كانت الشفافية عنوان وجوده, إنسانا وفناناً. جسده الرقيق ووجهه الحاني كانا يوحيان برقة من لا يحب الإثقال على أحد.
ولعل هذا الكيان البشري كان يعكس خصائصه على فنه, أو أن فنه يتجلى في كيانه. فقد كانت رسومه الكاريكاتورية تتسم بقدرة بارعة على الاختزال, والبعد عن الثرثرة, تشكيلاً وتعليقاً, وكانت ألوانه تشف بخفة محببة. ولعله لذلك كله نجح في إيصال رسائله التشكيلية الجميلة الرقيقة, والعميقة أيضا للأطفال والكبار على السواء.
وهو لم ينقطع عن العطاء الفني حتى في شهور مرضه الثقيلة الأخيرة, قبل أن توافيه المنية, وتفتقد صفحات العربي رسومه, ويفتقده محبوه.
والعربي إذ تنعى الفنان حسن حاكم, تدعو الله أن يتغمده بالرحمة ويدخله فسيح جناته, ويلهم أهله وذويه الصبر.
سطور من حياته:
- عمل في الكويت منذ عام 1964مستشاراً فنياً في وزارة الإعلام قبل أن ينتقل للعمل في مجلة العربي حتى مغادرته الكويت في أغسطس 1990 هرباً من ملاحقة قوات الغزو العراقي التي سعت لتوظيفه ضمن آلتها الإعلامية. وقد ظل حاكم يوافي "العربي" برسوماته الشهرية من القاهرة حتى انتقاله إلى رحمة الله تعالى.
- ساهم الفنان الراحل في تأسيس مجلة "العربي الصغير" في شهر ديسمبر 1987, ظلت رسوماته وحكاياته مع جحا حتى وفاته.
- شارك في العديد من البرامج المرحة في تلفزيون الكويت, إضافة إلى إنتاج العديد من كتب الأطفال.
- ولد في مدينة أنشاص إحدى مدن مصر عام 1929من أب سوداني يعمل في سلاح الحدود.
- درس الفن وعمل بعد تخرجه عام 1958 في دار الهلال ثم في صحيفة المساء واختارته بعثة التلفزيون ليكون ممثلا لبلاده.
- كان أحد مؤسسي أول مجلة أطفال مصرية خالصة هي "كروان" التي لم تكتب لها الحياة طويلاً.
- كذلك كان أول من قدم أفلام الرسوم المتحركة للسينما المصرية عام 1964 وقد شاركه في العمل بعض الرسامين المصريين وأنتجوا فيلم "تيتي ورشوان".
- اشترك في عدة معارض دولية وفاز في معرض "صوفيا برس" بوصفه واحدا من ثلاثة هم أفضل رسامي العالم.
- حصل على جائزة أفضل رسام عربي وقدمها له الأستاذ مصطفى أمين.
- قال عنه رئيس الاتحاد العالمي لرسامي الكاريكاتير "إنه كان يتصور قبل حضوره إلى مصر أنه لن يرى إلا الأهرام وأبوالهول فإذا به يلتقي هرم فن لم ير له مثيلا طوال فترة عمله في هذا المجال. إنه بحق واحد من أفضل رسامي العالم".
عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
