طرْوادَةُ أبدًا

طرْوادَةُ أبدًا

شعر

فَتَحْتُ نوافذَ بيتي
رأيتُ الطيورَ تُهَاجِرْ
إلى غير ما جِهَةٍ، والْمَدَى:
حُمَمٌ،
وخَنَاجِرْ
فأشعلتُ حُزْنيَ سيجارةً،
والْتَفَتُّ،
رأيت كتابَ النُّبُوءَةِ طَالَعْتُ فيه،
ويأتي زمانٌ
يُغَيِّبُ فيه العقولَ نبيذُ الخديعةْ
وتسقط طروادةُ المَجْدِ
تحت سَنَابِكِ خيل الفجيعةْ
ويظهر «أيوبُ»
في كلّ ذاتْ:
من النيل
حتى الفُراتْ
له الداءُ مُضْطجَعٌ
والقروح عباءةْ
ولن يَعْرِفَ الطِّبُّ يومًا
دَوَاءَهْ
فتحت نوافٍذَ بيتيَ صباحًا
رأيتُ الجراحَ

تُغَلِّفُ «رُوما»..
و «نيرونُ»
- مُتّكئًا فوق عَرْشِهْ -
يداعبُ في فَرَحٍ عَبَثيٍّ
شواربه المستعارةْ
وكل الرعيَّة
تبارك سكين جَزَّارها
تُناشِدُهُ
- مَلَقًا -
أن يعاود بَطْشَهْ
فأشعلتُ «نفسيَ» سيجارةً
وأخذت أُدَخِّنُها
في امتعاضٍ
ودَهْشَةْ
فتحت نوافذ هَمّي
فأبْصرْتُني
شبحًا من دموعٍ
يحلِّقُ
مِلْءَ سماواتِ قومي

 

محمد محمد الشهاوي