"صدى الروح"

"صدى الروح"

شعر

تغرد عيناك حين أغني
وتمطرُ حين أبوح بحزني
فهل من يمامة حب
تطير إليك
تجوب المسافات.. تحمل فرحي ودمعي
إلى مقلتيك
فمنذ سنين طوال
أعالج شوقاً لصدر حنون
توسده القلب يوماً
وناء بهمي.. شجوني
وضحك البلابل عند الفرح
فأنت صدى الروح
تحمل عني خطوب الزمان
وترمي عذولاً رماني
وتزرع دربي بحلو الأماني
فيا توأم الروح أين تغيب
?!
فإن سمائي ادلهمت
وأشلاء صبحي تولت
فمرآة وجهك أبصر فيها
تضاريس أمسي
وأشهد فيها تقلب طقسي
فحينا أغازل نجم الصباح
وأثمل حيناً بكأس الجراح
فكم طفت فيها بدنيا الليالي
وعانقت حلما عصي المنال
وكم كنت تحزن حين أداري
هواجس نفسي
لأني أشفق مني عليك
وأخشى تصدع تلك المرايا
التي أثقلتها جبال همومي
فقد كنت لي (لعبة الصبر)
تلك العجيبة
أصب بها من لواعج قلبي
فتجتر غيظي.. جنوني
وتنداح شيئاً فشيئاً
لكي تتفجر
وأشعر أني بها أتحرر
من الغيظ والحزن
ثم أعود رويداً رويداً لعقلي
فكيف أضعت (لعيبة) صبري
وعينا تملت بأوجاع دهري
فأينك يا صاح إنك تدري
فلست أجيد فنون الرياء
ولا أذرف الدمع مثل التماسيح
أو أتلهى بضحك القرود
لكي يعرف الناس أمري
وكي يتغنوا بألحان قهري
ولكن قلبي الذي يصطفيك
يحلق نحوك كالكروان
ويجتاز عمراً من الهجر والوجد
يفضي إليك بسري
فأنت المرايا التي طالما
تندت بدمعي وأصغت لهمسي
وفيها تنامى رجائي ويأسي
فيامنية الروح
كيف تلملم شمسي وتمضي
?!
ألم تك تدري بأن فؤادي
يناديك في كل نبض
لكيما تئوب لدفء عروقي
فعد لي سريعاً.. تألق بليلي
وشب النهار قناديل شوقٍ
بفجري
وليتك تدري وليتك تدري
بأن فراقك موتى
ويوم تعود
سيبعث ماء الحياة بنهري

 

حصة الرفاعي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات