عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

العربي .. خطوة على الطريق

سنة أخرى سعيدة, وألفية ثالثة جديدة, تقبل علينا ونحن نستعد لعيد الفطر المبارك, أعاده الله عليكم وعلى أمتنا العربية والإسلامية باليمن والبركات, متمنين أن يحمل لنا تفاؤلاً جديداً بعصر جديد.في هذا الشهر, تفتح البشرية عيونها على عالم من افتقاد الثوابت, فقد أثبتت القوة المعرفية الجديدة أن الإنسان مجرد مخلوق صغير على ضفاف محيط لا متناه من المجهول, وأن عليه أن يجدد معارفه حتى يتواءم مع هذا الوضع الجديد, لقد انهارت كثير من النسق التقليدية, وما بقي منها يواجه تحدي البقاء وتجديد الذات.

ومجلة العربي رغم تراثها العريق, ودورها الرائد في مسيرة الثقافة العربية, تدرك أنها أيضاً في مهب الأسئلة, وأنها رغماً عنها قد أصبحت في مواجهة أدوات جديدة للاتصال, عليها أن تتعامل معها وإلا تحوّلت من فعل ثقافي حيّ إلى بقايا أنثربولوجية هامشية, لذا فقد سعت إلى الثورة على ذاتها, وسوف يجد القارئ في هذا العدد بشائر هذه الثورة, وهي مجرد خطوة أولى ولن تكون أبداً نهائية.

وسوف يلاحظ القارئ أن التغيير في الشكل قد بدأ في تصميم الغلاف, وتغيير نوعية الخطوط الرئيسية, وكذلك تغيير التقسيم التقليدي الذي درجت عليه المجلة خلال السنوات الماضية, لقد أصبحت الصورة أيضاً جزءاً أساسياً ومكمّلاً لكل ما في المجلة من حروف, كما أن المجلة قد استجابت لكل ما يطرحه تطور الحياة المعاصرة من قضايا, ففي ظل ارتفاع درجة الاهتمام بالبيئة من حولنا, والخوف من أن نتسبب في إفساد عالمنا بأيدينا, كان من الواجب أن نفتح باباً متخصصاً يعالج هذه القضايا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كما أن مشكلات الإنسان الصحية وابتعاده عن الرياضة البدنية, جعل من المحتم علينا أن نفتح باباً يناقش تلك العلاقة المؤثرة بين صحة الإنسان والكيفية التي يتعامل بها مع جسده نفسياً وبدنياً, لنؤسس بابا شهريا للثقافة الرياضية.

وامتد التجديد أيضاً إلى مباهج الثقافة الأخرى لتنشئ العربي معرضها الخاص, تفتحه على مدار العام لتعرض فيه لوحات كبار الفنانين العالميين والعرب, فتعرض لوحاتهم, وتقرأ ما فيها من جماليات, لتقدم للقارئ ثقافة بصرية جديدة طالما افتقدناها. كما ربطت العربي نفسها بشبكة من المراسلين يتابعون الأنشطة الثقافية والعلمية في مختلف عواصم العرب والعالم ليقدّموا لنا صورة حيّة عن هذه الأنشطة, وشمل التطوير حتى الأبواب القديمة مثل التراث العربي والبيت العربي, وسوف يكتشف القارئ بنفسه مدى هذا التغيير.

وكما قلنا, إنها مجرد خطوة أولى في تحد لن ينتهي, حتى لا تفقد المجلة نبض زمنها, وإيقاع عصرها, وهي ترجو أن تكون في هذا الشهر الفضيل هدية متواضعة تحمل ثماراً من الثقافة والفكر, لعلها تكون حلوى أخرى تضاف إلى حلوى عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين في كل بقاع الأرض بالخير والبركة.

وإلى لقاء متجدد...

 

المحرر