العدد (481) - اصدار (12-1998)

العربي في ربيعها الأربعيني محمد الرميحي

خلال أربعين عاما طافت مجلة العربي بمعظم أنحاء العالم وحققت للثقافة العربية أصفى ما كانت تتوق إليه من علم ومعرفة ومتعة. عندما يصل هذا العدد من مجلة العربي إلى قرائها في كل مكان من عالمنا العربي الواسع، وكل بقعة تقرأ فيها العربية، فإنها كمجلة شهرية تخطو به إلى بدايات العقد الخامس من عمرها ، معنى ذلك أن عمرها قد جاوز أربعين عاماً في خدمة الثقافة العربية، صحبت منها شخصيا سبعة عشر ربيعا دون انقطاع، عدا الانقطاع القسري في سنة الاحتلال العراقي للكويت "أواخر عام 90 وأوائل عام 91"

العولمة وتعريب الترجمة شوقي جلال

نقصد بالعولمة ذلك النزوع الثقافي الذي يبدو في ظاهره جديدا ويسميه البعض النظام العالمي الجديد, أو يقال إن العالم بات قرية واحدة تهاوت معها الحدود القومية ليسود مركز عالمي علمي وتقني واقتصادي وثقافي, وتروج لهذا المفهوم الولايات المتحدة الأمريكية والشركات متعدية القوميات, وهذا هو الجديد, ونجد قرين ذلك نزوعا آخر يدعو إلى حوار البحر المتوسط أو حوار الشمال والجنوب بين أوربا وبلدان حوض البحر المتوسط (وهي عربية) وبلدان إفريقيا, ويأتي هذا تعبيرا عن صراع خفي بين العولمة بمفهومها الأمريكي وبين سعي أوربا بعامة

الصيام وغريزة الطعام فوزي أمين العزي

ليس "علم " الإنسان بوظائف الطعام هو وحده الذى يدفعه لطلبه ، فهناك أيضا حاسة الجوع الضاغطة ، وشهوة الطعام الباعثة . فأما حاسة الجوع ، فهى التى تدعو الإنسان إلى ما يسد حاجتة من طعام ضرورى لاستبقاء الحياة واطرادها على أوفق حال .. وهذا مندوب إليه شراعا وعقلا ، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الجسد . أما الشهوة الباعثة ، فهى شهوة الطعام ولذته . وهذه- وإن كانت فى الأصل- وسيلة ، غير أن كثيرا من الناس يجعلها- عن سوء تقدير وضعف ارادة- غاية

هلال رمضان: الرؤية والضوابط الفلكية محمد صالح النواوي

هل من طريقة لوضع آليات محددة لرؤية الهلال وهل يمكن توحيد التقويم الهجرى؟ بداية لا أود أن أكون مع ذلك الفريق من الناس الذى يريد أن نعتمد على الحسابت بالكلية وأن نترك الرؤية جانبا . وهؤلاء يقولون كيف : نعتمد على الرؤية ونترك الحسابات الفلكية ونحن الآن نعيش فى عصر الفضاء حيث صعد الإنسان على سطح القمر وسار عليه ؟ كيف نهمل الحسابات الفلكية والتى يمكن أن تكون دقيقة للغاية فى تحديد موقع الهلال ولحظة ميلاده

صوم رمضان وفلسفته حامد طاهر

لبعض الأوقات فضيلتها كما للأماكن. وقد اختار الله تعالى شهر رمضان من بين سائر شهور السنة ليحظى بفضيلتين: الأولى نزول القرآن الكريم والثانية شعيرة الصوم. جاء في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به فإذا أضفنا إلى ذلك ما اختص به شهر رمضان الكريم من وجود ليلة فيه، لا يستطيع أحد أن يحددها بالضبط، هي ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر، حينئذ ندرك أننا نعيش خلال شهر رمضان وقتًا من أغلى أوقات السنة