كـائـنـات رفـيـق شـرف وعـصـافـيره الـمـمـزقة

كـائـنـات رفـيـق شـرف وعـصـافـيره الـمـمـزقة

في صمت وإصرار يقاوم الفنان التشكيلي اللبناني رفيق شرف مرضاً عضالاً عبر لوحات بديعة تحاول دحر آلام الجسد بابتسامة الفن.

يقول آلان تاسو, الشاعر اللبناني باللغة الفرنسية, في ديوانه (حقل الأقنوم): (لست بعد إلا حبة من الفرح تطلق شرراً على الجراح). لا مجال للإفلات من هذه التعويذة في حياة الفنان رفيق شرف. يتأكد ذلك في جولات متكررة في محترفه في منطقة برج أبي حيدر ـ بيروت. طابق ببيتين. أو بيتان فتحهما على بعضهما البعض مخصصاً أحدهما للسكنى في حين حوّل الآخر إلى محترف, علق على جدرانه لوحات كثيرة في مراحله المختلفة, وخصوصا (المرحلة السوداء) كما يحب أن يسميها أو المرحلة الرمادية, كما يسميها نقاده وعارفوه, وهي التي أطلقت شهرته في الحياة الثقافية في لبنان والدول العربية. لوحات, عنيفة, دموية, تسودها الغريزة المتوحشة, رسمها قبيل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. عصفور ممزق على سياج في تشكيلات لاهبة. جسد مقصوف في مساحة مقصوفة. وجه يصرخ من معدة صاحبه. وهكذا. لوحات أشبه بالنزول إلى الجحيم. ولو أن شرف يرى فيها (نبوءة بوقوع الحرب قبل وقوعها). القراءة في الغيب نزعة شرقية بتميز, تصرح بذلك أمام الفنان الموجوع من آثار عملية جراحية كبرى, أجراها منذ أيام, بيد أنه لا ينفك يكرر بأن (لوحات هذه المرحلة ليست لوحات فقط. إنها تفتح سر البلاد على حقائقها المدمرة في غابات التناتش المحلية, تحت ضوء القمر وتحت ضوء الشمس).

ألم عاطفة جياشة, تتضمنها هذه اللوحات المرعوبة من صور الآتي. أحسب أن لوحة رفيق شرف تنتمي إلى طفولته أكثر مما تنتمي إلى أي نبوءة. إذ إن الرجل واجه معضلات كثيرة وظروفا قاسية, بل مدمرة, وهو في الطريق إلى لوحاته التي زاوجت بين الحكايات الميثولوجية وقصص العشق لأماكن الطفولة البكر, أو لسهل البقاع والسهول المحيطة بمدينة بعلبك مدينته. لأن مرحلة السهول في أهمية مرحلة اللوحة السوداء, أو مرحلة السحر الكامن في الأسود, وخصوصاً حين استندت اللوحة هذه, إلى البياض. لوحة تتألف, في أجزاء واسعة منها, من بياضاتها ومن بياض اللون الأبيض, الذي تغزله ريشة شفافة, رقيقة, تبدو في اللحظات الأولى, على مسافة واسعة من قساوة صاحبها والراسم لها.

غموض وانكشاف

بإمكاننا أن نتلمس تدفقاً لا شيء يوقفه. صحيح أن لكل لوحة, أو لكل مرحلة أو لكل لوحة في مرحلة أو لكل مرحلة في لوحة دستورها وقوانينها الخاصة, إلا أن الصحيح أيضا أنها تمتلك الكثير من الغوامض والوضعيات المكشوفة في آن. اللوحة السوداء, أو الرمادية, هي الأعقد. لوحة تأليفات, تقوم فيها لمحات من غيرنيكا بيكاسو, بعناية بالغة, تدفعها إلى عدم التطابق أو النأي عنها بصورة نهائية. وإذا ما اعتمدنا مواقف هجومية, فإن اللوحة ستراوح أمام الموقف الدفاعي, وهذا ليس عادلاً. لأننا قد نجد, قسراً, في لوحة السهل, ما قد نجده في لوحات ماتيس. كما قد نجد في لوحة (التعويذة) آثاراً من لوحة ميرو. وقد نجد في لوحة عنترة آثاراً من لوحة التيناوي الأكثر شعبوية في البلدان العربية. غير أن رفيق شرف ولد في بعلبك, في حين أن ماتيس ولد في شمالي فرنسا, ثم إنه نشأ بالقرب من الحدود البلجيكية. عائلة ماتيس عائلة نسّاجين, أما والد رفيق شرف, فهو حداد, تعلم ولده لديه فهم ليّ الحديد في تحولات مغمورة, تظهّرت في تجربته قليلا قليلا بعد سنوات بعيدة.

الإشارة إلى قرابة اللوحات, هي في الواقع محاولة لدفن اللوحة المحلية. ولو أن رفيق شرف يقرب ماتيس, أكثر, بشخصيته الوجلة. لا شيء مشتركاً في الطبيعة التي أحاطت ماتيس ورفيق شرف أو الظروف التي أحاطت بيكاسو ورفيق شرف أو ميرو أو أي أحد من الفنانين, الذين نميل دائماً إلى التوله بهم, في قراءتنا تجارب فنانينا المحليين وردها إلى تجاربهم. (من حسن حظي أنني تربيت في طبيعة جميلة جداً, أجمل ما فيها علاقتك بترابها وقربك منه. هو مسرح حياتك, طفولتك).

(أنا أعرف ألوان التراب وتنوعه في بعلبك. الأبيض شيء عجيب. الأحمر شيء عجيب), يقول رفيق شرف. (ظهرت هذه الألوان في لوحاتي, وخصوصاً في أعمال الباستيل التي عرضتها في منتصف التسعينيات بعنوان (دعوة إلى العودة إلى الرومانسية). كما ظهرت السهول نفسها في لوحاتي. ثم إنني في مرحلة مرضي, وأنا أقاوم مرضاً عضالاً, عدت إلى السهل, في استعادات بصرية رائعة لسلسلة من صدمات ودهشات تعود إلى الطفولة والمراهقة وتجارب الصيد والفلتان في البرية).

يقاوم رفيق شرف منذ أشهر سرطاناً أكل أجزاء من رئتيه وامتد إلى غدده اللمفاوية. إنه يقاوم بشجاعة مدهشة, بانفعالات تعبيرية, أقرب إلى انفعالاته التعبيرية في المرحلة السوداء. تلك التي رسم به إحساسه الكابوسي بالحياة الراهنة ـ آنذاك ـ والمستقبلية ـ آنذاك أيضاً. مرحلته الأخيرة, مرحلة عودة إلى السهول. لم يعد إلى رسم السهل, بل رؤيته الطفولية له. عاد منذ مدة إلى بعلبك, تفقد مطارحه القديمة, تفقد الأصدقاء القدامى, ثم عاد بصرة ذكريات متجددة, مؤثرة, فتحت آفاق المنظور على رحابة الأرض والسماء.

لا تزيين, لا عناصر تزيينية في لوحة السهل, ولو أن أبيضها صار أنواراً لاهبة. ولو أن أبيضها أضحى أقرب إلى أعياد اللون الأبيض في لوحة تفتح حضورها للأبيض, في تدرجات موسيقية بظلال شاسعة. كل مطارح الطفولة حاضرة في اللوحات الجديدة, المسنودة إلى حيطان المحترف, واحدة فوق الأخرى ـ جاهزة بإطاراتها ـ (في انتظار معرضي الجديد, الذي أزمع أن أقيمه في واحدة من الصالات البيروتية, في بداية العام الجديد 2002). يحدد رفيق شرف أكثر, حين يعلن بأن (المعرض مخصص بلوحات السهل دون غيرها). وهي لوحات إلهام صادق, تبلغ من الشفافية والألوان المشرقة وأشعة الشمس, حد أنها تبدو لنا, صورة باهرة في ثرائها وتألقها, رؤية خيالية في واقع أكيد.

الغضب وأوجاعه

رفيق شرف متأمل, متفائل, إحساسه الراهن هو إحساس من رأى العالم البصري يتهشم أمام عينيه, وها هو يعيد تركيبه وبناءه, برؤية الأشياء بطريقة مختلفة كلياً. اللحظة عنده أشد تأثيرا من قبل, اللوحة عنده أشد تعبيراً من قبل. كأنه في كل جلسة علاج, يشق أرضاً جديدة, يفلح أرضاً جديدة ويبذر فيها بذاره. إنه غاضب قليلاً, مهتاج قليلاً, غير أنه ليس متجهماً وليس مسطحاً في علاقته بمرضه ولوحته وبكل ما يؤمن به. (المرض يوجع أقل بكثير من العلاج. أنا لا أخاف المرض. اتركوا المرض عليّ, سوف أهزمه. أما العلاج, فقضية أخرى, مؤلمة).

أعتقد بأن هذا الجزء في حياته, هو جزء خارج معادلاته القديمة, وفي قلب معادلاته الجديدة. ولكن هذا التطور (الدراماتيكي) حوّله إلى شخص يرغب في الرسم الدائم, حوله إلى شخص لم نقع على أحد مثله يرغب في الرسم بهذه الطريقة. وإذا كنا لم نجد صعوبة في تفسير لوحاته القديمة, فإن آخر لوحاته ـ غير لوحات السهل الأخيرة ـ صعبة التفسير, ما دامت تمتلك إيحاءات من أعيرة ثقيلة. تردد طويلاً, قبل أن يرفع هذه اللوحات, إلى معناها الكامل. سحبها عن جدرانها, حيث اتكأت في محترفه, رافعها إلى لغتها, إن جاز التعبير. (هو وهي), اسم اللوحة الجديدة. لوحة ترسم الذكر بعريه الكامل, وبوجه من دون ملامح, كما ترسم الأنثى بعريها الكامل, وبوجه دون ملامح. (هذه لوحة إلهام), يقول. (لوحة رؤى), يضيف. سرها, لا يحولها إلى لوحة مغلقة, ولا يدفع بلغة تشكيلها إلى أن تتحول إلى لغة مجهولة. المرعب فيها, أنها مرسومة باللونين, الأبيض والأصفر. وأن بطلها الرجل العاري, يذكّر برسامها, وهو في عريه المطلق فوق سرير مرضه الأخير.

هذا فتح نضر في مسلسل مراحله التشكيلية, التي بدأت في (أكاديمية سان فرناندو) في إسبانيا, وهي مراحل بحث مبكرة في التعبيرية, لم تنته بالمرحلة الرمادية أو (مرحلة السهل) أو (التعويذة) أو الأيقونة أو لوحة عنترة وعبلة أو لوحة الطير أو غيرها من المراحل. تمرد على العبودية للكلاسيكية في المعهد الإسباني, قبل أن يعود إلى لبنان, راسماً مرحلته الشهيرة. (عام 1960, شعرت بأن اللوحة هي نافذتي على العالم, بالمعنى الحميم. واللوحة التي أفخر بها, لأنها تشتمل على قيم تعبيرية وإنسانية وجمالية وإبداعية, هي لوحة المرحلة ـ السوداء, الرمادية. بدأت الرسم في هذه المرحلة, العام 1960. أنا أسميها مرحلة مجدي الفني. مرحلة اسمي الفني وركيزة اسمي الفني وشهرتي. ما زلت أحتفظ بما يقارب الأربعين لوحة, من هذه المرحلة, سوف تعلق في (تحف رفيق شرف) في بعلبك.

(السهل يعلمك الرغبة في فهم الأبعاد), يقول. (لم أعرف إلا السهل), يضيف. وحين شاهدت البحر للمرة الأولى, في بيروت, بقيت بلا لون لمدة ثلاثة أيام. خفت من حجم الماء. صرخت أمام أبي: يا إلهي. انفعلت وبكيت. (لا اجتماعيته تعود إلى وحدته في طفولته. بديله عن الأصدقاء في بعلبك, الفضاء والحقول والطـــيور والبســاتــين والغــابة والحـجارة. بـديـلة عـن الآخرين (الحــلم, العـــزلة, الحـــزن الصــامت بــيني وبين نفـــسي والانفــعالات الحــادة والغــريبة والطـــبيعة).

في غرف ضيقة

نشأ رفيق شرف في مدرسة رسمية. أول رسومه, رسمُ الحصان. أول معارضه في (مقهى العشائر البعلبكي). بعد الحصان, رسم بورتريهات وجهاء المنطقة وأعيانها والطالبين الآخرين. (قلدت صوراً لفنانين معروفين وبدأت بتكبير صور أشخاص من مدينة بعلبك. صورة المرحوم وصورة الباشا وصورة البيك والقبضاي والمختار). شاهد لطفي بك حيدر صورة معلقة في (مقهى العشائر), حيث وجهه إلى مهنته. أقنع والده, بإرساله إلى بيروت, إلى الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة, مخالفاً رغبة الوالد الطامح بتحول ولده إلى ضابط في صفوف الجيش اللبناني.

استقر في منطقة برج حمود الفقيرة. ذاق المر هناك, قبيل أن ينتقل إلى بيت أحد الأقرباء, ليشغل غرفة من غرفه ولو أنه أحس نفسه (غريباً في منزل القريب). بيد أنه انتقل من الإقامة تحت الدرج, إلى الإقامة في غرفة, على الرغم من إحساسه بالغربة, في المنزل الجديد. ولكنه لم يلبث أن انتقل إلى بيت جديد في منطقة الغبيري, ثم إلى بيته في منطقة برج أبي حيدر. مساحة البيت الجديدة (ردٌّ على ضيق الغرف التي شغلتها في مرحلة الدراسة). إنه أحد أبرز رواد المقاهي, وخصوصاً (الهورس شو) المقهى المشهور في مدينة بيروت. صاحب (جلسة استراتيجية) في المقهى, على ما يصرح. جلسته (استراتيجية), سلوكه (استراتيجي) وثيابه (استراتيجية) وخصوصا القبعة التي اشتهر بها.

ولد رفيق شرف في بعلبك عام 1932. هو على مشارف السبعين اليوم. خريج الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (1955). خريج الأكاديمية الملكية للفنون في مدريد (سان فرناندو ـ 1957) وخريج أكاديمية بياترو فانوتشي في إيطاليا (1960). حاز الجائزة الأولى لمعرض اليونسكو عام 1955. أقام ثلاثين معرضاً خاصاً في لبنان, كما أن اسمه ولوحاته مسجلة في أربع موسوعات خاصة بالفن العالمي المعاصر موسوعة بينال باريس (1963), موسوعة سان باولو (1973), موسوعة موسكو للفن المعاصر (1959), موسوعة الفن اللبناني المعاصر (1975). مدير سابق لمعهد الفنون الجميلة. مؤلفاته: دراسات منشورة في الفن والجماليات والشعر. صدر له (كتاب رفيق شرف) عن دار الطبيعة. كُتبت حوله دراسات وأطروحات جامعية في بيروت ونيويورك وباريس وموسكو وزغرب ودمشق. أقام معارض خاصة في مدريد (1956) وفيينا (1964) وميتشيغان (1973) وواشنطن (مركز الشرق الأوسط بدعوة من منظمة الدول الأمريكية (1980) وديترويت (بدعوة خاصة من منظمة الدول الأمريكية والجامعة العربية والجمعية العربية الأمريكية للفنون 1980) والرياض (1979 ـ بدعوة رسمية من المملكة العربية السعودية) إلى جانب معارض كثيرة أخرى.

هنا, في مرسمه الواسع يقاوم مرضه. يرفع لوحاته لوحة لوحة على حاملها, لكي تصور. لوحات بحث عن جذره ومناخه وحيزه الروحي. لوحة لوحة, ترتفع اللوحات فوق حاملها وتنزل عنه. لوحة الطيور ذات النزعة التعبيرية الميتافيزيقية ولوحة التعويذة القارئة في جمالية الفنون الشعبية العربية ـ الإسلامية, باستخدام التراث, البديع, الحي, الفاعل. (استخدمت التراث بصفاته التشكيلية البحتة. وإذ بدا للبعض من منطق أخلاقي, إني أعيد إليه شرعيته, فذلك لأنه حقيقي ومستمر وحي). واللوحة الإسلامية ـ البيزنطية حيث تمازج الأيقونة ورسوم الواسطي الحرفية والمدى الروحي. حتى الحروفية الصوفية السوريالية, تؤكد إخلاصه لذاته.

جاذبية الصدام

يقول رفيق شرف: (لا مستقبل آمناً خارج نفوسنا. هذا بالضبط ما يمنع انجرارنا إلى زيف الفن والتبعية). إذ إن شرف يؤمن تماماً بأن الفن حرية حقيقية, ليس بوصفه معبراً عن تراث أو لا تراث, بل لأنه الحرية بحد ذاته. لهذا المعنى يرادف الفن الحرية, بل ويرادف الحياة الحرة.

لم يشعر شرف بالاكتفاء الروحي في اللوحة الغربية. عاف التجريد, من جراء ذلك. ولأنه تحول إلى مدرسة أكاديمية, خارج الأكاديميات: (لا قيمة عالمية لفن بلا وطن أو قومية أو روح), يقول. لذا, وعلى الرغم من تعليمه الغربي, ظل لصيقاً بالبيئة والتراب والمناخ العربي والإسلامي. لم يترك مفرداته التشكيلية على وسائدها الأولى, حملها من الإغراءات البسيطة إلى أصالتها, المتمتعة بشغف ظاهر بالمواد المختلطة, كالبلكسي ـ غلاس وألواح الأردواز وأنواع الورق والكرتون والخشب والمواد اللونية. لوحته هنا أو هناك أو هنالك, جديدة, بما تحمله من طاقات وإيحاءات وملامس من شأنها أن تمنح أفكارها أجنحة جديدة, هي أجنحة التخيلات والاحتمالات والنزوات غير التقليدية.

رفيق شرف ظاهرة في حياة التشكيل اللبناني, في صداميته التي لم تفقده شيئاً من جاذبيته. قاوم واستمر في الإنتاج وإقامة المعارض التشكيلية, حتى في أشد اللحظات تأزماً في تاريخ لبنان الحديث. نقل لوحاته خلال حصار مدينة بيروت عام 1982, من قبل قوات الغزو الإسرائيلي إلى جونيه, (في عملية حفاظ على الذاكرة). إننا أمام لوحاته إزاء أحد الملامح الرئيسية في فنون الرواد اللبنانيين, الذين احتكوا كثيراً بالتيارات الفنية التشكيلية المعاصرة, ولم يستقروا بها بأي صورة من الصور, حين راحوا في لقاءاتهم الحميمة بها, إلى تصورات وممارسات تشكيلية جديدة.

(بالعمر, لا أحس نفسي كبرت) يقول رفيق شرف. ولكنه عمره, هو الذي حمله من بيته الفقير, القريب من قلب مدينة بعلبك. بيت بعيد عن (السراي) مائة متر أو أكثر. (ساحة السراي) هي أحد معالم بعلبك, بناء قديم بناه العثمانيون أولاً, ثم الفرنسيون. هناك بدأ. انكسرت يده, كسر يده, حول مساره الحياتي بالكامل. لم تفده تجاربه السياسية في شيء. (لست صاحب تجربة سياسية حقيقية), يقول. (حاول الحزب الشيوعي جذبي, كما حاولت الأحزاب الأخرى, كالحزب السوري القومي الاجتماعي. لم أنتمِ إلى أي منها. انتميت إلى تجربتي فقط, إلى بلدي, إلى عائلتي). هذا صحيح. هذا ما يعرفه الجميع. إذ إنه حاول المشاركة في الحياة السياسية في لبنان, عام 1958, حين نصب مدفعاً في بعلبك, أراد أن يقصف منه مناطق أخرى, غير أن القذيفة (سقطت على بعلبك).

 

عبيدو باشا







 





واحدة من لوحات (المرحلة الرمادية)





عنترة وعبلة كما رسمها الفنان





لوحة (هو وهي) من المرحلة السوداء





دهشة الطفولة والمراهقة في لوحتين لرفيق شرف





دهشة الطفولة والمراهقة في لوحتين لرفيق شرف





الحصان في واحدة من أهم لوحات شرف





تجربة أخرى للفنان رفيق في التعامل مع الحروف والألوان





لوحتان بتنويعات مختلفة للفنان شرف





لوحتان بتنويعات مختلفة للفنان شرف





تجربة فنية أخرى من مرحلته الرمادية





ولوحة ذات أبعاد عدة رسمها الفنان رفيق شرف في مرحلته السوداء





تصورات تشكيلية تمثل إحدى مراحل التجربة





الفنان رفيق شرف في محترفه