الكنز


شعر

قطار السادسه

ذات مرة وجدت كنزاً
كنت صغيراً آنذاك
وحتى لا أعرف كم كان
لكن كان كبيراً ولا بد
لأذكره كل هذه السنوات
وجدته وحدي
ذات صباح شتوي
وقد غادرت لتوّي قطار السادسة
على رصيف الشارع الخالي
في أول مدينة سافرت إليها

الكبار

ذات مرة أضعت كنزاً
قطعة فضية من فئة القرشين
مستديرة ولامعه
أعطانيها أحد الكبار
وقد وقفت أقلبها تحت الشمس
في باحة دارنا
لكنها قفزت فجأة
واختفت في ذلك الصّدع
أسفل عريشة السلم
وقد حاولت سدى
أن أعيد كنزي
فعلى طول ذراعي كانت الهوة البارده
تزداد اتساعاً وعمقاً
حتى لكأنه سقط في جب
لكنني سمعت الرنين
عندئذ لمعت الفكره
لا بد أن كل هؤلاء الأسلاف
قد كنزوا شيئاً

أربعة أصفار

تنتابني أحياناً أحلام غربيه
أنني أجد ثروه
في المنعطف هناك
حيث أعبر كل يوم
وأتطلع
للوهلة الأولى
عندما ألمح الحقيبة المنتفخه
يبدو أن رقماً ما
إلى يمينه أربعة أصفار
هو كل ما أحتاجه
ما يكفي فقط لأحقق ذلك الحلم
وأكرّس الوقت القليل الباقي
لنفسي
لكنني سأهجر بيتي
وأترك عملي
وأسافر
سوف أغيب طويلاً
عندئذ أرتبك
وتوشك أحلامي تنهار
وعندما أتأكد من خلوّ الشارع
ألتقط الحقيبة
وأصحو

 

 

محمد صالح