الخزاف

الخزاف

شعر

آن لقلبي أن يترجل عن صهوته
يمشي في الأسواق- كخزاف جوال- فيعابث "هنداً
يبسم فوق ثياب سميه"،
ويوزع ما استيسر من أنباء الفيروز على الأسلاك
يعبئ آنية النسوة بالخدر البدوي،
فلا تشتعلي بالفرح الكاذب،
يا أغنية عجلي
!
قاحلة ستصيرين
وسأزهو بالعشب، وبالماء
أنا أول من حدث صحراءك عن رقص
الغيم
فأسكر رمل الوقت بضلعيك،
وأول من أشعل قنديلا من طينته العذراء،
وطوّف بالخارطة،
وأولُ من أعطى..
وانتظر العابرة لكي يستدفئ بالوهج
الختّال،
فلا تفترشي قلقي.
الريح تسمي الأشياء، كما يحلو لي،
تتشهي أن ترفع عن كاهل شعري سعف
الحزن،
أسميك: الناعمة، المنعمة، النعمى
أنا آخر من يُطعَم من وهج الأسماء،
وآخر من يتحمم بالألوان،
تكونين الزرقاء، الصفراء، الخضرا..
ما ضر الخزاف أن اشتعل اللون،
أو خرت عيناه على ذاكرة الرمل،
أو انكسرت آيته الكبرى؟
أنا قارئ كف الوقت،
يقول العراف:
الخزاف.. سيلقاك- كما كنت أردد،
في أذن اللحظة،
ذات مساء شتوي-
خارج قارعة الزهو..
مطفأة.. كعيون الأيتام،
تبيعين الذاكرة..
لقاء لقيمات متفضلة،
وتنامين على شوط فرادتك
كأحزان المغتربين،
يقول العراف:
(الخزاف يقوم من الحزن،
ويمشي في الأسواق،
يعابث "هنداً"،
يبسم فوق ثياب "سمية").
ما غرك بي؟
عسل الشعر؟
أم الفيروز الخفاق بآنية الروح؟
ألأن الوقت يخبئني.. أسكرك الوهم،
وألقيت على أسئلتي حبلاً من صمت؟
من علمك التقوى؟!
يا كم لوّنت ثيابك من شعري،
كوني قاحلة،
قد شاء الخزافُ،
وياكم أسقيتك من قطري،
عودي ظامئة،
ما عاد الخزاف شغوفاً بالرمل،
انصرفي..
واحترقي!

 

مختار عيسى

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات