من ذا الذي لا يعرف اسمي? محمد علي شمس الدين

من ذا الذي لا يعرف اسمي?

قلتُ لكُمْ لستُ أنا منكُمْ
فلماذا حتى الآن يحيّركُم أمري?
تقتربونَ ولا تقتربونْ
لكأني طيف خطاياكُم?
أتخافونَ البحر المتطرّفَ
وهو يموج بأشلاء الأنهار المنتحرة
ويخبئ في القاع بقايا الجثث النخرة?

***

لا تخشوني إن كنت عنيفًا
واخشوني إن كنت كموج البحر لطيفا
فأنا آنئذ أتدبّر فيكم ملحمتي
وكمثل الشجر الصحراويّ
سأربط جذعي بالبيداء وأرفع أغصاني
ضارعة نحو الله
فهل أعيتكم أسمائي?
وأنا لا يعرف اسمي
من لا يعرف حرف (الميم)
محمّد
أحفر بالأقلام النورانيّة
أحرف اسمي كي أسكن فيه
كما أحفر قبرًا للضدّ
إذن فاخشوني فأنا الضد.
وذهبت إلى وادي طيبة ثانية
لأعرّف عن نفسي
وصرختُ بأعلى الصوتْ.. محمد
فلعلّ الوادي أنستهُ أصوات المرتدين
زمانَ الودّ
م....ح....مَ....دْ
فأجاب الوادي
مَنْ
أنتَ?
صرختُ م....ح....مَ....دْ
هل نسيَ الوادي
زَجَلَ الأحرف وهي تغرّد
كالأطيار على الأشجار
فيرتجف الجَبَل المُفرَدْ?
هل نسيَ الوادي صوت الرعد وصوت الريح
صوت ملائكة الرحمن
وقد وصلوا واصطفوا صفا صفا
فوق خيول ضامرة بيضاء
ومنسرح أجردْ...?
كبُراقٍ
(وهو حصاني)
وصعدتُ
وكان (الميمُ) يضمّ الحاءْ ببردته
ويشدّ على (الميم) الأخرى
أشلاء الوَجْد
فيشتدّ
يا ولهي
وأنا أصاعَدُ في ملكوتٍ
لا يعرفه غير العشاق
إذا وصلوا ووصلت
وكانت أسمائي تتبعني
وحروفي تتداعى بين يديّ كما تتداعى خلف الراعي الأغنامُ
تفيض فيأمرها بيديه
فترتدّ نحو حظائرها
وتلوذ هناك بمرعاها
لو كنتم أغنامًا
لرعاكُمْ راعيكُمْ
لكنّ كلاب مخازيكمْ تعوي فيكمْ
فالتمسوا
كي يُصرف عنكم
شرُّ مآسيكم
سببًا لاسمي
أو
فالتمسوا حرفين
إذا اجتمعا
خَلُصت عندهما
علل العالم.

 

محمد علي شمس الدين