نظرة على الفن التشكيلي في مصر: نهر الألوان مازال يتدفق سمير غريب

نظرة على الفن التشكيلي في مصر: نهر الألوان مازال يتدفق

بدأ تاريخ الفن التشكيلي الحديث في مصر مع بداية متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1904 عندما قبلت بلدية الإسكندرية 210 لوحات من مقتن ألماني "إدوار فريد هام" و500 جنيه ذهبا مشترطا أن تقيم البلدية متحفا لها، فاستأجرت البلدية شقة بشارع فؤاد. وفي عام 1926 وهب البارون "شارل دي منشه" فيللا في حي محرم بك لتكون مكتبة البلدية ومتحفا وأقيم فيها متحف الفنون الجميلة الذي افتتحته حكومة الثورة في يوليو1954، وفي العام التالي 1955 أقيم في المتحف أول بينالي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط باسم الإسكندرية لربط ثقافات وفنون هذه الدول بما فيها من سمات مشتركة بتأثير العوامل الجغرافية والتاريخية واشتراكها في نفس البحر.

ولم يقتصر اهتمام حكومة الثورة بالفنون التشكيلية في الإسكندرية على متحفها، بل أنشأت عام 1957 كلية الفنون الجميلة هناك وعينت المثال النوبي أحمد عثمان أول عميد لها.

في القاهرة أنشأ الأمير الأمير يوسف كمال أول مدرسة للفنون الجميلة في مصر. فتحت أبوابها في 12 مايو 1908 بشارع درب الجماميز، وكان النحات العظيم محمود مختار أول من التحق بها، وكان. مدرسوها من الأجانب. وفي يونيو1910 أصبحت تحت إشراف. الجامعة الأهلية، وفي أكتوبر من نفس العام ألحقت بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف. وفي عام 1923 انتقل مقرها إلى الدرب الجديد بميدان السيدة زينت حتى عام 1927.

وكان عام 1928 عام تمصير المدرسة وأصبحت مدرسة عليا، ثم أطلق عليها اسم الكلية الملكية للفنون الجميلة عام 1950، وفي عام 1961 تم ضمها إلى وزارة التعليم العالي، وضمت إلى جامعة حلوان عام 1975.

وقد أنشئت كلية الفنون التطبيقية أولا من داخل مدرسة الفنون الجميلة عندما أنشئ بها عام 1909 قسم للفنون والصناعات الزخرفية استقل عام 1918 "كمدرسة الفنون والزخارف المصرية"، والتي تغير اسمها عام 1941 إلى "مدرسة الفنون التطبيقية العليا". وفي 1950 تغيرت إلى "الكلية الملكية للفنون التطبيقية العليا"،وقد بدأت في العام الدراسي 1956 - 1957 لأول مرة في قبول طالبات بها.

من المعاهد إلى الكليات

عندما انتهت الحرب العالمية الأولى، بدأ إعداد أول فوج من مدرسة المعلمين العليا للتخصص في تدريس الرسم، وسافرت أول بعثة إلى إنجلترا عام 1920 كان من بينها أستاذ الرياضيات حبيب جورجي الذي تخصص في دراسة طرق التربية الفنية ولعب دورا بعد ذلك في تخريج عدد من أهم الفنانين المصريين.

وقد أنشئ معهد التربية الفنية بالقاهرة عام 1937 الذي تغير اسمه عام 1973 إلى "كلية التربية الفنية" وانضمت إلى جامعة حلوان عام 1975. تخرج في المعهد أعلام مثل حسين يوسف أمين وحامد سعيد وسعد الخادم وأبوصالح الألفي وأبو خليل لطفي وغيرهم.

كان على الفنانين التشكيليين المصريين بمختلف فروعهم الفنية أن ينتظروا حتى 1976 ليصدر القانون رقم (83) بإنشاء نقابتهم، ولينتظروا عامين آخرين حتى تبدأ بالفعل، وينتخب الفنان عباس شهدي أول نقيب للفنانين التشكيليين. وفي نفس العام (1976) صدر قرار جمهوري بإنشاء كلية جديدة للفنون الجميلة في مصر، ولكنها هذه المرة في الصعيد (المنيا) .

الأكاديمية المصرية للفنون بروما من مؤسسات الفنون التشكيلية التي لعبت دورا مهما في الحياة الفنية لعدد كبير من الفنانين المصريين، وقد نبتت فكرتها في ذهن المصور الشاب راغب عياد عام 1924 عندما كان مبعوثا في روما حيث شاهد أكاديميات لدول أخرى هناك تضم طلاب الفنون. وقد بدأت الأكاديمية المصرية عام 1929 وعين الفنان سحاب الماظ مسئولا عنها، وكان مبعوثا هناك لدراسة الفن، وكانت الأكاديمية تابعة لوزارة المعارف العمومية (التربية والتعليم)، ولم يعين مدير للأكاديمية حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، فعين الفنان محمد ناجي عام 1947 أول مدير لها. وفي عام 1966 بدأت الأكاديمية نشاطها في المبنى الجديد (الحالي) الذي أقامته مصر في حدائق بورجيزي بروما. وقد وضعت الحكومة الإيطالية تمثالا لأمير الشعراء أحمد شوقي نحته جمال السجيني في ميدان ملاصق للأكاديمية.

في عام 1975 صدر قانون جائزة الدولة للإبداع الفني لتشجيع الفنانين بقضاء فترة من إبداعهم في الأكاديمية. لكن لم يستفد منه حتى عام 1984 سوى 4 فنانين، وفي 1984 صدر تعديل له برقم 49 غير أنه لم ينفذ أيضا حتى عمل الفنان فاروق حسني بعد توليه الوزارة في أكتوبر 1987 على إصدار قانون جديد بدأ تنفيذه كما بدأت ثماره تظهر.

عام 1928 أنشئت مراقبة الفنون الجميلة في وزارة المعارف العمومية (التربية والتعليم بعد ذلك)، ثم تحولت إلى مراقبة عامة ثم إدارة عامة في وزارة الثقافة بعد إنشائها عام 1958، وتولى إدارتها الفنان صلاح طاهر. وفي 1966 ضمت إليها الإدارة العامة للمتاحف التي أنشئت عام 1959، وتولى إدارتها الفنان عبدالقادر رزق الذي كان مديرا للمتاحف الفنية. وقد ابتكر عبدالقادر رزق عام 1969 فكرة إقامة المعرض القومي العام للفنون التشكيلية بهدف تقديم صورة بانورامية سنوية للإبداع المصري التشكيلي وتشجيع المؤسسات والأفراد على اقتناء الأعمال الفنية. وبعد تقاعده عام 1972 تولى عبدالحميد حمدي الإدارة العامة للفنون الجميلة والمتاحف العامة التي تحولت في عهده إلى الهيئة العامة للفنون والآداب لتضم أيضا أكاديمية الفنون وإدارتي الأدب والتفرغ. وقد ألغيت هذه الهيئة مع إنشاء المجلس الأعلى للثقافة عام 1980 وأنشئ بدلا منها المركز القومي للفنون التشكيلية.

الفن الحديث

افتتح متحف الفن الحديث عام 1930 في قصر موصيري بشارع فؤاد الأول (26 يوليوحاليا)، وانتقل عام 1937 إلى قصر هدى شعراوي بالقرب من باب اللوق لينتقل مرة أخرى إلى قصر الكونت زغيب بشارع قصر النيل الذي هدم عام 1964 بزعم إقامة فندق سياحي لم يقم حتى الآن. لينتقل المتحف مرة ثالثة إلى فيللا في ميدان فيني بالدقي. لينتقل مرة رابعة بعد إنشاء مبناه الحديث في الجزيرة بين دار الأوبرا الجديدة ونقابة التشكيليين. وقد اهتمت حكومة ثورة يوليو بإنشاء المتاحف القومية والفنية، فافتتحت عام 1959 متحفي جواد حسني ببور فؤاد والمقاومة الشعبية ببور سعيد، وافتتحت عام 1960 متحفي المنصورة القومي (دار ابن لقمان) ودنشواي، وافتتحت عام 1962 متاحف : محمد محمود خليل والجزيرة ومحمود مختار بالقاهرة وافتتحت في مايومن عام 1968 متحف محمد ناجي بالهرم وعام 1972 متحف محمود سعيد بالإسكندرية.

مع العيد العاشر لثورة يوليو(1962) تم افتتاح متحف المثال محمود مختار بحديقة الحرية بالجزيرة، وقد صمم مبناه المعماري رمسيس ويصا واصف ليضم أعمال رائد فن النحت الحديث في مصر. وفي نفس العيد (1962) تم افتتاح متحف محمد محمود خليل وحرمه في بيته بالجيزة تنفيذا لوصيته ليضم مقتنياته الفنية العظيمة من أعمال رواد المدرسة التأثيرية الأوربيين. وبعد تولي الرئيس السادات السلطة عام 1970 تم نقل محتويات المتحف إلى قصر عمرو إبراهيم بالزمالك، وأخذت رئاسة الجمهورية مبنى المتحف الأصلي حيث كان ملاصقا لبيت الرئيس السادات.

وفي 14 يونيو1975 أعيد افتتاح متحف محمد محمود خليل في مقره الجديد بقصر الأمير عمروإبراهيم في شارع الشيخ المرصفي بالزمالك، بعد نقل مقتنياته إليه من مقره الأصلي.

لكن الفنان فاروق حسني ينجح بعد توليه وزارة الثقافة،ليس فقط في إعادة المقتنيات إلى بيتها، وإنما في تطوير المتحف على أحدث مستوى عالمي ليفتتحه الرئيس حسني مبارك عام 1995.

حتى نهاية عام 1966 كان لوزارة الثقافة قاعتان فقط للمعارض الفنية هما : "الفنون الجميلة" في الغرفة التجارية بباب اللوق، و"أخناتون"، وكانت القاعتان مستأجرتين، وبعد ذلك أضافت الوزارة قاعتين أخريين، واحدة في مقر الاتحاد الاشتراكي وأخرى في أرض المعارض بالجزيرة والتي تحولت بعد ذلك إلى قاعة "النيل".

وبدأت الوزارة من عام 1967 في إقامة سوق لبيع الإنتاج الفني سنويا. توقف بعد ذلك بسنوات.

ذهب الفنان محمد عبدالمنعم مراد في أكتوبر 1967 إلى فرنسا للتدريب واكتساب خبرة لإنشاء مركز للنسجيات المرسمة. وبعد عودته تم اختيار مبنى متحف الركائب بحلوان لإقامة المشروع. ووافقت فرنسا على إعطاء ست منح لمصر عام 1968 لدراسة الرسم والصباغة والنسيج في معهد "أوبيسون" الحكومي. وبعد عودة الدارسين بدأ العمل تحت إشراف مراد غالب. وبدأ الإنتاج بالفعل واستمر المركز على حاله إلى أن تم تطويره وإعادة افتتاحه عام 1995.

مدرسة الفنون

الواقع أن مصر لم تعرف الفنون التشكيلية الحديثة إلا مع إنشاء مدرسة الفنون الجميلة في أوائل القرن العشرين. ومع افتتاح هذه المدرسة تعلم وبزغ عدد من الفنانين المصريين الذين بدأوا تراثا حديثا، لكنه قوي ومجيد، لهده الفنون في مصر.

أسس هذا التراث في النحت المثال العظيم محمود مختار1891 - 1934) الذي استلهم التراث الفرعوني والروح الوطنية المصرية في قواعد كلاسيكية غربية تبدوجلية في أعماله المشهورة مثل نهضة مصر وحارس الحقول وعروس النيل الذي اقتناه متحف "جودي بوم" في باريس وتمثال سعد زغلول المعتز أمام كوبري قصر النيل بالقاهرة وغيرها مما يمتلئ بها متحفه بالجزيرة بالقاهرة.

وأسس فن التصوير الحديث جيل من الرواد على رأسهم راغب عياد (1892 - 1982) الذي وجد أيضا في التراث الفرعوني خير مدرس له، واتجه كذلك إلى الشعب المصري فرسم الفلاحين والأسواق والأفراح الشعبية بأسلوب تعبيري. شاركه يوسف كامل 1891 - 1971) بإنتاج غزير بأسلوب تأثيري مهتما بالطبيعة المصرية حيث الضوء الساطع والحقول والزهور.

ومن المؤسسين أحمد صبري (1889 1955) الذي اهتم بتصوير الأشخاص والوجوه بلمسات حساسة قوية وألوان شفافة وصريحة. ومعه محمد حسن (1892 - 1961) الذي بدأ بالرسوم الكاريكاتورية، ثم اتجه إلى التصوير الزيتي بشكل أكاديمي يحمل براعة الأداء والتمكن في اللون والخط والتكوين. ومن جيل الرواد في النحت عثمان مرتضى (1896 - 1925) ومحمود حسن (1899 - 1955) الذي نحت تماثيل شعبية تصور كبار الشخصيات المصرية ساهم بها في إنشاء متحف الشمع.

وقد لعبت مدرسة الفنون الجميلة (ثم الكلية فيما بعد) دورا مهما في تخريج جيل تال من الفنانين المصريين أمثال عبدالحميد حمدي وصلاح عبدالكريم في النحت وكامل مصطفى وحسني البناي في التصوير وعبدالله جوهر وكمال أمين في الحفر وحسن صادق في الخزف.

وقد هيأت المدرسة منذ عام 1942 مرسما في الأقصر يقضي فيه الفنانون فترات من التفرغ الفني وسط هذا التاريخ العريق. غير أن المرسم أغلق بعد ذلك. وكان للقسم الحر الذي أقامته المدرسة أيضا عام 1942 دور في تخريج عدد من الفنانين المتميزين منهم محمد صبري الذي تفوق في الرسم بألوان الباستيل ومحمد حسين هجرس وسعد كامل صاحب التجربة المميزة في نسيج الكليم برسوم وتصميمات شعبية والنحات فاروق إبراهيم وغيرهم.

فنون عروس البحر

على الجانب الآخر وفي الإسكندرية كانت مراسم الفنانين تؤدي دورا بديلا عن مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة، وكان الإسكندريون يدرسون على أيدي فنانين أجانب مثل الإيطالي "آرتوروزانييري" الذي درس على يديه عام 1915 الرائد المصور محمود سعيد (1897 -1964) والفنان المصور محمد ناجي (1888 - 1956)، وبعدهما الأخوان سيف وأدهم وانلي. ولأدهم مجموعة رسوم سريعة بالقلم والألوان المائية على مستوى عالمي.وقد رسم مع أخيه سيف الحياة اليومية في الإسكندرية وبهلوانات السيرك وراقصات الباليه.

من هذا الجيل السكندري البارز المصورة عفت ناجي شقيقة محمد ناجي التي بدأت متأثرة بشقيقها ثم اتجهت إلى طابع شعبي وخاصة الاهتمام بالطلاسم والتعاويذ. والمصور محمد حامد عويس الذي تميز بلوحاته ذات الأسلوب الصرحي التذكاري ومعالجة الأحداث السياسية بأسلوب رمزي. وكذلك كامل مصطفى وهومن أقطاب الاتجاه التأثيري في مصر ورسم العديد من اللوحات التاريخية وسجل وجوه الأشخاص ومناظر البحر والصيادين، والنحات محمود موسى شديد الشغف بالنحت المصري القديم وقد تخصص في الخامات الصلدة كالجرانيت والكوارتز.

والواقع أن الساحة الفنية التشكيلية قبل الثورة كانت تموج بحركات التجديد والتمرد مثلها مثل الساحات الأدبية والفكرية والفنية الأخرى. تمثلت هذه الحركات في الجماعات الفنية التي نشأت وبدأت بجماعة "المحاولون" (1934) التي أسسها اثنان من الأجانب "جول ليفي وألبرت ساليتل" وأصدرت مجلة بالفرنسية "آن إيفور UN EFFORT" أو"مجهود"، وجماعة الشرقيين الجدد (1937) التي شارك فيها عدد من الفنانين المصريين والمتمصرين، مثلما حدث في الجماعة التالية لها "الفن والحرية" (1939) الأكثر تأثيرا في تاريخ مسيرة الفن الحديث في مصر بعد جيل الرواد. فقد أسس هذه الجماعة الكاتب جورج حنين مع الفنانين رمسيس يونان وفؤاد كامل وكامل التلمساني وغيرهم. كانوا أول من أدخل مفهوم وفنون السريالية في مصر. ولذلك كانت تمردا خالصا على الواقع السياسي والفني والفكري، وعبروا عن تمردهم شكلا ومضمونا، من خلال معارضهم الجماعية التي استمرت حتى1945 ومعارضهم الفردية، وإصداراتهم وبخاصة مجلة "التطور". وقد تحول رواد هذه الجماعة إلى التجريد في الخمسينيات باستثناء كامل التلمساني الذي تحول نهائيا إلى السينما، ويجب أن نشير إلى تعرض مؤسسي الجماعة إلى السجن والمطاردة من قوى المجتمع البائد وبخاصة السلطة السياسية.

وقد واصلت رسالة "الفن والحرية" جماعة مهمة أخرى هي "الفن المعاصر" (1946) التي ضمت ما يمكن أن نسميه جيل ثورة يوليومن الفنانين التشكيليين.

أسس هذه الجماعة المربي حسين يوسف أمين والمصور سمير رافع أحد أبناء الفن والحرية، واشترك معهما الفنانون عبدالهادي الجزار وإبراهيم مسعودة وحامد ندا وماهر رائف وغيرهم.

لم يتخلص فنانو الجماعة من آثار الفن والحرية السريالية، لكنهم بدأوا في شق طرقهم الخاصة، وبرزوا في استلهام التراث الشعبي والأساطير وحياة الأحياء الشعبية، واستمروا في إقامة معارضهم الجماعية بعد الثورة وحتى (1954).

جماعات فنية

كما نذكر من الجماعات الفنية قبل الثورة جماعة "صوت الفنان" التي أسسها النحات الشاب جمال السجيني عام (1945) والذي أسس بعدها جماعة أخرى هي "الفن المصري الحديث" (1946) واستمرت حتى 1955، وكان معه محمد حامد عويس وجاذبية سري وغيرهما، وكذلك جماعة "الفن والحياة" التي أسسها الفنان المفكر حامد سعيد عام 1946 مرتكزا على رفض المفهوم الأكاديمي في الفن الأوربي مركزا على تأمل نظام الطبيعة والتقاليد المصرية التشكيلية. وكان معه في هذه الجماعة عبدالحميد حمدي ومحمد عزت مصطفى وغيرهما. وكانت أطول الجماعات الفنية عمرا، ربما لابتعادها عن خضم مشاكل السياسة والمجتمع.. وقد شارك "جيل الثورة" في التأثر والتعبير عن أحداث الوطن الجسام التي مر بها مثل العدوان الثلاثي عام 1956، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة مثل بناء السد العالي ومظاهر التحول الاشتراكي وهزيمة يونيو.وفي الستينيات نشأت جماعات فنية جديدة للتعبير عن الأساليب والأفكار والرؤى الجديدة في الفن، مثل جماعة الفنانين الخمسة (1962) التي كونها الفنانون رضا زاهر وعبدالحميد الدواخلي ونبيل وهبة وفرغلي عبدالحفيظ ونبيل الحسيني، واستمرت حتى 1968. محاولين المساهمة في النهضة الفنية التي شهدتها تلك السنوات.

وفي الإسكندرية تكونت جماعة ثلاثية باسم "التجريبيين" (1965) من الفنانين مصطفى عبدالمعطي والمرحوم سعيد العدوي ومحمود عبدالله. اتجهوا منذ البداية نحوالمذاهب الحديثة على أساس التجريب الفني فقط.

كما تكونت في الإسكندرية أيضا بعدها جماعة ثلاثية أخرى ولكنها مناقضة للأولى "الفن والإنسان" (1969) استمرت حتى ما بعد حرب 1973، هادفة إلى التعبير عن الإنسان والحياة، وقد ضمت الفنانين: أحمد عزمي وفاروق شحاتة وعادل المصري.

في السبعينيات لم نر جماعات فنية تذكر سوى الجمعيات التي أقيمت على أساس قانون الجمعيات الأهلية، والتي لا تعبر عن اتجاهات فنية خاصة، باستثناء جماعة "محبي الطبيعة والتراث" (1979) التي أسسها عبدالقادر مختار بهدف تأكيد الشخصية المصرية في الفنون الجميلة، والارتباط بالبيئة المحلية في مواجهة الأساليب الغربية.

 

سمير غريب

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




حارس الحقل لمحمود مختار - تمثال برونزي(1934)





صيادون في بحر - ألوان زيتيةعلى خشب للفنان كامل مصطفي





المساومة لوحة زيتية لراغب عياد (1945).





بجوار الكوبري لوحة لمحمد ناجي(1965).





تكوين - رمسيس يونان(1965).





دراسة للفنان محمد حسن(1950).