فبراير .. احتفال بالإنسان

عزيزي القارئ ..

درجت الدول على الاحتفال بأعيادها الوطنية وأعياد تحريرها باستعراض قواتها ، العسكرية خاصة ، وهذا تعبير مشروع في عالم لم يصل بعد إلى اعتماد الحوار الحضاري سبيلا أفضل لحل النزاعات بين الدول . وأمام حقيقة أن الدول الصغيرة لها سقف من القوة الدفاعية تحرص عليه وتدعمه بالغالي والنفيس ، حتى يذود عنها في مواجهة بقايا شرعة الغاب ، فإن هناك وجوها من القوة هي من ألزم ما تحتفل به الشعوب في أعيادها الوطنية ، خاصة الشعوب الصغيرة ، وهذه الوجوه من القوة هي وجوه السلام ذات السمت الحضاري ، والتى يمكن جمعها جميعا تحت عنوان كبير شامل هو الثقافة ، تأسيسا على تعريف موجز وعميق يقول إن الثقافة هي كل ما يضيفه الإنسان للطبيعة ، ومن ثم نجد في هذا الاطار الأدب ، والفن ، وألوان الطعام والثياب ، وتقاليد الفرح ، والحزن ، والصناعات ، والحرف والأبنية ، والحدائق ، ونسق الشوارع .. كل هذا وأكثر هو في متن الثقافة ، خاصة عندما يمتزج بلمسة الجمال ، والطموح إلى الارتفاع عن مجرد تلبية الحاجة وتدبير المعاش اليومي .

وفي هذا العدد المواكب لاحتفال الكويت بعيدها ، العيد الوطني ، وذكرى التحرير ، سيكون احتفالنا ثقافيا بالطبع ، من واقع اهتمام هذه المطبوعة ، وحقيقة النشدان الثقافي العربي للكويت التي أسس رواد التنوير فيها هذا المنبر ليكون هدية للثقافة العربية عموما ، والقراء العرب حيثما كانوا . ولعل صفاء النوايا لدى هؤلاء الرواد ومن أعقبهم هو الأكسير الذي لا يزال يحافظ على حيوية هذه المطبوعة بين أيدي القراء العرب رغم دخولها في العقد الخامس من عمرها المديد . احتفالنا الثقافي بعيد التحرير والعيد الوطني الكويتيين ، نرمز إليه بإفراد ملف خاص من عمرها المديد . احتفالنا الثقافى بعيد التحرير والعيد الوطني الكويتيين ، نرمز إليه بإفراد ملف خاص لنماذج من الإبداع الكويتى عن " الإنسان الصغير " ، واستعراض كتابين آخرين عن عودة " مجلة البعثة " و " صفحات من تاريخ الكويت " .

إن هذا الحيز من الاحتفال بعيدي الكويت هو حيز رمزي ، لأن احتفال الكويت الثقافي الواسع هو في تقديم منبرها هذا لمساهمات الثقافة العربية لجميع الكتاب العرب ، وفي كل مناحي الثقافة المقروءة أدباً وعلماً وفناً وفكراً ، فالفرح الثقافي الخاص لأي قطر عربي لا يمكن اكتماله إلا بإضاءات أ‎فراح الثقافة في كل عالمنا العربي .

وإلى لقاء متجدد ...