عزيزي العربي

عزيزي العربي

قراءة في المستقبل العربي

.. رئيس التحرير

من الهموم التي تشغل بال المثقف العربي ، الاهتمام بالمستقبل ، في مواجهة ضارية للتحديات الحضارية لابد فيها من العناية بعلوم المستقبل ، فالآفة التي تعيق المسار العربي تلك التواكلية التي تتميز بها غالبية البلدان مما جعل أحد قيادات دولة الجوار ، يعلن صراحة عدم تخوف بلاده من عرب هذه المرحلة ! الأكيد أن تفوق تلك الدولة ليس بسبب قوتها لكن نتيجة لضعف الطرف المقابل في عملية الصراع .

إن بلدان العالم تتطلع إلى الحضارة الشاملة ومنها التنمية الاجتماعية واليقين أنه لابد من إحياء المشروع الثقافى العربي ، ولنبدأ بتعريف الحضارة كما قال أ . ب . تايلور : ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والعادات والقدرات التي يكتسبها الإنسان بصفته عضوا في المجتمع . تأسيسا على هذا التعريف لابد من دراسة للأزمة الثقافية حتى يمكن التخطيط للمشروع الثقافي ، ولعلنا نتفق مع ما يتردد حولنا من تحول الأجهزة الثقافية بفعل التغيرات السلطوية الاجتماعية في كثير من البلدان إلى أجهزة موجهة لخدمة النظام ، ويكفي أن مزانية الإعلام تفوق بكثير ما يتاح للنشاط الثقافي في معظم البلدان العربية . وإذا كان الإبداع هو أساس التنمية الثقافية ، فكيف يبدع الناس وهم تحت سيطرة الإعلام ، وووضع القيود على الحريات بشكل بآخر ، والحق أن الحفاظ على التراث الإبداعى للعرب على الرغم من الاحتلال الروماني وما تبعه من صور الهوان ، يثير الكثير من الجدل حول القدرات الكامنة في سكان البلدان العربية ، مازال الفن القبطى والعمارة الإسلامية ، نموذجين مشرفين للتماسك القومي ، وحتى في العصور الحديثة حاول الفرنسيون والإنجليز والطليان صبغ الحضارة العربية بلون حضارتهم الذاتية ، فلم تنجح المحاولة ، وظل العرب على انتمائهم للتاريخ والتراث العربي .

والحق يقال إن هناك فجوة بين المساحة المتاحة للحرية بين دولة عربية وأخرى ، هناك بعض البلدان تمارس فيها الديموقراطية على نحو معقول ودول أخرى مازالت تعيش في ظلام الدكتاتورية ، وصرامة الحكم الشمولى الجائر ، وتلك معادلة صعبة يواجه بها عرب هذا الزمان المتغيرات الأيديولوجية في كوكبنا المعاصر ، لقد سقطت دول عظمى وتوحدت دول أخرى وتغير النظام العالمي من حولنا ، ومازال العقل العربي يحبو ، وينتظر المعجزة كي يحجز العرب لهم مقعدا في النظام الجديد والمستقبل الآتى .

لقد أصبح من الضروري أن يجتمع العرب على استراتيجية مدروسة من أجل المستقبل تكون محددة الأهداف موحدة الرؤية ، تتوزع فيها الأدوار ، وتتعدد الخطط من أجل غاية واحدة هي ضمان المستقبل الزاهر للعرب القادمين بعدنا ، لابد من تدريب الأبناء على إنتاج الطعام حتى لا تصبح هذه الحاجة سببا للذل وانتظار الطعام عبر البواخر ، ومن ثم يتحكم الغرب في القرار السياسي العربي لأنه مصدر الطعام والشعوب تزحف على بطونها كما يقولون ! وليت الشباب العربي يتحاور بالتى هي أحسن حتى تنمو بينهم المودة والمحبة والاحترام فلا يعود الشقاق والتراشق بالسباب وأحيانا رفع السلاح !

ولكي يواجع العرب تحديات القرن القادم لابد أن يتخلوا عن النمط الاستهلاكي وترتفع لديهم نسبة المنتجين ، ما نراه أن العرب لا يأكلون من إنتاج أيديهم ، ويلبسون من خارج ديارهم ، وهذا الاستهلاك يقابله زيادة في السكان مما يؤثر على البيئة العربية ، المياة العربية والأرض العربية لابد من تأثرها بزيادة الاستهلاك ، وسوف يزداد التلوث الناتج من ذلك الاستهلاك مثل عادم السيارات والصرف الصحي والأجهزة المختلفة ومن هنا لابد من الدعوة إلى الحد من الخصوبة أو ترشيدها على الأقل حتى نحافظ على التوازن البيئي في المستقبل العربي .

الدكتور مصطفى القصاص
القاهرة- جمهورية مصر العربية

مهلا .. أيها الأعزاء

وصلتنا عدة رسائل حول حديث الشهر الذي كتبه رئيس التحرير الدكتور محمد الرميحى وتم نشره في شهر نوفمبر 1998 حول " إرهابيون عبر التاريخ " ، ونحن نقدر وجهات النظر والحقائق لتى حملتها هذه الرسائل إيمانا بحرية النشر والتعبير وسعيا من أجل حوار بناء ، ونرى من الواجب أ، نقف مع فحوى هذه الرسائل بشكل عام والتى تباين أسلوب الطرح فيها ويعلم قراء مجلة العربى والذين يتابعونها أننا لم نقصد يوما الطعن برأى ما أو بمعتقد بحهة معينة مال يجاف الحقيقة ويخالفها تماما كما أننا لانريد ولا بأى شكل من الأشكال إثارة النعرات الطائفية وتحديدا في هذا الوقاع الربى والإسلامى الذي تعانى فيها مان نعانى .

لقد أراد بعض الأخوة من أتباع المذهب أنظارنا إلى أصل تسمية الحشاشين ومدى بعدها عن تعاطى الحشيسش ، وأرادوا أيضا الإشادة بجائزة الآغاخان للعمارة الإسلامية والتى رصدت نصف مليون دولار لتشجيع العمران ، وقد فازت بها دول كثيرة عربية وأجنبية بغض النظر عن الدين أو المذهب ، وتوقف البعض ليلفتوا الأنظار إلى المؤسسات الإسماعيلية التي تقدم خداماتها في مختلف المجالات الإنسانية قاطبة ، وشرح البعض ما تعنية الباطنية لدى أتباع هذان المذهب ، فيما كان جميعهم يبدأون بأن هذه الطائفة مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وما من أجد يشكك في إسلام هذه الطائفة.

وما لمسته غالبا وطاغيا من خلال متابعة الكم الهائل من الرسائل التي وصلتنا هو تججيم وتجنب طرح الرأى الآخر ، فلماذا وإلى متى سنبقى الحوار بنتيجته البيضاء أو غير البيضاء مكمم الفم ومصلوبا على جدار عدم المساس بما يراه الآخر مقدسا ، رغم أن هذه الرؤية قابلة للطرح ولنقاش .

ما أذكره تماما أن مجلة " العربى " أشادت كثيرا بدور الفاطميين ولا أورد هذا من قبيل اليد البيضاء للمجلة والكنها الحقائق التي نقلها إلينا المؤرخون ، ولقد ورد دور الفاطميين على الصعيد الثقافى في حديث الشهر المنشور في مايو 1994 كما أن دورهم في العمران أورده زملاؤنا أثناء استطلاعاتهم سواء في القاهرة أو في المهدية بتونس أو في غيرهما بعد هذا كله نفاجأ بغضب شديد فقط لأننا أوردنا الرأى الآخر والذى جاءت به بعض قنوات التاريخه مثل كتاب الجمعيات السرية وغيره .. وهنا أود أن أتساءل ونحن في موقعنا كمثقفين وكصناع للثقافة من خلال بعض المنابر ونحن نعرق ونقد الإسهامات الممتازة للكثيرين من أتباع المذهب الإسماعيلي قديما وحديثا : لماذا نترك جلائل الأمور مغطاة بغلالات ؟ إلى متى نصمت عن الحوار وبلادنا تعج بالمذاهب التي نقدرها جميعا من منطلق تقديرنا الواجب لاجتهاد الآخر ؟ وإن كان هذا لا يمنع أن تناقش الأمور الجانبية الدنيوية في وقائع التاريخ والحاضر دون الخوض في معتقدات الروح .

" المحرر "

قمة كليمنجارو

.. رئيس التحرير

أصيف صوتى إلى أصوات المعجبين بمجلتكم والتى أصبحت الحبل الأخير الذي يربطنا هنا في المهجر مع التيار الثقافى في موطننا ، ولا تعجب إن أعلمتك أن كل نسخة تصلنا من العربى تقرأها أكثر من عشرين عائلة عربية هنا في سويسرا.

لقد كان استطلاع " تنزانيا أصداء عربية على السحل الإفريقي " في العدد " 479 " أكتوبر 1998 جميلا وموزونا وجذب انتباهى المعلومات الجغرافية المفصلة فيه ، لذا اتغربت ما جاء فيه من أن جبل كليمنجارو هو واحد من " الجبال الأربعة الأعلى في العالم " ، إضافة إلى أن ارتفاع قمم الجبال الثلاثة أعطى بالأمتار لقمتين والأقدام للقمة الثالثة ، وبعد استشارة القاموس :

- ارتفاع أعلى قمة في جبل كليمنجارو ، قمة كيبر يبلغ 5895 مترا فوق سطح البحر .

- ارتفاع القمة الثانية قمة مانزوى يبلغ 5270 مترا فوق سطح البحر .

- ارتفاع القمة الثالثة ، قمة شيرا يبلغ 4000 متر فوق سطح البحر وليس ثلاثة آلاف قدم كما جاء في المقالة .

- تسلسل جبل كليمنجارو وحسب الارتفاع يبلغ 29 ، وهناك 14 جبلا يزيد أرتفاعها على 8000 متر وستة جبال ارتفاعها أكثر من 7000 وأقل من 8000 متر ، وثمانية جبال ارتفاعها أكثر من 6000 وأقل من 7000 متر .

د. مثنى كبه- سويسرا

أول دستور عربى

.. رئيس التحرير

تحية من عمق امتداد وطننا العربى ، إننى من القراء الأوفياء لمجلة " العربى " لجدية الموضوعات التي تتناولها ودورها في نشر ثقافة عربية إسلامية تدعو إلى الاعتدال والتسامح وترفض الانغلاق واحادية الرؤية ولكونها نافذة تطل على عالم رحب .

طالعت في العدد " 478 " سبتمبر 1998 مقالا بقلم المستشار محمد سعيد العشماوى ذكر فيه أن أول دستور في مصر وفى العالم العربى صدر سنة 1923 في حين أن صدور أول دستور في الوطن العربى كان في تونس خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر " 1862 " وهذه الريادة استحقتها تونس وهى تعمل على مزيد من الاسهام في النهوض يواقعنا العربى .

نعمان حمادة
وزارة الثقافة- تونس

مجلة العربى دولة الثقافة
بقلم : محمد على شمس الدين

الاحتفال بمجلة " العربى " اليوم ، هو احتفال بدولة شاسعة الأطراف من الثقافة العربية المعاصرة ، أسستها هذه المجلة منذ أربعين عاما خلت ، ورفعت بنيانها شهرا بعد شهر ، ورفعت أعلامها فوق أرجاء مترامية من مكان وزمان عربيين معاصرين ، لم يتم توحيدهما على يد سلطة سياسية أو ثقافية ، مثلما فعلت هذه المجلة .

وحين كانت الأشخاص والجماعات العربية ، ومعها الأفكار أيضا ، تبقى موقوفه على الحدود ، ثم تنكفئ إلى دواخلها المحلية ، ليمتنع التفاعل الحى بين أجزاء الجسد العربى الواحد ، كانت مجلة العربى ، تتسرب من بلد لآخر ، ومن يد ليد ، ومن فكر لفكر نظير له ، لتحقق هذا التفاعل الثقافى الممنوع أو المقموع ، بقوة الثقافة المتنوعة ، المعتدلة ، الموحدة ، الموصلة الماضى بالحاضر ، المندفعة نحو المستقبل ، المنتبهة لخصوصيات الذات المحلية والعربية ، إنما غير المفصولة عن مجرى الثقافة العالمية ، وهى خطة هذه المجلة ، أو بيانها الثقافى ، منذ صدور العدد الأول منها منذ أربعين عاما خلت حتى اليوم .

تجاه محلة " العربى " نستطيع أن نطرح هذا السؤال : ماذا بوسع مجلة أن تفعل ؟

ونجيب : نعم ، إن بوسع مجلة أن تفعل وتحقق الكثير ، مما لا تحققه أحيانا حتى الأحزاب والدول . فالثقافة العربية حقل صالح للحراثة أكثر من الحقل السياسي . وثماره أكثر نضجا وفعلا وديمومة .

ولو عدنا إلى ما أسميناه " البيان الثقافى " لمجلة " العربى " وهو البيان المستنبط من أبوابها المتنوعة ، وسيرورتها التاريخية ، وأقلام كتابها ، وموضوعاتها المختلفة ، لوجدنا أنها حملت بالفعل ما يلى :

1- التنوع بين أدب وعلم وسيرة . جد وترفيه ، تراث ومعاصرة ، أسرة وتربية وطب .

2- الاعتدال ، فهذه المجلة ليست مجلة ذات نزوات ، ولكنها أيضا ليت بالمجلة السهلة ، إن الاعتدال الثقافى اذى انتهجته يشكل جزءا من قوة نفاذها وانتشارها بلا ريب .

3- هي مجلة موحدة ، بمعنى تنوع وشمول أقلامها العربية ، فهى أبد ما تكون عن افقليمية ، فعلى الرغم من أن أصلها ومنبتها ونبعها في الكويت ، فإن كاتبين عربيين مصريين رأسا تحريرها وهما المرحومان الدكتور أحمد زكى والأستاذ أحمد بهاء الدين .. وأقلامها عربية بلا تمميز بين قطر وآخر .

4- هي مجلة تؤمن الاتصال الهادئ الحى بين التراث والمعاصرة وتومئ للمستقبل أيضا ، كما أنها تضع نفسها في مجرى الثقافة العالمية أيضا دونما انغلاق .

من أجل ذلك ، وبهذه القوة الثقافية ، أسست مجلة العربى دولتها وأعلتها في أقل من نصف قرن من الزمان العربى المعاصر . ونحن نحتفل معها اليوم بهذا الحصاد الطيب .

مجلة " العربى " في البيت العربى
بقلم : ألفريد فرج

فى العيد الأربعين لمجلة " العربى " ( 1958- 1998 ) يخطر لكاتب مثلى أن يتوقف لحظة للتأمل والتفكير .

لقد كانت مجلة " العربى " في المجال الثقافى والصحفى الرفيع عنصرا استقرار في عصر شديد الاضطراب ، وكانت عنصر اتصال مستمر في زمن شديد التقلب . وهذا كان من مزايا المجلة ومن فضل كتابها ومن عناصر الرصانة والجد والرؤية الثقافية التي اتسمت بها سياسة المحلة وتوجهها الاستراتيجى الثابت في المجال الثقافى .

إن الصحافة بوجه عام والمجلات الثقافية بوجه خاص إبداع حديث المهد لم يعرفه العالم قبل مائة سنة أو مائتين على أقصى تقدير .

وقد عرفته اللغة العربية في فنون الكتابة وعرفه العالم لعربى ضمن ألوان القراءة منذ قرن ونصف قرن .. فكان العرب بذلك من الرواد الأوائل في هذا الفن وفى هذا المجال الاعلامى الثقافى ، فعرفوا وأبدعوا جواهر المجلات الثقافية ومنابر التنوير مثل " المقتطف " و " الهلا " و " الرسالة " وغيرها مما هو أقدم منها وما هو أحدث منها .

و " العربى " من هذه الجواهر اللامعة ومن أحدث الأخوات في هذه الأسرة العريقة .

لذلك كانت على مدى أربعين سنة منيرا ثقافيا للقراء العرب في كل الأقطار ، وكان لها أثر وساع في صياغة الاهتمامات الثقافية والعصرية لجيلين أو أكثر من الشباب .

وتميزت مجلة " العربى " دائما باتسعا الدينا التي تنقل صورتها للقارئ واتساع الافاق التي تنقل إليها القارئ .. حيث طافت بآلة التصوير وبأقلام كتابه بلاد الشرق والغرب وازمنة الماضى والحاضر والمستقبل .. فإذا الدنيا والإيام حاضرة بين أيدة القراء .

ولم تكن سياحة " العربى " خارج العالم العربى إلا المعادل الثقافى والفكرى لسياحتها الدائبة في الواقع العربى وفى الضمير العربى والفكر والوجدان ، فساهمت في الاكتشافات الأدبية وافنية والفلسفية بين سطور الأدب العربى وفيما تظلله ريشة الإبداع للفنان ، ومشلاكت التقدم والتخلف والتأثير بالاخر والعطاء للآخر .

مجلة " العربى " في البيت العربى احتلت مكانا ومكانة فريدة وسامية .. فهنيئا لها العيد الأربعين وهنيئا لقرائها وكتابها والعاملين بها، وتحية لأيامها الرائعة الماضية وأيامها الرائعة القادمة ، وعمر مديد من العطاء الثقافى إن شاء الله .

الرومانسية والواقعية في قصص " العربى "

.. رئيس التحرير

تمثل مجلة " العربى " ظاهرة إيجابية قياسا بالمجلات العربية الأخرى حيث استمر صدورها منذ عام 1959 دون انقطاع .

من خلال مسح كمى شامل قام به الدكتور إبراهيم الفيومى لقصص مجلة " العربى " المنشورة بين " 1967- 1973 " ، وجد أنها تشكل عنصرا ثابتا حيث ظلت القصة تنشر بانتظام بمعدل قصة أو أكثر شهريا دون أن تتخذ موقفا مذهبيا إزاء ما ينشر كما في بعض المجلات ، بل أتاحت الحرية لعدة اتجاهات مقدمة ألوانا من الفن القصصى دون أن تقف عند قطر عربى أو أجنبى بعينه أو أسماء محددة معتمدة جودة المادة المنشورة .

كان كتاب القصة خسب ما تشير القصص المنظورة قد أعطوا سقفا من الحرية سواء في المضمون أو الحجم ن وبهذا أتاحت المجلة للدارس أن يطلع على أعداد كبيرة من القصص ويتعرف على مدارس مختلفة من التأليف القصصى ، يعالج البحث فترة زمنية ممتدة من عام 1976- 1973 وهى مدة قصيرة نسبيا برغم أن عام 67 يعتبر زلزالا أثر على مجمل أوضاع الأمة .

يرصد الباحث الأقاصيص المنشورة ويحددها بـ 161 قصة منها 35 قصة مترجمة لعمالقة كتاب الفن القصصى كتشيكوف وموباسان وسومرست موم وغيرهم . هذه الترجمات تمت بجهود كتاب القصة من الأدباء أنفسهم .

الشخصيات التي تناولتها القصص جاء بعضها منتميا للبرجوازية الصغيرة كالمدرس والطبيب والجندى والموظف والأم والزوجة وزجة الأب ، هذه الشخصيات معظمها مأزو ما بفعل خارجى لعدم تصالحه مع المحيط أو من الداخل ، وهى الأغلب نتيجة أزمة نفسية ناجمة عن تجربة عاطفية أو مرص مزمن .

هذه اشخصيات عرضت ليس عن طريق الرواى بل خلال أحاديث الشخصيات الأخرى " أسلوب المرايا " ، تعكس النهايات المروعة لبعض الروح الانهزامية والرؤية الضبابية المتشائمة بسبب إرهاصات هزيمة يونيو ، مع وجود توظيف ذكى لبعض الشخصيات بشكل رمزى .

توعت أساليب السرد في القصص موضوع الدراسة حيث اختار بعض الكتاب الطريق الملحمى والسرد بضمير الغائب " الرواى الكلى المعرفى " مع ميل لاستخدام أسلوب الحكاية وتركيز على استفتاح القصص بمشتقات " كان " . ولجأ البعض للسرد بضمير المتلكم حيث تقوم شخصية محورية بوظيفة الكشف التدريجى من خلال الأنا مما يساعد المتلقى على الإحساس بالمشاركة في النص ، أما بعض الكتاب فقد لجأوا إلى أساليب أخرى كالاسترجاع والرسائل والمونولوج وغياب واضح للحوار تقريبا .

صورة المرأة في القصص تقوم على التنازع والتقابل ويمكن العثور عليها في جميع المراحل العمرية وإن وجدنا صورتها المشرقة عندما ضربت أمثلة في الصبر والوفاء في بعض القصص ، مع أن صورة المرأة عموما عسكتها النصوص بغلالة تشاؤمية أفرزتها علاقات زوجية غير متكافئة قامت على ثقة مفقودة .

يسجل الدارس ظاهر خطيرة يلحظها على شخصيات القصص عموما ، يتمثل ذلك انتشار الانحراف والتسيب وتراجع القيم الإيجابية مقابل ترسخ النفعية وإهمال المصلحة العامة والخيانة الزوجية والتآمر والرشوة ، هذا الانحراف لم يكن مقصورا على كبار الموظفين بل تعدهم ليشمل جميع الفئات حتى الدنيا منها مما يمن اعتباره ثمرة سالية من آثار هزيمة يونيو 1967 .

ونهايات القصص جاءت في 57 قصة منها حزينة وإن وجدت بعض النهايات المفائلة كما لو حظ اتساع دائرة العنف في القصص ليتحول إلى حرب طائفية مجنونة أو غزو همجى أرعن .

سمير أحمد الشريف
الإمارات العربية المتحدة

أهل الشورى وأهل الاجتهاد

.. رئيس التحرير

أقدم أجمل التحيات وجزيل شكرنا على مجهوداتكم الصادقة في أخراج مجلتكم الرائعة بالصورة اللائقة لمثال يحتذى كمجلة علمية ثقافية أدبية فنية استطلاعية موسوعية عربية إسلامية ، رائعة . وبعد .

أرجو أن اعلق هنا عىل ما ورد بالمقال المنشور في العدد " 478 " سبتمبر 1998 ، تحت عنوان " أهل الشورى وأهل الاجتهاد في الدولة الإسلامية " ، للدكتور عبد الحميد الأنصارى ، وأن أورد الملاحظات التالية :

1- تعرض المقال بعد عرض طويل لآراء متباينة ونقد لآراء جمهور القدامى " بين القرنين الخامس والتاسع الهجريين " وآراء المحدثين " الكاتب والدكتور محمد فتحى عثمان " في طريقة اختيار أهل الشورى من الجمهور ، ثم عرض وجهة نظره في اخيارهم بالانتخاب ، مع وضع بع المحظورات .

2- ذكر في أول المقال أن الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يشاور جمهور الصاحبة ، وكان بهم المتعلم ، وغير المتعلم ، وأنهم قد اشتركوا في اختيار الخلفاء الراشدين . ولم يتذكر المقال أن ذلك كان في عصر جاهلى كانت فيه الأمي سائدة . ولم يذكر من الذي كان منهم غير المتعلم ، ثم عاد وقال إن الخلفاء الراشدين كانوا يستشيرون كبار الصحابة فقط- رغم اتباعهم السنة .

3- ذكر وجهة نظر أخرى في طبيعة الشورى وقت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنها كانت : ليست فئوية أو طبقية أو طائفية ، وإنها ليست مما يسمى الآن : النخبة أو الصفوة . وهاتان فئتان مختلفتان . حيث إن النخبة قد تكون أى مجموعة أفراد منتقين عشوائيا من الجمع ، بينما الصفوة فهى الطائفة المصطفاة بعناية " المنتخبة أو المعينة " من الجمع . ثم فرق المقال بين رجل العلم ورجل السياسة .

وأقول : إن فئة الصفوة ، سواء كانوا سياسيين أو علماء دين أو علوم تطبيقية ، هي الفئة الوحيدة التي يجب أن تستشار بين جمهور المسلمين في وضع الأسس السياسية والاجتماعية الفقهية اللازمة لحياتهم ومجتمعهم فيما يستحدث من مشاكل داخلية وخارجية ، ولا يصح بأى حالأن يؤخذ برأى الجهال .

4- لم يوضح الكاتب وجهة نظره في مفهومه للسياسة في الدولة الإسلامية ، وما إذا كان يقصد السياسة الخارجية أم السياسة الداخلية في الحكم . والأخير قد وضحها القرآن في بضع كلمات معجزات في قوله تعالى : سورة النساء آية 58 وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل النساء 58 . وهو العدل في تطبيق قوانين الدول المتفق عليها مسبقا بواسطة أهل الشورى ، وذلك بين الناس وبعضهم البعض ، وبين الناس والدولة . وهذا شئ يطبق بسهولة . أما السياسة الخارجية فقط التي تستلزم الخبرة والدراسة .

وخلاصة القول : إنه ليس هناك أى تعارض بين أساسيات شرائع الإسلام الثابتة مع نظم الحكم المتسحدثة ، سوى تلك التي تستحق بعض التعديل . ويجب أن يكون أهل السياسة والعلم هم أهل الصفوة وأهل الشورى .

د. محمد عادل أبوالخير
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- مصر
زميل كلية الجراحين الملكية بأدنبره

على الإنترنت

.. رئيس التحرير

السلام عليكم

إن مجلتكم ، " العربى " هي بلا شك مصدر كبير من المعرفة للعلم العربى ، وعليه فإننى أبعث إليكم تحياتى القلبية .

أنا إدارى في مدرسة بكراتشى ، باكستان ، أطلب منكم أن تزودوا مكتبنا باشتراك مجانى لمجلة العربى وذلك يلبى طلاب المعرفة حاجياتهم .

وهنا ، أود أن أذكر بعض الشئ عن مدرستنا فقد تأسست عام 1302 هجرية ، ومنذ ذلك الحين وهى مركز للتربية الأسلامية ومكتبة المدرسة تخدم أغراضها لسنوات . والتربويون والطلاب اكتسبوا المعارف من كتب المكتبة .

أرجو ألا تخيبوا آمالنا . ولعل الله يبارككم وشكرا ..

محمود حسن الندى
إدارى مدرسة مزهر العلوم- باكستان

... رئيس التحرير

لقد تحدثت حول علم الاجتماع في حديث الشهر بمجلة " العربى " عدد أكتوبر 1998 . ولقد نسبت علم الاجتماع إلى العلم الغربى . ولكن السؤال : من هو مؤسس علم الاجتماع ؟

طبقا للمعلومات المتوافرة لدى ، إنه الفيلسوف العربى "ابن خلدون" .

" فيصل "

بين المعجمية وتطور العربية

.. رئيس التحرير

كتب الأستاذ فاروق شاوشة في بابه " جمال العربية " في عدد مجلة " العربى " الصادر في " جمادى الأولى 1419 هـ- سبتمبر 1998م " في الصفحة " 185 " تحت عنوان " قل ولا تقل " إنه " .. ولذلك يقال : توافرت السلع في الأسواق ، ولا يقال : توفرت السلع في الأسواق " .. وكأننا بالأستاذ شوشه- ونحن نعرفه شاعرا مبدعا ، تراثيا ومعاصرا معا- يقف عند ما يرد في المعاجم فقط ولايعنى بتطور اللغة العربية من قرارات وإجازات لغوية ، وهى تضم نخبة من علماء لغتنا العربية وأقطابها ، ولعله لم يطلع- في هذه المسالة- على قرار لمجمع اللغة العربية بالقاهرة يقضى باطراد القياس في صوغ الفعل الذي على وزن " تفعل "- أى " توفر "- مطاوعا لوزن الفعل المتعدى " فعل "- أى " وفر "- المضعف العين ، وقد اتسند المجمع في قراره إلى كثرة ورود هذه الصيغة عن العرب ، نحو : كسرت الشئ فتكسر ، وهدمت الجدار فتهدم ، وهشمت الزجاجة فتهشمت ، وعلمته فتعلم . وهكذا . " وقد أشار المعجم الوسيط ، في ص 15 إلى ذلك " .

بذلك يكون كلا الفعلين صحيحا :" وفرت الشئ فـ " توافر " لوروده في المعاجم ، و" توفر " قياسا أقر اطراده مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، قياسا على كلام العرب ، وما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب ، كما قال عبقرى العربية " ابن جنى " في كتابه " الخصائص " .

سناء الحمد بدوى
الرياض- السعودية

وتريات
" ليلى الصغيرة "

ليلى الصغيرة لم تزل في خاطرى

تحكى حكاية أمتى وصغارها

ليلى الجزائر أشعلت في داخلى

نارا سأحيا أستنير بحرها

ماذا جنت وهى الصغيرة لم تزل

ملكا طهورا كى يدنس طهرها

عود طرى بالبراءة يكسى

يا ويلهم كيف استباحوا كسرها

الروض أعلنت الحداد لفقدها

هل مثل ليلى زهرة في سحرها

والطير ما عادت تغنى بعدما

غابت عن الدنيا اللحون بأسرها

ليلى الصغيرة لم تمت لكنما

عادت إلى الفردوس أعطر زهرها

ليلى الصغيرة لم تمت لكنما

من مات نخن وليس يخلد غيرها

شعر : محمد أحمد المنصرى
الحديدة / اليمن

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات