عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
المثقف العربي وثقافة الموديل

.. رئيس التحرير

من يتمعن في موقف المثقف العربي من التحولات المحلية والإقليمية والدولية، فسيجد أن عددا من المثقفين تبنى مواقف تجاه ما يدور حوله من أحداث وتطورات، استنادا إلى استجابة انفعالية تفتقر للدقة والعمق والموضوعية، وتغيب لديها الأسس العلمية.

فقد هلل هؤلاء كثيرا للقومية ومن بعدها للاشتراكية، وأخيرا للأصولية الدينية. ولنأخذ مثالا على ما نقول: عندما كان الاتحاد السوفييتي السابق يعج بتناقضاته الداخلية وكان الفساد منتشرا في جميع أنحائه، لم يكن المثقف قادرا على إبداء الموقف النقدي لهذه الدولة العظمى، لسببين، الأول هو الانبهار الأعمى بسياسته كبلد عظيم وصديق ومؤثر في العلاقات الدولية. والثاني هو الخوف من الفصائل والشخصيات الاشتراكية في العالم العربي التي كانت تردد - مع استثناءات قليلة - مقولات الاتحاد السوفييتي دون امتلاك أفق رؤيوي موضوعي سليم، وكانت تبرر - في معظم الحالات - سياستها بموقف الاتحاد السوفييتي دون إعارة أي اهتمام للخصوصية المحلية، وعندما اجتاحت الاتحاد السوفييتي - السابق - موجات النقد والنقد الذاتي، انعكست هذه الموجات على المثقف العربي، وأخذ على عاتقه تصويب وتصحيح التجربة السوفييتية، والتهليل والترديد لمقولات وأفكار النقد والنقد الذاتي والبيريسترويكا والغلاسنوست، ودعا إلى تطبيقها في العالم العربي، ويمكننا أن نتساءل: حسنا أين كان هذا المثقف قبل هذه الموجات ؟ ولماذا لم يتحدث عن أفكار كهذه في وقت سابق عن البيريسترويكا ؟

الخلاصة هي أن المثقف العربي مدعو للبحث في الذات الحضارية وفي الآخر المعاصر، ويحتاج إلى التفكير بتمعن وتبصر في خلق آلية عملية نهضوية للتطور الحضاري، وترك التأثر السريع بموجات مختلفة غربية لا تعبر عن صميم ومعاناة الحالة الملموسة في العالم العربي.

حواس محمود
القامشلي / سوريا

***

.. ونقول

بعض ما ورد في رسالتك حول ضرورة ممارسة النقد الذاتي، سواء لتجاربنا المحلية أو لتجارب الآخرين، يستحق تأكيده. ولكن في الوقت نفسه، فإن رسالتك حملت اتهامات حادة للمثقفين العرب، الذين لم يكونوا وحدهم الذين "هللوا" للاشتراكية والقومية أو للأصولية - وفقا لتعبيرك -. فهذه النظريات وغيرها ساندها قطاع عريض من مثقفين انتشروا على رقعة الأرض، منذ نشأة الخليقة وحتى الآن.

إن اجتهاد البشر وسعيهم للتمايز، لا يستحق الإدانة، كما أن سقوط أو فشل النظريات لا يعني رجم من حملوا شعاراتها بالحجر.

سيبقى باب الاجتهاد مفتوحا، ما بقيت على الأرض حياة، وسيظل الإنسان يواصل سعيه بحثا عن هدف يسعى لتحقيقه، وقضية يدافع عنها، وتمايزا لحضارته عن الآخرين.

"العربي"

مداخلات في فقه التاريخ

..رئيس التحرير

أعجبني في هذه المجلة أسلوبها الفذ في احتضان أقلام كتابنا العرب باختلاف أفكارهم وآرائهم، حيث حملت - على حد صدق ظني - شعار "الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية" من هذا المنطلق أشير إشارة قصيرة إلى ما نشر في عدد مارس 1996 تحت عنوان "سطور في فقه التاريخ" دفاعا عن صلاح الدين بقلم عطية فتحي الويشي، فما كدت انتهي من قراءة ذلك المقال حتى لمست فيه بعض الملاحظات: يقول الأخ عطية الويشي ما هو نصه: "الفقرة التالية التي نبدأ بها مداخلتنا حيث نسبها الكاتب إلى ابن الأثير، والعبارة بنصها ليس لها أصل في "الكامل" ولا في غيره من كتب ابن الأثير.!" ثم يعود في موقع آخر من مقاله يقول : "وأي عصيان وإفساد للخطط، بل أي بهتان ذلك الذي رمى الكاتب به صلاح الدين، اعتمادا على مقولة تفرد ابن الأثير بتوهمها وروايتها من وحي خياله الذي اختلجت به مشاعر العداء لبني أيوب" فيا أخي عطية أرجو أن تعيد النظر في المصادر التي ذكرها الكاتب حسن الأمين وتحدد موقفك أكثر، هل ما قاله الكاتب موجود فعلا في كتب ابن الأثير أم لا؟ واترك عنك هذا التناقض. إن إسلامنا يدعونا إلى احترام الشخصية المسلمة وليس رفعها إلى حد القداسة والعصمة فيجب علينا كمسلمين واعين أن نبسط التاريخ وننظر فيه نظرة موضوعية، ونتجرد من العواطف والعصبية والتقديس، فكما أن التاريخ يلزمنا بذكر محاسن تلك الشخصية الإسلامية فهو كذلك يلزمنا بذكر مساوئها حفاظا على التاريخ من التحريف. ولولا هذا لما ألفت كتب في الجرح والتعديل للرواة وغيرهم، وهو ما أصبح علما مستقلا بذاته في الدراسات الإسلامية والتاريخية.

زهير علي شريدة
جامعة الملك سعود ، كلية الآداب
المملكة العربية السعودية

العربي الصغير

رئيس التحرير

أنا من قراء مجلة "العربي" التي أعتز بها وأفخر باقتنائها مع مطلع كل شهر. وأود هنا أن أسأل عن مجلة "العربي الصغير" التي ينتظرها الملايين، والتي تأخرت علينا برغم وعودكم بصدورها قريبا. كما أشكر دولة الكويت على إصدار مثل هذه المجلات التي تغني كل عربي وتزوده بما يحتاج إليه من الثقافة، وأطلب منكم إجراء استطلاعات مصورة في الدول العربية وتسليط الضوء على ما هو قديم فيها، وأكرر شكري لكم وللعاملين على صدور هذه المجلة العزيزة على قلوبنا.

عبدالله محمد نجار
الرقة/ سوريا

بين المطرقة والسندان

.. رئيس التحرير

قرأت في مجلتنا الغراء ( العربي" عدد يناير 1996، مقالا تحت عنوان: " الكمبيوتر .. وكيل بلا توكيل للدكتور السيد نصر الدين السيد .. وقد لفت انتباهي خطأ لغوي بسيط ولكنه أحدث فتورا في جمال وقوة اللغة العربية، حيث يقول الكاتب: "السكرتيرات والوكلاء، ومدراء المكاتب" وحيث إن كلمة مدراء جمع مفرده مدير، وهو مصدر رباعي ميمي، قياسي، واسم علم، فإنه يجمع جمعاً مذكرا سالما وليس جمع تكسير فيقال: مديرو المكاتب، لا مدراء المكاتب. ونقول مطيحون ومميتون ومفيدون وميقمون. لا: مطحاء وممتاء، ومفداء، ومقماء في جموع: مطيح، مميت، معيد، مقيم.

رشيد بوخميس
ولاية ميلة/ الجزائر

أمريكي أم سوفييتي؟

.. رئيس التحرير

ورد في عدد فبراير 1996 تحت عنوان " أبوللو13 الرحلة التي هددت حياة ملاحيها" بقلم محمد رضا . "إن الانتصارات السوفييتية في مجال الفضاء شملت إطلاق أول مركبة تحمل آدميين إلى الفضاء وأول مركبة تحط على القمر وأول مركبة حطت هناك وخرج منها رجل مشى على ذلك الكوك". ولكننا لو عدنا إلى عدد يوليو 1995 للاحظنا ما ورد فيه تحت عنوان "إنهم يستعدون لاستعمار القمر" فعلا بقلم المهندس سعد شعبان وهو أن " نيل آرمسترونج الأمريكي الجنسية كان أول رائد فضاء وأول إنسان وطأ بقدميه سطح القمر في 19 يوليو 1969 ".

محمد ياسر المحمود
حمص / سوريا

الجنود الأطفال

.. رئيس التحرير

أسجل تقديري للأستاذ : بقلم محمود المراغي ومقاله الشهري الممتع "أرقام" الذي يجيد فيه توظيف الرقم ومس قضية ملحة من قضايانا الحيوية.

وبقدر استمتاعي بقراءة هذا المقال شهريا، فإنه أفزعني ما جاء بعدد مارس 1996 عن : الجنود الأطفال، والذي أورد فيه كاتبه عددا من الأرقام البشعة عن تجنيد الأطفال في العديد من دول العالم في الحروب، وعن ضحايا هذه الحروب، وعن أسلوب الإعداد والتدريب الرهيب لهؤلاء الصغار الذين لم يتجاوزوا في بعض الحالات عامهم السادس.

ووطننا العربي - مع الأسف الشديد - ليس بعيدا عن دائرة العذاب هذه، وبعض أنظمته الحاكمة ليست ببعيدة عن دائرة الشبهة، فما ورد في مقال الأستاذ المراغي عما يحدث في السودان، وما أوردته إحدى المجلات الفرنسية من حديث الطفل الفلسطيني (موسى زياد) الذي كان يهيأ لإحدى العمليات الانتحارية، وما نقرأ ونسمع عن تنفيذ لمثل هذه العمليات هنا وهناك، لمؤشرات قوية على أن الخطر ليس ببعيد عنا.

يتعجب الأستاذ المراغي في نهاية مقاله بقوله : وهكذا نستقبل القرن الواحد والعشرين!

وأتساءل بدوري : هل هكذا ستكون إنسانية إنسان القرن الواحد والعشرين ؟

بهجت أبو العينين
دسوق / مصر

قم للمعلم

.. رئيس التحرير

طالعت بشغف ما كتبه الأستاذ عبدالله الشيتي تحت عنوان "كاد المعلم أن يكون قتيلا" بعدد مارس 1996 حيث أثار شجوني ووضع يده فوق الجرح النازف فمن منا لم يعرف لامية شوقي الشهيرة ومن منا لم يعظمها ويعرف قدرها فهي تشيد بالعلم والمعلم حيث يقول :

قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

ولله در الشعراء خاصة المدرسين منهم فالتعليم مهنة الأنبياء والمعلم حكيم وحكمته التربوية تتجول في حقول الحياة يقرأ مئات الكتب في مئات الحقول بلهفة وتواضع وانتباه، يحاور أفكارها لتمنحه مادة منها يكون عصير الحكمة التربوية كما تكون النحلة عسلها غذاء وشفاء.

لكن يمكن أن يكون لمهنة ما مثل التعليم من السلبيات ما يتطلب من القائم بها خاصة في هذا العصر الدعة والسكينة وطول المكث، وأستطيع أن أدعي أن الشعراء أبعد الناس عن هذه المهنة ، لأن الشاعر بطبعه عجول متقلب يسعى بأحاسيسه إلى التغيير واستقدام الوقت واستعجال الأحداث واضطراب العاطفة أحيانا - لذا نقبل من الشعراء المدرسين بثهم لشكواهم، ونحاول أن نتفاهم معها فمثلا الشاعر إبراهيم طوقان صاحب اللامية المشهورة "شوقي يقول وما يدري بمصيبتي" التي يناقض بها لامية أمير الشعراء السابقة الذكر، كان يعمل مدرسا للغة العربية وقد ضاق ذرعا بمهنته، ثم ساءت صحته فترك التعليم لذا نراه يقف هذا الموقف القاسي من المعلم، ومن قصيدة أمير الشعراء ليقول : "المعلمون عظماء وأنصاف عظماء. فنصف العظيم موهوب في فن التعبير عن ذاته أما العظيم فموهوب في فن إثارة الآخرين، ليحقق ذاته". ولا نشك في أن الشاعر الذي يملك موهبة القول والتعبير عن النفس يستطيع أن يعبر عن ذاته، ولكنه لا يسعى لتحقيق ذاته أمام طلابه، من هنا لا ينطبق هذا القول على المعلم الشاعر - لذا نرى الشاعر إبراهيم طوقان يقول:

حسب المعلم غمة وكآبة مرأى "الدفاتر" بكرة وأصيلا

مائة على مائة إذا هي صلحت وجد العمى نحو العيون سبيلا

لا تعجبوا إن صحت يوم صيحه ووقعت ما بين "البنوك" قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا

وهذا هو الشاعر تمام مخلوف في قصيدته صرخة معلم يقول :

قم للمعلم واترك التبجيلا كاد المعلم أن يضل سبيلا

ضاقت عليه حياته وتكدرت بالله كيف ينير بعد عقولا

لا شك أن الجوع مورده الردى حتى يقضي ربه تبديلا

إن المعلم إن أهنت حياته أهداك عقلا مظلما مشكولا

ولله در المعلمين الشعراء.

صلاح الشهاوي
طنطا/ مصر

تنويه واعتذار

ورد خطأ مطبعي في العدد السابق من مجلة "العربي" (عدد يوليو) في عنوان فرعي في مقال "على هامش كتاب" للدكتور جابر عصفور. ونحن نعتذر لقارئ العربي الفطن الذي لن يغيب عنه أن صحة العنوان "أول مدير للجامعة" وليس "أول معيد للجمعة" كما ورد خطأ.

"العربي"

وتريـات

هي لن تموت

وضعت على كتفي الحمامة بيضها
وعلى فمي نسج الشباك العنكبوت
وتعالت الأصوات غرد
مثلما اعتدناك من أبد الدهور
أوميت ؟!
أم صرت صوفي الهوى
وتضاربت حولي النعوت
أنا عفوكم
أنا لا أبايع كل قافلة تفوت
إن التي غنيتها انتبذت مكانا في السماء
فضلت بعد غيابها المر السكوت
سأعيش بالذكرى
بأغنيتي الوحيدة - في فمي
هي في الفؤاد وفي دمي
هي لن تموت
هي لن تموت.

نور الدين درويش
سنطينة / الجزائر

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




مدخلات في فقه التاريخ





بين المطرقة والسندان





أمريكي أم سوفييتي؟