أو البحث عن الروح الحية في أساطير الماضي والواقع, كما تبدو أعماله التي تتوزع على معارض نوعية; الطوفان والنساء, وملحمة جلجامش, وأيقونة حلبية حديثة, والتحرر حول قضية العائلة الفلسطينية, وقد أسس صالة النقطة للآداب والفنون بحلب, وسافرت أعماله واستقرت في جميع أنحاء العالم, منذ بدأ مشواره بعد تخرجه في مركز الفنون الجميلة بحلب قبل أربعين عامًا. وهو يؤمن بأن فهم تراث المنطقة وإنسان وطنه يمكن الفنان أو المبدع من امتلاك ثروة معرفية ومادية تتصدى لكل المفاهيم الوافدة, وبتقنية فنية معاصرة.

          وقفة تشكيلية تالية كانت بمرسم الفنان يعقوب إبراهيم (ولد في 1956 ميلادية), أعادت الهموم التشكيلية للواجهة التي لخصها الفنان في عدم التقدير, لكل ابتكار, وهو الذي ظل, بعد عودته من إيطاليا وعلى مدى ست سنوات, يحاول أن يجمع في عمله الفني تقنيات ثلاثا تجمع بين الحس الجرافيكي, والملمس التصويري, والإحساس النحتي, أو ما وصفه يكن بتقنية فنية معاصرة. ويستخدم الآن الحجر الأسود كتحد جديد في تنفيذ أعماله, التي ينتظر لها اعترافا دوليا بالرغم من الاستهانة المحلية ـ إن صح التعبير ـ بهذا الإنجاز.

          أما آخر الوقفات التشكيلية فكانت بمدرسة حلبية أخرى مغايرة في الفن نجدها لدى الفنان سامي برهان, الذي ينسج بالحروفية العربية لوحاته منذ عقود, عازفا كل معرض على فكرة أو أكثر, محدثا جمهوره عنها, بحماسة شاب, وخبرة عمر (ولد في العام 1929 ميلادية), ووفاء لمعلمه الخطاط الأشهر حسين حسني. وبرهان يدرس جمالية الخط العربي بجامعة روما, ويقيم في إيطاليا منذ أربعين عامًا, لكن حنينه إلى حلب ممتد, وهو يستشهد في كتيب معرضه الذي حمل اسم (أبجدية الحروف وموسيقى الكلمات) بمقتبسات لابن عربي: إن الحروف أمة من الأمم, مخاطبون ومكلفون. وفيهم رسل من جنسهم, ولهم أسماء من حيث هم. وعالم الحروف أفصح العالم لسانا, وأوضحه بيانا.

خارج المكان

          لم يستقر الحرف العربي على لوحة سامي برهان وحده, بل شاهدناه على واجهات تراثية خشبية وحجرية, في القلاع والبيمارستانات, والخانات, والأسواق, وداخل الأطر الدائرية والنجمية التي تعتلي الأبواب, مثلما استقر أيضا على الجدران والأعلام المرحِّبة, بالحجاج العائدين من بيت الله. نبضات إيقاعية بين الطرق المسقوفة والأزقة المكشوفة, بين الشرفات المرممة, والمشربيات المحرمة, وبين مسارب الضوء ومشابك الظل.

          موسيقى البشر والحجر لا تنتهي, أتذكر الأسواق القديمة للكتب حين أمر ذات مساء بساحة الحافلات الدولية المتجهة إلى خارج سورية, وألمح بائعًا يفرد بضاعته من كنوز المعرفة التي تتراوح بين الطرافة والندرة: ملحمة علي الزيبق ومغامرات سيف بن ذي يزن, وكتيب يحتوي على الموال البغدادي, بجميع أنواعه, من مديح وغزل وفراق وعتاب ووصف وحكمة وذكرى وجفاء وأشواق وغيرة, وآخر عن تعليم التنجيم بالفنجان, وأكثر من سلسلة أدبية للأستاذ إلياس حنا زحلاوي, منها سلسلة الضحايا البريئة! وتحكي عن مآسي جميلة اليتيمة ضحية التردد والغدر, وعائلة تهوي ضحية فساد الجدة, ولا تتهم بريئا فما من ظالم إلا ويبلى بظالم, وفلسطين وضحايا العرب البريئة (كلنا للفداء); عناوين لست أظنها إلا أنها منتمية لعصر غير العصر, بالرغم مما فيها من صدق, وبراءة. وكلها متاحة بليرات قليلة, ربما لتزجية وقت المسافرين على الحافلات بدلا من متابعة الأفلام المصرية المستهلكة التي يتم تشغيلها على جميع خطوط الحافلات البرية. ولكنني عجبت بندرة الكتب المطبوعة في حلب, أول بلد عربي عرف المطبعة في 1702 ميلادية, ربما لأن أهلها يحتفظون بكل ما تصدره مطابعهم, وقد يفرطون فيما عدا ذلك! وكم كنت أتمنى أن أعثر على كتاب الموسيقار الحلبي الكبير توفيق فتح الله الصباغ, الذي طبع قبل 54 عامًا تحت عنوان (الدليل الموسيقي العام) في مطبعة الإحسان لميتم الروم الكاثوليك في حلب, وقد سجل به ثمرة جهوده خلال أربعين سنة منذ بدأ حياته الفنية عازف كمان في العام 1910 ميلادية, والذي يعد تأصيلا لدرس الموسيقى الحلبية والعربية والتركية أيضا.

          أمشي في الأزقة القديمة, التي عبرها المتنبي, واجتازها أبو العلاء المعري, فقال فيها: حلب للوارد جنة عدن, وهي للغادرين نار سعير, ورفعت الأصوات فيها اسم أبي فراس الحمداني, وهو ينشد: ففي حلب سلوتي, وعزي والمفخرُ, وأستعيد غزل البحتري لحلب: أمرُّ على حلب ذات البساتين.

          والمنظر السهل والعيش الأفانين. أتأمل الأبواب المغلقة, والقلوب المفتوحة, والسكون الذي يهمس لي بموسيقى البشر والحجر, وأختار أن أودعها بما كتبه الأخطل الصغير فيها:

نفيتَ عنكَ العُلى والظرفَ والأدبا وإن خلِقتَ لها; إنْ لمْ تزرْ حلبا
لو ألَّفَ المجدُ سِفرًا عن مفاخِره لراحَ يكتبُ في عنوانِه: حلبا!.


 

أشرف أبواليزيد   

 
 




صورة الغلاف





مدينة حلب كما تبدو من قلعتها التي يربطها بالمدينة جسرٌ يعلو خندقا عمقه 22 مترًا





مشربية في بيت حلبي قديم, لم يُخْفِ تهالكُها جمالَها





تحولت الخانات القديمة في حلب إلى مزارات تجارية للمشغولات التقليدية النحاسية والخشبية والنسيجية





نحت بارز على الحجر, منه اتخذت جمعية العاديات التراثية الآثارية شعارها





النوافذ والشرفات في حارات حلب الضيقة تقترب من بعضها البعض لتهمس بحكايات المكان, وبين جدارين تمتد أعلام بلاستيكية تهنئ العائدين من الحج إلى بيت الله الحرام. ربما تكون الأبواب مغلقة, لكن السماء مفتوحة تطل منها مئذنة عتيقة





شرفة تنتظر يد الترميم. بين حين وآخر تضاف دعامات خشبية هنا أو هناك, ويتعاون مجلس مدينة حلب مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني, ضمن مشروع إحياء مدينة حلب القديمة, لإعادة وجه المدينة التراثي المشرق





في محلة دار بني كسرى, تم العثور على بيت المتنبي, الذي ينتظر اليوم أن يتحول إلى متحف, يحتفي بالثقافة الثرية للشاعر الكبير





لا يوجد حزام فاصل يؤمِّن الحفاظ على التراث القديم في حلب, فهل يمكن أن تصبح هناك منطقة للمشاة فقط, درءا للبيوت القديمة من عوادم السيارت الحديثة?





إعادة توظيف البيوت التقليدية واستخدامها كمحال تجارية, ومبان حكومية, ومقاه شعبية, ومطاعم تراثية وفنادق وغيرها, يفرض استحداث معايير للاستخدام البشري تطيل عمر هذه الأماكن التي تعد الأساس للخريطة الجينية لتراث مدينة حلب





إعادة توظيف البيوت التقليدية واستخدامها كمحال تجارية, ومبان حكومية, ومقاه شعبية, ومطاعم تراثية وفنادق وغيرها, يفرض استحداث معايير للاستخدام البشري تطيل عمر هذه الأماكن التي تعد الأساس للخريطة الجينية لتراث مدينة حلب





إعادة توظيف البيوت التقليدية واستخدامها كمحال تجارية, ومبان حكومية, ومقاه شعبية, ومطاعم تراثية وفنادق وغيرها, يفرض استحداث معايير للاستخدام البشري تطيل عمر هذه الأماكن التي تعد الأساس للخريطة الجينية لتراث مدينة حلب





تدخل القلعة صاعدا على درج ضخم ومجتازا بوابتين هائلتين, وهما كعادة البوابات بالحصون مزودتان بكوى الدفاع وفتحات رمي السهام ونوافذ قذف الزيت المغلي ورمي الكرات الحجرية





تدخل القلعة صاعدا على درج ضخم ومجتازا بوابتين هائلتين, وهما كعادة البوابات بالحصون مزودتان بكوى الدفاع وفتحات رمي السهام ونوافذ قذف الزيت المغلي ورمي الكرات الحجرية





نموذج للبيت الحلبي





جسر ذو ثماني قناطر, قسمه الأسفل من أيام الظاهر غازي, وقسمه الأعلى مملوكي, يربط بين بوابة القلعة, وبابها, ويعلو الجسرُ خندقًا هائلا يفصلُ بين المدينة والقلعة ونرى في قلب الخندق العمال يرممون جداره الذي تآكل بعضه بسبب زلزال 1822





داخل القلعة, مدينة كاملة, ممرات مسقوفة, وشوارع مرصوفة. بعضها لا يزال قائما كيوم إنشائه, ومنه ما تهدم كهذا القوس الحجري ـ ومثله كثير ـ الذي كان سقفه يمثل ممرات علوية لأجزاء أخرى من القلعة





المئذنة الأيوبية المربعة التي تطل على مدينة حلب, وهي للجامع الكبير داخل القلعة, الذي شيده الظاهر غازي





الباب الثالث للقلعة, عبورُه يفضي إلى قلبها, وهو يتعامد مع المدخل الثاني الذي يسبقه لعرقلة أي هجوم, حيث تعلوه كوى الدفاع التي يصب منها الزيت المغلي. وعلى الباب وحوله نحتٌ لثعابين وكتاباتٍ تحمل اسمَي قلاوون والأشرف خليل





مدخل قاعة العرش المزين بمقرنصات جميلة في أحجارها ألوان صفراء وسوداء وبيضاء وقد بدأ بناءها جكم سيف الدين المملوكي وأكملها المؤيد شيخ ورممها قايتباي وأعاد سقفها قانصوه الغوري بقبابه التسع ويجري الآن ترميم قاعة العرش وفق طراز البيوت الحلبية العريقة





الحمام الرئيسي من الخارج قباب لها منافذ مزججة (من الزجاج) لإدخال الضوء دون انتهاك لحرمة مستخدمي الحمام البارد أو الساخن إنها تقنية ابتكرها المهندس المعماري العربي وتناسلت عبر القرون في التصميمات العصرية





الحمام الرئيسي كما يبدو من الداخل





أبواب حلب من الحجر والنحاس والخشب منها ما تعلوه شراعة مصمتة أو تستقر عليه مشربية مفرغة أو تميزه لوحة حجرية أو أيقونة زخرفية أو خطوط باليد بعضها مسقوف ليظلل المنتظر السماح بالدخول وبعضها تم الاستغناء عنه فقام مكانه جدار من الطوب





وجوه حلبية, تسعى بين القلعة, إلى قلب المدينة, حياة كاملة لبلد قال عنها ابن بطوطة إنها حسنة الوضع, متقنة الترتيب, متسعة الأسواق, مسقوفة بالخشب, وإن أهلها في ظل ممدود دائم





وجوه حلبية, تسعى بين القلعة, إلى قلب المدينة, حياة كاملة لبلد قال عنها ابن بطوطة إنها حسنة الوضع, متقنة الترتيب, متسعة الأسواق, مسقوفة بالخشب, وإن أهلها في ظل ممدود دائم





بائع اليانصيب العجوز يستند إلى صندوق هاتف عمومي, مشهد صباحي في حلب التي تعج أسواقها بكل شيء





مسجد عصري وكنيسة قديمة, وعلاقة تسامح تاريخية بين المسلمين والمسيحيين في حلب





مسجد عصري وكنيسة قديمة, وعلاقة تسامح تاريخية بين المسلمين والمسيحيين في حلب





مغني حلب الكبير الشيخ صبري مدلل, الذي تحضر غزلياته وإنشاده الديني في الوجدان العربي, في لوحتين الأولى قديمة من معرض خاص للفنان سعد يكن عن فضاءات الطرب في حناجر حلب, والثانية جديدة شهدت (العربي) ميلادها بريشة يكن أيضًا





مغني حلب الكبير الشيخ صبري مدلل, الذي تحضر غزلياته وإنشاده الديني في الوجدان العربي, في لوحتين الأولى قديمة من معرض خاص للفنان سعد يكن عن فضاءات الطرب في حناجر حلب, والثانية جديدة شهدت (العربي) ميلادها بريشة يكن أيضًا





تقنيات ثلاث يجمعها الفنان التشكيلي الحلبي يعقوب إبراهيم, تجمع بين الحس الجرافيكي, والملمس التصويري, والإحساس النحتي تحدٍ من فنان درس في إيطاليا وهو يستخدم اليوم خامة محلية لتقديم فنه





تقنيات ثلاث يجمعها الفنان التشكيلي الحلبي يعقوب إبراهيم, تجمع بين الحس الجرافيكي, والملمس التصويري, والإحساس النحتي تحدٍ من فنان درس في إيطاليا وهو يستخدم اليوم خامة محلية لتقديم فنه





تقنيات ثلاث يجمعها الفنان التشكيلي الحلبي يعقوب إبراهيم, تجمع بين الحس الجرافيكي, والملمس التصويري, والإحساس النحتي تحدٍ من فنان درس في إيطاليا وهو يستخدم اليوم خامة محلية لتقديم فنه





الخطاط الكبير سامي برهان بين زوار معرضه الحلبي (أبجدية الحروف وموسيقى الكلمات) الذي يقدم فيه عالمًا من الحروف هو الأفصح لسانًا, والأوضح بيانًا





الخطاط الكبير سامي برهان بين زوار معرضه الحلبي (أبجدية الحروف وموسيقى الكلمات) الذي يقدم فيه عالمًا من الحروف هو الأفصح لسانًا, والأوضح بيانًا





الخطاط الكبير سامي برهان بين زوار معرضه الحلبي (أبجدية الحروف وموسيقى الكلمات) الذي يقدم فيه عالمًا من الحروف هو الأفصح لسانًا, والأوضح بيانًا





سلام من حلب وإليها, بين حمام يطير في سماء مسجدها الأموي الكبير, وحمامة تستكين في كوة بإحدى غرف قلعتها العظيمة, ويصل بينها هديلٌ يعزف موسيقى الطير بين البشر والحجر





سلام من حلب وإليها, بين حمام يطير في سماء مسجدها الأموي الكبير, وحمامة تستكين في كوة بإحدى غرف قلعتها العظيمة, ويصل بينها هديلٌ يعزف موسيقى الطير بين البشر والحجر