ثلاثية أوجه القمر

ثلاثية أوجه القمر

ظل أمل دنقل, في بداية حياته يعاني من الوحدة في مواجهة المدينة الكبيرة فكيف استطاع أن يألف عالمها وكيف بدأ ذلك في شعره؟

ظل أمل دنقل, في بداية حياته الشعرية, محافظا على العنصر الرومانتيكي في شعره, العنصر الذي ينتسب إلى خضرة القرية والعلاقات الإنسانية الدافئة والصلة الحميمة بمظاهر الطبيعة في حياتها البسيطة, شأنه في ذلك شأن أغلب الشعراء الذين ارتحلوا من القرية إلى المدينة, أمثال أحمد عبدالمعطي حجازي الذي سبقه في الارتحال إلى القاهرة التي رآها (مدينة بلا قلب) بالقياس إلى قريته التي تنام على مشارفها ظلال نخيل ومئذنة, فأدرك أنه غريب في بلاد تأكل الغرباء, ضائع في شوارع مختنقات, مزدحمات, فشوارع المدينة الكبيرة قيعان نار, تجتر في الظهيرة ما شربته في الضحى من اللهيب, هذا الشعور نفسه هو ما انطوى عليه أمل في بداية حياته في مدينة كبيرة بحجم الإسكندرية أو القاهرة, فظل يعاني من وحدة الغربة التي يعانيها القروي في بداية تعرفه حياة المدينة الكبيرة إلى أن يألف عالمها تدريجيا, ويتعرف أسرار علاقاتها التي تستوعبه في النهاية, وتغوي رؤيته للعالم بالانتقال من وعي القرية إلى وعي المدينة فيما يبدو أشبه بالانتقال من الطبيعة إلى الحضارة.

وتتجلى بقايا وعي القرية في قصائد أمل التي كتبها في بداية حياته في المدينة الكبيرة, سواء في دائرة الحنين إلى ذات العيون الخضراء التي اتحدت بها قريته النائمة في أقصى الجنوب, والتي كانت موضوعا لقصائد من مثل (شبيهتها) و(قلبي والعيون الخضر) و (إلى ذات العيون الخضر) و (العينان الخضراوان) وغيرها من القصائد التي صاغت وعيه القروي في ارتباطاته العاطفية, جنبا إلى جنب الحنين العام الذي صورته قصيدة (رسالة من الشمال) التي كتبها بمدينة الإسكندرية في الثاني والعشرين من (أبريل سنة 1961 ليؤكد أنه لا يزال يعيش بقلبه في قرية الجنوب لا مدينة الشمال التي هي مناجم حلم بلا معدن, وبقدر ما تتحد مدينة الشمال بالغربة والوحدة والبرودة, في علاقاتها التي لم تفسح مكانا بعد لقادم من الجنوب, تتحد قرية الجنوب بالملاك الذي يسرى إليه الخيال, أو يستعيده كالطيف الذي تنيره عينا الحبيبة التي أرادها الحبيب قبل وجود الوجود, وتمضي قصيدة أمل على هذا النحو إلى أن يختمها بقوله مخاطبا حبيبة الجنوب:

ملاكي ترى ما يزال الجنوب
مشارق للصيف لم تعلن
ضممت لصدري تصاويرنا
تصاوير تبكي على المقتني
سأتي إليك أجر المسير
خطى في تصلبها المذعن

وقد اتخذت ثنائية القرية/ المدينة تجليات متنوعة في شعر أمل الباكر, منها ما كان أقرب إلى التأثر المباشر بشعر أحمد حجازي, ومنها ما كان بمنزلة استهلال لأفق متميز من الإبداع الذي سرعان ما كشف عن موهبة شعرية واعدة في طريقها إلى التحقق والاكتمال, وتبرز في هذا الجانب قصيدة (مقتل القمر) التي كتبها أمل في حي المعادي بمدينة القاهرة في الثاني والعشرين من (يوليو) سنة 1961 , بعد ثلاثة أشهر على وجه التقريب من قصيدة (رسالة من الشمال) المكتوبة في الإسكندرية, وكان أمل في ذلك الوقت لا يزال مقيما في الإسكندرية التي عمل فيها لفترة, متنقلا ما بينها وبين القاهرة, إلى أن حط به الرحال في مدينة القاهرة التي وصفها حجازي بأنها (مدينة بلا قلب) يكتب أمل قصيدته عن (القمر) بوصفه الرمز القروي الذي لايعرفه أهل المدينة, ولا تتيح لهم طبيعة الحياة الصناعية فيها أن يعرفوه أو يفسحوا له المكان الذي يستحقه في جوانحهم, فيظل غريبا في ليل المدينة كالشاعر المرتحل إليها من القرية.

و(مقتل القمر) قصيدة رمزية بمعنى من المعاني التي تؤكد طابعها الرومانتيكي في الثنائية المتعارضة ما بين القرية والمدينة, والقمر فيها تمثيل كنائي لكل ما ترتبط به القرية في الثنائية المتعارضة من براءة ووداعة ومحبة ودفء في العلاقات الإنسانية التي لاتعرف الأثرة أوالمنفعة أو المنافسة القاتلة, وسطوع القمر هو حياته المتجددة التي تؤكد انتشار القيم الجميلة, والمعاني النبيلة التي يرمز إليها, إما موته فينتج عن نمط الحياة التي يحياها البشر المسرعون الخطو نحو الخبز والمئونة, الغارقون في علاقات المنفعة الشرسة , وهي نمط يغترب بالإنسان عن إنسانيته وبالمدينة عن مدنيتها, الأمر الذي يؤدي إلى اختناق الرمز وموت القمر, وتبدأ قصيدة أمل على هذا النحو:

وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
في كل المدينة:
(قتل القمر)!
شهدوه مصلوبا تدلى رأسه فوق الشجرة!
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة
من صدره!
تركوه في الأعواد
كالأسطورة السوداء في عيني ضرير.

والبداية تؤكد درجة لافتة من الإحكام البنائي والتدفق النظمي بالقياس إلى قصيدة (رسالة من الشمال), والنقلة من الشكل العمودي إلى الشكل التفعيلي دالة, يؤكدها تنوع القافية وتباين أطوال الأسطر من حيث عدد التفاعيل, ويراعة الاستهلال لافتة في البداية السردية التي تفتح الباب لاحتمالات دلالية متعددة, احتمالات يضعنا مجراها في علاقات المجاز الجزئي الذي تجسد في (بريد الشمس) والمجاز الكلي الذي يبدأ وينتهي باغتيال القمر الذي شنقه أهل المدينة فوق الشجر, علامته التي تحولت إلى صليبه, وتركوه كالأسطورة السوداء في عيني ضرير, بعد أن سرق اللصوص معنى الضوء الذي يزينه كالقلادة الماسية.وتفتح الاحتمالات الدلالية المتعددة الباب بدورها, لتعدد التفسيرات وتعدد الأصوات في الوقت نفسه, على نحو يؤكد عنصرا دراميا في القصيدة , تنطقه الأصوات المتباينة للجار والجارة, والأسئلة التي يطرحها كل منهما عن معنى القمر ودلالات حضوره التي يثير غيابها الدمع في كل العيون البريئة, ولا تجد الأسئلة التي تلقيها الأصوات المتجاوبة صدى من إجابة, وتبقى الحقيقة الموجعة المقترنة بالحضور الشرس للمدينة هي موت القمر الذي يدثره الشاعر بعباءته, ويهجر المدينة التي تقتل القمر إلى القرية التي هي الأصل والمنبع, ويخبر أبناءها أن أهل المدينة قتلوا أباهم القمر, وذرفوا عليه دموعا زائفة وتركوه فوق شوارع الأسفلت والدم, لكن تأتي النهاية بالمفاجأة, حاملة معنى المفارقة التي أصبحت وسيلة فنية بارزة في شعر أمل بعد ذلك, فالقمر موجود في القرية, لم يقتله أهل المدينة, لان القمر لا يموت حتى لو اغتال حضوره أهل المدينة:

حط المساء
وأطل من فوقي القمر
متألق البسمات, ماسي النظر
- ياإخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا
فمن ذلك الملقى على أرض المدينة
?
قالوا: غريب
ظنه الناس القمر
قتلوه, ثم بكوا عليه
ورددوا (قتل القمر)
لكن أبونا لا يموت
أبدا أبونا لا يموت!

ولست في حاجة إلى أن أؤكد الطابع التعليمي للأمثولة التي يتضمنها المجاز الكلي للقصيدة, فالقيم والمعاني التي يحتويها القمر في إهابه الجميل لايمكن أن تتبدد وإلا تبددت المبادىء الإنسانية, والحضور العاطفي للقمر حضور أزلى كحضور الحب الذي يتجدد كتجدد الوجود, والضوء الحاني للقمر الذي يحتضن الكائنات هو الوجه الآخر من الحياة الحميمة للقرية التي تؤمن بقيم ومبادىء لا يعرفها أهل المدينة, والثنائية بين أهل القرية وأهل المدينة من هذا المنظورالتأويلي هي ثنائية المتعارضات المتقابلة التي تضع العناصر الموجبة كلها في جهة القرية والعناصر السالبة كلها في جهة المدينة, وذلك على نحو تتحول به الثنائية نفسها إلى نوع من إطلاق الصفة الذي يختزل الحضور المطلق للخير والجمال والحقيقة في عالم القرية, ويحرم عالم المدينة على نحو مطلق من الحضور نفسه, وذلك هو ما يبقي على القصيدة في الدائرة الرومانتيكية التي تتميز بمطلقاتها الحدية ما بين الثنائيات المتعارضة, تلك التي يتشكل كل طرف منها بصفة وحيدة البعد لا تعرف معنى النسبية.

ولكن رمزية القمر لاتفارق أمل دنقل في تحولاته الشعرية, ومن ثم انتقاله من وعي القرية إلى وعي المدينة, خصوصا بعد أن جذبته المدينة إليها, وجعلته يتعرف منها على ما يشده إليها, ويبعده في الوقت نفسه عن نبع البراءة الرومانتيكي الذي بدأ منه, هكذا, يظهر القمر في مجلى مغاير ضمن قصيدة (الوقوف على قدم واحدة) التي كتبها بعد قصيدة (مقتل القمر) بست سنوات, ونشرها في الملحق الأدبي لجريدة (الأهرام) في شهر ديسمبر 1966, ويعاود القمر الظهور في هذه القصيدة على النحو التالي:

أتأذنين لي بمعطفي
أخفي به
عورة هذا القمر الغارق في البحيرة
عورة هذا المتسول الأمير
وهو يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة
يطالع الكف لعصفور مكسر الساقين
يلقط حبة العينين
لأنه صدق- ذات ليلة مضت-
عطاء فمك الصغير
عطاء حلمك القصير

ولا يبدو القمر في هذا المقطع, من حيث الظاهر على الأقل, على هيئة الأب الريفي الذي لا يموت, فهو متسول أمير, يحمل معنى الغواية التي تسربت إلى دلالاته الجديدة التي ناوشها صلاح عبدالصبور, قبل أمل دنقل, مستفيدا من شكسبير, عندما صاغ في قصيدته (نغم) (من ديوان (الناس في بلادي) الصادر سنة 1957) الحوار التالي:

- أشرقي يافتنتي
- مولاي..!
- أشواقي رمت بي !
- آه.. لاتقسم على حبي بوجه القمر
ذلك الخداع في كل مساء
يكتسي وجها جديدا

وكان صلاح عبدالصبور يتلاعب بأسلوب التضمين في حواره, مستخدما ما قالته (جولييت) في الرد على (روميو) الذي أقسم لها على حبه بالقمر الذي يكسو ذوائب الشجر, فنهته عن القسم بذلك الخداع الذي يتغير وجهه كل شهر (روميو وجوليت, الفصل الثاني, المشهد الثاني), وكان القمر في هذا القسم قمرا مغايرا لقمر القرية في معناه المديني الذي أصبح متصلا بالمخادعة والتقلب والتبدل, ولكنه ظل محافظا علي ملامحه التي تصله بقمر القرية, والتي تكشف عن ما يمكن أن ينتهي إليه في المدينة, خصوصا حين تغويه المدينة وتوقعه في شباكها, وتتركه عاريا مكشوف العورة, كأنه القمر الذي يتحدث عنه أمل دنقل في مقطوعته التي تكشف عن درجة أعلى من نضجه الفني.

ويغري بهذه الدلالة في التفسير أن الخطاب في قصيدة (الوقوف على قدم واحدة) يتجه إلى امرأة غاوية, تلقي شباكها على فتى قروي, تراوده عن براءته بما يلقي به في أنياب اللحظة الدنسة لفراش الوهم المخمور, وذلك على نحو يدني بالفتى القروي من القمر المنتسب إلى ليل القرى, ويضع كل واحد منهما موضع الآخر في مناقلة الدلالة , فتغدو غواية الفتى القروي هي الوجه الثاني من غواية القمر الذي يسقط في شرك الفتنة عاريا, تظهر عورته كالمتسول الأمير حين يغرق في بحيرة اللذة, لأنه صدق شبيهة المرأة التي خدعته كلماتها وأسقطته في شباك الحلم القصير الذي قادته إليه, فلم يبق للفتى المتحد به سوى استئذان هذه المرأة في أن يخفي بمعطفه عورة القمر التي هي عورته, والاستئذان لايخفي علاقة المتسول الأمير بالقسم في أبيات شكسبير التي يكسو فيها القمر بضوئه ذوائب الشجر, كما لو كان يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة في أبيات أمل التي تضيف مطالعة الكف لعصفور مكسور الساقين, في الدلالة على بريء آخر وقع في غواية المدينة التي تجسدت على هيئة امرأة.

أعلى الأصوات

وتمضي سنوات ثلاث على نشر قصيدة (الوقوف على قدم واحدة) وينشر أمل ديوانه (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة) ويصبح في طليعة الشعر القومي, ويغدو صوته أعلى الأصوات الشابة وأكثرها تأثيرا بعد كارثة 1967, ولكنه لاينسى (القمر) الأب الذي ينتسب إليه أهل القرية, والمتسول الأمير الغارق في بحيرة الغواية, فيعود إليه سنة 1969 بقصيدة عنوانها (ليس إلا الغبار) منشورة في جريدة (العمال( القاهرية (العدد 90 بتاريخ الخميس 7/8/1969) ولم تنشر في ديوان له إلى اليوم, وكان أمل يريد في هذه القصيدة أن يؤكد مقتل القمر من جديد, لكن في سياق أكثر تعقيدا واتساعا من سياق ثنائية القرية /المدينة, سياق مناخ بعد العام السابع والستين, حيث قنابل النابالم التي كانت تقذفها الطائرات الإسرائيلية على الأبرياء العرب, وإعلانات (الكوكاكولا) التي كانت تدل على سطوة الولايات المتحدة, كما كانت تدل على علاقتها الوثيقة بأدوات الدولة التسلطية, وأخيرا, هناك المركبات الفضائية التي حطت على وجه القمر مستبدلة عهدا بعهد وعالما بعالم, وتبدأ القصيدة على هذا النحو:

قتلوا وجهك الحلو داخل قلبي الحزين
قتلوا وجهك الحلو منذ سنين
شارة (الكوكاكولا) على صدر
مأمور سجن المدينة
شارة (المافيا) فوق مبنى الدفاع,
تحمل (الشيكولاتة) للاجئين الجياع,
وهي تكوي جلودهم بالرصاص,
بنجمة داوود في بيت لحم,
ربما لا نراك إذا غمرتنا الليالي الحزينة,
غير قرص دقيق ودم,
غير قرص دقيق ودم,
يتلهى به الصبية الجائعون.
معذرة..
عندما هبط النسر فوق اخاديدك
الغائرة
لم أره
كان بيني وبينك وابل
من غبار (النابالم)
ومن قاذفات القنابل

وتختفي كل معاني البراءة ودلالات القرية والإشارة إلى بحيرة الغواية في هذه الأبيات, وينداح التعارض بين القرية والمدينة في تعارض أوسع يضمهما معا في دائرة الوطن المهزوم, المستغل, مقابل دائرة المستعمر الغاصب الذي يمتص الدم, ويغدو القمر في هذه الثنائية الجديدة قرين أحلام العدل الاجتماعي والوحدة القومية والحرية السياسية التي ضاعت, والتي اغتالتها الأيدي التي اغتالت القمر- الوطن منذ سنين, وتركت شاراتها علامات عليها, ابتداء بشارة (الكوكا) على صدر مأمور السجن, وانتهاء بشارة (المافيا ) فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية, والنتيجة هي الكارثة القومية التي أحالت القمر إلى قرص دقيق ودم, وحالت بيننا وبين رؤية القمر الذي اختفى تحت وابل من غبار النابالم, وتضيف القصيدة:

قتلوا وجهك الحلو داخل قلبي الحزين
قتلوا وجهك المستكين
عندما أنبأوني بأن البشر
يطأون بأقدامهم فوق وجه القمر
لم أرق دمعة, لم أبث الأنين, كنت أعرف أنك مت,
تفتت منذ سنين
وتبعثرت في الطرق الزائفة

العنف الوحشي

وتمضي القصيدة على هذا النحو لتصل العنف الوحشي للاستعمار والقمع التسلطي لسلطة الحكم المحلي بغزو الفضاء الذي أدى إلى اقتحام سطح القمر, ومن ثم تحويله من حلم رومانتيكي ورمز للعشق الإنساني الدافئ في مخيلة البشر إلى كوكب خاو من صخور نارية وتربة لا تعرف الماء في واقع خشن يخلو تماما من الشاعرية, وربما كان إدراك أمل لهذا الواقع الخشن هو دافعه إلى إفراغ القصيدة من عنصر الشاعرية, وإثقالها بالمفردات التي تنقل إليها قسوة الواقع المعيش في عنفه الدموي واستغلاله الوحشي وقمعه التسلطي, وذلك إلى الدرجة التي أوقعت القصيدة نفسها في درجة عالية من النثرية التي باعدت بينها وبين الشعر, وقاربت بينها وبين لغة الجرائد اليومية المثقلة بالكوارث, تلك اللغة التي لم يفلح أمل في إعادة صياغتها بطريقة جمالية تخلق من تجليات القبح أفقا للشعر, وفضاء لإبداعه, فضاع القمر بمعناه الإبداعي شأنه شأن القمر الرومانتيكي القديم, ولم يبق من كليهما سوى الغبار على أرض الموت والقنبلة, ولذلك لم يقبل أمل لهذه القصيدة أن تنشر في واحد من دواوينه التي أصدرها في حياته, وظلت حبيسة العمود الذي نشرها فيه للمرة الأولى بجريدة (العمال) سنة 1969.

 

جابر عصفور

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات