المولود الصغير رضاعة وفطام

المولود الصغير رضاعة وفطام
        

          نداء إلى كل أم إن كانت أما لأول مرة أو لثاني أو ثالث أو عاشر مرة: لا تلتفتي إلى الدعاية في الجرائد والمجلات والتلفزيون للحليب الصناعي, ولا تنظري لرسوم الأطفال الأصحاء السمان في المجلات والتلفزيون عن فوائد هذا الحليب الصناعي أو ذاك. متى كان الحليب الصناعي (حليب البقر) أفيد من حليب الأم?. لا يوجد دليل علمي واحد لذلك والشركة الصانعة للحليب إن كانت صادقة مع نفسها تقول إنه يقارب حليب الأم. لا تصدقي كل هذه الدعاية ولا تسمعي لكلام هذه وتلك من أن الرضاعة الطبيعية تفسد شكل الجسم وترهل الصدر. حليب الأم أفضل حليب لأنه من صنع الله الخالق لكل شيء, والحليب الصناعي مصنوع بواسطة الإنسان من حليب البقر, وطبعا هناك فرق بين صناعة الله العلي القدير وصناعة البشر. إذن لابد من إرضاع الطفل المولود حليب الأم.

من صدر الأم

          طبعًا ينزل الحليب من صدر الأم في الأيام الأخيرة للحمل والأيام الأولى من الولادة ينزل الحليب على هيئة مادة صفراء اللون تسمى لبن السرسوب وتسمى بالإنجليزية اللوكسترم وبلغة أهل الخليج والشام (اللبأ) وهذا السرسوب ذو فائدة كبيرة جدا للطفل المولود لأنه يحميه من الأمراض المعدية, علاوة على أن الطفل لا يحتاج إلى طعام وشراب إلا هذه المادة حتى يتدفق حليب الأم وهي قليلة في الحجم إلا أنها عظيمة الفائدة, وأنصح الأم بأن تضع المولود على صدرها حتى يرضعها. وينزل الحليب عادة في اليوم الثالث من الولادة, وقد تكون كمية الحليب قليلة في ثدي واحد, عندها نضعه على الثدي الثاني لكي يشبع. وعندما يكثر الحليب تكون الرضاعة حتى الشبع من ثدي واحد فقط.

مدة الرضاعة

          تختلف من طفل إلى آخر, فهناك أطفال يرضعون الثدي الواحد في خمس دقائق وآخرون يحتاجون إلى عشر دقائق. وعن كيفية الرضاعة:

          لابد من جلوس الأم وحمل الطفل ورفع رأسه إلى كوع ذراعها ويأخذ الحلمة بين شفتيه. وبعد الشبع لابد من مساعدة الطفل على التكرع حتى لو كان الطفل نائمًا, ويتم ذلك برفع الطفل وإسناده على كتف الأم والضرب برفق على ظهره حتى يخرج الهواء الذي بلعه أثناء الرضاعة محدثًا صوتًا خاصًا. وبعد ذلك يوضع الطفل للنوم على بطنه أو الجنب الأيمن, ولا تضعي الطفل للنوم على ظهره حتى يخرج الهواء الباقي من معدته فيرتاح. أما النوم على ظهره فإن بطنه يكون إلى أعلى ويبقي الهواء في معدته فيرتاح, وفي حال النوم على ظهره فإن بطنه يكون إلى أعلى ويبقي الهواء في معدته ولو حدث أن قذف بعض الحليب فسوف يدخل الحليب إلى الرئة ويسبب التهابات في الرئة إلى الفتحة ما بين الأذن والفم ويحدث التهابات في الأذن الوسطى. إذن لابد من نوم الطفل على بطنه أو الجنب الأيمن فقط.

مرات الرضاعة

          خلال 15 يوما الأولى بعد الولادة من 6 - 10 رضعات في اليوم وبعد ذلك كل ثلاث ساعات أو أربع ساعات مرة.

          أما أهم مزايا وفوائد الحليب الطبيعي فهي أنه:

          1 - لا يسبب أي نوع من الحساسية للطفل مثل الألبان الصناعية.

          2 - لا يحتاج إلى عملية تحضير فهو معقم جاهز غير قابل للتلوث.

          3 - دائما طازج.

          4 - يحتوي على أجسام مضادة للأمراض ومواد تقاوم البكتيريا.

          5 - أثناء الرضاعة تتوطد العلاقة النفسية بين الأم والمولود فيشعر بالأمن والحنان والأمان ويزداد شعور الأم بالأمومة والحنان.

          6 - رخيص ومنعدم التكلفة ويساعد الأم على رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة.

          7 - يعتبر الغذاء الأمثل للمولود فهو سهل الهضم ويتقبله الطفل.

          8 - يقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي للأم في مستقبل الأيام.

          ولزيادة كمية الحليب فإنه:

          1 - لابد من إرضاع المولود مباشرة بعد الولادة, فهذا يساعد على زيادة الحليب.

          2 - تفريغ محتويات الثدي من اللبن بواسطة الطفل.

          3 - التغذية السليمة للأم المرضع.

          4 - الراحة النفسية وعدم القلق والحزن والزعل.

          وترجع قيمة لبن الأم الغذائية طبقا لمكوناته إلى أن:

          1 - السرسوب ذو فائدة كبيرة للمولود.

          2 - الحليب غني بالبروتين والأملاح وقليل من الكربوهيدرات.

          3 - الدهون تكون قليلة.

          ومن علامات الرضاعة السليمة:

          1 - زيادة وزن الطفل زيادة طبيعية ملحوظة.

          2 - عدم بكاء الطفل.

          3 - النوم الجيد بعد الرضاعة.

          4 - نزول الحليب من الثدي الثاني عندما يرضع الطفل الثدي الأول.

نصائح عامة للأم المرضع

          1 - التغذية الصحيحة السليمة من تناول كمية كافية من السوائل والحليب.

          2 - النوم الجيد.

          3 - الراحة النفسية للأم وحب الرضاعة للمولود.

          4 - الطعام الجيد وأخذ كمية كبيرة من البروتين والفيتامينات من اللحوم والأسماك والفاكهة والخضار والحليب.

          5 - وضع الطفل على ثدي واحد لإفراغه كاملاً.

          وتمر الأم بمشاكل صحية خاصة إن كانت الرضاعة لأول مرة منها تشقق الحلمة والتهابها وامتلاء الصدر بالحليب والألم الشديد من ذلك أو مرض الطفل لا سمح الله وعدم استطاعته تفريغ الثدي من الحليب أو مرض الأم مرضًا معديًا لا سمح الله وعزل الطفل عنها. كل هذه المشاكل يمكن أن تكون موجودة. وهناك اعتقاد خاطئ لدى السيدات وهو أن التهاب الثدي ينتج عن تكرع الطفل في الثدي وهذا خطأ شائع وكلام ليس سليما.

          ولذلك فالرضاعة المتكررة تمنع أي آلام ويمكن استعمال بعض المراهم البسيطة ومسحها قبل الرضاعة. ولا يجوز إعطاء حليب صناعي بجانب حليب الأم, لأن ذلك يقلل من كمية الحليب الطبيعي.

          ومن أسباب قلة حليب الأم:

          1 - استعمال حبوب منع الحمل.

          2 - استعمال أدوية لإقلال الحليب.

          3 - عدم التغذية السليمة إما للفقر أو الجهل بالتغذية السليمة.

          4 - زعل الأم وعدم قبولها إرضاع المولود.

          5 - ولادة أكثر من مولود مثل التوائم.

          6- مرض الأم وفقرالدم الغذائي وقلة الحليب.

          هناك اعتقاد شائع بين النساء عن حليب الزعل أي الأم التي تزعل مع زوجها - مثلا - أو لفقد أحد من أسرتها هذا الحليب لايؤثر في صحة المولود, وليس هناك مرض يسببه حليب الزعل.

          الأسباب المرضية التي يتم إعفاء الأم من الرضاعة:

          1- مرض الصرع للأم.

          2- النزيف الشديد وفقر الدم الشديد.

          3- الأمراض السارية والمعدية مثل السل والتيفوئيد وغيرهما.

          4- خراج في الثدي أو الحلمة غير ظاهرة وتسبب نزيفا لها عند الرضاعة.

          نظام غذائي في السنة الأولى من عمر المولود:

          الشهر الأول: رضاعة طبيعية.

          الشهر الثاني: عصير برتقال + زبادي + رضاعة طبيعية.

          الشهر الثالث: مسحوق الحبوب مثل السيريلاك + عصير البرتقال + تفاح مبشور + الرضاعة الطبيعية.

          الشهر الرابع: مسحوق الحبوب + عصير البرتقال + تفاح مبشور + الرضاعة الطبيعية.

          الشهر الخامس: عصير فاكهة مشكل + خضار مسلوق + مسحوق الحبوب + تفاح مبشور + الرضاعة الطبيعية.

          الشهر السادس: مهلبية + رز مع اللبن + كبدة فراخ + عصير طماطم + الرضاعة الطبيعية + مسحوق الحبوب + عصير فاكهة مشكل.

          الشهر السابع: صفار البيض + مسحوق الحبوب + مهلبية + عصير طماطم + كبدة + الرضاعة الطبيعية + سبانخ + كرفس + خرشوف + خضار باللحوم.

          الشهر الثامن: جبنة + شوربة + الأطعمة السابقة + السمك مرة في الأسبوع.

          الشهر التاسع: مثل الثامن ولكن مع عدم استعمال الخلاط كما كان في السابق.

          الشهر العاشر: يمكن مشاركة الأهل والبيت في الأكل, ومحاولة التدريج في فطامه.

متى يتم الفطام?

          خذي نصيحة طبيب تغذية, ليس هناك سن للفطام, أرضعي طفلك واجعلي من لحظة الفطام لحظة سعيدة لك ولطفلك, ولا تجبريه على الفطام عند سن معينة, عندها سيكون طفلك سعيدًا وبصحة نفسية سليمة, وأنت ستكونين في منظر جميل, وشكل متناسق ولن يترهل جسمك.بعض الأطفال يفطمون أنفسهم عند تسعة شهور, والآخرون عند سنة, وأحب أن أقول إن الأمهات في أوربا وأمريكا بدأوا يعودون إلى الرضاعة الطبيعية.والحذر أن يكون الفطام فجأة, لابد أن يكون تدريجيًا, وأرجو أن أوضح أنه لا العمل للسيدة التي تخرج للعمل, ولا أي شيء آخر يجعل الأم تستعجل فطام طفلها. بالتدريج يتم كل شيء ويبسط, وبالحب والحنان يتم الفطام كما بدأ بالحب والحنان.

حمام الطفل

          بعد الولادة مباشرة يتم غسل الطفل جيدًا بماء دافئ مضاف إليه مادة مطهرة مثل الديتول, معلقة كبيرة في لتر ماء دافئ. ويراعى أيضًا نظافة العين جيدًا باستعمال غسول للعين بوريك مخفف 2%. وبعد ذلك في اليومين التاليين, يتم نظافة الجسم بالزيوت مثل زيت الزيتون أو اللوز, وبعد سقوط السرة وجفاف مكانها, يمكن استعمال المغطس أو البانيو مع الاسفنجة الناعمة. ويتم دهان قشر الرأس بزيت الزيتون أو الفازلين, ثم يغسل الشعر والرأس بشامبو للأطفال, ويجب قص الأظفار بعد الأسبوع الأول من الولادة. والعناية بالمقعدة والغسيل بالماء الدافئ, ووضع المنشفةعلى الجلد مباشرة, ولاداعي للتنشيف, وعند احمرار المقعدة يتم استعمال الدهانات.

          ولابد من طهورالذكور ما بعد اليوم العاشر من العمر حتى لا يتعرض الطفل للنزيف, لسيولة في الدم, وقبل الأربعين يومًا من الولادة, قبل تكوين الأعصاب وانتشارها, والألم الذي يحدث. أما الإناث, فليس لهن طهور نهائيًا.

 

 

جمال علي العطار