قرن يمضي.. قرن يجئ: العرب والقرن الواحد والعشرون

 قرن يمضي.. قرن يجئ: العرب والقرن الواحد والعشرون

حديث الشهر

أيام معدودة، وتقلب يد التاريخ صفحة القرن العشرين الحافلة، ليطل علينا قرن جديد وألفية ثالثة أحفل وأخصب بالتحوّلات والتحدّيات، ومع أن مجرد التغير الرئيسي في التقويم الزمني- كالانتقال من قرن إلى قرن، أو من ألفية إلى ألفية- لا يعني بالضرورة أن هناك تغيّراً رئيسياً يجري في العالم، فإن النقلة الراهنة إلى القرن الجديد والألفية الثالثة تتزامن، بل تقع في قلب أسرع وأعمق تحول في تاريخ البشرية، هذا التحوّل الذي نجم عن حصاد علمي وتكنولوجي ومعرفي تحقق في هذا القرن، وفاق ما سبق أن أنجزته البشرية في كل ما مضى من قرون، والذي بدأت خطاه تتسارع في سنوات العقد الأخير ليصل إلى مرحلة متقدمة مع إطلالة القرن الجديد.

ينتهي القرن الذي أضاف لمجريات الحياة البشرية السينما والتلفزيون، والنظرية النسبية ونظرية الكم، واكتشاف الذرة، والطائرة وسفن الفضاء والأقمار الصناعية، والهندسة الوراثية والكمبيوتر والمعلوماتية، والإنترنت، وطريق المعلومات السريع، والسوق الكونية... والذي شهدت بداياته وما قبل أواسطه عولمة الموت عبر حربين عالميتين، ثم شهدت نهاياته عولمة الحياة عبر نشوء السوق الكونية وثورة الاتصالات، ونهاية الحرب الباردة وصولاً إلى التدخل في شئون الدول، ورسم سياساتها الاقتصادية، وفرض قوانين حماية حقوق الإنسان والملكية الفكرية، وحرية التجارة بين الدول، لإسقاط كل الحواجز الجمركية وقوانين منع التداول الحر للبضائع والمنتجات الزراعية والصناعية.

مرحلة الانبهار

وعلى أبواب القرن الجديد، قرن العولمة والسوق الكونية والثورة العلمية الثالثة، نقف نحن العرب وكثير من الشعوب الإسلامية وقفة ذلك الرجل الريفي القادم توّاً من القرية النائية مشدوهاً على أبواب مدينة صاخبة، تبهره الحركة العارمة للسيارات والطائرات، ويقف خياله وجلاً ومتراجعاً عن استكناه ما وراء هذه