عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

استطلاعاتنا والإنترنت

بعد أقل من سنتين ونصف السنة ستكمل "العربي" عقدها الرابع، وسيكون من أبرز ملامحها في هذه السنوات الأربعين أنها غطت العالم باستطلاعاتها، تحقيقا لوعد قديم قطعته على نفسها بأن تكون عيون قرائها على العالم. وباتت كلمة "استطلاع" عنوانا على ما تميزت به العربي طوال عمرها المديد، تلك التحقيقات المصورة التي تكون عند جمعها واكتمالها أكبر موسوعة لأدب الرحلات، بل التحقيقات الثقافية الشاملة المصورة، استطاعت أن تقدمها أي مطبوعة عربية على الإطلاق، وحتى الآن. ولا نبالغ إذ نقول إن كلمة "استطلاع" التي بات الكثير من وسائل الإعلام والمطبوعات العربية يعنون بها مادته عن الرحلات والسفر، صارت تحيل قارئها وسامعها، مباشرة، إلى "العربي" وكأنها مصدر الكلمة أكثر من المعاجم. لعل ذلك يبدورضا عن الذات، لكن الحقيقة أنه عزاء ذات لا ترضى عن نفسها، لأن طموحها ومسئوليتها يكبران مع سنها. فاستطلاعاتنا التي تقدم لقارئها صافية قدر الإمكان، وبدرجات تتفاوت تفاوت الناس والأماكن، تخفي وراءها متاعب ومخاطر وجهدا لا تقل جميعها عن قدر المتعة الذاتية التي يمكن أن يحسها أعضاء أسرة العربي حيثما ذهبوا. وأقل هذا الجهد هو ما يتعلق بالتحضير لمهمة السفر. فابتداء من حصر الأهداف، ثم اقتراحها، ثم إقرارها، وأخيرا إرسالها لوزارة الإعلام لتحويلها إلى إمكانية عملية.. هذه الفترة تقتضي من أفراد أي بعثة للمجلة، إلى أي ركن من أركان العالم، أن يتقصوه عبر طائفة واسعة من المعلومات، في المراجع، والمطبوعات العربية والعالمية، بل في الأطالس الجغرافية، وخرائط الطقس، ومراجع السفارات - إن وجدت - وشركات الطيران والسفر. وكثيرا ما يجد المحرر المسئول عن إعداد "التصور الأولي" للمهمة الذي يجب أن يقدم في اجتماع أسرة التحرير ويحصل على موافقة رئيس التحرير وإقرار بقية أعضاء الأسرة.. يجد نفسه عاجزا عن توفير مادة معلوماتية موثقة عن البلد المستهدف بالاستطلاع، برغم القناعة بأهمية هذا البلد أو ذاك. ولقد حدث ذلك في أعقاب تحديد "كمبوديا" كمشروع استطلاع، فلا سفارة لهذا البلد في الكويت ولا أي من البلاد العربية، ولا سفارة لأي من البلاد العربية في هذا البلد، ثم إن الحرب الأهلية الدامية التي استطالت لربع قرن من الزمان عزلت هذا البلد عن العالم، والمرجع الوحيد الذي أمكن توفيره محليا كان أقدم من أن يعتد به.وهنا لجأ المحرر إلى مسئول شبكة الإنترنت في المجلة، وأمام الكمبيوتر راح المحرر ومشغل الشبكة يدخلان في هذا العالم المعلوماتي، ويبحران، و"الإبحار" هو مصطلح رمزي للتعامل مع قنوات هذه الشبكة الهائلة، لكنه تعبير واقعي أيضا، فكأن المتعامل مع الشبكة يركب زورقا سريعا ويتنقل في قنوات يؤدي بعضها إلى بعض حتى يصيب المبحر هدفه ويرسوللحصول عليه وامتلاكه بإعطاء إشارة الموافقة وأمر الطبع.عبر هذا الإبحار كان السفر قبل السفر، كمية هائلة من المعلومات الحديثة عن كمبوديا تم توفيرها: طرق الوصول، شروط الحصول على التأشيرة، المناخ، المخاطر، الطعام، الفنادق، الانتقال، المواقع، التاريخ، السياسة، آخر الأنباء، أحدث الجرائد. بل إنه أمكن التحادث مع زوار عادوا للتومن كمبوديا، وأصحاب تجارب في السفر إلى هذا البلد، وهاربين منه، وعائدين إليه. وصار العسير يسيرا، وتم تقديم المشروع ليحصل على الموافقة ويكون السفر. ودخلت شبكة المعلومات في متن استطلاعات العربي، وتوالى الإبحار، وسيظل يتوالى، على أمل أن يغطي مجمل استطلاعاتنا كل أركان العالم في سنتها الأربعين.. بإذن الله.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات