في رثاء الشاعر الأديب والمؤرخ الكبير خالد سعود الزيد ... درس في الدأب والإيثار
في رثاء الشاعر الأديب والمؤرخ الكبير خالد سعود الزيد ... درس في الدأب والإيثار
ثمة علامات فارقة في تاريخ الدول يخطها رجال من نوع خاص, وثمة لحظات مضيئة تظل محفورة في الذاكرة ولا تبرحها, وهنا تحديداً يصبح الفقد مؤلماً... وثقيلاً, حين يكون لهؤلاء الذين ظلوا علامات مضيئة, هادية في زمنهم ومشعّة في أزمنة لاحقة. من بين هؤلاء يسطع اسم الشاعر والمؤرخ والأديب الكويتي الكبير خالد سعود الزيد, الذي اختطفته يد المنون في الحادي عشر من شهر أكتوبر عام 2001, ليفقد الحقل الثقافي الكويتي والخليجي والعربي واحداً من رجالاته البارزين, الذين أسهموا بجهد كبير ودأب نادر المثال في إثراء الحركة الفكرية والأدبية. لقد أوقف الفقيد حياته كلها زاهداً في المنافع مبتعداً عن اللهاث وراء رفاه وفرته التحوّلات التي أفرزتها الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي, وتغيرت بموجبه أنماط السلوك والعادات في منطقة الخليج, رافضاً الركض وراء رغد اللحظة وزبدها إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض, مفضلاً الانكباب على الدراسة والبحث والتدقيق والعلم, معتكفاً في محراب الثقافة والفكر والأدب, ليقدم رغم اعتلال صحي عانى منه طويلا , خدمة كبيرة للثقافة العربية في الكويت, مستخرجاً من بحرها الكثير من درر ظلت كامنة تنتظر الغائص الماهر. رحم الله الصديق الكبير, وعوّضنا عن إخلاصه ودأبه وصدقه وسماحته وطلاوة لسانه وجمال شعره, بمن سوف ينهلون من نبعه ويسيرون على دربه من بعده. وهنا, أيضا أتقدم بالشكر للباحث والقاص والأديب الكويتي سليمان الشطي صديق عمر الراحل الكبير الذي لبى دعوة (العربي) لتقديم دراسة وافية وثرية عن حياة الفقيد, سوف تنشر في عدد قادم. رحم الله خالد سعود الزيد أديباً وباحثاً ومؤرخاً وإنساناً نبيلاً ,وألهم أهله وتلامذته الصبر والسلوان. طفل الحجارة * آخر قصيدة خص بها الشاعر الراحل مجلة العربي.
|