العربي في اليوبيل الذهبي.. أشرف أبو اليزيد

العربي في اليوبيل الذهبي.. أشرف أبو اليزيد

مضى نصف قرن من مسيرة مجلة «العربي»، وهي تبدأ هذا العام مشوار القرن، دشنته العدد الماضي بإصدار خاص استعادت فيه ذاكرة الأمة العربية خلال خمسة عقود، وتحدث فيه إليها الذين حملوا مسئوليتها وأحلامها خلال هذه العقود الخمسة، أما هذا الشهر فيبدأ التوقف عند المحطات المحلية والعربية والدولية التي ستشارك «العربي» الاحتفاء والاحتفال باليوبيل الذهبي.

في الرابع عشر من هذا الشهر (يناير 2008)، تبدأ احتفالية مجلة «العربي» باليوبيل الذهبي في دولة الكويت، المكان الذي انطلقت منه قبل خمسين سنة بالتمام والكمال عابرة الحدود، تقيم جسورًا من اللغة السليمة، وقنواتِ عبور من الصور البليغة، حاملة رسالة قومية؛ لتواصل الثقافة العربية، واتصال أبناء القومية العربية.

العربي.. ألف رحلة ورحلة

بدأ فنُّ الرحلة عَربيَّا، على صَهواتِ الخَيْل، وفوق ظهور الإبل، حين بحثَ ابنُ الجزيرةِ العربيةِ عن مصادر الرزق، وأسباب الحياة. وفي سَعْيهِ لاكتشَافِ مواردِ العيش، كانت متعتُه لا توصَف حين عَبَرَ الحدود، التاريخية والجغرافية، ليكتشف الإنسان في بقاع أخرى من العالم، من قاعه إلى سقفه! تلك المتعة التي سجلتها يومياته في رحلات الشتاء والصيف، وكتبها مداده بين غلافي أشهر الرحلات، وصورتها ريشته في لوحات نادرة.

وإذ ارتبطت الاكتشافات الكبرى والأحداث الجسام بالرحلة، فلا ننسى أن الحضارة الإسلامية بدأت برحلة مُعْجزة هاجر فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة، ليكون في السَّفر حياة جديدة، ونبراسا لأمته، التي هاجرت من الشرق إلى الغرب، ومن المغرب إلى المشرق، وربطت سنابك خيولها بين أقطاب العالم.

في القرن العشرين، جاءت «العربي»، لتحمل، من جديد، لواء الرحلة العربية. ولتقدم للقارئ العربي ألف رحلة ورحلة. الدكتور أحمد زكي أول رئيس تحرير لمجلة «العربي» كتب في باكورة أعدادها أنها للوطن العربي كله، من الخليج شرقا إلى المحيط غربا، وأنها ضد الجهل، ومع المعرفة، وكانت معرفة العربي لأخيه العربي من الأولويات، لذا حرصت في الأعداد الأولى أن تقدم رحلاتها العربية تحت شعار «اعرف وطنك أيها العربي». لذا كانت الرحلة العربية، التي بدأت في العدد الأول بالبصرة وتمرها الأحلى، وبالجزائر ومناضليها البواسل، والبحرين وحضاراتها الزاهرة، والقاهرة وليلها الساطع، واليمن وشجرة القات، وكانت هذه الرحلات ميلاد عصر جديد للرحلة العربية.

لم تتوقف رحلات «العربي» عند حدود الوطن العربي، بل تخطته إلى قارات العالم، وكانت نخبة من كتابها ومصوريها قد نقلت إلى قارئ العربي، أكثر المجلات الثقافية المصورة توزيعا، صورًا حية من كل بقاع الأرض. من هنا جاءت فكرة الفيلم التسجيلي عن سيرة مجلة «العربي»، الذي حمل عنوان «ألف رحلة ورحلة»، اتكاء لغويا يحيل للذاكرة السِّفر الأهم في الأدب العربي؛ ألف ليلة وليلة، والفيلم سيُعرض خلال عام احتفالية «العربي»، توثيقا لتلك المسيرة المصورة، التي أعادت اكتشاف الذات، بل إن من النوادر أن تزور المكان نفسه مرتين، بفارق من السنوات قد يصل إلى الخمسين عامًا، كما فعلت مع البحرين والجزائر العدد الماضي، وتفعل هذا العدد مع مدن الشام.

الكويت... بعيون «العربي»

الرحلة إلى خارج الحدود لَمْ تغفل تلك الرحلة العكسية إلى قلب الكويت، حين حملت «العربي» أبصار وبصائر القراء العرب ليعيشوا نهضة الكويت، من قبل سنوات الاستقلال، ومعها، وخلال أعوام النهضة، وشهور المحنة، وأيام التحرير. شاهدة كانت «العربي» على هذه الأحداث جميعها، بالحرف والصورة، ولذلك يصدر كتابٌ تذكاري بهذه المناسبة بعنوان «الكويت بعيون العربي»، يوثق تلك الرحلة في عقل وقلب الأم التي أنجبت «العربي».

بقدر ما يهتم الكتاب الألبوم بالنص، يولي عنايته للصورة؛ التي توازي كل منها آلاف الكلمات. هكذا تمضي سطوره بين التوقف عند شرفة السياسة، والتمهل أمام بوابة الاقتصاد، والنظر من خلال نافذة التجارة، والتأمل في باب الثقافة والدراسة لمجرى الحياة كلها، ليطوف قارئ هذا الإصدار التذكاري بمسيرة الكويت في نصف قرن، وهو إصدار يدشن مجموعة من الألبومات الموسوعية المماثلة عن رحلات «العربي»، إلى كل قارات العالم.

«العربي» واللغة.. المعرفة والاستنارة

اهتمام (العربي) بأدب الرحلة لم يقتصر على استطلاعاتها وتحقيقاتها فقط، بل خصت هذا الفن بندوة فكرية موسعة درست فيها قبل عامين كيف قرأ الرحالة العرب الآخر، في ما جعلت له عنوانا: الغرب بعيون عربية.

بدأ الدكتور سليمان العسكري سلسلة هذه الندوات الفكرية العربية الموسعة بعد توليه رئاسة تحرير «العربي» سنة 1999. وكانت هذه الندوات جميعها تعقد تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء. وتناولت الندوات في دوراتها السابقة الست قضايا النشر الإلكتروني، وثقافة الطفل، والغرب بعيون عربية، وحوار المشارقة والمغاربة، والثقافة العلمية، والمجلات الثقافية. وقد صدرت أبحاث هذه الندوات في كتب ضمن السلسلة الفصلية «كتاب العربي».

ندوة هذا العام «مجلة العربي ولغتها العربية .. نصف قرن من المعرفة والاستنارة» تنهج ما درجت عليه الندوات السابقة من استضافة أعلام النقد والفكر في مجال البحث الأكاديمي لموضوع الندوة، بين دراسة للغة العربية والتحديات التي تواجهها ومستقبلها، قضايا اللغة العربية على صفحات مجلة العربي ودورها في تطوير الأساليب الأدبية، وكيف ساهمت «العربي» في إحياء الثقافة العربية وبلورة أهدافها، من خلال متن ثقافي مزج بين الآداب والفنون والقضايا العامة، مع دراسة تأثير مجلة العربي في الدراسة الأكاديمية لغير الناطقين باللغة العربية.

وتضيف الندوة لحضورها من داخل دولة الكويت وخارجها هذا العام بعدًا جديدًا، حين تستضيف من قارات العالم أعلامًا رصدوا مسيرة «العربي» في نهر الثقافة العالمية، فكانت إضاءة للغتهم العربية، وتنويرًا لدرسهم الأدبي. وكما تستقبل شهودا للحدث من كل أرجاء الوطن العربي، ترحب بمن دعتهم من خارجه سواء من روسيا أو الولايات المتحدة أو إيران أو السويد أو الهند أو كوريا الجنوبية أو الصين.

فمن الصين يأتي المستعرب البروفسور تشو وي ليه «عبدالجبار»، وهو أستاذ مشرف على رسائل الدكتوراه في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وقد تخصص في سنواته الأولى بها بتدريس اللغة العربية، وتقلد منصب عميد كلية الدراسات العربية خلال الفترة مابين 1987-1996، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية منذ منذ 1996-2002، ويشغل منصب مدير معهد الدراسات الشرق أوسطية، بالإضافة إلى كونه رئيس تحرير مجلة «دراسات العالم العربي» بالصين منذ عام 1980 وحتى الآن، وله العديد من المؤلفات، منها «معجم الأدب العربي المعاصر» 1991، «الشرق الأوسط: منطقة ساخنة في العالم» 1993، و«معجم ميسر صيني - عربي » 1999.

ومن كوريا الجنوبية يفد الباحث الدكتور هان دوك كيو، وهو مؤسس ورئيس جمعية كوريا والشرق الأوسط، ورئيس المركز الكوري للثقافة العربية الإسلامية والأستاذ ورئيس قسم دراسات الشرق الاوسط بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيول. ومن الهند يشارك الباحث الدكتور أحمد رحمة الله الرئيس السابق لقسم اللغة العربية في جامعة كيرالا، ومن موسكو يعاود المستشرق الدكتور فلاديمير شاجال زيارة «العربي»، وهو لايزال أستاذا للأدب في جامعة موسكو. ومن السويد جامعة أوبسالا، الدكتورة جيل رامساي، أستاذة الأدب العربي، ومن جمهورية تتارستان الدكتورة نورية كراييفا مسئولة الأرشيف العربي في المكتبة الوطنية بقازان، ومن إيران يشارك الدكتور محمد حسن تبرائيان، مساعد الشئون الدولية وأمين الهيئة العلمية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب.

أما من الولايات المتحدة فيحل ضيفًا على الندوة د. آرثر جولد شميت، الحاصل على دكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط، جامعة هارفارد، يونيو، 1968، الذي شغل في جامعة ولاية بنسلفانيا، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط 1989-2000؛ حيث يعمل الآن أستاذا فخريا منذ 2000. ومن مؤلفاته: «الحزب الوطني المصري 1892-1919»، التغيير السياسي والاجتماعي في مصر الحديثة، (مطبعة جامعة هارفارد، 1968)، و«مذكرات ويوميات محمد فريد، زعيم وطني مصري» (1868-1919) إدوين ميلين، (1992)، و«قاموس تاريخي عن مصر»، طبعة ثانية (مطبعة سكاركراو، 1992) و«تاريخ موجز لمصر» (فاكتس أون فايل، ديسمبر 2007)، وقد درس استطلاعات الشرق الأوسط، الحضارة العربية المبكرة، والإمبراطورية العثمانية، والشرق الأوسط المعاصر، والعلاقة بين القومية والإسلام، وتاريخ وآداب الإسلام، وأوربا المعاصرة، والحضارات غير الغربية، والتاريخ المعاصر، وإفريقيا، واللغة العربية. وسيقدم هؤلاء جميعًا لحضور الندوة أوراقا ودراسات وشهادات ترصد لموضوع الندوة، «العربي ولغتها العربية»، كما تبدو من طرف قصي.

القصة الكويتية في «كتاب العربي»

يصدر كتاب العربي فصليا ليجمع بين دفتيه أفضل ما قدمته المجلة من مقالات في مختلف القضايا، وهو يحتضن كل صور الإبداع في الثقافة العربية، مكملا لرسالة «العربي» المجلة الأم، التي ساهمت في تفاعل الأفكار والثقافات بين مختلف الرؤى والاتجاهات. فكان يجمع سلسلة من المقالات لكاتب واحد، أو مجموعة من المساهمات حول موضوع واحد لنخبة من الكتاب.

في العدد الذي يدشن عام احتفالية «العربي» باليوبيل الذهبي اختار القائمون عليه أن يخصص لتأريخ ونقد أدب القصة الكويتي منذ ظهوره وحتى اليوم، وهكذا انطلق الباحث والناقد والأكاديمي الدكتور مرسل العجمي يجمع في أنطولوجيا شاملة مختارات من القصة الكويتية القصيرة في جهد موسوعي رائد يليق بصدور هذا الكتاب ضمن هذه السلسلة التي تنفد فور صدورها. وقد شجع نجاح هذه السلسلة تحويل الإصدار إلى كتاب شهري، يقدم بالإضافة إلى نهجه السابق إضاءات للإبداع في الوطن العربي، بمقدمة نقدية ومختارات أدبية وقوائم أنطولوجية.

من الكويت إلى الإسكندرية..

تشارك مؤسسات كويتية ثقافية عديدة مجلة العربي احتفالها باليوبيل الذهبي، فالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية تقدم بالمشاركة مع «العربي» معرضا فنيا بعنوان » الفن التشكيلي في منطقة الخليج » يشترك فيه الفنانون والفنانات: عبدالرحيم شريف من مملكة البحرين، وميسون القاسمي من الإمارات العربية المتحدة، وآمنة النصيري من الجمهورية اليمنية، وفيصل السمرة من المملكة العربية السعودية، ويوسف أحمد من دولة قطر، وعبدالرحمن رشيد البلوشي من سلطنة عمان»، بالإضافة إلى أربعة فنانين تشكيليين من دولة الكويت، بينهم رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان، وهو معرض يجمع بين فني النحت والرسم، وسوف يفتتح المعرض بمقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية يوم الأحد الموافق 13 يناير 2008، ولمدة أسبوع.

أما الأسبوع السينمائي الذي يحمل عنوان «نظرة على السينما في الخليج»، فينظمه نادي الكويت للسينما ضمن فعاليات احتفالية مجلة العربي بمرور 50 عامًا على تأسيسها، ويعرض في الفترة من الثالث حتى السابع من شهر فبراير 2008 خمسة أفلام روائية وتسجيلية طويلة وقصيرة تمثل أحدث الإنتاجات السينمائية في منطقة الخليج العربي، وهي «حكاية بحرينية» إخراج بسام الزوادي (البحرين) و«ظلال الصمت» إخراج عبدالله المحيسن (السعودية)، والفيلم العماني «البوم»، والفيلم الكويتي «فقدان أحمد»، إخراج عبدالله بوشهري، مع أفلام روائية قصيرة لكل من وليد الشحي، نواف الجناحي، مسعود أمرالله من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسوف تصاحب العروض ندوات بين فناني هذه الأعمال ومخرجيها ونقاد السينما في العالم العربي.

وضمن أنشطة احتفالية مجلة العربي، يشارك المخرج الكويتي سليمان البسام بعرضه المسرحي «ريتشارد الثالث.. مأساة عربية»، وهو نص مسرحي لافت عرض على خشبة أشهر المسارح العالمية والعربية، وسوف يعرض بدولة الكويت على مسرح الميدان الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية بمشاركة مجموعة من الفنانين المسرحيين العرب والأجانب.

الحرص على الاحتفال بـ «العربي» والاحتفاء بمسيرتها تخطى الحدود الجغرافية وانطلق في آفاق إنسانية أرحب. ففي الإسكندرية تحتفل مكتبة الإسكندرية في شهر أبريل القادم باليوبيل الذهبي لمجلة العربي، وهي تستضيف في هذا المحفل أعلام الثقافة العربية في مصر والوطن العربي للمشاركة في ندوة بحثية عن دور «العربي» على مدى نصف قرن. كما تصدر المكتبة كتابا توثيقيا وتذكاريا مصورًا للرحلة الثقافية للمجلة.

.. ومن الرِّباط إلى باريس!

في الرباط ساهم اتحاد كتاب المغرب العربي في احتفالية مجلة «العربي» باليوبيل الذهبي بتحرير كتاب تصدره «العربي» يتضمن شهادات مبدعي المغرب حول مسيرة مجلة العربي. عبدالرحيم العلام، وهو باحث وناقد من المغرب العربي، صنف كتابًا بعنوان «مجلة العربي بعيون مغربية»، عدَّه مساهمة من المغرب العربي الذي كان حاضرا في هذه المجلة منذ عددها السادس، الصادر في مايو 1959، بمقالة للمؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي، الذي كان آنذاك مراسلا لها من المغرب، وكانت مقالته عن «جامعة القرويين بفاس»، تلاها استطلاع أنجزته السيدة ثريا بوطالب، حرمه، عن «المرأة في المغرب»، نشر في العدد الحادي عشر، أكتوبر 1959، بعنوان «فتاة مغربية تتحدث: المرأة المغربية حائرة بين حياء العرب وبهارج الغرب».

ويرى العلام أن الكتاب برهان ملموس يؤكد انطلاقة مجلة العربي القومية منذ تأسيسها لتكون جامعة عربية تقرب المسافات وتمحو الفروقات بلغة الضاد. وتستعرض الصفحات شهادات لستين مثقفا وكاتبا تتوزع اهتماماتهم الأكاديمية والعلمية والثقافية والفكرية والأدبية بين: الفكر والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس والإعلام والشعر والرواية والمسرح واللغة والمعجم والتأليف للإذاعة والتلفزيون والقصة والبحث العلمي والطب والنقد الأدبي والثقافة الشعبية والترجمة والصحافة والتمثيل وكتابة المقالة المفتوحة، كما تتنوع مسئولياتهم الوظيفية في الدولة وانتماؤهم الجغرافي المحلي، إلا أنهم نسجوا معا شهادات محبة وتقدير للدور الذي قدمته مجلة العربي في ربط مثقفي الأمة بكل من ينطق باللغة العربية متفائلين بمستقبل زاهر وعمر مديد يعزز الحركة الثقافية في الوطن العربي. ومن أبرز الأسماء التي شهدت على انطلاقة مجلة العربي الدكاترة عبدالهادي التازي وعبدالغني ابو العزم، ومحمد بوخزار، وأحمد بوحسن، ورشيد بن حدو، والعربي بن جلون، وادريس الخوري، وربيعة ريحان، ومحمد الصباغ، وفاطمة طحطح.

وفي باريس اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اقتراح دولة الكويت بإدراج احتفالية مجلة العربي بيوبيلها الذهبي في العام 2008 ضمن الفعاليات الثقافية للمنظمة الدولية، نظرًا إلى الدور الذي تمثله «العربي»، ولاتزال، في وجدان الثقافة العربية والحضارة الإنسانية. وقد تقدم للحصول على دعم اليونسكو في فعاليات ثقافية وعلمية نحو مائة دولة، بأكثر من مائة اقتراح، لم يقبل سوى نصفها.

وجاء في حيثيات الفوز بدعم اليونسكو أن «الوفد الدائم لدولة الكويت لدى اليونسكو قد طلب إشراك المنظمة في عام 2008، في الاحتفال بذكرى مرور خمسين عامًا على صدور العدد الأول من مجلة العربي (1958)، ويرى المدير العام أن هذا الطلب يفي بالإجراءات والمعايير التي اعتمدها المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته التاسعة والخمسين بعد المائة، ويقترح أن تشارك اليونسكو في الاحتفال بذكرى هذه المجلة التي يرد وصفها فيما يلي: بادرت حكومة الكويت بإصدار مجلة العربي بهدف توفير مجلة عربية عالية الجودة تتجاوز الخلافات السياسية والفكرية وتتيح منتدى للحوار وتبادل الأفكار والانتشار على الصعيد العربي وقد ضمت المجلة شخصيات من كبار المفكرين والمثقفين في العالم العربي شاركوا فيها بانتظام بالمقالات والصور. ولم تلبث أن أصبحت هذه المجلة تدخل كل بيت يقرؤها فيه الجميع من كل الأعمار في أنحاء العالم العربي كافة، يجدون فيها مادة عالية الجودة من التحقيقات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية إلى جانب الشعر والقصص القصيرة والنقد الفني والمقالات المصورة عن المنطقة العربية، ولاتزال مجلة العربي تتمتع بشعبية كبيرة، ويبلغ توزيعها حاليًا 250 ألف نسخة شهريا»، كما عرفها قطاع العلاقات الخارجية والتعاون بالمنظمة الدولية».

وتضمنت موافقة اليونسكو على اقتراحات دول أعضائه، المشاركة في احتفاليات مملكة البحرين بالذكرى المئوية لميلاد شاعرها الكبير إبراهيم العريض، والاحتفال بالذكرى المائتين لمبتكر الكتابة للمكفوفين الفرنسي لويس برايل، والذكرى المائتين لعالم الاجتماع إميل دوركهايم، والذكرى المائتين للشاعر الألماني فريدريك شيللر، والذكرى المئوية الرابعة لاكتشاف غاليليو التلسكوب، ومرور 100 سنة على مولد الكاتب الروماني يوجين يونسكو، والذكرى المائتين لميلاد عالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين، ومرور 2200 سنة على إنشاء مدينة طشقند، والاحتفال بعدد من الشخصيات والأحداث التي غيرت مجرى التاريخ الثقافي لبلدانها وشعوب الإنسانية. وسوف تنظم في الأسبوع الأول من شهر مايو القادم بالعاصمة الفرنسية وفي مقر اليونسكو احتفالية تتضمن معرضا لصور «العربي» عند أطراف العالم، يتجاوز برحلات «العربي» المستوى السياحي أو العِرقي والإثني أوالمعلوماتي فقط، ليستعرض عددا من التجارب المهمة في تطوير تقنيات التكنولوجيا والطب والصناعة والزراعة في أوروبا وآسيا وغيرهما من بقاع العالم، مع التوقف أمام الحرف والمهارات التقليدية التي تتوارثها أجيال العالم جيلا بعد آخر، ويتمسك بها كأنها جزء من هويته ومن ميراثه الثقافي والحضاري. وسيقدم المعرض رحلات «العربي» إلى قرى نائية في جنوب القارة الإفريقية، وشرقها، تماما كما فعلت في غرب القارة ووسطها، وكشفت ماسات حضارية لا يكاد يعرفها أحد، وكذلك في آسيا، على اتساعها، مقدمة جوانب عديدة من الزخم الثقافي والمعرفي، ومن الثراء الروحي والرقي البشري في مناطق توسم بالفقر وسوء الحال. ودخلت كهوفا تنفتح كواتها الضيقة على عوالم خيالية لا يمكن لبشر أن يتخيل وجودها، وبلغت ذرى الجبال وقممها، وكذلك أعماق البحار. ووصلت إلى الصحارى التي تبدو أرضا قاحلة، فإذا بها جنة تستبدل بجفاف البيئة وقسوتها، وبالقفار الموحشة، خصوبة العادات البشرية وسلوكياتها وميراثها الحضاري العريق. وبصحبة ذلك المعرض الذي دعي لرعاية افتتاحه كوتشيرو ماتسورا رئيس المنظمة الدولية سيشاهد الرواد الفيلم التوثيقي ويقتنون كتاب المعرض، ومطبوعات اليوبيل الذهبي.

تضيف الندوة لحضورها من داخل دولة الكويت وخارجها هذا العام بعدًا جديدًا، حين تستضيف من قارات العالم أعلامًا رصدوا مسيرة «العربي» و«الثقافة واللغة العربية» في نهر الثقافات العالمية، فكانت تنويرًا لدرسهم الأدبي.

 

أشرف أبو اليزيد 




ملصق ندوة العربي الفكرية الموسعة عن اللغة العربية، ورحلة نصف قرن من المعرفة والاستنارة، التي توثق وتدرس مسيرة «العربي» منذ صدور عددها الأول (الصورة على اليسار) في اللغة العربية والفنون التشكيلية والثقافة العربية والحضارة الإنسانية





صور تصميمات الطوابع التذكارية التي سيصدرها قطاع البريد بوزارة المواصلات في دولة الكويت احتفالا باليوبيل الذهبي لمجلة العربي ضمن إصدارات القطاع لعام 2008





غلافا كتابين يصدران في أيام اليوبيل الذهبي، الأول يتضمن شهادات مبدعي المغرب حول مسيرة مجلة العربي أعده الباحث عبدالرحيم العلام، والثاني يصدر ضمن سلسلة كتاب العربي ويتضمن مختارات للقصة الكويتية المعاصرة أعدها وقدّم لها الدكتور مرسل فالح العجمي





اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اقتراح دولة الكويت بإدراج احتفالية العربي بيوبيلها الذهبي في العام (2008) ضمن الفعاليات الثقافية للمنظمة الدولية، نظرًا إلى الدور الذي تمثله العربي في وجدان الثقافة العربية





تحتفل مكتبة الإسكندرية في شهر أبريل باليوبيل الذهبي للعربي وهي تستضيف في هذا المحفل أعلام الثقافة العربية في مصر والوطن العربي للمشاركة في ندوة بحثية عن دور العربي على مدى نصف قرن. كما تصدر المكتبة كتابا توثيقيا وتذكاريا مصورًا للرحلة الثقافية للمجلة





د. آرثر جولد شميت (الولايات المتحدة)





د. فلاديمير شاجال (روسيا)





د. جيل رامساي (السويد)





د. هان دوك كيو (كوريا الجنوبية)





د. نورية كراييفا (تتارستان)