العدد (481) - اصدار (12-1998)

عزيزي العربي المحرر

الأحداث كالأشخاص ، تولد وتنمو وتكبر ، وتموت ، وكما يخصص التاريخ صفحات مطولة لبعض الأشخاص دون غيرهم من البشر ، فإنه يبرز بعض الأحداث ويجعلها الأخص ليس فقط بالحفظ ولكن بالدراسة والتحليل أيضاً ، ولقد مرت بأمتنا العربية هذا العام " 98 " ذكرتان لحدثين غاية فى الأهمية والتناقض ، وبقدر أهميتها هذه بقدر اعناء التاريخ بهما وكذلك بالشخصيات التى شاركت فيهما ، وقد بد لنا أن لا مناص من الوقوف أمامهما أكثر من مرة ، ربما لكى نعرف حقيقتنا الآن

عزيزي القارئ المحرر

بهذا العدد تكتمل دائة العقود الأربعة من عمر " العربى " التى صدر عددها الأول منذ أربعين عاماً ، وبالتحديد فى ديسمبر 1958 . ولما كانت هذه الصفحة معنية دائما بالإشارة إلى الخيط الأساسى فى نسيجتكوين العدد الذى تتحدث عنه ، فإن الشئ بالشئ يذكر ، ومواد هذا العدد تستدعى بدورها ذكرى مواد العدد الأول الذى صجر منذ اربعين سنة ، ومن مقابلة العددين تنبثف أسئلة وعلامات تعجب ، وتعبيرات دهشة ، وتقليب ألم ، وتغليب أمل ،- دونه يبدو الاستمرار صعباً

أرقام محمود المراغي

على مر التاريخ، لم يمرالعالم بما يمر به الآن من تزاوج بين المعرفة وتطبيقاتها العملية التى تنعكس على حياة الإنسان. قديما، كانت أوجه المعرفة متعددة، ففي كل يوم يكتشف الإنسان ويحيط بما حوله، يضيف لدنياه، يصنع مستقبله، ولكن كان القسط الذي تتمتع به النواحي التطبيقية من صناعة وزراعة وأدوات مادية لازمة للحياة هو القسط الأقل، أما القسط الوفير فكان لأوجه معرفية أخرى، فالعرب يهتمون بالشعر، والأوربيون يهتمون بالفن والفلسفة، والآسيويون ينشغلون بعلوم الحكمة وصناعة الآلهة والروحانيات

قالوا.... المحرر

لدى القليل من الوعود ، والكثير من العمل

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

عاش حياته الماجنة خاضعا لجواري قصره وأغواته وغلمانه.. ومنذ ولي على مصر في 24 نوفمبر 1848، راح يحيط نفسه ببطانة من الجراكسة الأرناؤود، وجيش جرار من القيان الحسان، يتبعهن جيش آخر من العبيد والخصيان. واتخذ من جواريه التركيات والروميات مستشارات لا يبرم أمرا من أمور الدولة إلا بإشارتهن وإرشادهن، يقرب من يرضين عنه، ويبعد من يغضبن عليه. ولم يكن كل ذلك الذي يفعله والي مصر عباس بن طوسون وحفيد محمد علي، ليرضي عمته الأميرة نازلي هانم ولا عمه سعيد

واحة العربي محمد مستجاب

هذا الذي يحتوي النشاط الإنساني من عصور الحمام الزاجل حتى مرحلة الفاكس .. وأمورا أخرى البريد- في اللهجات العربية المتأثرة بالوافد من لغات أجنبية البوستة، والطاء أثر صدقا من التاء.. البوسطة، وفي حقبة الأربعينيا ت من هذا القرن انتشرت أغنية شهيرة على كل الألسنة حيث كانت تشدو رجاء عبده "ا لبوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي"، أي أن عمال البريد أرهقوا ارهاقا قاسيا- إل ى حد التشكي- من كثرة مراسلاتها إلى ذى القلب الجامد

جمال العربية فاروق شوشة

المعري هو شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء العرب . وهو فى نثره وشعره طراز فريد من العقول ، وأفق باذخ من البيان ، وتجليات التعبير فى رسالته : " ملقى السبيل " التى ألفها فى الدور الأخير من حياته زمن عزلته وانقطاعه- حوالى سنة اربعمائة وثلاثين هجرية- وقد زهد فى الدنيا لكبره واقتراب أجله ، يسلك المعرى طريق الوعظ والنسك والتمسك بالمعتقد . والرسالة تقوم على الفواصل القصيرة ، والكلمات القليلة المثقلة بالمعنى والعظة

من شهر إلى شهر المحرر

قد تصل الأمصال واللقاحات إلى مواقع انتشار الأوبئة, ولكنها تضل الطريق إلى المحتاجين إليها. والأسباب عديدة, وبخاصة في دول العالم الفقير, ومنها: سوء التنظيم, والاضطرابات المحلية التي لاتنتهي, والفوضى الناتجة عن قلة الخبرة, وفقر الإمكانات. فإذا أضفنا إلى ذلك كله ارتفاع تكلفة إنتاج وتخزين اللقاحات والطعوم, كان علينا أن ندعو الله مخلصين أن يكلل جهود الدكتور (تشارلز أرنتزين) بالنجاح

طرائف عربية المحرر

رحم الله شوقي بك أمير الشعراء, احتـضن عبدالوهاب منذ طفولته ورعاه بالعلم والثقافة, وفتح أمامه أبواب المجد والشهرة, وعرفه على بيوت الذوات من الأغنياء. في هذا الوقت كان المازني والعقاد يتزعمان حملة ضارية للنيل من شوقي وشعره, وأصاب رذاذ هذه المعارك محمد عبدالوهاب بسبب احتضان شوقي له, أرادت السيدة روز اليوسف والدة الكاتب إحسان عبدالقدوس أن تعرف هذا البلبل الجديد لهؤلاء حتى يكفوا أذاهم عنه

إلى أن نلتقي أنور الياسين

كان الأقدمون يقولون إن الحكمة يمانية . ولكن يبدو أن الحفاوة يمانية أيضا ، وأن كرم الضيافة الذى تتحدث عنه كتب التراث العربى قد تسللت تقاليده الأولى من فوق جبال اليمن وعبر صحراء تهامة . ففى زيارتى الأخيرة لذلك البلد العربى الشقيق اكتشفت أن الخلافات السياسية يجب أن تكون دائما شيئا عابرا ، وأن الجوهر العربى هو ما ينبغى علينا جميعا أن نلتقى تحت ظله . ويبدو أن الحفاوة اليمانية تطال كل شئ حتى المجنى عليهم كما يقولون