العدد (520) - اصدار (3-2002)

الـسـيـرة الـذاتـيـة .. خـيـط رفـيـع بـين الـحـقـيـقـة والـفـضيحـة سليمان إبراهيم العسكري

سوف تبقى السيرة الذاتية العربية مقيدة ما دام مناخ الحرية العربي مقيداً, وما دامت كل الوثائق التي تخص تاريخه مقيدة وخارجة عن السياق أيضاً. لكن حتى أولئك الذي يحاولون أن يتصدّروا قيادة كتابة السير الذاتية عليهم أن يضعوا أمام أعينهم تأثير ما يقدمون للجمهور وحجم الخطورة التي تمثلها تلك الشهادات سواء في شكلها السياسي الاجتماعي المباشر أو الأدبي. وأن يضعوا مجتمعهم العربي بكل تاريخه الثقافي أمام أعينهم, ويرفقوا قليلاً بقارئهم الذي لايزال خاضعاً لأفكاره الدينية وأخلاقه الاجتماعية التي ورثها جيلاً بعد جيل, وألا يحاولوا هدم تلك الثقافة الغائرة في وجدانه بضربة واحدة, فلربما تتحوّل إلى ضربة قاضية تهدم بدل أن تبني.