اعترافات منصور الرحباني

اعترافات

شعر

أحب أن أجالس الأغراب
لأنهم يمضون لا يتركون حزنهم
لا يوقظون جزرا غريقة فينا
يمضون ألف سنة
يمضون من أيامنا
يمضون
أحب أن أحادث الذين لا أعرفهم
نشرب كأسا - مرة -
نحكي عن الأو ضاع
عن ثورة بلاغها يذاع
ونكتم الصراخ في عيوننا ونكتم الأو جاع
أما رفاق صغري
فإنهم يجالسون في بلدتي
طلائع المشيب
ويكبرون في المقاهي
وجوههم صارت نحاسا
وتماثيل سنين
أهرب منها..
لأنها وجهي وتاريخي وعمري
إنني أهرب من وجهي وتاريخي وعمري
كي لا يجيء الوقت
جعلت حراسا على المداخل
أو صدت أبوابي
كسرت في بيتي المرايا
حبستني في الداخل
لكنني مازلت
أكبر في الداخل
انهار في الداخل
إن ما يأتي.. يأتي من الداخل
من لي بأن أكسر هذا الوقت
هذا السجن
إذا العدم القادم كالأسوار
السيد الآتي بلا حزن
بلا دمع بلا أشعار
ليجمع الأشعار
من لي بأن أفلت من هنيهة
أفتح فيها طاقة
أقفز منها مسرعا
خارج سور الوقت أعدو
كهارب من القطار

 

منصور الرحباني

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات