العدد (493) - اصدار (12-1999)

قرن يمضي.. قرن يجئ: العرب والقرن الواحد والعشرون سليمان العسكري

أيام معدودة، وتقلب يد التاريخ صفحة القرن العشرين الحافلة، ليطل علينا قرن جديد وألفية ثالثة أحفل وأخصب بالتحوّلات والتحدّيات، ومع أن مجرد التغير الرئيسي في التقويم الزمني- كالانتقال من قرن إلى قرن، أو من ألفية إلى ألفية- لا يعني بالضرورة أن هناك تغيّراً رئيسياً يجري في العالم، فإن النقلة الراهنة إلى القرن الجديد والألفية الثالثة تتزامن، بل تقع في قلب أسرع وأعمق تحول في تاريخ البشرية، هذا التحوّل الذي نجم عن حصاد علمي وتكنولوجي ومعرفي تحقق في هذا القرن، وفاق ما سبق أن أنجزته البشرية في كل ما مضى من قرون

ابن بطوطة: يصوم رمضان ابتهال سيد علي

يتمنى الفرد أحياناً أن يجلس إلى مائدة إفطار رمضان في جزر المالاديف أو الصين ويحتفل بعيد الفطر أو عيد الأضحى مع مسلمي الهند أو مالي، وغيرهما من البلاد الإسلامية، هذا عن الوقت الحالي، ولكن ماذا عن مظاهر وعادات الاحتفال بشهر رمضان المعظم وعيدي الفطر والأضحى في القرن الثامن الهجري وتحديداً في الفترة بين عامي 725 هـ و754 هـ وذلك بقلم ووصف رحالة عربي شهير هو "ابن بطوطة" الذي ولد بمدينة طنجة المغربية عام 703 هـ

خواطر في العروبة والقومية أحمد السقاف

رغم كل الإحباط فمازال الحلم العربي كامنا تحت الشغاف، وهذه شهادة مليئة بالحب والحنين لهذا الحلم الذي لم يمت. يخطئ من اعتقد أن العروبة وقف على العرب المنحدرين من عدنان وقحطان وغسان، فالعربي ذلك الإنسان الذي اتخذ اللغة العربية لغة له، واعتز بالثقافة العربية وأخلص لها، واندمج في المجتمعات العربية سواء أكان في الأساس من أصول عربية أم لم يكن

"ظاهرة القصيبي".. منعطفات وابعاد محمد جابر الأنصاري

تحية أخرى لشاعرنا الكبير غازي القصيبي من جزيرة اللؤلؤ، لم نستطيع أن ننشرها في عددنا الماضي، حان وقتها في هذا العدد. أطل غازي القصيبي مطلع الستينيات على جمهرة القرّاء والنقاد العرب للوهلة الأولى في استحياء بثلاثة دواوين شعرية حملت العناوين التالية تباعاً: أشعار من جزائر اللؤلؤ وقطرات من ظمأ ومعركة بلا راية، وقد تضمنت هذه الدواوين أشعاراً غزلية وقومية، وكانت رومانسية الروح والأسلوب، لكنها حملت جزالة لغوية متماسكة ومتأتية عن تمرّس حميم بالشعر العربي القديم أبعدتها عن هشاشة الشعر الرومانسي الشائع

فلسفة الكراهية: العلاقة المشوهة بالآخر راشد المبارك

صارت الكراهية في بعض النفوس عقيدة يمنع أن تمس أو تناقش أو توضع موضع المساءلة والاستشكال، لكن هذا المقال يمضي في الاتجاه المعاكس، ويفتح ملف هذه الفلسفة باحثا عن جذورها. هل الكراهية والبغضاء فضيلة أخلاقية أو عقلية أو اجتماعية، مهما كانت لدى بعض الناس ظاهرة نفسية؟. هل هي أمة محظوظة تلك الأمة التي تنشئ أجيالها وأطفالها على كراهية الآخر وسوء الظن به، بعد أن زرعت في عقولهم وقلوبهم أي في قلوب وعقول أطفالها وأجيالها أنهم مبغوضون منه

شهر انتصار الإنسان يوسف القرضاوي

من اجل الله وحده، ترك الإنسان لذاته وشهواته وصام عنها شهراً كاملاً. ماهي الحكمة من تلك العبادة الجليلة؟ الإنسان كائن عجيب، خلقه الله مزدوج الطبيعة، فيه عنصر مادي طيني، وعنصر روحي سماوي، فيه الطين والحمأ المسنون، وفيه الروح الذي نفخ الله فيه، وهذا واضح في خلق الإنسان الأول آدم أبي البشر