العدد (456) - اصدار (11-1996)
"الذي لا يعرف كيف يتعلم من دروس ثلاثة آلاف سنة الأخيرة يبقى في العتمة" هذه هي دعوة الأديب الألماني الشهير "جوته" للانفتاح على تاريخ الحضارة البشرية وتمثلها. جاءت كمقدمة لعصر التنوير الذي أحدث تلك النقلة الهائلة التي يعيشها الغرب الآن. فالأفكار لا تولد من فراغ، ولكنها حصيلة خبرة بشرية متراكمة. وهذا هوالهدف الذي سعت له تلك الرواية التي نتعرض لها اليوم.. "عالم صوفي" فهي ليست رواية عادية
تعتبر الدبلوماسية من أقدم المهن الإنسانية حيث ترجع بجذورها الأولى إلى قبل ما نسميه بـ "فجر التاريخ". فقد أدرك الإنسان الأول ساكن الكهوف أنه من المصلحة المشتركة لجماعته أن تتفاهم مع المجموعات البشرية المشابهة والمجاورة حول حدود الأراضي التي تزاول فيها كل منها حقوق الصيد. وبمرور الزمن وزيادة التجربة الإنسانية أدرك الإنسان أنه لا يمكن التوصل إلى هذا التفاهم إذا استمرت المجموعات على قتل المبعوث الموفد إليها من مجموعة أخرى للتفاوض
في بدايات هذا القرن وضع "فرويد Freud" (1856-1939م)أسس نظرية التحليل النفسي التي تعتبر نقطة البداية في تاريخ علم النفس والطب النفسي الحديثين، وظلت كل أطروحاته موضع شك ونقد من معاصريه ولاحقيهم الذين كانوا يبحثون عن الدليل العلمي التجريبي لكل افتراضاته، وجاءت أولى بارقات الأمل على يد "بنفيلد Penfield" الذي كان جراحا للمخ ووصل من خلال تجاربه إلى نتيجة مجملها أن المخ البشري يختزن رصيده السابق من الخبرات في مواضع محددة منه
لا جدال في أن التأمين باعتباره فكرة ونظاما يقوم على التعاون والتضامن. ومن المسلم به أن كلا من التعاون والتضامن بين أفراد الجماعة الإسلامية أمر يتفق مع غايات الشريعة وأهدافها. غير أن الشريعة إذ جعلت التعاون غاية مطلوبة، فقد بينت الطرق التي يتحقق بها هذا التعاون لكيلا يترك ذلك لهوى الناس. وعليه يجب أن يكون المقصد مشروعا والوسيلة التي تؤدي إليه مشروعة كذلك. فالشريعة الإسلامية حينما حددت الغايات والمقاصد، بينت الوسائل المشروعة لتحقيق تلك الغايات والمقاصد
في الجزء الأول من سيرته الذاتية الذي ظهر منذ أعوام تحت عنوان "الرحيل إلى الشرق.. الرحيل إلى الغرب"، والذي يسرد فيه أحداث حياته خلال الثلاثين سنة الأولى من عمره (1907 - 1937) يقول الفيلسوف الروائي مؤرخ الأديان مرسيا إلياده : " لقد كان مقدرا لي أن أحيا حياة تقوم على المفارقات والمتناقضات.. التناقض مع نفسي ومع العصر الذي عشت فيه. وكانت هذه المفارقة هي التي اضطرتني إلى أن أعيش في وقت واحد داخل التاريخ وفيما وراء الأحداث ذاتها