الـنـجاري وقامـوس عـصـر الـتـحـديـث

الـنـجاري وقامـوس عـصـر الـتـحـديـث

رائـد مـجـهـول..

بدأ في مصر بعد رحيل الحملة الفرنسية مشروع النهضة على يد محمد علي (1805-1849), ومن أهم معالمه الانفتاح على الحضارة الأوربية عامة والفرنسية خاصة.

توالى إرسال البعثات إلى فرنسا منذ عام 1825م, وتتابعت الاستعانة بالخبراء الفرنسيين في مجالات شتى, وأنشئت المؤسسات التي قامت بدور أساسي في دعم هذا التفاعل مثل: (مدرسة الألسن) (1835م), و (قلم الترجمة) (1841م), و (المحاكم المختلطة) (بدءا من 1876م), فضلا عن مؤسسات التعليم حيث كانت اللغة الفرنسية مادة أساسية, ثم ظهور الصحف المكتوبة بالفرنسية.

وفي هذا السياق, أصبح تعلم اللغة الفرنسية من ضرورات الارتقاء في المكانة الاجتماعية, وكان من الطبيعي أن يترتب على ذلك اطراد الزيادة في عدد الأشخاص ثنائيي اللغة, ولقد وصل التمكن من الفرنسية درجة جعلت بعض المصريين يستطيعون تأليف كتب وشعر بها, مع عجزهم عن ذلك بالعربية, وكان من الطبيعي أيضاً أن يترتب على ذلك اطراد النمو في حركة الترجمة من الفرنسية إلى العربية, ومن العربية إلى الفرنسية.

وفي هذا المناخ, كان لابد أن تصبح الحاجة ملحة لظهور نشاط (قاموسي), وما إن نقترب من منتصف القرن التاسع عشر حتى يعبّر رفاعة الطهطاوي (1801-1872م) عن هذه الحاجة الملحة فيقول (اللغة الفرنساوية لم يفض ختامها إلى الآن بقاموس شاف مترجم).

ولعل مؤدى عبارة الطهطاوي تلك أن القاموس الثنائي اللغة (فرنسي - عربي) الذي وضعه إلياس بقطر, وظهر عام 1829م, أو القاموس الثنائي اللغة أيضاً (فرنسي - عربي - عامي) الذي وضعه مارسيل وسمّاه (كنز المصاحبة), ونشر سنة 1837م لم يكونا شافيين, أو لعل الطهطاوي لم يكن - أصلاً - يعلم عنهما شيئاً.

وعلى أي حال, فإن النصف الثاني من القرن التاسع عشر قد شهد ظهور أكثر من عمل قاموسي على أيدي المستشرقين, وذلك مثل: قاموس كازيميرسكي: (نشر في باريس 1860م - عربي/فرنسي - في مجلدين) وقاموس شربونو: (نشر في باريس 1876م - فرنسي/عربي - في مجلدين), وقاموس ماشويل: (نشر في الجزائر بدءاً من سنة 1877م, - عربي /فرنسي), وقاموس بوسييه: (القـامـوس الـعـلمي الــعربي الفرنـسي: نشر في الجزائر 1887م).

وكما يلاحظ فإن أيّاً من هذه القواميس لم ينشر في مصر, وبالتالي فإن الحاجة التي عبر عنها رفاعة الطهطاوي ظلت قائمة ومشروعة بالنسبة للمصريين الذين يتطلعون لوجود هذا القاموس, سواء لإعانتهم في أعمال الترجمة, أو لإشباع رغبة من يريد منهم أن يرى كيف تعبر الفرنسية عن الحياة, وبخاصة لدى بعض الطبقات التي كانت تنظر إلى استعمال هذه اللغة بوصفه علامة على التميز الاجتماعي.

في هذا الإطار - إذن - يأتي قاموس النجاري, وتأتي قيمته التاريخية بوصفه - على حد علمي حتى الآن - أول قاموس فرنسي عربي ينشر في مصر, وعلى يد مصنف مصري, أما قيمته العلمية فهي تحتاج إلى نوع من التفصيل نؤجله إلى ما بعد الحديث عن المصنف نفسه.

من هو ?

من خلال الترجمة التي أوردها خير الدين الزركلي عن النجاري نعرف أن نسبه هو: (محمد بن مصطفى بن محمد الشابوري النجاري), وأن لقب (النجاري) جاء في نسبته إلى (كوم النجار) في محافظة (الغربية) - إحدى المحافظات المصرية - حيث ولد ونشأ فيها. وهنا يلاحظ أن الزركلي لم يعيّن العام الذي ولد فيه النجاري. أما عن تعليمه فيذكر أنه تلقاه (بالقاهرة ثم في فرنسا), ثم يذكر الزركلي أن النجاري (تقدم في المناصب القضائية إلى أن كان قاضياً بمحكمة الإسكندرية المختلطة).

وربما كانت المعطيات التي ذكرها النجاري نفسه في قاموسه تمثل إضاءات مهمة ينبغي التوقف عندها.

فعلى غلاف قاموسه نجد أنه كان قاضياً بمحكمة الإسكندرية المختلطة, وفي المقدمة القصيرة التي وضعها بالفرنسية يذكر أن وضع هذا القاموس كان مطمحاً شرع في تحقيقه وإنجازه بعد تخرجه مباشرة في مدرسة الحقوق بالقاهرة سنة 1880م.

وفي الجزء الرابع من القاموس يذكر في مادة Herault ما يلي:

(مونبلييه بندر مديرية الهيرو, وبها مكثت أربع سنين من سنة 1880 إلى سنة 1885 لدراسة التاريخ والجغرافيا والمعاني في السنة الأولى, والقوانين في السنوات الثلاث التالية, وعدت منها في يونية 1885م). ولعل هذا النص يصحح الخطأ الذي وقع فيه الزركلي حين ذكر أن النجاري عاد من فرنسا سنة 1882م.

كذلك فإن هذا النص وما ورد في مقدمة النجاري لقاموسه يوضحان أن شروعه في وضع القاموس قد بدأ مع بعثته إلى فرنسا عام 1880م. وإذا كان تاريخ طباعة الجزء الأول من هذا القاموس هو سنة 1903م, فإنه يمكن القول إن مشروع تصنيف القاموس قد استغرق من النجاري ما يزيد على عشرين عاماً.

ولذلك فقد كان القاموس - بحق - حرياً بأن يصفه الزركلي بأنه (أوسع المعجمات الفرنسية العربية).

ولقد كان لمحمد النجاري مشروع آخر لا يقل أهمية عن هذا القاموس الذي نحن بصدده. وهذا المشروع يصفه الزركلي بأنه (معجم عربي جمع مادته من كتب اللغة الكبيرة), ويصفه جرجي زيدان بأنه (وضع معجمي لسان العرب والفيروز آبادي في ترتيب جديد في معجم واحد على نسق لم يسبقه إليه أحد في العربية, أما الدكتور حسين نصار فهو يضعه ضمن الجهود التي قامت بتهذيب (لسان العرب), وأهم ملمح في هذا التهذيب هو أنه (ترك نظام المواد تماما ورتب الألفاظ نفسها على حروف ألف باء بالنظر إلى حروفها جميعا أصلية كانت أو مزيدة.

ويبدو لي أن النجاري قد أفاد - في اختيار هذا النهج الترتيبي - من نظام القواميس الأوربية في ترتيب المداخل, وهو النظام الذي طبقه في قاموسه ثنائي اللغة. وعلى الرغم من جدة هذا النظام الترتيبي في تاريخ القاموس العربي, فإن النجاري لم يشر إلى تهذيبه للسان في قاموسه, مع أنه يكثر من الإحالات إلى (لسان العرب) نفسه. وقد يكون ذلك مرجحاً للقول بأنه وضع هذا التهذيب بعد الانتهاء من القاموس. ولقد عزم مجمع اللغة العربية بالقاهرة على طبع التهذيب ولكن لم يقدر له ذلك.

ويتبقى من العطاء العلمي للنجاري أن نشير إلى ما ذكره الزركلي من أنه - أي النجاري - هو أول مَن وجه الأنظار إلى كتاب المخصص لابن سيده. وقد رأى مخطوطة منه بالية, فاستنسخها ودعا إلى طبعها.

وإذا كنا لم نعرف متى ولد النجاري, فإن المصادر تشير إلى أنه توفي عام 1332 هـ - 1914م. وهذه هي السنة نفسها التي تم فيها عزل الخديو عباس حلمي الثاني الذي يتقدم له النجاري بإهداء القاموس كما هو مدوّن على غلافه الداخلي.

80 ألف مدخل

يقع قاموس النجاري في ستة أجزاء, تتابع صدورها بدءاً من عام 1903 إلى عام 1906م. وقد طُبعت هذه الأجزاء جميعاً في مطبعة ف.مزراحي بالإسكندرية. وبلغت صفحات الأجزاء الستة 2744 صفحة من القطع الكبير. وجاءت المداخل في كل صفحة موزعة على نهرين يفصل بينهما خط رأسي. وإذا أخذنا العدد 15 متوسطاً لعدد المداخل الواردة في كل نهر, فإن معنى ذلك أن صفحات القاموس قد حملت ما يربو على ثمانين ألف مدخل, ومن ثم يمكن القول إن القاموس يدخل في التصنيف القاموسي - وفق كثافة المداخل - ضمن (المعجمات الكبيرة).
وعلى الغلاف الداخلي للجزء الأول يهدي النجاري قاموسه للخديو عباس حلمي الثاني (حكم في الفترة من 1892 إلى 1914م). ثم يبدأ القاموس بمقدمة قصيرة باللغة الفرنسية.

ونظراً لأهمية ما تنطوي عليه هذه المقدمة, فإننا نترجمها هنا معتمدين على القاموس نفسه حتى تكون الترجمة - بقدر الإمكان - أقرب إلى لغة المؤلف.

(منذ أن بلغت اللغة الفرنساوية أوجها في مصر إلى اليوم, تم تعريب عدد كبير من الكتب القديمة مثل القواميس, وقواميس المفردات, والأجروميات, والقانون الفرنساوي, وكتب الرياضيات والطب... إلخ.

وبقيت هذه الترجمات مبعثرة, وفي حاجة ماسة إلى ترتيب هجائي كلي, حيث إنها لا تفي بغرض هؤلاء الذين يبحثون عن مقابل الكلمة الفرنساوية في العربية.

ومن ثم فإن تعريب كل اللغة الفرنساوية في قاموس واحد شامل يلبي الرغبة التي كثيراً ما أبداها أهل العلم, كما أنه يلبي رغبة ظللت أسعى وراءها بعد تخرجي مباشرة في مدرسة الحقوق بالقاهرة عام 1880م. ولقد كانت مهمتي بالغة الصعوبة, ولكن بالصبر والمواظبة تم إنجازها.

وفي عملي هذا سيجد القارئ المحبوب - بالإضافة إلى المعاني المختلفة لكل كلمة - تعريب كل الألفاظ الاصطلاحية في القانون, والرياضيات عموماً, والطب, وعلم الكيمياء, وعلم الطبيعة, وعلم الفلك, وألفاظ النبات, والأمثال... إلخ, وإنه بفطنته وعلمه سيكمّل معرفتنا الضعيفة.

ومن الواضح في هذه المقدمة أن النجاري كان يسعى إلى وضع قاموس يجمع شتات المقابلات العربية لمفردات اللغة الفرنسية, ومن ثم فقاموسه يمثل إحدى الثمار التي أنتجتها حركة الترجمة في القرن التاسع عشر.

غير أنه من الملاحظ أن النجاري لم يشر هنا إلى أعمال قاموسية محددة اعتمد عليها سواء في طريقة ترتيب مواد لغة المدخل, أم في طريقة وضع المقابلات من لغة الشرح. ومع ذلك فثمة إشارات متناثرة داخل القاموس نفسه تفيد رجوعه إلى بعض قواميس لغة المدخل:

فهو في مادة hegire يقول إنها (لفظة عربية من هاجر لا من الإسبانيولي كما زعم لاروس).

وفي مادة magzem يقول: (لفظــــة عربية مشتـقة من مجذام الركض في الحرب وهو سريع الركض فيها, ولم تكن مشتقة من مخزن كما زعمه ليتري.

ويؤكد القاموس معرفة النجاري بأنواع من الأعمال القاموسية التي أنجزت في لغة المدخــــــــل - الفرنسية - فإن الأهم من ذلك هو أن نوضــــح وجه التأثير الذي تركتــــه هـــذه الأعمال على منهــــج القـــــاموس نفسه.

تأثير النظرية اللسانية

ينتمي قاموس النجاري إلى ما نسميه بـ(القاموس ثنائي اللغة) bilingual.

ومن ثم فقد كان المصنف واقعاً تحت تأثيرين مختلفين: تأثير النظرية اللسانية التي كانت كامنة خلف الأعمال القاموسية المصنفة في اللغة المصدر, أي الفرنسية, وتأثير الرغبة العملية التي أعلن عنها في مقدمة القاموس وهي وضع قاموس شامل ييسر لمن يعرف اللغة الفرنسية أن يجد المقابل العربي لكل مفردة من مفردات هذه اللغة.

لقد رأى النجاري في الأعمال القاموسية الفرنسية التي اطّلع عليها اهتماماً واضحاً بالجوانب التأصيلية لتطور اشتقاق الكلمات, ولقد كان ذلك الاهتمام وليد المنهج التاريخي المقارن الذي هيمن على نظرية القرن التاسع عشر اللسانية, ومن ثم فقد ترددت أصداء تلك النظرة التأصيلية في القاموس, وذلك من خلال مظهرين:

الأول: هو تلك المجموعة من المصطلحات التي تشير إلى أسر لغوية تردد الحديث عنها كثيراً في اللسانيات التاريخية والمقارنة. وذلك مثل: لغة الهند القديمة le sanscrit, ولغة قدماء الهنود hanscrit, واللغات السامية les langues semitiques, ولغات هندية أورباوية langues indo-europeenes, ولغات هندية جرمانية indo-germaniques langues, ولغات هندية يونانية langues indo-helleniques, واللغات الشامية langues chamitiques, ولغات إيرانية langues iraniennes, ولغة يافث langue aryenne.

وإلى جانب هذه المجموعة المصطلحية هناك مجموعة أخرى تشير إلى نمط آخر من تصنيف اللغات, وهو التصنيف الذي لا يقوم على الاستعارات الوراثية الكامنة في مفاهيم مثل: (الأسر اللغوية), أو (القرابة اللغوية), أو (اللغة الأم), أو (اللغات الأخوات), وإنما يقوم على دراسة (التشابهات البنيوية) بين اللغات, ولعل أقدم نموذج لهذا النمط الثاني من التصنيف هو تصنيف العالم الألماني أوجست فون شليجل (1767-845م). وفي قاموس النجاري يتمثل هذا النمط من التصنيف في المجموعة المصطلحية التالية: لغات مجردة langues isolantantes أو langues isolatives, ولغات جامعة: langues incorporantes, ولغات متصلة. لغات موصولة: langues agglutinantes, ولغات تحليلية: langues analytiques, ولغات معربة: langues synthetiques أو eoncretes.

وأما المظهر الثاني, فيتمثل في تلك الوقفات المتناثرة حول أصول اشتقاق بعض المفردات الفرنسية. ففي مفتاح الاختصارات الأساسية الذي أورده النجاري بعد المقدمة مباشرة نجد أن علامة * تعني أن (الكلمة ذات أصل عربي, أو تركي, أو فارسي, أو عبري). ولا أعتقد أن النجاري - في اهتمامه بتأصيل مفردات تعود إلى هذه اللغات - كان يرى أن هذه اللغات تنتمي إلى أسرة لغوية واحدة, ففكرة (الأسر اللغوية) كانت فكرة شائعة في اللسانيات الأوربية خلال القرن التاسع عشر, وقد رأينا - منذ قليل - صدى هذه الفكرة في قاموس النجاري. وكذلك كان ثمة مؤلفات صدرت في فرنسا - قبل أن يبتعث إليها النجاري - تبين موقع اللغة العربية من أسرة محددة هي أسرة اللغات السامية.

تعبيرات حضارية

ويبدو لي أن اهتمام النجاري بإبراز الأصل العربي أو التركي أو الفارسي أو العبري لبعض المفردات الفرنسية لا يعود إلى سبب لغوي, وإنما يعود إلى سبب ثقافي, حيث إن هذه اللغات جميعاً لغات شرقية ارتبطت من بينها العربية والتركية والفارسية بالإسلام, فكانت تستوعب مجالات التعبير الحضاري في الجناحين الغربي والأوسط من العالم الإسلامي. وكان للتركية - بالنسبة لمحمد النجاري ولمثقفي عصره في مصر - أهمية خاصة, وذلك من خلال تبعية مصر للدولة العلية والبلاط التركي. وكانت الفارسية لغة (يعرفها المثقفون في الدولة العثمانية, وكانت تدرس كلغة كلاسيكية في بعض معاهد العلم في مصر في القرن الماضي), أما (العبرية) فكانت ترتبط باليهودية, مما أضفى عليها مغزى دينياً في تلك المرحلة التي لم تكن فيها مسألة اليهود قد أخذت مسارها الصراعي الذي ستأخذه فيما بعد. ومن ثم نجد النجاري يترجم مصطلح la langue sainte بمقابلين هما: (اللغة المقدسة) و (العبرية).

وعلى أي حال, فإن النجاري لم يكن لديه الأدوات المنهجية الدقيقة التي يستند إليها التأصيل الاشتقاقي, وفي كثير من الأحيان كان مجرد (التشابه الصوتي) سبباً كافياً عنده للقول بأن هذا اللفظ أو ذاك يعود إلى لغة معينة.

وإذا كنا فيما سبق قد حاولنا أن نقدم صورة من تأثر قاموس النجاري بالنظرية اللسانية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر, والتي تمثلت في هيمنة المنهج التاريخي المقارن, فإن ثمة نوعاً آخر من التأثير بدت ملامحه واضحة في القاموس, وأعني بذلك تأثير الرغبة العملية التي أعلن عنها في مقدمته, والتي حدت به إلى وضع هذا المصنف. لقد كان يريد وضع قاموس يحمل تعريباً لـ(كل اللغة الفرنسية), على حد تعبيره, وذلك من أجل أن يجد الراغبون في معرفة المقابل العربي لكل كلمة فرنسية بغيتهم. وبطبيعة الحال فإن هذه الرغبة قد أضفت على القاموس طابعاً عملياً جعله يجاور بين مستويات مختلفة من الاستعمال اللغوي لمعجمي اللغتين: الفرنسية والعربية: فهناك المفردات الغريبة المهجورة, والعامية الدارجة, والألفاظ التي يقتصر استعمالها على سجل اجتماعي معين, والاصطلاحات الفنية التي تنتسب إلى علوم مختلفة, والمقتبسات النصية الكاملة, والاستشهادات الجزئية المأخوذة من القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي والأمثال الفصيحة والعامية... إلخ, وعلى الرغم من أن ذلك قد يشكل - من وجهة نظر الصناعة القاموسية - مآخذ على القاموس, فإنه - في الحقيقة - لا يخلو من فوائد جمّة بالنسبة لتاريخ العربية واستعمالاتها في حقبة ظهور القاموس.
ولعلنا من خلال كل ما سبق ندرك تلك الأهمية الريادية التي يكتسبها قاموس النجاري في تاريخ العمل القاموسي العــربي من ناحية, وفي تاريخ التفاعل بين الثقافة العربيــة والثقافة الأجـنبية من ناحية أخرى.

 

محيي الدين محسب







 





 





أول قاموس فرنسي عربي ينشر في مصر





مقدمة قاموس النجاري