الرحيل إلى المدن الساهرة أحمد سويلم

الرحيل إلى المدن الساهرة

شعر

صوت زلزلني ..
يتسلل من حلقومي
يتشظى جمرا فوق يدي
فتحت عيوني..
اشتعل الصوت جوادا عربيا
أطلقت جوادي للريح
احتدم الغيم .. مددت يدي أقبضه وشماً
أنقشه فوق جبيني
أحفره فوق ذراعي ..
تنشق الأرض بعيني
يصهل في الليل جوادي ..
يركض .. يركض ..
حتى انتصف الدرب إلى وادي الشام
ساءلت البيداء الممتدة عن قافلة
كانت ترحل صيفا ..
ضحك بيدائي..
ضحك البحر الميت .. والمتوسط
والقيظ .. وسعف النخل
تذكرت:
الليلةَ هبت صاحبتي من حضني
طلبت جرعة ماء
قصت حلما أسهدني حتى الصبح!
الآن تأول حلمي ..
هزّيني أيتها الرؤيا المدخرة في ذاكرتي
سلي من قلبي هذا الشوك
انطلقي بين يدي ..
سيفا عربيا .. أو صخرا
أو وجه يهودي ..
هزِّي بين يدي ..
فعلا .. يبحث عن فاعله
نسجا عربيا يروى عن غازله
جمرا مضفورا في سُنبله !
فأنا وجوادي صرنا المدَّ .. الغيم ..
الوشمَ على جسد الذكرى
سُلِّي مني اللغة الصعبة
أنا لا أبغى الجولة خاسرة
أو خائنة
أو غافية عن وعي
هزّيني .. أصنع منك القلب الصخري
أدرك فيه لغتي ..
وصهيل جوادي المتعب

 

أحمد سويلم

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات