" أخت الرجال " سهام حرب

مآثر المرأة الكويتية من الغزو حتى التحرير

لأنها الأم والبنت والأخت والزوجة، فإن وشائج ارتباطها بالابن والأب والشقيق والزوج عميقة عمق أواصر الدم والعيش المشترك. وارتباطها بالوطن، لكل هذه الحميمية، يصبح حيا وحارا حرارة دماء المشيمة وحرارة اللحم الحي الذي ترفده المرأة لتهب للوطن أبناء ورجالا هم في عين الغازي أول الأهداف. فلا عجب أن تبدي المرأة وهي الرقيقة المرهفة كل هذا القدر من الاندفاع في مواجهة الغازي، رغم فظاظته ودمويته.

إنها مأثرة المرأة - سر الحياة - في كل مكان، وقد تجلت هذه المرة في الكويت منذ بدأ الغزو وحتى تم التحرير. ومع انطلاقة إعادة البناء من أجل المستقبل.

حين خطط النظام العراقي لعدوانه الغادر على الكويت، لم يدخل في حسابه أن يواجه بالرفض المطلق من عمم الشعب الكويتي بكل فئاته. وبالتأكيد استبعد كليا أن يكون للمرأة الكويتية أي دور في مقاومة الاحتلال إلا أن هذه الحسابات ككل حسابات ذلك النظام كانت خاطئة لأنها منطلقة من الغدر ومنطق الحكم الفردي المتسلط الذي يمثله صدام حسين.

وإذا كان العدوان العراقي في لحظة وقوعه قد شكل مفاجأة صاعقة للجميع شلت تفكير البعض وأقعدت البعض الآخر ومنعته من الحراك، فإن المرأة الكويتية كما أثبتت التجربة، سرعان ما تجاوزت المفاجأة واستوعبت الصدمة من خلال سرعة تحركها، ومبادرتها بالتعبير عن رد فعلها لغزو وطنها واستباحة أرضها وتشريد شعبها، حيث لم تكد تمضي ثلاثة أيام على الغزو حتى انطلقت أول مظاهرة نسائية منددة بالعدوان ومعبرة عن التمسك بالشرعية والهوية الوطنية مما جعلها جديرة بلقب "أخت الرجال" الذي أطلقه عليها سمو الشيخ سعد العبد الله الصباح.

مظاهرة العديلية

عن هذه المظاهرة تحدثت رئيسة تحرير مجلة المجالس هداية سلطان السالم، كونها شاركت بالإعداد لها وتنظيمها حيث قالت: بعد ساعات من وقوع الغزو الغاشم، شرعت بالاتصال هاتفيا مع مجموعة من الصديقات ومن السيدات الكويتيات اللاتي وجدت لديهن الاستعداد للقيام بعمل ما يكون بمستوى الحدث، فتم الاتفاق على أن نلتقي في منزلي لبحث الأمر، ووضع خطة للتحرك وبحث السبل الكفيلة باستنهاض القدرات الذاتية للمرأة الكويتية، كي تمارس دورها في مقاومة الاحتلال، فشكلنا لجنة عليا رئيسية ضمتني إلى جانب السيدة فاطمة حسين والدكتورة كافية رمضان والدكتورة دلال الزبن وسواهن، تكون مهمتها التخطيط والتوجيه، وأطلقنا على تجمعنا اسم حركة نساء وأطفال الكويت. على أثر ذلك تولت كل عضو من عضوات اللجنة العليا الاتصال بمعارفها من السيدات والفتيات ودعوتهن للتجمع في مسجد العديلية صبيحة يوم الخامس من أغسطس/ آب 1990، وتمت كتابة عريضة تحمل توقيع نساء الكويت ترفض الغزو وتدعو إلى الصمود والمقاومة وتعلن تأييدها للقيادة الشرعية الممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح.

وبالفعل تجمع في ذلك اليوم ما يزيد على 200 امرأة وفتاة من مختلف مناطق البلاد حيث قمنا بمسيرة طافت شوارع العديلية تحت حراب بنادق قوات الاحتلال العراقي، وقد لاقت أصداء إيجابية داخل الكويت وخارجها، حيث أجرينا اتصالات مع مندوبي وكالات الأنباء العالمية الذين كانوا لا يزالون في الكويت، وتمكنوا من توزيع خبر المظاهرة على وكالاتهم.

وفي اليوم التالي اجتمعت اللجنة العليا وتم اختيار بعض الأخوات لتتولى كل واحدة منهن مسئولية المنطقة التي تسكن فيها، وتكون مهمتها التنسيق بين اللجنة العليا والنساء في منطقتها، وبعد ثلاثة أيام دعونا إلى اجتماع تم عقده في مسجد قرطبة شاركت فيه أكثر من 600 امرأة تطوعن للعمل ضمن نطاق لجنة نساء وأطفال الكويت، وقد تم توزيع البيانات التي تندد بالغزو وترفع المعنويات وتشدد على الصمود ومقاطعة المحتلين والمتعاونين معهم وممارسة المقاومة بكل أشكالها، إضافة إلى إرشادات حول الإسعافات الأولية وكيفية تنظيم توزيع المواد الغذائية على المناطق، والتعرف على مواقع السراديب في البيوت والملاجئ، من أجل الاستفادة منها عند وقوع غارات جوية أو حصول قصف بالمدفعية مع تبيان كيفية الحماية والوقاية من الغازات السامة والمواد الكيماوية.

نشرة "الكويتية"

وهكذا سارت الأمور التنظيمية للجنة نساء وأطفال الكويت على قدم وساق، والكل يعمل من موقعه لتأكيد ولائه لوطنه، وفي يوم 8/9/ 1990 عقدت اللجنة العليا اجتماعها الثالث استعرضت فيه نتائج التحركات السابقة، وتم الاتفاق على ممارسة العمل السري، كذلك تم الاتفاق على إصدار مجلة يومية تكون عبارة عن نشرة سرية تصدر عن اللجنة أطلقنا عليها اسم "الكويتية" تتولى نشر البيانات التي تصدرها اللجنة ومتابعة أخبار المقاومة المسلحة وتوجيه النداءات للمواطنين كي يصمدوا في الوطن.

وفي ذات اليوم باشرت العمل حيث كنت أتولى عملية تحرير النشرة وإخراجها وطباعتها، وكان كل ذلك يتم في منزلي، حيث مثلت لي تلك العملية تجربة ثرية، فكنت أتابع الأخبار عبر الراديو وأتولى تحريرها وكتابتها، وأتابع الأخبار والتحركات التي تجري داخل الكويت، وأحضر المقالات بمفردي ثم أكتبها بخط اليد على النسخة الأصلية، بعد ذلك أقوم بتصويرها على ماكينة الفوتوكوبي خلال الليل، وفي الصباح أتولى الاتصال هاتفيا بضابطات الاتصال في مختلف المناطق وأبلغهن بكلمة السر وهي "الخبز خبزناه" فيفهمن أن النشرة جاهزة للتوزيع، فيحضرن الواحدة تلو الأخرى لتسلم الكمية المخصصة لها، حتى توزعها في منطقتها.

مقاومة حتى الاستشهاد

وبعد فترة تسربت بلى العدو المحتل معلومات عن صدور النشرة، خصوصا بعد أن قامت بعض الفتيات المتحمسات بإلقاء نسخ منها على إحدى القوافل العسكرية للجيش الغازي إلا أنه عجز عن اكتشاف كيفية توزيعها على هذا النطاق الواسع، إلى أن اتخذ العدو قراره بإخضاع النساء للتفتيش الذاتي، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان حيث اعتقل جنود الاحتلال الشهيدة أسرار القنبدي بعد أن صادر منها ما بحوزتها من منشورات، ورغم ما تعرضت له من تعذيب حتى استشهدت أ تدل بأي معلومات عن مكان إصدار النشرة وكيفية توزيعها، وهكذا استمر إصدار النشرة رغم تعرض بيتي للتفتيش والمداهمة أكثر من مرة إلا أنهم لم يعثروا على أي دليل خصوصا بعد أن نقلت ماكينة التصوير تحت جنح الظلام وسيرا على الأقدام من منطقة الخالدية حيث أسكن، إلى منزل أحد أبنائي في كيفان، وكان ذلك مغامرة حقيقية حيث استغرقت عملية النقل حوالي 3 ساعات، بينما هي في الأحوال العادية تحتاج إلى عشر دقائق.

البيت والمسجد

ومثلما كان البيت الخلية التي صاغت فيها المرأة دورها الجديد، ونمط حياتها المتناسب مع الأحداث والمستجدات الخطيرة، كان المسجد المنطلق ونقطة الالتقاء التي اجتمعت بها النساء والفتيات، ومنه انطلقت الدعوات للتحدي والحث على العطاء والتضحية والمواجهة والصمود، حيث شهدت العديد من المساجد في مختلف مناطق البلاد، اجتماعات نسائية حاشدة تم خلالها توزيع المهام والمسئوليات على الحاضرات، ومنها تجنيد المتطوعات للعمل في المرافق الصحية ودور الرعاية الاجتماعية وتم فيها تنظيم دورات الإسعافات الأولية والتمريض وتوزيع المنشورات الرافضة للاحتلال، كما تولت المرأة توزيع المؤن والأموال على الأسر والعائلات، وتولت أيضا القيام بأعمال النظافة في الشارع والحي الذي تسكنه، بل قامت بعض النساء بغسل وتكفين الموتى من النساء بعد أن خلت المقابر من الموظفات المكلفات بهذا العمل.

ومن المساجد انطلقت الألوف من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا بلى أسطح المنازل منذ اليوم الأول للاحتلال يهتفون "الله أكبر"تعبيرًا عن التحدي والاعتصام بحبل الله والتمسك بالقيم الإسلامية في مواجهة المحتلين الذين لم يجدوا مفرا من إطلاق الرصاص على الموطنين لمنعهم من الابتهال لله عز وجل.

لجان وجمعيات

هذه الروحية التي سيطرت على أداء المرأة في مواجهة الاحتلال الذي حل بوطنها أدت إلى بروز نشاطات جماعية متعددة قامت بها هيئات ولجان نسائية ومنها الهلال الأحمر الكويتي، حيث شاركت عضواته وفي مقدمتهن الدكتورة دلال الزبن قبل اضطرارها لمغادرة البلاد في تنظيم دورات الإسعافات الأولية والتمريضية للنساء وساهمت في توجيه العديد منهن للعمل في المستشفيات للعناية بالمرضى وتوفير الغذاء والرعاية الطبية لهم، ونتيجة لهذا النشاط سارعت قوات الاحتلال إلى إصدار قرار يقضي بحل جمعية الهلال الأحمر الكويتي بحجة وجود جمعية الهلال الأحمر العراقي التي قام أعضاؤها بسرقة مقر الجمعية الكويتية وذلك من أجل منع عضواتها من العمل والنشاط.

وكذلك في الأيام الأولى للاحتلال شهدت الكويت ميلاد القسم النسائي في لجان التكافل الاجتماعي، وتولت إدارته السيدة بدرية العزاز، وباشر القسم مسئولياته التي انتشرت في مختلف المناطق، وكان العمل منظما لكثافة عدد المنتسبات والمتطوعات اللاتي عملن في صفوفه.

كذلك برزت خلال الاحتلال لجنة نساء مشرف التي عقدت اجتماعها الأول يوم السادس من آب/ أغسطس 1990 بحضور حشد من نساء منطقتي بيان ومشرف، تم خلاله مناقشة ما حدث وسبل التحرك المستقبلي، ثم عقد اجتماع آخر يوم 8/11/ 1990 ألقت فيه السيدة كوثر الجوعان كلمة ناشدت فيها المنظمات النسائية العالمية بالوقوف إلى جانب شعب الكويت في محنته، كذلك انطلقت الدعوة للصمود والصبر والثبات.

وقد قامت مجموعات من النساء عضوات اللجنة بتنظيم اعتصام في الساحة المقابلة لنادي اليرموك في منطقة مشرف رفعت فيه الأعلام الكويتية واللافتات المطالبة بعودة الشرعية وجلاء قوات الاختلال، وإصدار نشرة الديرة السرية لعددين متتالين ثم توقفت واستبدلت بها بيانات ونشرات موجهة لربات الأسر، كما قامت اللجنة بجمع التبرعات المالية والمواد الغذائية وتولت توزيعها على الأسر المحتاجة في المنطقة.

إنجازات الخارج

عندما نفذ النظام العراقي غزوه الغادر للكويت كانت نسبة كبيرة من المواطنين تقضي أجازاتها الصيفية خارج البلاد كما هو مألوف، كذلك أدى الحدث المفاجئ بكل ما رافقه منذ فجر الثاني من أغسطس/ اّب 1990 من اعتداءات على المنازل والحرمات والأرواح والممتلكات إلى اضطرار الكثيرين للنزوح باتجاه المملكة العربية السعودية طلبا للأمان حتى أتى الوقت الذي أصبح فيه أكثر من نصف الشعب الكويتي في الخارج موزعا بين المملكة العربية السعودية التي استقر فيها القسم الأكبر من المواطنين إضافة إلى مصر وسوريا ولبنان، كذلك وجدت نسبة كبيرة في دول أوربية كبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وسويسرا وقبرص وتركيا وغيرها.

هذا الواقع الذي فاجأ الجميع- حكومة ومواطنين ودولا مضيفة- أفرز مستجدات ومعضلات ومشاكل لم يكن أحد يحسب لها حسابا، مما استوجب سرعة التحرك.

وقد كانت الأيام الأولى للاحتلال عصيبة بالنسبة لجميع المواطنين خصوصا أولئك الذين كانوا قبل الغزو في الخارج، أو الذين اضطروا للمغادرة، حيث يعاني الجميع من وضع نفسي مؤلم يسيطر عليهم الشعور بفقد الوطن ومفارقة الأهل والقلق على مصير الذين ظلوا في الداخل إضافة إلى احتياج الجميع للمسكن ونفقات المعيشة وتأمين المدارس للأبناء وغير ذلك من مشاكل ومصاعب برزت دفعة واحدة وبلا مقدمات بسبب غدر النظام العراقي.

الكيان الكويتي ينهض

ولكن شيئا فشيئا بدأت الأمور تنتظم، فالحكومة الشرعية أخذت بعدما استقرت بالطائف تنظم الأمور بالتعاون مع السفارات الكويتية، حيث يقوم المواطنون بتنظيم الأمور، كما أن اللجان الشعبية التي قامت في كل مكان تولت بدورها المساهمة الفعالة في تحقيق التنسيق، وأداء واجبها على الوجه الأكمل لتوفير الرعاية للمواطنين والتحرك لإبقاء قضية الوطن حية في الأذهان، من خلال التحرك في مختلف الأوساط وفضح ممارسات النظام العراقي، والتعريف بحق الكويت واستقلالها وسيادتها والتعبير بكل الوسائل عن الالتفاف حول القيادة الشرعية.

ففي المملكة العربية السعودية تشكلت في كل من الرياض وجدة والظهران والطائف لجان نسائية متعددة، اختصت كل منها بجانب معين، منها اللجنة الاجتماعية ولجنة الطفولة ولجنة شئون المرأة واللجنة الإعلامية، وقد تولت الشيخة سلوى الصباح رئاسة لجنة الرياض، وكان نشاطها مميزا حيث نظمت لقاءات للوفود الإعلامية العربية والأجنبية مع شخصيات كويتية، ومع بعض الأسر التي تضررت من العدوان العراقي وقدمت معلومات لجمعية حقوق الإنسان عن ممارسات النظام العراقي الإجرامية بحق المواطنين الكويتيين، وأعدت برامج إذاعية وتلفزيونية لتوضيح الحقائق المتصلة بالقضية الكويتية، وأقامت ندوات ومهرجانات ومحاضرات حول ماضي وحاضر ومستقبل الكويت. أما في الطائف فقد تشكلت لجنة التحرير والعودة، وترأستها الشيخة لطيفة الفهد حرم سمو ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح ونائبتها الدكتورة ميمونة العذبي الصباح.

اتحاد نسائي عام وجهود بارزة

وقد قامت الشيخة لطيفة الفهد بعدة زيارات شملت اللجان النسائية العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي، واطلعت على سير أعمالها، وعلى أثر ذلك تولدت فكرة تكوين اتحاد نسائي عام يجمع هذه اللجان مع غيرها من اللجان العاملة في دول أخرى لدعم وتنظيم العمل النسائي التطوعي في الخارج. وقد شهدت مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 14 إلى 17 فبراير/ شباط 1991 اجتماعا ضم اللجان النسائية العاملة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر آخر خلال شهر مارس/ آذار 1991، إلا أن تحرير الكويت ألغى هذا المؤتمر لتتابع الشيخة لطيفة الفهد عملها الوطني والتطوعي داخل البلاد، ومن خلال اللجنة الكويتية التطوعية النسائية لخدمة المجتمع.

وما شهدته المملكة العربية السعودية من تشكيل لجان نسائية، شهدته دول مجلس التعاون الأخرى والدول التي شهدت كثافة سكانية كويتية، حيث بلغ عدد اللجان العاملة ثلاثا وعشرين لجنة توزعت في اثنتي عشرة دولة، وشمل نطاق عملها ثماني عشرة عاصمة ومدينة وجد فيها الكويتيون.

وقد تجلت على المستوى الفردي جهود أربع من السيدات، كان لهن دور إيجابي فعال في إثراء تجربة العمل النسائي الوطني ودعم القضية إعلاميا على المستويين العربي والعالمي، وخدمة أبناء الشعب الكويتي والسيدات هن:

د.سعاد الصباح

هي أول كويتية نالت شهادة الدكتوراة في الاقتصاد، وشاعرة معروفة على امتداد الوطن العربي، وعضو في العديد من اللجان والجمعيات والهيئات، ولها صلات متينة بالأوساط الثقافية والإعلامية العربية، وقد شاركت في تشكيل اللجنة الكويتية العليا، وساهمت في مختلف نشاطاتها وفعالياتها وبرامجها على الساحة البريطانية، سواء بين المواطنين الكويتيين أو في الأوساط الإنجليزية ذات التأثير على الرأي العام. إلى جانب ذلك امتد نشاطها إلى مجالات أخرى في العديد من الدول والمجالات ومنها:

1 - إعداد برنامج إذاعي يومي حمل عنوان "صباح الخير يا وطني" تضمن قصائد شعرية وكلمات وجدانية وترجمات لما تنشره صحف عربية وأجنبية تتعلق بالقضية الكويتية وتساهم في رفع الروح المعنوية.

2 - إقامة أمسيات شعرية في كل من واشنطن- لندن - القاهرة - دمشق.

3 - إصدار كتابين حول الكويت، الأول ديوان شعر بعنوان "برقيات عاجلة إلى وطني"، والثاني نثري بعنوان "هل تسمحون لي أن أحب وطني".

4 - استئجار إذاعة عربية في لندن تبث يوميا، بهدف نقل موقف الكويت السياسي الرسمي والشعبي إلى الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في بريطانيا.

5 - المشاركة في عدة مؤتمرات، منها مؤتمر اتحاد المحامين العرب في القاهرة، ومؤتمر المركز الدولي للشئون النقابية في براغ، والمؤتمر الوطني لطلبة الكويت في واشنطن، ومؤتمر الشعر العالمي في القاهرة.

6 - الإدلاء بالعشرات من الأحاديث الصحفية والتلفزيونية والإذاعية، ونشر العديد من المقالات في صحف خليجية وعربية، إضافة إلى صحيفتي القبس الدولي وصوت الكويت الدولي.

الدكتورة بدرية العوضي

هي أستاذة القانون الدولي وعضو اللجنة الدولية الإقليمية لحماية البيئة البحرية، والعديد من الهيئات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان، حرصت على تسخير عملها وخبرتها في المجال القانوني لخدمة القضية الكويتية، وذلك من خلال النشاطات التالية:

1 - إجراء مفاوضات مع شركات فرنسية وإنجليزية، كان لها قضايا تحكيمية مع بعض المؤسسات والوزارات الكويتية، وذلك من أجل منع الاستمرار في نظر هذه الدعاوي لدى المحاكم، لما يترتب على ذلك من إضرار بمصالح الكويت.

2 - إلقاء محاضرات في عدد من الدول الأجنبية حول عدم مشروعية الاحتلال العراقي من وجهة نظر القانون الدولي، وذلك تلبية لدعوة اللجنة النسائية في الحزب الاشتراكي الإيطالي.

3 - المشاركة في المكتب الإعلامي الكويتي وتسجيل عدة حلقات إذاعية بعنوان "للقانون كلمة" إضافة إلى كتابة مقالات صحفية تفضح إجراءات الاحتلال العراقي.

4 - المشاركة في ندوة العدوان العراقي على الكويت التي أقيمت في القاهرة وتركزت أبحاثها على عدالة القضية الكويتية، وشارك فيها أكثر من خبير قانوني دولي عربي وأجنبي.

السيدة موضي السلطان

هي من السيدات اللاتي لهن نشاطهن المعروف في العمل التطوعي الخيري في أوساط المعوقين، كانت تقيم في لندن عند وقوع الاحتلال للعلاج، ولكن رغم ظروفها الصحية بذلت كل ما تستطيعه من جهود وإمكانات لتوفير الاحتياجات الضرورية للعديد من المواطنين، وخصوصا النساء والأطفال. وقد أقامت مجموعة من المعارض الخيرية التي خصص ريعها لمساعدة الأسر المحتاجة. وكان منزلها مفتوحا أمام الجميع يلتقون ويتباحثون حول سبل العمل على الساحة البريطانية.

الدكتورة كافية رمضان

كانت في الكويت عندما تحركت قوات النظام العراقي لغزوها، وقد ساهمت في تأسيس لجنة نساء وأطفال الكويت، وشاركت بنشاطاتها، كذلك شاركت في تأسيس لجنة نساء مشرف. وقد تعرضت للملاحقة من قوات الاحتلال العراقي مما اضطرها للمغادرة إلى القاهرة في شهر أكتوبر/ تشرين أول 1990 وهناك واصلت جهودها ونشاطاتها خدمة لقضية وطنها. ومن أبرز ما قامت به:

1 - إنشاء ثلاث روضات للأطفال الكويتيين في كل من الرياض والمنامة والقاهرة.

2 - إقامة عدة دورات تدريبية في مجالات الإسعافات الأولية والدفاع المدني والحاسب الآلي في مصر والسعودية.

3 - إدارة مشروع دعم ومساندة أطفال الكويت بتكليف من المجلس العربي للطفولة والتنمية الذي يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز.

4 - أصدرت مجلة (كويتنا) للأطفال ومجموعة من الكتب، منها الدليل الإرشادي للشباب واستراتيجية بناء الإنسان الكويتي، ودروس وتساؤلات في مأساة العدوان العراقي على الكويت.

شهيدات الكويت

ولا يكتمل الحديث عن بطولات المرأة الكويتية ونضالها في الداخل والخارج دفاعا عن وطنها وشعبها وأرضها وعرضها وقضيتها العادلة إلا بالتوقف أمام سجل الشرف الذي سطرته فتيات الكويت بدمائهن الزكية.

وشهيدات الكويت، الكلمة والرمز والمعنى والعطاء والتضحية دخلت الحياة للمرة الأولى خلال شهور الاحتلال الغاشم لتبقى خالدة في الذهن تروي حكاية بطولات عرفتها أقبية المعتقلات العراقية، حيث جسدت الفتاة الكويتية هناك وتحت سياط التعذيب وبين أيدي الوحوش البشرية التي تمثلت بجنود الاحتلال وجلاديه من رجال المخابرات والجيش، الجرأة والجلد والاستبسال في الدفاع عن وطنها، والمشاركة في مختلف الأعمال التي تطلبتها الظروف الاستثنائية التي فرضها الواقع المتمثل بالاحتلال.

وفي الأيام الأولى من الاحتلال الغاشم كانت القوات الغازية تبدي تساهلا واضحا مع النساء مما سهل لهن القيام بالعديد من المهام المطلوبة. لكن هذا الأمر لم يطل حيث بدأت إجراءات المداهمة والتفتيش والمتابعة والملاحقة والاعتقال تلاحق النساء والفتيات خصوصا بعد قيام الشهيدة سارة العتيبي بعمليتها الفدائية ضد مواقع الجيش العراقي، إلا أن هذا لم يوقف نمو العمل النسائي المقاوم،، فبزت أسماء: وفاء العامر، وسناء النودري وأسرار القبندي وغيرهن من الشهيدات اللاتي ضربن المثل في البطولة والتضحية والفداء وخصوصا أسرار القبندي التي مثل جنود الاحتلال بجثتها بعد تعذيبها أياما وليالي دون أن يتمكنوا من نرع اعتراف منها حول مجموعات المقاومة التي تعمل معها. وقد كانت سناء طوال الفترة التي فصلت بين الاحتلال واستشهادها، مثال الفتاة الكويتية التي لم تبخل بالعطاء في سبيل وطنها، ولم توفر جهدا إلا وبذلته دفاعا عن قضيتها المحقة، فقد ساهمت مع اللجان النسائية وتولت توزيع النشرات السرية، ونقلت الأسلحة والمعلومات وسهلت تهريب عناصر المقاومة المطلوبين إلى المملكة العربية السعودية، وتولت تزوير هويات وأوراق ثبوتية، وأجرت اتصالات مع الحكومة الشرعية، كما أجرت اتصالا لاسلكيا مع قناة C.N.N التلفزيونية الأمريكية نقلت خلالها صورة صوتية عن الأوضاع المأساوية داخل البلاد، وغير ذلك الكثير حتى تم اعتقالها ونقلها إلى أحد السجون لتنال ألوانا من التعذيب الجسدي والنفسي دون أن تدلي بأي اعتراف حتى استشهدت، وعلى أثر ذلك تم تشويه جثتها حيث ضربها المشرفون على التحقيق معها من المخابرات العراقية بالفأس على رأسها ونزعوا منه الدماغ وألقوا بجثتها أمام منزل والديها لتبقى هي ورفيقاتها على درب الشهادة نموذجا للعطاء والتضحية والفداء.

وهكذا أثبتت المرأة الكويتية في الداخل كما في الخارج أنها في مستوى التحديات التي فرضها الاحتلال العراقي الغاشم لوطنها، من خلال انخراطها في مختلف النشاطات التي ساهمت في تحقيق الانتصار على العدوان وعودة الكويت حرة منتصرة إلى شعبها وقيادتها الشرعية بمؤازرة الدول الشقيقة والصديقة.