قرأت أن الولايات
المتحدة الأمريكية أباحت "الخلط الجنسي" أي زرع أعضاء مأخوذة من جنس الحيوان في
جنس الإنسان.
وقرأت أنها في
حالات خاصة سمحت بنقل عظمة من قرد إلى أحد المصابين بالإيدز.
وقرأت أن الحيوان
المفضل للنقل منه لدى الأطباء هوالخنزير.
وقرأت أخيرا أن
المعارضين للخلط الجنسي يحذرون من أن الأمراض الوبائية التي تنتشر عند الحيوانات
يمكن عندئذ أن تنتقل إلى الإنسان.
أنا لست معارضا،
بل منحاز إلى هذا الخلط من الناحية الفنية والفلسفية أيضا.
تصوروا مثلا
إنسانا يملك قلب أسد، ودماغ ثعلب. وجلد تمساح، وذاكرة فيل.
وامرأة "بعيدة
مهوي القرط" يعني تحمل رقبة زرافة، وعيني مها، وجلد أفعى وضرع بقرة.
هذا في الناحية
الجمالية والفنية. أما في الجانب الفلسفي، فإن هذا الخلط سوف يبيح لأي زعيم في
العالم الثالث أن يعيد "تصنيع" شعبه، على مزاجه وهواه.. والخيارات
واسعة.
إذ يستطيع هذا
الزعيم أن يختار زرع رأس حمار مثلا فوق أجساد المعارضين فيتحولوا بين يوم وليلة إلى
موالين.. وإذا خاف هذا الزعيم من "لبيط" المعارضة، فيمكن استبدال قوائم صوص
بأقدامها.
ويستطيع هذا
الزعيم أن ينظم جيشا سريا ينبش ما فوق الأرض وما تحتها، في الليل كما في النهار..
فيزرع عيون الصقر في جيش النهار، وعيون البومة في عسس الليل، بينما يزرع أعضاء
"الخلد" في جيش ثالث ينبش الأرض ويتعمق في باطنها إما لنصب الكمائن أومطاردة
الأعداء.
ويستطيع هذا
الزعيم أن يحول شعبه كله إلى قطعان داجنة تقوم على خدمته، وأن يكون الثور الأوحد
بعد أن يحول إناث شعبه إلى بقر.
ولكن مشكلة ستطرأ
في هذه الحال، إذ إن الثور نباتي بينما هذا الزعيم من العالم الثالث يعيش على لحم
شعبه.