شيء كان

شيء كان
        

شعر

شيءٌ في صَدْرِي
شيءٌ في صَدْرِكَ كانْ،
ونظرتُ إلى العنوانْ.
هل يَعْنِيني اليومَ بشيءٍ هذا العنوانْ؟
لم يَتَعثَّرْ خَطْوي
لم يَتَزايدْ خَفْقِي
لم تحمرّ خدُودِي كالصّبيان.
أرقامُ الهاتفِ مرّت في ذِهْني
باهتةً من طيّ النّسْيَان
ها نَحْن معًا
وامتدت في برد الأفُق يدان
وكأنّهما ولأوّل مرةٍ...!
.. ترتعشانْ
وكانّا في درب العمر غَرِيبَان.

***

ها نَحْن معًا
لكِنْ، هل حقًا نَحْن حَبِيبانْ؟
عَينَان تسَائِلُها عند اللّقْيا عَيْنان
بِتلَعْثُمٍ حيرانْ قد فَرّ إلى حيرانْ.
شيءٌ في قلْبَينا يومًا كانْ
وانطفأ البرْكَانْ.

***

بَقِيتْ في أعْيُننا لمحةُ أشجان،
ورُفات غرام،
ورمادُ حنانْ.
ورَحلْنَا،
لكنّا لم نَتْركْ حتّى عِنْوان.
آن الأوان
آن الأوان والمرْكِبُ الغجريّ آذن بالرّحيل
وترَقْرَقَتْ عَيْنان، واختنقَ العويلُ
آن الأوانْ
وتلعْثَمَتْ شَفَتَان، وارْتَعَشَ المكانْ
يا لَيته يقفُ الزمانْ
وتدَمْدِمُ الأقَدَارَ: أن حانَ المسيرْ
وتعثّرَت قَدَمانُ في الدَّربِ الحَسِيرْ
فكأنّنَا غُصْنانِ في عصْفِ الرّياحِ
وكأنّنا شوْقَان تَنهَشنا الجرَاحْ
وكأنّنا في الكونِ عصفورانْ خانَهما الجناحْ
لكنه، آن الأوان
وبدا على أفُقِ المَدَى دَمْعُ احْتِضارْ
وتشرّد القلْبان فِي تِيه المَدَارْ
وتصايحُ الصّمت المقيّد في انْكِسارْ
... أن لا خِيارْ.

 

عبدالعزيز محيي الدين خوجة