إلي أن نلتقي

إلى أن نلتقي

جسر جوي

الصحفي البريطاني جون بولوك في كتاب عن دول الخليج صدر قبل أعوام سخر من أهل الخليج بوقاحة لأن الواحد منهم "يبني حظيرة للأغنام والأبقار والجمال والدجاج أمام منزله.... ومع كل هذا لا ينسى أن ينصب خيمته". وبعد أن عصف "جنون البقر" برعايا صاحبة الجلالة، بقرا وبشرا، شعرت بالشماتة بزميلنا البريطاني وربعه... إذ إنه لو حذا حذونا، وأقام في حديقته " قنا" للدجاج، أو ربط خروفا على باب بيته، أو زرع شتلة طماطم في حديقته.. ربما كان اكتشف متعة أهل الخليج، وأهل الريف العربي المترامي، وهم يجمعون البيض البلدي صباحا، ويذبحون الخروف أو التيس أو الحوار- الجمل الصغير- في مآدبهم العامرة بكل ما هو بلدي.

مع ذلك فإن "جنون البقر" ليس مشكلة للإنجليز وحدهم، لأننا مضطرون - كما نعرف جميعا - أن نشد الرحال إليهم، في رحلة الصيف... التي لا يقصر بعضنا في أن يجعلها رحلة للصيف وللشتاء أيضا.

والسؤال هو: ماذا سنأكل، قبل أن تنطلق نساؤنا إلى "أكسفورد وريجنت ستريت" وكل حواضر التبضع إلى حد الجنون؟

البيض؟ احذروا السلامونيلا، ومثله الدجاج. الغنم؟ هو الأساس، ومنه حصل البقر على جنونه. وماذا عن السمك؟ الحكومة البريطانية تقول إن هناك 33 نهرا وبحيرة لا تؤكل أسماكها نهائيا، أما الباقي فيمكن أن يأكل الواحد منها نصف سمكة في الأسبوع، لأنها ملوثة بالزئبق. وهو القانون نفسه الذي ينطبق على البط والأوز وكل ما يحمل جناحين... ومعروف أن هذه الطيور تحمل في لحمها من المبيدات ما يكفي لإبادة أمة بكاملها.

إذن... لا لحوم. وننتقل إلى الخضراوات والفواكه، ونصير نباتيين" نرعى" وأطفالنا في" الهايد بارك" بعد كل جولة" شوبننج"؟

"الخضراوات الغربية تعيش على الأسمدة الكيماوية وعلى المبيدات" هذه حقيقة معروفة، بالطبع يمكن للواحد أن يأكل حبة طماطم مع بضع وريقات من الخس من دون أن يتسمم، ولكن أن يتناول ثلاث وجبات يوميا من الخضراوات الكيماوية... فإن النتيجة سوف تكون كارثة، خاصة أن تحقيقا نشر أخيرا في مجلة أمريكية يكشف أن هذه الأسمدة الكيماوية تلتهم الحيوانات المنوية عند الذكر و... تقضي على فحولته!.

إذن هل نلغي رحلتي الصيف والشتاء إلى عاصمة صاحبة الجلالة؟ مستحيل. هذا ما تهتف به نساؤنا بجميع وسائل التعبير: من الكلمة إلى النظرة إلى باقي الأسلحة المناسبة. وأعتقد أن أحد الحلول المطروحة هو إقامة جسر جوي يحمل إلينا الهامور والذبائح وباقي ما تعودناه.. أو نقترح على ربعنا الإنجليز أن ينصبوا الخيام أمام منازلهم ومعها حظائر الدجاج والغنم... والإبل وكل الذي مازال يحمل بقية من عقل... وأن يتخلوا عن قططهم وكلابهم(!).

هل هناك حلول أخرى؟ ننتظرالإجابة!

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات