من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
وصلت البطاطس.. عفواً: اللقاحات

قد تصل الأمصال واللقاحات إلى مواقع انتشار الأوبئة, ولكنها تضل الطريق إلى المحتاجين إليها. والأسباب عديدة, وبخاصة في دول العالم الفقير, ومنها: سوء التنظيم, والاضطرابات المحلية التي لاتنتهي, والفوضى الناتجة عن قلة الخبرة, وفقر الإمكانات.

فإذا أضفنا إلى ذلك كله ارتفاع تكلفة إنتاج وتخزين اللقاحات والطعوم, كان علينا أن ندعو الله مخلصين أن يكلل جهود الدكتور (تشارلز أرنتزين) بالنجاح, لنستغني عن تعقيدات ومشاكل حملات التطعيم والتحصين ضد الأمراض والأوبئة, فنكتفي بتوزيع درنات البطاطس, درنة لكل أسرة, تقطع إلى مكعبات, يأكل كل فرد مكعباً, ويحمد الله.. فقد تم تطعيمه!

ليس في ذلك أي تجاوز أو تحايل بالأساليب اللغوية, فهذا هو ما يعمل به عالم النبات الدكتور أرنتزين, الباحث بمعهد بويس ثومبسون لأبحاث النباتات في نيويورك, الذي يجتهد ليقدم لنا هذه الدرنات السحرية, بعد معالجتها بتقانيات الهندسة الوراثية, إنه يعمل في مشروعه البحثي الطموح منذ ست سنوات.. ينقل بعض الصفات الوراثية من كائن أميبي يصيب الإنسان إلى الحمض الوراثي (دنا) في البطاطس, وتكمل الأخيرة العمل, وتنتج نتفاً من بروتينات الأميبا, فإذا أكل الإنسان من هذه البطاطس, تحرك جهازه المناعي ونشط, وهاجم الأميبا.

وفي بداية الأمر, واجهت الدكتور أرنتزين مشكلة, فقد أخفقت البطاطس في (قراءة) الشفرة الوراثية في بروتين الأميبا الطبيعي, فاضطر إلى تخليق نسخة اصطناعية من الجينات المطلوبة, وافقت عليها البطاطس وتقبلتها في خلاياها, وبدأت تنتج مادة مشابهة لها!

وجاء دور التجريب, قدم أرنتزين بطاطسه إلى 14 من المتطوعين, فتكونت لديهم أجسام مضادة للأميبا ـ وهم غير مصابين بها أصلاً ـ وكانت الاستجابة بنفس قوة استجابة الجسم الطبيعية عندما تهاجمه الأميبا فعلاً.

إن لقاحاً بسيطاً وسهلاً كهذا يسعف في مواجهة الانتشار الوبائي لبعض الأمراض التي تصيب القناة الهضمية وينتج عنها الإسهال الحاد, الذي يكون قاتلاً في معظم الأحيان, وبخاصة عند الأطفال.

ويتطلع أرنتزين إلى تحسين لقاحه الطبيعي الجديد, فالبطاطس النيئة غير مستساغة, ويرجو أن يبدأ المحاولة من جديد مع الطماطم, أو مع الموز, حتى تكون عملية (التطعيم) باللقاحات لذيذة وممتعة!

تكنولوجيا
"كوج" يتعلم كالأطفال

ندعوكم إلى مزيد من الاهتمام بمراقبة التطورات الفاصلة في عالم الروبوتات, من أجل مزيد من التعارف بين الإنسان وهذه الآلات الذكية التي يصنعها بيديه, ويضيف إليها ـ في كل يوم ـ ما يحسن من صفاتها ويزيد من قدراتها ودرجة ذكائها.إن (كوج) واحد من هذه الروبوتات الجديرة بالرصد والتأمل, يرقى بأبناء (جلدته) إلى مرتبة أعلى, فيكتسب مهارة القردة على التعلم. صحيح أنه يخطو في هذا المجال الجديد كطفل, ولكنه ـ كما يقول (سيده), المهندس روندي بروكس ـ قد تجاوز جيل الروبوتات التي تطيع التعليمات المسجلة في برامج تسييرها, فتؤدي أْعمالا بعينها, وتعجز عن الاستجابة لأي متغيرات.

يقول روندي: إن البرنامـج الـذي أعطـيته لـ (كوج) يجعله (يعي) ما يرى, ويستجيب بالتقليد, فأنا أقف أمامه وأحرك رأسي يمنة ويسرة, فيفعل مثلما أفعل, وإذا وضعت بين يديه أداة كتلك التي أمسك بها, تصرف بها كتصرفي. إن (كوج) يؤدي كل الأفـعال التي يراها تحدث أمامه, بدرجـة عالـية مـن الدقة, وإن كان يعاني من الإعاقة, فهو كسيح, اضطر صاحبه إلى تثبيته فوق منصة, إذ عجزت قـدرات المخـتبر الذي يعمل به المهندس روندي عن توفير ميزانـية تمكنه من صنع ساقين يتحرك بهما كوج: الروبوت القابل للتعلم!

محيطات
(مير) تغوص في الأطلنطي

إنها (مير) أخرى.. هي مركبة تحمل نفس الاسم الذي اشتهرت به المحطة الفضائية الروسية, وتعمل الآن في المنطقة الوسطى من المحيط الأطلنطي, على بعد ستة كيلومترات تقريباً, تحت سطح المحيط. وتشترك (مير) الفضاء مع (مير) المحيط في الجنسية الروسية. وللدقة, فهما مركبتان للأعماق, أو غواصتان صغيرتان (مير الأولى) و(مير الثانية), وتعملان بالتبادل. وهي ليست المهمة العلمية الأولى لهما, فقد سبق أن عملتا في تصوير حطام أشهر السفن الغارقة (تيتانيك).

وتحمل الغواصتان بعثة علمية مشتركة, من جنسيات مختلفة, (ألمانية ـ روسية ـ نرويجية ـ أمريكية), ومن تخصصات متعددة (جيولوجيون ـ علماء طبيعة بحرية ـ كيميائيون ـ علماء حياة دقيقة), والهدف العلمي النهائي للبعثة هو الحصول على مزيد من المعلومات عن العمليات الطبيعية التي أسهمت في تكوين القشرة الأرضية. وستمكن (مير) العلماء من الحصول على نماذج وعينات من الصخور والكائنات الحية المتنوعة التي تعيش حول فوهات البركان البحري المعروف باسم (بركان هضبة مولوي), أمام الساحل الشمالي للنرويج.

ويتوقع العلماء أن تعينهم هذه العينات على اكتشاف نافورات من المياه الدافئة في هذه المنطقة العميقة من المحيط الأطلنطي, ويأمل علماء الحياة في أن يكتشفوا تجمعات من الكائنات الحية الدقيقة لم تكن معروفة من قبل.

ومن أهداف البعثة الجيولوجية البحرية جمع المعلومات حول حركة قاع المحيط في تلك المنطقة, والنشاط التكتوني الذي يتسبب في التباعد بين منطقتي سفالبارد ـ شمال النرويج ـ وجرين لاند, بمعدل (1) سم في السنة. كذلك, يتطلع الجيولوجيون إلى العثور على امتدادات لرسوبيات كانوا قد اكتشفوها من قبل في المياه الضحلة القريبة من منطقة البحث, وتحتوي على مواد هيدروكربونية متجمدة, فإن تحقق رجاؤهم, فإن ذلك يعني غنى المنطقة بمخزون هائل من الغاز والزيت.

فلك
كاليستو ذو الوجه المجدور

إنه أحد توابع كوكب المشتري, ويتميز بين كواكب وأقمار المجموعة الشمسية بأنه أكثرها ثقوباً, وظل الفلكيون, منذ عرفوه, يعتقدون أنه مجرد كتلة متجمدة من الصخور والثلوج, حتى أعلنت عالمة فيزيقا الفضاء الأمريكية (مرجريت كيفيلسون) مؤخراً أن ثمة احتمالات كبيرة لوجود محيط تحت السطح الظاهر لهذا القمر كاليستو, شبيه بالمحيط الذي حصل العلماء على مؤشرات لوجوده تحت سطح شقيقه القمر (أوربا).

وتبني السيدة كيفيلسون تصورها اعتماداً على ملاحظة استوقفتها في تقرير عن أعمال المسبار الفضائي (جاليليو), وتفيد بأن القمر أوربا يحيط به مجال مغناطيسي يتولد من تأثير المجال المغناطيسي الخاص بالكوكب الأم, فيؤدي المجال الأخير ـ الأكبر والأشد ـ إلى إطلاق تيارات كهربية في مياه المحيط المالحة التي يعتقد العلماء أنها تنساب على عمق 60 ميلا تحت سطح القمر أوربا, ومن هذه الكهرباء, ينشأ المجال المغناطيسي لهذا القمر.التقطت كيفيلسون الإشارة, وأسرعت تراجع البيانات التي أرسلها (جاليليو), في الفترة من نوفمبر 1996 إلى يونيو1997, عندما كان المسبار يمر بالقرب من كاليستو وفي مواجهته, وتملكتها الدهشة حين وجدت أن لكاليستو نفس حال أوربا, فقد دلت البيانات على أن له مجالا مغناطيسيا لاسبيل إلى تفسير وجوده إلا على نفس الأسس التي تبرهن على وجود مجال القمر أوربا, أي أن يكون لكاليستو محيطه الذي يحتمل أن تكون له نفس ملوحة المحيطات الأرضية ويختفي تحت سطح ذلك القمر على عمق 6 أميال, أو تكون ملوحته 1/10 من ملوحة محيطاتنا. إذا كان يسري على عمق 60 ميلاً تحت سطح كاليستو.حسناً.. يبدو أن الفضاء مليء بالمحيطات المتخفية تحت أسطح الكواكب المتجمدة, إذ تسعى مرجريت كيفيلسون حالياً لإثبات أن أكبر توابع المشتري, القمر (جانيميد) له محيطه الخاص, هو أيضاً, وتقول: مادمنا نتحدث عن احتمالات كبيرة لوجود محيطات في أوربا وكاليستو, فما المانع أن يكون للشقيق الأكبر محيطه الذي يخفيه تحت غطائه الصخري?!

رياضة
العنيفة المأمونة!

أعجب لأمر هذين.. يلتقيان, وتبدأ العلاقة بينهما بالتصافح بالأيدي, ثم لايلبثان ـ بإشارة من ثالث ـ أن يستخدما نفس الأيدي, وأحياناً الأقدام والرءوس, في حرب حقيقية, تسيل فيها دماء, وقد يسقط أحدهما مغشياً عليه, وقد ينتهي أجله. تسأل, فيقال لك إنها رياضات (النزال), وعليك أن تنحي عجبك أو تأففك, فنحن أمام (رياضة) لها أصولها وقوانينها التي تحمي اللاعبين, وتجعل تلك الرياضات مأمونة, بل أقل خطراً وعنفاً من غيرها, كما تقول الإحصائية التي نشرتها منظمة الملاكمين المحترفين في بريطانيا, وجاء فيها أن عدد حالات الوفاة على حلقة الملاكمة, في الفترة بين عامي 86 و1992, لايزيد على واحد, بينما يبلغ 94 حالة في رياضات الهواء, و91 حالة في سباقات السيارات, و72 حالة في رياضات تسلق الجبال والمرتفعات, و59 حالة في رياضات الماء, و36 حالة في ألعاب القوى, و24 حالة بين راكبي الدراجات, حتى كرة القدم ـ كما تقول الإحصائية ـ تعد رياضة عنيفة, بل قاتلة ـ بالنسبة للملاكمة ـ إذ راح ضحيتها في نفس الفترة 22 لاعباً!

إن الإحصائيات لاتكذب. هذا صحيح. ولكننا ـ أيضاً ـ يجب ألا نغفل تقريراً للجمعية الطبية البريطانية يجسد عنف (رياضة) الملاكمة, يقول إن لكمة قوية سريعة من قبضة ملاكم محترف يمكن أن تلحق برأس (المنافس) أذى شديداً, وقد تكون (قاضية), بلغة الملاكمة, أو بلغة الطب!

إن سرعة اللكمة تصل إلى 8.9 متر في الثانية, أي 20 ميلاً في الساعة, وتنتقل هذه السرعة إلى رأس المنافس, حين ترتطم بها القبضة, فيؤدي القصور الذاتي إلى اصطدام مادة المخ اللينة بالجدار الداخلي للجمجمة المترنحة, فتمزق السطح الغشائي الرقيق للمخ ويدمى, فيفقد (المهزوم) توازنه, أو يغيب وعيه, وقد يصاب بورم دموي في المخ, وقد ينتهي الأمر بوفاة الملاكم.

وبالرغم من أن العين محاطة ببعض (التضاريس) التي تساعد على حمايتها من قبضة المنافس, مثل المحجر العظمي الذي تسكن به, والحاجب الذي يعلوها, والأنف وعظام الوجنة ـ وكلها يتلقى الضربات نيابة عنها ـ إلا انه إذا تمكن ملاكم حاذق من توجيه ضربة صاعدة قوية إلى عين منافسه, أغلقها!

وبالإضافة إلى تورم الأنسجة المحيطة بها, فإن سوائل العين تنقل موجة صدمة اللكمة إلى الأجزاء الداخلية الأشد حساسية, مثل القرنية والعدسة والشبكية, فتدمى أو تتمزق.عليك الآن أن تصدق الإحصائيات, وأن تضع في اعتبارك الحقائق الطبية, وتوازان الأمور, قبل أن تتخذ قرارك بالموافقة على ممارسة ولدك لهذه الرياضة العنيفة.. المأمونة!!

إعلانات
مستقبل الإعلانات التلفازية

يصعب تصور الحياة من دون إعلانات. هذه حقيقة يوافق عليها كل من المعلن والمستهلك والميديا.. إنها الأطراف المستفيدة من الإعلان, ومن حق الجميع أن يطمئنوا إلى مستقبل الإعلان.

من هنا, كان استطلاع رأي عدد من خبراء الإعلانات, نشر مؤخراً, وفيه تصورات مختلفة لأحوال الإعلان ـ والإعلانات التلفازية بصفة خاصة ـ في القرن القادم.

يرى أحد هؤلاء الخبراء أن موجة الإعلان التلفازي التي شهدت مداً عالياً في نهاية القرن الحالي سوف تنحسر مع تقدم القرن المقبل, ويرد ذلك إلى أن إدارات الإنتاج في كثير من الشبكات التلفازية لم تعد تعتمد على دعم الإعلانات, بل على اشتراكات المشاهدين في خطوط الخدمة التلفازية الخاصة (الكابلات), وأن هذه الشبكات سوف تنصاع لرغبات المشاهدين, فتبعد الإعلانات التي تقطع عليهم متعة متابعة البرامج. ومن جهة أخرى, فإن المعطيات التكنولوجية الحديثة تتيح للمشاهد أن يقفز فوق الفقرات الإعلانية, فينتقل من محطة تلفازية إلى أخرى, وثمة وسائل مستحدثة لاستدعاء خدمات إعلانية خاصة على الشاشة الصغيرة. ومع التطور المتزايد المنتظر في مجال الإلكترونيات وتكنولوجيا الاتصال, فالمتوقع أن تخسر الإعلانات التلفازية مساحات كبيرة كانت تحتلها في السنوات الأخيرة.

ويرى خبير آخر أن الإعلان التلفازي في القرن القادم سيتميز بصفة القصر, فلن يزيد زمن الرسالة الإعلانية على 15 ثانية, وسيكون هذا الزمن كافياً لأن يقول المعلن كل ما يقال الآن في إعلان مماثل مدته 30 ثانية. ويتوقع ألا يزيح التقدم في مجال الإعلان التلفازي الإعلانات المعلقة (البوستر), وإن كان على هذه الإعلانات القديمة أن تطور نفسها, لتحتفظ بالمكان الذي تتركه لها الإعلانات التلفازية المبهرة.

ومن التوقعات الطريفة أن إعلانات التلفاز في المستقبل ستكون موجهة, بالدرجة الأولى, للنساء, فالإحصائيات الحالية تشير إلى أن 80% من المستهلكين من النساء, فإن لم يكن المستهلكات فهن من يقوم بعملية التسوق للأسرة كلها, وثمة مؤشرات على أن هذه الظاهرة ستستمر في السنوات القادمة.

وأخيراً, يعتقد الخبير الإعلاني (جاك سيجويلا) أن إعلانات المستقبل ستكون حافلة بالأصوات العالية والضوضاء, وسيكون التوجه الإعلاني قارياً, إذ سيراعى في إعلانات التلفاز أن تتخطى الحدود الإقليمية لتخاطب قارة بأكملها, على الأقل, إن لم يكن العالم كله, ومن ثم, فإن ذلك سيساعد على خلق ما يمكن أن يسمى بثقافة استهلاكية عامة, تنتظم شعوب قارة بأكملها.

ندوة
توفيق الحكيم... حضور متجدد

ينظم المجلس الأعلى للثقافة بمصر في الفترة من 28 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 1998 مؤتمراً قومياً حول الإنجاز الإبداعي الفكري للكاتب الراحل توفيق الحكيم, ويأتي ذلك بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده, ويبحث المؤتمر في محاور عديدة مثل إبداع الحكيم في المسرح والقصة والرواية والسيرة الذاتـية, فكر الحكيم والحكيم ,ناقـداً ومنظراً للآداب, مواقف الحكيم وممارساته السياسية والحكيم في منظور النقد الغربي.ويعد هذا المؤتمر وقفة وفاء من المجلس الأعلى للثقافة لأحد أبرز أعلام الثقافة المصرية والعربية.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




طب- كالعادة بدأ تجريب لقاحات البطاطس بالفئران





تكنولوجيا- كوج وصاحبه في لعبة مشتركة





محيطات- مير تعمل فوق البركان المحيطي





كاليستو.. اين تخفي محيطك





رياضة- وضاعت العين باسم الرياضة





اعلانات- تتوجه الإعلانات التلفازية بتأثيرها إلى الأطفال