أقصودتان

أقصودتان

شعر

قيس على الأرضية

رسمت على باب دارها قلبي عالقا بغضن كسير
ثم أرسلت قبلة شوق لشرفها
ووقفت ، تلفت كثيرا نحوها
... وانتظرت طويلا
حين لم تظهر ،
فتشت جيوبي بحرص ولوعه
علني أعثر على مفتاح إليها ،
فلم أجد له من أثر
طوقني اليأس ،
وطوح بي الوجد الكظيم بطول المسافة
وحيدا بدون حبيب
أحاضن همي على الأرصفة !

ليلي تجتاز الآفاق

نقشت وجهها بكل عناية ،
تخذت زينتها هاشة باشة مثل فراشة
ثم شدت على رأسها طرحتها ،
شبكت أطرافها بمرتق،
وحين اطمأنت على كل شي ،
أرخت قليلا من فوق كتفيها عباءتها،
واستدارت لمراياها
بدت أجمل من برعم يتفتح عند الصباح
فدار بها الزهو ،
وأدار الهوى ذكريات حبستها في الحنايا
أشرعت بسمتها وردا وشذى ،
بعدما غمرت روحها نشوة لا تحد ،
عطرها ملأ الغرفة .. فاح
وهنت برهة حين غالبها الانفعال
فارتمت فوق كرسي
لحظات .. تاه فيها الزمان ، وتاهت
ثم عادت فأفاقت
لملمت أوصالها
ثم قامت مستفزة
أسرعت بالخروج
صفقت كل باب وراها !
ومضت ، يتهادى موكب الوجد بها فرحا
بخطى أرشق من مشي الحمام !
بعد شوط لم يطل ..
هاتف شد مشيتها العجلي ،

وقفت اثره فجأة ،
خاطبت نفسها :
" ثم شئ غلط " !
فحصت حالها ...
ضحكت ..
حين ألفت .. أنها خرجت من غير حقيبة !
بدون حذائيها !
حافية القدمين كانت !
اعتراها اضطرب .. لم يطل .
فكرت .. قطعت في الأمر بحزم.
قررت : لن تعود !
رفعت رأسها باعتداد ،
واصلت سيرها ،
لفها شوقها بالغمام
فتهادى طفيها في الفضاء
الرحيب .
منذ ذاك الزمان- لم يزل عرفها
- في الطريق التي عبرت-
مفعما بالأريج !

 

زين السقاف

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات