عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

ثقافة الأقنعة النسائية

          قرأت في مجلة العربي الغراء العدد (580) مارس 2007م، مقالاً بعنوان: «ثقافة الأقنعة النسائية» للكاتبة السورية غالية قباني، التي استطاعت أن تجسّد الثقافة الجمالية عند المرأة العربية، ثقافة الألوان التي باتت أقرب إلى التهريج.

          ومن وجهة نظري أجد أن هنالك سببين وراء انغماس المرأة العربية في قيعان الأقنعة الخادعة، الأول: مجتمعنا العربي الذي ينظر إلى كل شيء، وليس إلى المرأة فقط، بعيون سطحية بعيدة عن العمق الداخلي، فالتربية العربية لم تستطع أن تصل إلى ما بعد مساحات الأمور والغوص في ماهيتها، فالمرأة العربية سجينة التربية الساذجة، التي لم تستطع أن تتحرر من قيودها، أو حتى أن تنظر إلى جوهر داخلها بعينها الحقيقية. أما السبب الثاني فيتمثل في نجاح الغرب في دراسة ثقافة الشرق العربي ومعرفة باطنه الفكري قبل ظاهره، ومن خلال ذلك استطاع أن يقذف بقشور حضارته إلينا، كما استطاع أن يوهم المرأة العربية بأن الأقنعة النسائية هي لب رقيه، وهذا ما جسّده الإعلام العربي الذي له دور كبير في تصوير المرأة الغربية وتقديمها نموذجًا يحتذى به من جميلات وعارضات وفنانات، ولم يقدم لنا المرأة الغربية ذات الطموح الفكري العريق، ومن هنا وقعت المرأة العربية ضحية لذلك كله.

ناصر الحلواني
جامعة بيرزيت - فلسطين

هل أحرق طارق السفن؟

          قرأت في مجلة العربي العدد (585) أغسطس 2007 موضوعًا للأخت راندا رفعت الحمداني حول فتح الأندلس بين موسى وطارق، وأشكرها على المعلومات القيّمة التي وردت في الموضوع، ولكنْ لدي تعليق حول مسألة حرق طارق للسفن عند دخوله الأندلس، حيث يذهب كثير من الناس إلى أن القائد طارق بن زياد فاتح الأندلس أقدم على حرق السفن تشجيعًا لجنوده عندما وطأت أقدامهم أرض الأندلس، ولجعلهم أمام الأمر الواقع، وتذكر الروايات التاريخية أن طارقًا لما عبر للضفة الأخرى من الشاطئ الإسباني، ولكي يقطع على جنوده أي تفكير في التراجع، قام وألقى عليهم خطبته الشهيرة، التي يقول في مطلعها: أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام... إلخ.

          والروايات الإسلامية التي تشير إلى حادثة حرق السفن لم ترد - في ما أعلم - إلا في ثلاثة مراجع أحدها: كتاب «الاكتفاء» لابن الكردبوس، والثاني: كتاب «نزهة المشتاق» للشريف الإدريسي، والثالث: كتاب «الروض المعطار» للحميري، وهذا لم يحدث أصلاً والسفن لم تحرق، وأعظم المصادر التاريخية لم تشر إلى هذه الحادثة قط ، كما أنه من غير الممكن وقوع هذه الحادثة في رأيي من أوجه عدة:

          من الناحية النفسية للجند، حين يرغمون على خوض معركة بالإكراه والغدر والقبول بالأمر الواقع، حيث إنهم ليسوا على علم مسبق بما سيحصل لهم، وما ينوي طارق بسفنهم، لذا فهم مكرهون على خوض معركة وفي نفوسهم مرارة الغدر بهم من قبل قائدهم، وعليه فلن يقدموا أي نتائج إيجابية ملموسة على الصعيد الميداني والعسكري، وربما أفضى هذا التصرف إلى حدوث تمرّد بين صفوف الجند.

          وليس من الحنكة والحكمة العسكرية أن يقدم قائد عسكري على هذه الخطوة بقطع حبال النجاة في ما لو لم تأت النتائج لمصلحته خصوصًا أن فتح الأندلس جاء خطوة بديلة لفتح القسطنطينية من الغرب بعد أن استعصى فتحها من الشرق، وهذا يجعل الاحتمالات مفتوحة حول النصر والهزيمة، ولا يمكن لقائد بعقلية وحكمة طارق أو موسى أن يــقدم على فعل هذا.

          والمعروف عن طارق بن زياد أنه كان شخصًا يتميز بقوة الإقناع في حديثه، فما الداعي لأن يقدم على مثل هذه الخطوة؟

          من المعروف أنه بعد أربع أو خمس سنوات من فتح الأندلس عاد طارق وموسى إلى الخليفة ومعهما الغنائم، فهل من الممكن بناء أسطول بحري للعودة في فترة وجيزة هي في مجملها ما بين فتوحات وبناء أسطول بحري جديد؟

          ثم إن طارقًا وجيشه يقاتلون من أجل عقيدة، وإنهم من ساعة عبورهم جاءوا مجاهدين مستعدين للشهادة، وطارق متأكد من هذه المعاني، وما كان المسلمون يتخلفون عن خوض معركة أو تقديم أنفسهم لإعلاء كلمة الله، والمصادر الأندلسية - لاسيما الأولى - لا تشير إلى قصة حرق السفن.

          من كل ما سبق، نرى من المستحيل حدوث واقعة حرق السفن، وأما عبارة (البحر من ورائكم والعدو من أمامكم)، ربما قالها القائد طارق بن زياد على اعتبار أنهم مواجهون عدوهم من الأمام، وأن خلفهم البحر موقعًا وليس أنهم محاصرون، لذا من حق طارق بن زياد والتاريخ علينا أن ننصفهما ونعيد صياغة التاريخ الإسلامي المجيد بعيدًا عن التشوّهات والتزوير الذي ألحق به.

محمد عبدالله الكلالي
الحامي - اليمن

بين التاريخ والأسطورة

          قرأت في العدد (574) سبتمبر 2006 مقالاً للدكتور إبراهيم بيضون في باب شخصيات عن فاتح الأندلس موسى بن نصير «التاريخ والأسطورة»، أنا أتفق معكم على أنه التاريخ والأسطورة، هو التاريخ لما تميز به القائد موسى من فتوحات حافلة، ومشرفة في تاريخ الفتوحات الإسلامية في بلاد صعبت على فاتحين سابقين، فكان هو مَن أراد فتح بلاد إسبانيا لتحقيق حلم الدولة الأموية في فتح القسطنطينية وفشلهم في ذلك نظرًا إلى مناعتها من الشرق، ففكر هو في فتحها عن طريق الغرب بدخوله إسبانيا والتوغل في وسط أوربا حتى الوصول للقسطنطينية وفتحها من الغرب، أما الأسطورة، ونظرًا إلى كثرة الآراء حول نهايته، فإنها بدأت عندما وقع عليه غضب سليمان بن عبدالملك وجرّده مما كان معه من أموال وعاقبه وغرمه، حتى أنه كان يطوف أحياء العرب مع حرّاسه ليسأل بعض المال ليفتدي نفسه، ولبث على تلك الحال حتى توفي في منتهى البؤس، وهناك رأي آخر يقول إن سليمان قد عفا عنه وعاش حياة كريمة. إنه بحق التاريخ والأسطورة. ولكني أختلف مع الكاتب هنا على أنه فتح الأندلس وذلك حتى لا نهضم حق أحد ونعطي كل شخص حقه، ولما وفينا حق القائد موسى لابد أن نوفي حق القائد طارق بن زياد. فإذا كان القائد موسى هو مَن فكّر وخطط للفتح، فإن طارق هو مَن نفّذ، ولا ننسى أن يوليان حاكم سبتة هو مَن أرسل لطارق ليعرض على المسلمين فتح إسبانيا، وهو مَن قاد الجيش الإسلامي وعبَر به بحر الزقاق «مضيق جبل طارق»، وهو مَن أمر عند وصوله لإسبانيا، وقام بإحراق سفنه، وقال لجنوده إن العدو من أمامكم والبحر من خلفكم، وذلك حتى لا يدع فرصة لجنوده للتفكير في الهرب. ويمكن القول إن موسى اختار طارق لهذه المهمة لأن أغلبية الجيش كان من البربر مع قلة من العرب، ولأن البربر لم يكونوا ليقبلوا بسيطرة قائد عربي، لذلك وقع الاختيار على قائد منهم هو «طارق بن زياد»، فكان نعم القائد، وكانوا نعم المقاتلين. أما ملحوظتي الثانية عند ذكركم لأصل طارق، فهو من بطون نفزة «بالفاء» وليس نغزة «بالغين».

راندا رفعت الحمداني
طالبة دراسات عليا
كلية الآداب - قسم التاريخ  - سوهاج - مصر

خاطرة

وأخيرًا عاد

          هاهو ذا صباح يوم جديد، يُطل بإشراقه المنعش من شرفة المنزل كي يفيق صاحبنا من سُباته العميق، وهاهو ذا يحاول أن يعود إلى النوم ثانية كي ينسى رحلة الضياع والتشرّد، يحاول عبثًا أن يعانق النسيان، الطرقات نفسها، الوجوه نفسها، الأماكن نفسها والحوار نفسه. لم يعد للغربة أي معنى، لم يعد منها سوى الألم والمعاناة. أفكار متأرجحة تدور في مخيلته، هل يعود لحضن أمه الدافئ ليستنشق عبير أسرته؟ فلطالما اشتاق إليهم وإلى أصدقائه الذين طالما جلجلت أصوات ضحكاتهم الساخرة في ذهنه المُجهد أم يظل في رحلة الضياع والتشرّد، وهاهي رياح الذكرى والحنين تصطدم بمعنوياته المتعبة لينهار تمامًا، وهاهو الليل يرخي سدوله ليلملم حاجياته المتناثرة، النظارة هنا والجريدة هناك، والقلم لم يخرجه من جيبه منذ أسبوع، لأن المعاني تترجم نفسها بنفسها، يمر في طريقه على مقهى الإنترنت لعل وعسى أن تكون هناك بالصدفة رسالة، ولكن دون جدوى. ويسأل البقال قبل صعوده للمنزل: هل اتصل بي أحد؟ فيرد البقال: لا يا جاري العزيز، لم يتصل بك أحد منذ ثلاث سنوات. فتختنق الآه في أعماقه المكسورة، ويستلقي على سريره وهو في قمة انهياره، يصول ويجول بناظريه في أرجاء الغرفة العتيقة وكأنه يبحث عن منفذ للهروب من هذه التعاسة الممعنة، تشد انتباهه رسالة ملقاة على الطاولة منذ بدايات الغربة، يلتقط الرسالة، وينفض من عليها غبار السنين. يفتح الرسالة وكأنه لأول مرة يقرؤها وإذا الرسالة من أمه الغالية، وإذا بها (عُد... نحن في انتظارك فحياتنا دونك بلا معنى). يتمتم بصمت وأنا كذلك، ويستلقي على سريره في سُبات عميق، وعند الصباح الباكر، يستعد هو للنهوض على غير عادته، يلملم حاجياته المتناثرة، يحزم أمتعته، يتهيأ للمغادرة بوجه جديد وخطوات ثابتة، يستوقفه كل من يعرفه، إلى أين بكل هذا الشروق؟

          إلى... بلدتي الصغيرة... وأمي الحبيبة.

خالد النهيدي
الحديدة - اليمن

ملف فيروز

          أنا معجبة جدًا بمجلة العربي حتى أنه لا يمر شهر دون أن أقرأها، وقد أعجبت جدًا بموضوع السيدة فيروز، التي تستحق ما هو أكثر. أتمنى أن تكتبوا كل ما يتعلق بها منذ نشأتها الفنية وتدرجاتها فيها، والأفلام التي قامت بأداء أدوار فيها. إنني أشكركم جدًا جدًا على ما قدمتموه لنا، لأنها سيدة بحق تستحق التقدير والاحترام، لأنها تحترم نفسها وتحترم الآخرين، لهذا فإن الآخرين يحترمونها ويحبونها.

رحاب صالح
كفر الشيخ - مصر

  • المحرر: لاتزال «العربي» تواصل الاحتفاء بالمبدعين والرموز المهمة في الوطن العربي، ولاتزال تسعى دائمًا لإيفاء هؤلاء ما يستحقونه من تكريم، تقديرًا لمسيرتهم المضيئة، ومن هؤلاء بالطبع، الفنانة الكبيرة فيروز.

المسابقات الثقافية

          أود أن تعرض المسابقات الثقافية بالمجلة على موقع المجلة على الإنترنت، وأن ترسل الحلول من خلال عنوان المجلة الإلكتروني، فهذا سوف يعطي للمجلة انتشارًا أكثر مما هي عليه الآن، نظرًا إلى سهولة المراسلة وكثرة الموجودين على الإنترنت، إنني أتابع المجلة منذ أكثر من 15 سنة، وتعجبني المسابقات الثقافية بها، ولكنني أجد صعوبة في المراسلة كل شهر من خلال البريد العادي.

أبو زياد
الشرقية - مصر

  • المحرر: شكرًا على هذا الاقتراح، وهو قيد الدراسة حاليًا.

وداعًا نصر الدين..
وداعًا فنان «العربي» الكبير

          بقلوب خاشعة لإرادة الله، تنعى أسرة تحرير مجلة «العربي» الزميل نصرالدين طاهر الذي تولى منصب المشرف الفني بها على مدى عشرين عامًا.

          لقد افتقدت المجلة ريشة فنان من أنقى الفنانين العرب ذي موهبة وقدرة على العطاء. وقد امتاز نصرالدين بقدرته على رسم البورتريه وبث الروح والحياة في صور الأشخاص الذين يختارهم، ولعل القراء يذكرون رسومه المميزة لضيوف مجلة «العربي» الذين كانوا يتحاورون في باب «وجهًا لوجه». وحرص الفنان الكبير على رسم العشرات بل المئات من الشخصيات على صفحات المجلة، كما كان نصرالدين رائدًا من رواد فن «الكولاج» أي الرسم بواسطة لصق قصاصات الورق، وقد أقام أكثر من معرض لهذا الفن.  ولد الفنان الكبير في مدينة الجيزة بمصر عام 1935 وهو من أصول نوبية كان يفخر بها دائمًا. وعمل في كثير من الصحف المصرية مثل «الجمهورية» و«التعاون»، قبل أن ينتقل للإقامة في دولة الكويت لسنوات طويلة. وقد ترأس القسم الفني في مجلة «العربي» ولكن هذا لم يمنع مشاركته الفعالة في عدد من الصحف الكويتية مثل «الرأي العام» و«الهدف» و«أضواء الكويت» و«الرائد». كما نشرت الصحف المصرية والعربية كثيرًا من رسومه. وعندما عاد إلى القاهرة غمرته موجة من النشاط الفني فأقام أكثر من معرض حظيت باهتمام كبير من النقاد والجمهور. لقد كان الفنان الراحل طاقة متوهجة من الفن ومن القدرة على العطاء، وكل الذين اقتربوا منه وقعوا أسرى لشخصيته المنفتحة والمرحة.

          ولن ينسى زملاؤه في مجلة «العربي» ذكرياتهم الجميلة معه، ولا مقدار الصدق والنزاهة اللذين كان يتمتع بهما. رحم الله نصرالدين طاهر وأسكنه فسيح جناته.

رئيس التحرير

تصويب

سوق الفرضة لا النقعة

          تضمن عدد مجلة العربي رقم (586) سبتمبر 2007 في الصفحة (108) بحثًا عن أسواق الكويت بعنوان «من النقعة التقليدية إلى المجمعات الكبرى»، والواقع أنه ليس هناك في الماضي سوق اسمه «النقعة» لأن النقعة هي جزء من ساحل البحر مسورة بسور من الصخور البحرية وهي مرسى للسفن.

          أما المكان الذي تعرض فيه البضائع، فهو الساحل المقابل للنقعة، ويسمى «الفرضة» أو سوق الفرضة، حيث تفرغ فيه تلك السفن، لاسيما القادمة من شط العرب - الجانب الإيراني والجانب العراقي - حمولتها من المواد الغذائية حتى السعف والكرب الذي كان يستعمل للوقود قبل فترة النفط. ولا أدري أو أعرف مصدر هذه التسمية. وموقع «الفرضة» كان قرب قصر السيف. وأنا صوّرت هذا الموقع عام 1960 والصورة منشورة في كتابي «رحلة مع قافلة الحياة» الجزء الثاني والثالث - صفحة 233.

بدر خالد البدر
الكويت

وتريات

هكذا هي

إنها هكذا أبدًا...
تروضني حين أثور
تغسل حممي بدموعها النسائية
عندما أنفجر إلى بركان
عندما ينفض الناس من حولي
أحب غيرتها
تلتف حول رقبتي كربطة عنق
وتندس في رئتيّ
كي أشتم عطرها فقط
تنصب كماء ساخن على جسدي عندما أشعر بالفتور
أجدها ضوء الشمعة الشاعري على طاولتي
عندما أريد أن أنفرد لعزلتي
هي كل شيء وكل شيء هي
هي وسادة ودثار
ناري في شتائي
وفي صيفي غيمة بيضاء
هي موضوع كل أفكاري
وسبب اتزاني
هي فقط...

محمد زهري عرو

حلم

كأني أحبك
والدنيا غافلة عنا
والموت بعيد
أرقص
ألامس السماء بأصابعي
أحدث هيجانًا في الجو
وأرقص، أرقص
وتنظر إلي
تعد الغيوم التي أحدثها
وترسم ظلي
على الأرض
كأني أحبك
والدنيا غافلة عنا
والموت بعيد
بعيد
شاطئ يمتد أمام أعيننا
إلى آخر العمر
تخلصنا من ساعاتنا اليدوية
قبل قليل
ومن مذكراتنا
ومن ذكرياتنا
تعلمني المشي على الرمال
وأعلمك فن الصمت
كأني أحبك
والدنيا غافلة عنا
والموت بعيد
بعيد
ألامس وجهك بيدي
أرسم ابتسامة عليه
أنحت واحدة أخرى على وجهي
وكأن الدنيا غافلة عنا
وكأن الموت بعيد
بعيد
وكأني أحبك

فاطمة الزهراء الرغيوي

حوار

- ماذا لديكَ،
مقرحَ الجَفن الذي...
روضت في الأحزان مُهرَ القافيه
وجعلتَ مُهْرَ الشعر يلهثُ خلفهُ
حتى التقى المهران فيكَ،
طواعيه؟!
- هي دمعة الأشواق
يحرقها الأسى،
إذ أنتِ أنتِ،
والدموعُ هي... هي
أسقيتِها كأسَ الصدودِ، وما لها
إلاكِ إنْ عزَّ الدواءُ
مداويه
- لكأنك الظمآنُ يحلمُ،
والجداولُ خاليه
وكأنَّما خِلتَ الكئوس مليئة
والنخْبَ يصفو والأزقة حانيه
أنا لا أشَمِّتُ فيكَ صمتَ مشاعر
الله يعلمُ ما بهنَّ وما بيَا
- هي لحظة الشوق المكابر خانها
قمرٌ يحلّقُ في السَّماءِ النائيه
عاشت تصبرُ حلمها علَّ التي
سرقتْ فؤاد الصبِّ ترْجعُ ثانيه
- هي شعرةٌ
بيني وبينك واهيه
ما كان ينشئ دولة
من شعرةٍ
لو كان أدركها الأميرُ
معاويه
- هي سكةٌ
بيني وبينكِ خاليه
تغدو..
تروحُ..
تظلُ يصفعها الحنينُ
كما هي

ياسر عثمان
البحرين

تحية لـ«العربي»

          منذ بداية ولعي بالقراءة في الستينيات من القرن الماضي، وفي مرحلة الدراسة المتوسطة، وأنا أتابع مجلة كل العرب «العربي». وبقدر توافرها بالمكتبات العراقية، حيث كانت تمنع حسب الظروف السياسية المتقلبة السائدة في العراق في السنين الماضية. وكنت ملتصقًا بها لاحتوائها على ينابيع الثقافة المختلفة، وكذلك لكونها تعكس الثقافة العربية بمختلف روافدها. وأوجه نشاطاتها، وكم كنت أسعد عند حصولي على عدد من أعدادها. فهي تغذي ذهني وتزيد من معلوماتي، وكم أحسست بالفقر الفكري لانقطاعها سنين طويلة. كانت في حياتنا مظلمة، وكم كنت أفرح عند معرفتي بسفر أحد الأصدقاء إلى الخارج، ويجلبها لي بالرغم من المخاطرة خلال سنوات منعها. وكم أنا سعيد في السنين الأخيرة لقراءتي لهذه المجلة الرائعة، والتي أجدها كل عدد تزداد التصاقًا بالقارئ العربي. وكم أحسّ بالفائدة والمتعة وأنا أقرؤها وأترقّب صدورها بلهفة. وكم أتمنى - وهذا حلمي - أن أجد اسمي في صفحاتها المشعة فائدة وغنى ثقافيا لمتابعتها لكل ميادين الأدب والفكر والثقافة. إن «حديث الشهر» غني بكل منابع التاريخ والسياسة والفكر والثقافة. والتعبير الحي عما يجول بخاطر أغلب القرّاء العرب كونه يختزل كل أيام الشهر، بالإضافة إلى الأبواب المنوعة الأخرى. وهذا بالرغم من وصول كثير من المجلات والكتب بمختلف أنواعها ومصادرها، وكذلك صدور الكثير من المجلات والجرائد في العراق.

          هذه المجلة رائدة متميزة مقارنة بكل المجلات، فتحية تقدير وإعجاب لرئيس التحرير وكل العاملين والمساهمين في إصدارها من كتّاب وكوادر متخصصة أخرى. وكم أتمنى أن تدخل هذه المجلة كل بيت عربي في كل أنحاء العالم.

أثير المحفوظ
البصرة - العراق

رسالة  من مجلة العربي

          إلى مراسلي مجلة العربي من المبدعين والمبدعات  في مجالات الأدب والفن والفكر، وإلى المشاركين في مسابقاتها الثقافية والقصصية والفوتوغرافية.

          يرجى التكرم بإرفاق كل المواد المرسلة بالاسم الكامل (ثلاثيًا على الأقل)، بالحروف العربية واللاتينية، ورقم بطاقة الهوية أو جواز السفر، وأرقام الهاتف، والعناوين البريدية والإلكترونية، وذلك تيسيرًا على الشئون المالية بالمجلة لإرسال المكافآت على نحو سليم وبالسرعة الواجبة.






 





نصرالدين طاهر