حرب النجوم .. مرة أخرى: ماذا تقدم السينما لرؤى المستقبل؟

حرب النجوم .. مرة أخرى: ماذا تقدم السينما لرؤى المستقبل؟

لماذا يلجأ مخرج قدير مثل لوكاس للتفتيش في أوراقه القديمة بحثاً عن حرب أخرى من حروب النجوم؟!

قبل 22 سنة انطلق في مجرتنا هذه فيلم لم يشبه أي فيلم آخر من قبل. لم يكن عميقا كما (2001: أوديسا الفضاء) (1986) ولم يكن علميا جدا كما الوضع مع سلسلة (ستار ترك) (التي انطلقت سينمائيا أول مرة في العام 1980). كذلك لم يكن فيلما عن وحش فضائي كما حال (غريب) ALIEN (1979).

(ستار وورز) (1977) كان فانتازيا تقع أحداثها, على حسب قول الفيلم, في (زمن سابق جدا في مجرة بعيدة جدا جدا) وشخصياتها هي مزيج من آدميين ومخلوقات غير آدمية لكنها تمشي على قدمين ولها مواصفات قريبة (من بينها القدرة على النطق) وحيوانات غريبة (لن تجد من بينها جيادا أو كلابا أو صقورا) وروبوتس.

ووسيلة الانتقال الوحيدة, عدا السير المتعب في الصحراء التونسية حيث تم التصوير, هي مركبات ترتفع عن الأرض نحو 40 سنتيمترا لتطير. طبعا هذا غير تلك المركبات الحربية الأسرع من النظر المزودة بأدوات القتال والتي تخوض الفضاء الرحب بكل قوة.

والكثير من القتال كان في ذلك الفيلم الذي سرد قصة بطولة يخوضها فتى يتيم اسمه لوك (مارك هاميل) لمساعدة أميرة اسمها ليا (كاري فيشر) بمعونة مرتزق اسمه صولو (هاريسون فورد). العدو المشترك هو الإمبراطور الشرير غراند موف تاركين (بيتر غوشينغ) ومعاونه الأكثر شرا وقسوة (صوت جيمس إيرل جونز العميق تحت رداء أسود وقناع كبير ارتداه ممثل آخر هو ديفيد براوز).

المغامرة كانت في حدود 20 مليون دولار. المؤثرات التقنية كانت متعددة لكنها كانت لا تزال رخيصة آنذاك والفيلم جمع من السوق الأمريكية 193 مليونا و777 ألف دولار.

جورج لوكاس, الذي سبق له أن أخرج قبل هذا فيلمين صغيرين فقط, هما THX1138 (أول أعماله ـ 1971) و (رسوم امريكية) American Graffti (1973)، أصبح أشهر سينمائي على هذا الكوكب في هذا العصر لا يزاحمه في هذا المنصب, سوى زميله وصديقه ستيفن سبيلبرج وربما فرنسيس فورد كوبولا بفضل (العراب).

(ستار وورز) لم يكن سوى الأول في ثلاثية حققت كل منها نجاحا مماثلا: (عودة الجيداي) و(الإمبراطورية تضرب مجددا).

وطوال كل هذه الفترة, اعتبر المعنيون من الهواة, كما من المحترفين, أن (ستار وورز) والفصلين اللاحقين بمنزلة الأجزاء الأول والثاني والثالث من سلسلة تجمع بين المغامرة الفضائية والفانتازيا مع الكثير من (البـالب فيـكشن) (أو الثقافة الشعبية مثل سينما الوسترن ممزوجة بقتال الساموراي مع شيء من حكاية فرسان الطاولة المستديرة الايرلندية وقدر لا بأس به من الأبعاد الدينية المستترة).

لكن (ستار وورز ـ الحلقة الأولى: التهديد الخفي) Star Wars- Episode1-The Phantom Menace الذي عصف بصالات السينما الأمريكية منذ التاسع عشر من (مايو) هذا العام, ولايزال ساخنا في كل العواصم الكبرى حول العالم, يكشف لنا أن ما اعتبرناه جزءا أول هو في الواقع الجزءالرابع, وبالتالي فإن الجزأين الثاني والثالث هما الجزآن الخامس والسادس!

كيف?

لقد أطلق جورج لوكاس بفيلمه الجديد (التهديد الخفي) ثلاثية جديدة تقع أحداثها قبل أحداث الثلاثية السابقة. أي أنه عوض تكملة ما سبق, يعود إلى الوراء, نحو خمسين سنة من عمر تلك المجرة البعيدة, ويعيد ترتيب البيت من أساسه. لقد بنى البرج قبل أن يبني الأساس ومثل أي محاولة من هذا النوع لابد من مشاكل وعقبات.

في تونس أيضا في العام الماضي وصل جورج لوكاس مع فريق ضخم من الرجال والعتاد. إنه يريد الصحراء ويريدها غير معروفة (كثيرا) للعين الغربية. كان يستطيع أن يتوغل بعيدا في صحراء أريزونا, لكنها لن تكون مثل الصحراء التونسية. تمنحه, ولو وهما, الشعور بغرابة المكان. تجعله قادرا على زرع شخصياته الغريبة فيها. الصحراء بالنسبة إليه ليست مكانا رومانسيا. كماهي بالنسبة لكثيرين منا مثلا, لذا فإن هذه الشخصيات ليست رومانسية ولا حتى قابلة للتعاطف. بعضها في الواقع سلبي.

(ستار وورز: التهديد الخفي) هو إمعان في المغامرة الفضائية كما التزم لوكاس بتقديمها سابقا إنما مع استفادة قصوى لجميع المنجزات التقنية التي حدثت في العقدين السابقين والتي تم معظمها على أيدى فريق ستديو (اندستريال لايت اند ماجيك) الذي كان أسسه لغاية انجاز وتصميم وتنفيذ الخدع والمؤثرات السينمائية المتقدمة.

ويصر لوكاس على أن أحداث (ستار وورز) كلها (أي الثلاثية الجديدة والثلاثية السابقة) تقع في زمن مضى. أي أن الأحداث ليست مستقبلية, كما الحال مع معظم الأفلام الخيالية/العلمية/ الفضائية, بل ماضية. هذا قد يعني أننا, أهل الأرض, أكثر حضارة من أهل تلك المجموعة الفلكية الأخرى التي تدور فيها الأحداث. لدينا على الأقل الكمبيوتر والأجهزة التي تمكن سينمائيي اليوم من تحقيق إنجازات تقنية لم يكن التفكير بها ممكنا عندما خرج (ستار وورز) (الأول/الرابع) إلى الوجود قبل 22 سنة.

عقد قران

ما بين (ستار وورز) قبل 22 سنة و(ستار وورز) اليوم تقدمت صنعة المؤثرات الخاصة كثيرا عما كانت عليه. صار بالإمكان تحقيق أشياء لم تكن تخطر على البال حتى لنحو عشر سنوات سابقا. والأفلام التي تعكس هذه المتغيرات كثيرة ولا تتوقف عند (التهديد الخفي) بل تشمل (رجال في الأسود) و(اتصال) و(نصل) و(ماتريكس) من بين أخرى عديدة خلال النصف الثاني من التسعينيات وحدها.

في (ماتريكس) مثلا, نرقب بطل الفيلم (كيانو ريفز) وهو يتحاشى رصاصة مصوبة إليه. لم يكن بالإمكان تصوير رصاصة على نحو مجسد والتغلب على مشكلة السرعة التي تنطلق بها القذيفة ثم تصوير كيفية تحاشي الهدف الإصابة بدقة كبيرة. لتحقيق هذا الجزء وحده من (ماتريكس) أمضى فريق العمل عامين متواصلين قام خلالهما باستنباط برامج جديدة. وبعد تصوير الممثل أمام شاشة خضراء وهو يقوم بالحركات الجسدية التي سيبني عليها المشهد بكامله, تم ادخال الفيلم الكمبيوتر وتصميم باقي المشهد فيه. ثم العودة إلى الاستديو لتصوير الممثل ثانية من أجل تحاشي أي أخطاء تفصيلية ولربط أفضل مع المشهد الذي تمت برمجته.

ولا يمكن نكران القوة التي يهبها ذلك المشهد على الشاشة. صحيح أننا شاهدنا قذيفة بازوكا تنطلق على هذا النحو في (ألعاب وطنية) Patriot Games (1995)، لكنها كانت لقطة واحدة باتت سهلة التصميم اليوم تتم كلها على الكمبيوتر من دون ربط مع الهدف وتصويرهما معا طوال الوقت وتصميم تفصيلي لزوايا تصوير المشهد المختلفة.

في (التهديد الخفي) هناك 2000 لقطة مؤثرات وهذا أكثر عددا من أي فيلم آخر في تاريخ السينما (لإعطاء فكرة (تايتانك) احتوى على 500 لقطة من المؤثرات فقط). لوكاس يعقد قرانا عجيبا في هذه الحالة.

السينما المتقدمة تكنولوجيا جدا مع أحداث تقع على كواكب غير متقدمة كثيرا. أو لنقل متقدمة في شئون ومتخلفة (كثيرا) في شئون أخرى.

على صعيد السينما التي ينجزها لوكاس وفريق عمله هناك بضعة إنجازات مهمة أبرزها المعركة التي تدور في نهاية الفيلم (والتي تستمر لنحو ثلث ساعة) بين أبطال الفيلم وأعدائهم الكثر. السلاح المستخدم هو الليزر لكن الأعداء هم مجموعات غير متناهية من الآليات التي صنعت على هيئة آدمية (القامة والأطراف) إنما من دون عظام أو لحم. إنها هياكل حديدية ليست بعيدة الشبه أيضا عن الحشرات (كالنمل) لكنها سريعة الاستجابة وفتاكة.

وأبرزها كذلك السباق الذي يدور بين المركبات الآلية السريعة. الفكرة هي ذاتها التي في أي سباق: بلوغ هدف محدد قبل الآخرين المتسابقين: هذا يعني بلوغه بأقصى سرعة متناهية وفضائيا, عند لوكاس, تقوم تلك المركبات باحتلال وظيفة العداء البشري أو الجياد التي لا وجود لها في تلك الحياة.

لكنها مركبات بالغة السرعة والمنافسة على أشدها. والمخلوق الغريب الذي يقود واحدة منها يتسبب في تعطيل وقتل مخلوقات أخرى بواسطة حيل وخدع (من المفترض أنها غير قانونية). منافسه الأقوى هو الصبي أناكين سكايووكر (جاك لويد) الذي كان ابتكر آلته بنفسه والتي لم تشترك في أي سباق من قبل.. بالتالي, هناك السؤال التقليدي في مثل هذه الحالات عما إذا كان سيستطيع وآلته تحقيق الفوز الذي يبدو مستحيلا. أما وأنهما (هو والآلة) برهنا على جدارتهما تبرز مسألة المنافسة بين المخلوق الذي لا يتورع عن شيء في سبيل فوزه. يحطم مركبات الآخرين ويطلق باتجاهها أدوات تتسبب في تعثرها وانفجارها ويحاول الشيء نفسه مع منافسه الصبي الجريء.

المشهد المذكور يستمر نحو عشر دقائق لاهثة على الشاشة, لكنه يذكرنا بعشر دقائق أخرى وقعت قبل هذا الفيلم بنحو خمسين سنة عندما أقدمت هوليوود على تحقيق فيلم (بن حور) (إخراج ويليام وايلر). مشهد السباق الذي في ذلك الفيلم مع محاولة المنافس الشرس القضاء على منافسيه, منقول بأمانة هنا مع اختلاف الوسائل!

لا مجال للسود هنا

إذا ما رغبنا في تحليل وتفسير ناتج عن قراءة ذاتية فإن هناك رسالة تنضح بالعنصرية اذا ما توخى المرء قراءتها كما هي. لكنها ليست عنصرية تجاه السود أو تجاه أقلية بشرية ما أو صوب المرأة ربما, بل تجاه المخلوقات الغريبة باستثناء مخلوق واحد اسمه يودا.

الاسم مرتبط باليهودية والمخرج بذلك يعمد إلى الاستناد إلى مرجعه الديني الثقافي. فاليهودية, لدى المسيحيين, هي الدين الأول قبل المسيحية وهي بذلك نوع من الأم. هذا التفكير الليبرالي إلى حد, والذي يحاول فيه بعض السينمائيين الظهور بمظهر المتحرر من العقد الأخرى (عقدة قتل اليهود المسيح بالنسبة للكنائس الأخرى الأقل تحررا) وإعلان التضامن الكلي مع العنصر اليهودي.

لوكاس يرمز إلى تضامنه بإعطاء (يودا) (حجم قصير ووجه مريخي بعينين كبيرتين لذكر يوحي بأنه من سلالة حكيمة) صفة المرجعية في المعرفة والحكمة. باقي المخلوقات الفضائية مثيرة للتقزز أو مقرفة أو موحشة أو بشعة أو فيها الخصال المذكورة كلها.

وفي هذا النطاق لا يمكن إلا أن نتذكر الدور المحـدود الـذي في أفـلام لوكـاس جمـيعها للأفروأمريكيين (السود).

في (الإمبراطورية تضرب مجددا), وضع لوكاس (الذي اكتفى بإنتاج ذلك الجزء الثاني/ الخامس بينما أخرجه إرفن كيرشنر) شخصية رجل أسود (بيلي دي ويليامز) في دور مساند إنما ليس مساندا للبطولة الآدمية, بل يبدو مساندا أيضا لشخصية مخلوق من نوع الرجل/ الغوريللا.

لكنه في كل أجزائه (و فـي هـذا الجـزء بالذات) لا دور يذكر للسود. في (الشر الخفي) هناك دور قصير جدا يؤديه سامويل ل. جاكسون كواحد من المجموعة التي تتولى حكم الكوكب الذي يعيش عليه الجيداي (المحاربون الآدميون).

ضد الدين

كما ذكرت أعلاه, فإن القيام بوضع الأساس في مرحلة لاحقة لم يكن عملا بناء! طبعا هناك قدر من الجرأة في التفكير على هذا النحو, لكن هناك قدرا أكبر من الصعاب.

لوكاس كان فكر في هذه البنية المعكوسة قبل أكثر من عشرين سنة عندما كان يخطط لإنتاج الثلاثية الأولى. وضع قصة جانبية لسنوات تسبق قيام أحداث تلك الثلاثية, ثم عاد إليها مطورا طوال العقدين السابقين. لكنه في حديث يقول إنه لم يكن يقصد عندما وضع تلك المعالم الخلفية للثلاثية الأولى, أن يترجمها إلى ثلاثية أخرى بل قرر ذلك بعدما اشتدت الحاجة إلى تقديم ثلاثية جديدة. عوض التقدم إلى الأمام, قرر التقدم إلى الخلف وتوسيع رقعة تلك الأحداث الخلفية التي كان قد وضعها.

لكن ما قد يؤدي إليه كل ذلك هو التالي:

مع العودة إلى ماضي (الماضي) على لوكاس أن يكون في ذات الوقت مقنعا ودقيقا في عملية إيصال الأحداث في الثلاثية الجديدة إلى ما بدأت به الثلاثية السابقة. بما في ذلك, بلورة مهمة جدا لشخصية الصبي أناكين سكايووكر.في هذا الفيلم هو ـ وفي استعارة دينية أخرى ـ شبيه بالمسيح (عليه السلام) من حيث إن أمه تقول للمحارب أوبي وان كانوبي (ليام نيسون) بأنها ولدت فيه من دون أن يلمسها بشر (أو أي مخلوق آخر).

هذه نقلة مهمة في السلسلة يحيطها المخرج بأهمية بالغة كما يحيط الصبي ببعض الملامح التي تجعل من المحتمل كونه مختلفا ومميزا عن باقي البشر, فهو يستطيع التنبؤ ولديه القدرة على تحقيق الأشياء بسهولة.. ولو أنه وأمه عبدان لدى تاجر تم تصميمه كشكل طائر مثل النحلة أو الدبور إنما من دون أن يكون شبيها بهما.

لكن المشكلة هي أننا في ثلاثية (ستار وورز) الأولى عرفنا أناكين سكايووكر على أساس أنه الشرير القاسي الذي ينشر الرعب والموت بين الجميع. أبطال الثلاثية جميعا تآلفوا لقتله بمن فيهم أوبي وان كانوبي (ايوان مكغروغر في هذا الفيلم واليك غينس في الثلاثية السابقة). كيف إذن سيعمد لوكاس لنقل هذا (المسيح) الجديد من رمز للبراءة والطهارة إلى رمز للموت?

المسألة ليست نظرية مع ما يمثله المسيح عند المسيحيين من قيمة وقد تحدث ردة فعل سلبية تجاه المتحفظين على الأقل.لكن في العالم الذي نعيش وفي هذا الزمن حيث الهالة أهم من الحقيقة, وحيث المعايير والقيم غير ثابـتة, لا شيء يدفع بالجمهور المقبل على أفلام لوكاس لإلغاء هيامه بأفلامه هذه.لوكاس كان يعلم أنه سيحقق نجاحا كبيرا إذا ما عاد إلى هذه الثلاثية (إنه السبب في عودته بصرف النظر عن أي سبب آخر قد يتولى قوله), كل ما كان ينتظره هو اكتشاف أدوات عمل تقنية تمكنه من صنع فيلم يتجاوز سابقه بالنسبة لمستوى الحيل والمؤثرات. وحتى عندما استخلص استديو (اندستريال لايت اند ماجيك) نتائج باهرة لفيلم (جوراسيك بارك) (لستيفن سبيلبرج قبل نحو ثماني سنوات) لم يقفز لوكاس إلى تحقيق هذا الفيلم بل توخى الانتظار أكثر.راقب التطورات التقنية التي حدثت في استديوهاته كما في الاستديوهات الأخرى. راقب (الغريب) و(القاع) و(ترميناتور 2) و(جوراسيك بارك) ثم صمم فيلمه محتفظا لنفسه بالأفضل والأحدث.

البطولة الفعلية هي لتلك المؤثرات: المدن الجميلة (تصميم المناظر من أفضل ما شاهدناه على الشاشة في مثل هذه الأفلام) وتصميم المقاعد والمراكب المرتفعة عن الأرض. تصميم المخلوقات على نحو تبدو فيه أكثر حقيقة من المرات السابقة, تنفيذ مشاهد المعركة حينما تتقدم المركبات العسكرية لسحق الأشجار في طريقها والعديد من التفاصيل الصغيرة في فيلم تم استخدام المؤثرات على نحو أو آخر في 95 بالمائة من مشاهده.

لكن كل ذلك التقدم على حساب القصة. على حساب القيمة الفنية وعلى حساب إمكان إقامة لقاء ما بين المشاهد الذي يتجاوز سن الطفولة والفيلم وشخصياته. (الشر الخفي) دراميا ضعيف, بعد المعركة التي في البداية تمر ساعة من الأحداث التمهيدية للمعركة النهائية. ساعة بطيئة ومملة وديفيد أنسن, ناقد (نيوزويك), على حق عندما قال إنه (خيبة أمل). لكنه خيبة أمل فقط للذين أملوا في أن يأتي الفيلم أفضل من سابقه.

مشكلة أساسية جدا في هذا العمل هي أن التمثيل البشري محدود جدا. كما ذكرنا محدود بالنسبة للعدد البشري بين الآلات والمخلوقات التي تمت على الكمبيوتر غرافيكس, لكنه ـ والأهم ـ محدود التعبير. الممثل ليام نيسون كان على حق في التقليل من التعابير ولعب الدور البطولي بأقل جهد تعبيري ممكن. سوف لن يمكنه منافسة المؤثرات الخاصة. ليس فقط هذا, بل إن التقنيات امتدت لتشمل التدخل في تعابير الوجوه البشرية ذاتها.

يستطيع, وقد فعل, مط تعبير ما على الوجه عبر إدخال الصورة إلى الكمبيوتر ومزجها بتصميم الكمبيوتر بذلك يخلق المحاولة الأولى لقيام السينما في المستقبل باعتماد مؤثرات مماثلة لخلق تعابير كاملة أو حركات مطلقة. لتقديم ممثلين لم يمثلوا الفيلم بل أصبحوا مجرد (موديل) يتم استيحاء المعالم العامة منه.

أهذا ما في بال لوكاس للجزأين اللاحقين من هذه الثلاثية الجديدة?

 

محمد رضا

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




مجموعة أبطال الفيلم الآدميون هم الأخيار





أيوان مكروغر يحمل سيفه اللايزري





التقنيات تقدمت في فيلم ماتريكس





جاك لويد في مشهد السباق





شرير الفيلم الأول