المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

الكويت

معرض مشترك لفناني العالم

          فنانون عرب وأجانب احتضنتهم قاعة بوشهري للفنون في معرض فني واحد، قدموا أعمالهم الفنية التشكيلية والفوتوغرافية وسط تنوع فني تعددت فيه المدارس الفنية والأساليب إلا أنها توحدت في موضوعها، فقد عنيت معظم الأعمال المشاركة بالإنسان بتكوينيه الوجودي والروحي، فصاغت بعض اللوحات هواجس النفس البشرية ومعاناتها، كما عكس بعضها الآخر تفاعل الإنسان كجسد ملموس مع محيطه مشكلًا حضارات وتقاليد وطقوسًا.

          في أربعة أعمال فنية شارك بها الفنان العراقي سروان باران، كشفت عن جماليات البيئة الصحراوية وما تحتويه من دلالات ومعان تكشف جانبًا من العالم الذكوري العربي، ففي لوحاته الرجل هو الموضوع الأساسي وإن ظهرت إشارات انثوية فهي عادة ما تكون تابعًا للرجل تلمس فيها إيجابية التآلف والتكاتف في هذه المجتمعات. وأضاف باران الحركة والانطلاق بأعماله برمز الخيل.

          ومن البرازيل شارك رينا توفرتاس بصور فوتوغرافية ركزت على الطبيعة الخلابة التي تمتع البصر الانساني بما تحتويه من ألوان زاهية براقة مثلت محيطه الخاص الا انها أمتعت كل من رآها.

          اما اللبنانية هيلين كرم فرغم ان مشاركتها بالمعرض هي الأولى إلا أنها استطاعت أن تخترق الممنوع وتعكس معاناة المرأة العربية يالتصوير المباشر والرمزي لجسد الأنثى، فبالريشة عبرت عن حلم المرأة في الحرية والانعتاق من السلطة الذكورية التي تضيق وجودها في حرمات الجسد، استخدمت كرم الألوان القاتمة في لوحاتها حيث دمجت الانطلاق بالخوف الكامن في نفس الأنثى حتى في لحظات تحررها.

          القلق والغموض المستقبلي تجسدا في أعمال الفنان المصري صلاح طاهر الذي صور حالة النفس البشرية المترقبة لأحداث وتكهنات الغد وبأعماله تجاوز العالم الوجودي إلى ما وراء الوجدان. ومن السودان قدم الفنان ثامر داوود البيئة الطبيعية السودانية برؤية رمزية تجريدية، كما كرس الأردني محمد نصرالله لوحاته ذات الألوان المتوهجة لتصوير الطبيعة.

القاهرة

مصر تحتفل بأمير الشعراء في يوبيله الماسي

          للمرة الثانية في خلال ربع قرن تحتفل مصر بشاعريها الخالدين : أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. كانت الأولى في مناسبة مرور خمسين عاما على رحيلهما وكانت مصر تمر بأزمة بعد كامب ديفيد مما أثر في كثافة المشاركة العربية في تلك الاحتفالية الكبرى بأمير الشعراء وشاعر النيل، لدرجة أن مشاركة الناقد التونسي د.عبدالسلام المسدي فيها أعتبرت مجازفة لم تخل من المخاطر.

          وفي المقابل كان التمثيل الأوربي أكبر ونذكر من بين الوجوه التي جاءت لتحتفل: المستعرب الإسباني الكبير بدرو مارتينث مونتابث وتلميذته كارمن رويث التي حرصت على أن تقوم بعد ذلك بزيارة خاصة للقاهرة لتقضي أياما في كرمة ابن هانئ، بيت أمير الشعراء، على النيل الخالد لتعد دراسة فى اطار مشروعها للتعريف برموز الإبداع العربي وعلامات التنوير المضيئة فيه.

          وفي الفترة من 18 إلى 21 من هذا الشهر تحتفل مصر من خلال المجلس الأعلى للثقافة باليوبيل الماسي لحافظ وشوقي. وقد شكل علي أبو شادي، أمينه العام لجنة علمية رفيعة المستوى للإعداد حتى تخرج الاحتفالية في المستوي اللائق بهاتين القمتين، يرأسها الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، مقرر لجنة الشعر بالمجلس، وتضم في عضويتها الشعراء: فاروق شوشة، محمد إبراهيم أبو سنة، حسن طلب، والنقاد الدكاترة: محمد عبد المطلب، محمد فتوح أحمد، محمد حماسة عبد اللطيف، أحمد درويش، فضلا عن المخرج المسرحي سعد أردش، إذ إن الاحتفالية ستضم جوانب فنية ومشاهد من مسرحيات شوقي وليالي شعرية يلقي فيها نجوم المسرح المصرى مختارات من الشوقيات.

          وسيصدر المجلس في رحاب هذه الاحتفالية مجموعة كتب منها: الأعمال الشعرية الكاملة لأمير الشعراء بتقديم لأحمد عبد المعطي حجازي، وديوان حافظ بتقديم لفاروق شوشة، وكتاب للدكتور محمد عبد المطلب يجمع بين دفتيه أهم ما كتب من نقد في أرجاء العالم العربي حول الشاعرين، ومن المقرر أن تصدر مسرحيات شوقي في مجلد قائم بذاته بتقديم الدكتور عز الدين إسماعيل.

          ويقول حجازي: لاحظت أن جميع الطبعات التي صدرت في القاهرة وبيروت من الشوقيات خلال الأعوام الخمسين الماضية قد خلت من قصائده في الأسرة المالكة المصرية مثل ما قاله في محمد علي والخديو إسماعيل والسلطان حسين وغيرهم، لذا تكتسب هذه الطبعة الجديدة التي تصدر في مصر أهمية خاصة لأنها ستكون كاملة. وأخاطب الأجيال الجديدة التي لا تعرف شوقي، ولم يسبق أن قرأتْ الشوقيات من قبل، ولهذا سوف أجيب عن الأسئلة التي أتوقع أن يطرحها القارئ الشاب، وسوف أناقش ما قاله بعض النقاد عن شوقي وشعره.

          وقد وجهت اللجنة العلمية الدعوة لعدد من الشعراء والنقاد العرب للمشاركة ومنهم: سليمان العيسى، شوقي بغدادي (سورية)، يوسف بكار، حيدر محمود (الأردن)، جوزف حرب (لبنان)، أمجد سعيد (العراق)، منصور الحازمي (السعودية)، عباس الجراري (المغرب)، فضلا عن الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف الخطيب.

          وسوف يشارك من المستعربين: الفرنسى أندريه ميكيل برسالة تقرأ في الافتتاح، وسوزان ستيتكيفتش من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي زوجة المستعرب الشهير ياروسلاف ستيتكيفتش، وبحثها حول نهج البردة، وتم توجيه الدعوة إلى الناقد التونسى محمد الهادي الطربلسي، العميد الأسبق لكلية الآداب بمنوبة، لأنه من أهم المتخصصين فى شوقى فى تونس. ويضيف حجازى قائلا: ومن ضمن الفقرات المهمة في الاحتفالية الأعمال التي ستقدم من مسرح شوقي، وقد كان التفكير في البداية يتجه إلى تقديم «مصرع كليوباترا»، ثم عدلنا الفكرة إلى تقديم قراءات من مختلف مآسيه وملاهيه مثل: «الست هدى» و«البخيلة». وينتظر أن يشارك في هذه القراءات: سهير المرشدي، محمود ياسين، أشرف عبد الغفور، وهناء عبد الفتاح.

          وقد أصدر الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، توجيهاته إلى مختلف قطاعات الوزارة للإسهام في هذه الاحتفالية الكبرى، ومن بينها متحف احمد شوقي (كرمة ابن هانئ)، الذي تكمن أهميته في أنه المكان الذي بناه أمير الشعراء في عام 1927.

          ومن المعروف أن كرمة ابن هانئ أنشأها شوقى في منطقة المطرية بشرق القاهرة، وعندما عاد من منفاه في عام 1920 قرر أن ينقل الكرمة إلى ضفاف النيل بالجيزة بالقرب من حديقة الحيوان، وقد حرص على أن يشيد بجوار الكرمة في الجيزة دارًا أخرى تماثلها لإقامة ابنته أمينة تماما كما كانت الحال في المطرية. ومن المعروف أنه أطلق اسم الكرمة على داره من فرط إعجابه بالحسن بن هانئ (أبي نواس). وقد حول الرئيس المصري الراحل أنور السادات هذه الدار إلى متحف قومي بقرار جمهوري في عام 1972، وقد افتتحه بنفسه في عام 1977. وشهدت هذه الكرمة احتفال مصر باليوبيل الذهبي لحافظ وشوقي، والعيد الألفي للأزهر الشريف.

          ويمكن لزائر متحف أحمد شوقي أن يطلع على مجموعة من المسودات بخط يده، وكذا مجموعة اللوحات التي أهدتها السيدة نعمة الله رياض للمتحف وهي من إبداع والدتها الفنانة خديجة رياض حفيدة أمير الشعراء.

          ويضم المتحف أثاث منزل أمير الشعراء: حجرة نومه، وحجرة نوم زوجته، ومكتبه، وحجرة صالونه الخصوصي التي تضم مكتبة تحتوي على 335 كتابا، و713 ورقة متفرقة تضم مسودات لكتاباته النثرية وبعض قصائده. ويحتفظ المتحف بالأوسمة والنياشين والهدايا التي حصل عليها شوقي في مختلف المناسبات وملابسه الرسمية، وألبومات صوره وأسرته.

          وفي القاعة الشرقية يلمح الزائر نقوشا وكتابات عربية تحلي جدرانها وسقفها، وقد كانت مفروشة بأثاث من الطراز العربي. وهذه القاعة كانت تشهد احتفالات شوقي لتكريم كبار ضيوفه من زوار الكرمة. وقد ألحق بالكرمة جناح الضيافة الذي شغله موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وفيه لحن أشهر قصائد شوقي ومسرحياته الشعرية.

          والآن يشغل الطابق السفلي من الكرمة مركز النقد والإبداع الذي ينظم ندوات وأمسيات متفاوتة المستوى.

          وفي مناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي لشوقي نظم المركز مسابقات بين الشباب حتى سن 35، أطلق عليها اسم «مسابقة البحوث المبتكرة في شعر شوقي»، لأفضل دراسة في شعر أحمد شوقي، وتدور محاورها حول الشعر السياسي والغنائي والمسرحي عنده، وحصل الفائز على الشوقيات كاملة ومسرحيات أمير الشعراء على أقراص مدمجة.

مصطفى عبدالله

دمشق

الدورة الثالثة والعشرون لمعرض الكتاب

          نظمت مكتبة الأسد الوطنية بدمشق معرض الكتاب الدولي بدورته الثالثة والعشرين، بمشاركة 415 دار نشر (12 دولة عربية، و9 دول أجنبية) قدمت ما يقارب الثلاثين ألف عنوان، في شتى الميادين والمجالات. وشملت انشطة المعرض.. لقاءات بين المبدعين والنقاد والدارسين والجمهور، وندوات عن أعمال أدبية تحولت إلى أعمال تلفزيونية (رواية حسيبة لخيري الذهبي، دمشق يا بسمة الحزن لألفة الأدلبي، وردة الصباح لعادل أبو شنب)، إضافة إلى المحاضرات الرئيسية التي امتدت طوال أيام المعرض.. التي طغت عليها القضايا والمحاور السياسية، الأمر الذي يبدو ملحوظاً من خلال العناوين: اللغة والهوية (د.رياض نعسان آغا)، المعتقد الديني والحرية (الشيخ حسين شحادة)، حرب كبيرة في شرق أوسط صغير (ناصر قنديل)، الشرق الأوسط في سياسات الدول الكبرى (د.عبدالله الأشعل)، الأساس الأخلاقي في ثقافة المقاومة (ميشال سماحة)، وندوة عن كتاب «النقد الذاتي بعد الهزيمة» لمؤلفه الدكتور صادق جلال العظم، إضافة إلى أمسية شعرية للشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد.

          كما حضرت الهيئة العامة للكتاب في سورية، من خلال فعاليتين: الأولى، حفلات توقيع الكتب الصادرة عنها، للكتّاب: عادل أبو شنب، محمد أبو معتوق، يوسف الشاروني (مصر)، بيان الصفدي، رياض عصمت، د.شاكر الفحام، د.نذير العظمة، وليد إخلاصي.

          وأما الفعالية الثانية فجاءت من خلال المحور: حوار المبدعين، فكانت حوارات مع عادل أبوشنب، والشاعر فايز خضور، وحوار مع كوليت خوري حول الأديبة الراحلة ألفة الأدلبي، وحوار حول الأديب عبدالسلام العجيلي، وحوار حول ممدوح عدوان، إضافة إلى حوار مع وليد إخلاصي. وقد أُقيمت هذه الفعالية في قاعة المحاضرات الثانية في مكتبة الأسد، بوجود حضور متواضع!

          وبانتهاء الدورة الحالية للمعرض، يمكن القول إنها مرت من دون إثارة، أو مفاجآت، ولم تتراجع شكوى أصحاب الدور من قلة المبيعات، فضلاً عن ظهور مشكلة إضافية تمثلت في ضيق المساحة المخصصة للأجنحة بسبب ازدياد عدد الدور، ولم يكن من حل لهذه المشكلة سوى استثمار الرصيف خارج سور مكتبة الأسد، ما أدى إلى صعوبة الوصول إليها.

          سوء الحظ كان واضحاً من حيث التوقيت، فالدورة الماضية ترافقت مع حرب يوليو (تموز) على لبنان، ما أدى إلى انخفاض حجم المبيعات بشكل كبير على أمل التعويض في الدورات المقبلة، لكن ليس تماماً.. فالدورة الحالية للمعرض ترافقت مع موجة حر شديد، وازداد الأمر تفاقماً وسوءاً بانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ما أدى إلى عزوف جمهور الكتاب عن الحضور والتسوق.

طارق عبدالواحد

أصيلة

ندوة عن «النخبة المثقفة والفكر السلفي بالعالم العربي»

          يعتبر موسم أصيلة الثقافي الدولي الذي ينظم كل سنة في الشمال المغربي من المواسم الثقافية الشهيرة في العالم العربي والذي حافظ على رهاناته الثقافية الكبرى منذ السبعينيات من القرن الماضي والمتمثلة في جعل هذا المهرجان محطة للتنمية المستدامة وللتواصل الفكري والثقافي والفني بين مختلف المبدعين والمفكرين من مختلف انحاء العالم.

          وقد احتفل اكثر من 500 مشارك ينتمون الى كثير من البلدان العربية والأجنبية بفعاليات هذا الكرنفال الإبداعي الجميل بذكراه الـ 29 وذلك من خلال عقد الندوات واللقاءات، فضلا عن معارض دولية في الفنون التشكيلية وسهرات فنية راقية أحيتها أشهر الفرق الفنية الموسيقية الصوفية في العالم.

          وتحرص دولة الكويت في اطار العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين على المشاركة في هذا الموسم الدولي الكبير كل سنة.

          وخلال هذه الدورة الجديدة انطلقت فعاليات الموسم بندوة دولية بعنوان «إفريقيا وأوربا...تحديات الواحد والتزامات الآخر» وقد افتتح أعمالها عدد من الشخصيات السياسية البارزة في العالم من أبرزها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان ووزيرا خارجية البرتغال لويس امادو وإسبانيا ميخائيل موراتينوس ورئيس الحكومة المستقلة للأندلس بإشبيلية منويل شافيز.

          كما تميز افتتاح الندوة برسالة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى المشاركين في أعمال الندوة وتلاها بالنيابة وزير خارجية المملكة المغربية محمد عيسى.

          وقال العاهل المغربي في رسالته إن اختيار موضوع تلك الندوة «يؤكد انفتاح منتدى أصيلة على القضايا الدولية والانشغال بمستقبل العلاقة بين القارتين الجارتين على أساس التعاون والاحترام المتبادل».

          وأوضحت الرسالة في افتتاح المهرجان الذي حضره سفير دولة الكويت لدى المغرب صلاح محمد البعيحان أن الإرهاب الذي وصفه بـ «المقيت» بشتى أشكاله العدوانية المهدد للاستقرار والأمن والسلام يأتي في مقدمة هذه التحديات المشتركة.

          وقال العاهل المغربي في رسالته «إن القارة الإفريقية تواجهها تحديات أخرى تقف في وجه تطورها ونموها كالفقر والأمية والبطالة والأوبئة الفتاكة وسوء الحكامة».

          وقد خصص الموسم خلال فعالياته التي استمرت حتى التاسع عشر من الشهر الماضي عددا من الندوات الفكرية المهمة من أبرزها ندوة «النخبة المثقفة والفكر السلفي في العالم العربي» التي استمرت ثلاثة أيام وشاركت فيها دولة الكويت بتميز، وذلك من خلال مداخلات قيمة شكلت أرضية لنقاش مستفيض على مدى ثلاثة أيام قدمها أستاذ العلوم السياسية والدراسات الأمريكية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله خليفة الشايجي.

          وفي افتتاح هذه الندوة التي ترأسها وزير الخارجية المغربي رئيس مؤسسة منتدى أصيلة الدولي الجهة المنظمة للمهرجان قال الشايجي انه «توجد في العالم العربي ست مدارس للسلفية وهي جديرة بالدراسة والاهتمام لما تمثله من قيمة مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية»، مؤكدا على ضرورة توخي الحذر من الخلط الذي أصبحت تثيره بعض المصطلحات حول السلفية والتمييز بين الغلو والتطرف من جهة والفكر السلفي من جهة أخرى.

          وقال إن «تلك المدارس تستحق دراسات وبحوثًا معمقة من قبل المفكرين والباحثين العرب وبخاصة في المجال السياسي لما للعملية من مرامٍ وأهداف تساهم بشكل كبير في تعزيز المسلسل السياسي والديمقراطي العربي.

          من جهته دعا رئيس منتدى أصيلة الدولي وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى في افتتاح الندوة المقامة في اطار الدورة الـ 22 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية والموسم الثقافي الدولي الـ 29 لأصيلة إلى عدم محاكمة الفكر السلفي الذي يعد صرحا من صروح الحضارة الإسلامية العريقة.

          واعتبر رئيس المنتدى أن موضوع الندوة تناولته وسائل إعلام عربية عدة لما له من أهمية كبرى في تجديد الخطاب الفكري والسياسي بالعالم العربي.

          واستبعد بن عيسى أن يكون موضوع الندوة العربية محصورًا لدى نخبة مثقفة معينة، مؤكدا أنه موضوع آني وملح يطرح نفسه بإلحاح على الطبقة المثقفة والفكرية في العالمين العربي والإسلامي.

          واكد المفكر المغربي مبارك ربيع أن الفكر السلفي بمختلف نماذجه وتوجهاته يعد مصدرًا لكثير من تساؤلات المثقف في المرحلة الراهنة، ومبعث تفاعلات واسعة وعميقة مقابل خفوت تيارات فكرية أخرى كان بيدها زمام المبادرة في التحول والتفاعل المعاصر.

          وكشف المفكر المغربي كمال عبد اللطيف في مداخلته بعنوان «العرب والعالم... نحو تواصل متكافئ ومنتج» عن وجود مقدمات عدة للموضوع تخص التاريخ والوعي وصدام الحضارات والقيم الأخلاقية، مؤكدًا على رهانات تحقيق السلام في العالم وبناء مجتمعات أكثر توازنا.

          من جهته دعا الإعلامي البحريني ضياء يحيى علي الموسوي في مداخلته الى إعادة قراءة التاريخ العربي والإسلامي وفق عملية أركيولوجية بحتة وإلغاء العوامل التي ساهمت في تأخير العالم العربي.

          أما الباحث السوداني الدكتور إبراهيم الشوش فقد دعا الى التخلي عن النرجسية في العالم العربي، محذرا من التفريط في الاستعانة بقيم العولمة التي يجب الأخذ بإيجابياتها والتخلي عن سلبياتها الكثيرة.

          واعتبر المفكر السوري محيي الدين اللاذقاني أن «التصالح مع الذات في العالم العربي أمر حتمي وذلك من أجل بناء مجتمعاته بناء صحيحًا»، مؤكدًا أن «العالم العربي بحاجة إلى حركة شعبية تدخله إلى أفق التعايش مع الآخر»، مبرزا قيمة التسامح والحوار مع باقي شعوب العالم كقيمة حضارية ستحل كثيرا من المعضلات.

          وتطرق استاذ علم الاجتماع البحريني باقر سليمان النجار في اللقاء الذي حضره رئيس منتدى أصيلة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى إلى عدد من القضايا السياسية والأكاديمية والإعلامية ومدى تأثرها بظاهرة العولمة.

          أما الكاتب التونسي حسونة المصباحي فقد أكد في مداخلته على قيمة الثروة المالية والبشرية العربية الموجودة في شتى أنحاء العالم، مؤكدًا على الدور الكبير الذي لعبه العرب في تحرير كثير من بلدان العالم.

المصطفى الصوفي

العراق

بيات مرعي ومسرحه القصصي

          عقد اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى (400 كيلومتر شمال بغداد) جلسة جديدة ضمن مشروعه السنوي لهذا العام خصصت للكاتب القصصي والمسرحي بيات مرعي في قاعة مكتبة الأوقاف العامة. وقد أشار الشاعر عمر عناز إلى أن الكاتب من مواليد مدينة الموصل عام 1963، أنهى دراسته في معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية فرع الإخراج المسرحي في الموصل عام 1984، ثم حصل على شهادة البكالوريوس بعد أن تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية فرع التمثيل من جامعة بغداد عام 1990. وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين كمخرج مسرحي، عضو الاتحاد العام للأدباء العراقيين كقاص، عضو فرقة مسرح الرواد المسرحية، مدير النشاط المدرسي في تربية نينوى حاليا، مدرس التربية الفنية في كلية التربية المفتوحة، ومدرس مادة الإخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة بنينوى للاعوام 1994- 1998.  

القصة القصيرة

          تحدث الأديب بيات مرعي عن تجربته القصصية والمسرحية قائلاً: إن مظاهر الحياة الحديثة وما يسودها من قلق ومعادلات التغيير السريعة والمتلاحقة جعلت للزمن قيمة خاصة في معادلة الحياة القاسية، هذا الشأن أدى دون شك الى أحداث كثيرة وكبيرة في البنى القاعدية للأدب بشكل عام وأنتج ثقافات متطورة عن الثقافات التي أسلفتها وفي احيان أخرى ترك شرخاً عميقاً، ومن بين محاور الثقافة والأدب كان محور القصة القصيرة والنص المسرحي تحت ذات التاثير وذلك المتغير شأنهما شأن المحاور الأدبية الأخرى، فالقصة القصيرة مثلا أخذت مأخذ التجريب في محاولات كانت نسبية في نجاحاتها أو إخفاقاتها، لكنها تبقى تجارب أغنت متداوليها بمعرفيات حتى وإن لم تخرج عن روح المحاولة لكنها تركت محاولة للاختراق ولتأسيس قاعدة اختراقات ربما سيلحق بها التغير المطلوب مستقبلا. من هذا المنطلق حاولت ان أعطي قصتي المشروعية للانفتاح على الآخر من النصوص وتحديدا النص المسرحي هذا الهوس الذي بقي يلاحقني من أكثر من ربع قرن.

          وقال الكاتب: ان اختلاف آلية التوصيل بين نص القصة القصيرة والنص المسرحي، من أن القصة تنطوي على تتابع صوري مجازي استقرائي توظفه هندسة مخيلة القارئ ومدى وعيه وسعة مدركاته المعرفية، والتي تختلف بكل تأكيد من قارئ إلى آخر لنجد وفي أحيان كثيرة عدم تواصل القارئ وخصوصا مع النص الحديث. أما آلية النص المسرحي فهو بناء دراماتيكي يندرج في ما يسمى الوحدات الصغيرة والكبيرة مثل المشهد ثم الفصل والتي تشكل بالنتيجة بنية النص.

وليد مال الله

هولندا

معرض لأغنيات على قماش الرسم

          نظم في مدينة خروننجن الهولندية أخيرًا معرض شامل لأعمال الفنان العراقي المقيم في هولندا ستار كاووش في صالة «فن في المقدمة». وذلك في إطار تجربته المتنوعة التي دأب على تأصيلها وتطويرها، تواصل وتجلى ذلك من خلال عشرات المعارض التي أقامها سواء في داخل العراق قبل إقامته الحالية او في داخل المدن الهولندية أو خارجها..

          حيث قدم هذا المعرض نظرة بانورامية لمنجز هذا الفنان، إذ يمكن تلمس خطوط التجريب والتنويع على الموضوع الواحد فضلا عن توظيف الشخصيات التي صارت لازمة وأيقونات جمالية تشكل حقا علامة فارقة وبصمة أسلوبية في أعمال هذا الفنان .

          اتجهت اعمال الفنان في هذا المعرض الى قراءات واقعية للمكان والشخصيات، هي أصول لها امتدادات في المدرسة العراقية في الفن التشكيلي من جواد سليم ومدرسته الضاربة عميقا في الفن العراقي المعاصر مرورًا بجيل من الرسامين كفائق حسن واسماعيل الشيخلي ونوري الراوي وصولاً الى نماذج الفنان علي طالب،المهم أن كاووش لم يكن في هذه الأعمال يعوم في فراغ فهو في طريقه إلى تخوم الواقعية فإنه سرعان ما يتمرد على هدفه وغائيته الواقعية المجردة إلى واقعية موازية سرعان ما تتماهى فيها ملامح الشخصية مع المكان مع استخدامات الخطوط والحجوم واللون وصولا الى الملمس.. ذلك أنه يحرص على اختزال شخصياته وتحويلها الى رموز مكانية وزمانية في آن معا لكنها في الحقيقة لاتشي بالكثير جدًا من هذه التفصيلات الزمانية -المكانية لأن الفنان سرعان ماينقلها من إطار هذا البوح المباشر إلى تعبيرية كثيفة تختزل كما قلنا كثيرا من المعطيات المكررة والمألوفة.

          إن واحدة من المعطيات التي حرص عليها الفنان في هذا المعرض هي زج شعور بالحميمية في أوساط شخوصه، فشخوصه مندمجون الى حد التكامل مع دورة الخلق والتكوين ابتداء من تكور الجنين ودوران قرص الشمس والقمر والأرض والأفق المحدودب وصولاً إلى تكور الجسد الإنساني وتقوسه، هذه الحميمية الوارفة هي نوع من الهارموني في الشكل الذي يكرسه كاووش بإصرار، فالجسد في لوحاته هو جزء من فكرة الكينونة والوجود القائم على التكوير والتدوير وفكرة الدائرة ومركز الكون وهو لايفصح عن كل هذا بكثير من الضجيج والادعاء بل يترك كائناته وهي تدب في دورتها الفلسفية والوجودية العميقة.

          ولعل من المهم هنا تلمس الآلية التي تدرج فيها الفنان في زج شخصياته في غماماتها اللونية في هذا المعرض، فهي غمامات لونية متكاملة وافتراضية تماما، فهو اذ يعنى بشرطه الواقعي كما ذهبنا في البداية إلا أنه سرعان مايخرج عن هذا التأطير الى رسم تلك الغمامات الخاصة، إذ لاتبدو شخصياته قادرة على الوجود من دون تلك الغمامات التجريدية فهي الرحم الكوني الذي تعوم فيه، فهي في حلمها وتهويمات هذا الحلم تجد في اللون الأخضر المزرق ومشتقاتهما بديلا مليئا بالدوائر الصغيرة، انه ذلك الاشتقاق المريح للون الذي تعثر عليه في المزججات في فن الخزف (اللون الأخضر المزرق) خاصة، وهو لون نادر واشتقاقه وحده يتطلب بكل تأكيد مهارة كبيرة.

د. طاهر علوان





العملان المنشوران للفنان سروان باران





العملان المنشوران للفنان سروان باران





 





أمير الشعراء في بورتريه بريشة الفنان جمال قطب وميدالية من تصميم ناجي كامل





لقطة داخل معرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد





إحدى جلسات منتدى أصيلة





احد أعمال بيات مرعي وصورة له





بيات مرعي





من أعمال الفنان ستار كاووش