150 عامًا على مولد رامبو هنا يرقد التاجر.. الشاعر

150 عامًا على مولد رامبو هنا يرقد التاجر.. الشاعر
        

هل في الإمكان اعتبار الشاعر الفرنسي الملعون والمقدّس آرتور رامبو (1854 - 1891),
قد ولد بعد دفنه بسبعة وخمسين عامًا?

          لقد أسلم رامبو الروح في المستشفى في مارسيليا في 10/11/1891 (في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء) ولم يكن تجاوز السابعة والثلاثين من عمره.

          كان عاد من عدن والحبشة حيث كان يتاجر, إلى مرسيليا, مصابًا بسرطان العظم أو الزهري أو التهاب الغشاء المصلي لركبته في 20/2/1891, محمولاً على محفّة, وساقه الوارمة مربوطة إلى عنقه, فأدخل إلى المستشفى, وقرّر الأطباء بتر ساقه, وتمّت عمليّة البتر في 25/5/1891.

          لم يكن رامبو مدّة مرضه المضنية مؤمنًا, كان يجدّف, لكنه في أيامه الأخيرة, أخذ يستغيث بالمسيح ويصلّي, وكان يكرّر أحيانًا بالعربيّة عبارة (الله كريم), و(عسى أن يُتمّ الله إرادته) وذلك من خلال يقظة روح دينيّة مفاجئة, إسلاميّة ومسيحيّة.

          ومن خلال الآلام المبرّحة المطهّرة لروحه وجسده, وفي أحلام غيبوبة رافقتها الهذيانات, واختلطت فيها الكلمات, حتى أن شقيقته إيزابيل, ذكرت أنه فاتها أن تسجّل هذيانات الاحتضار التي قالها رامبو, لما فيها من جمال ومفاجآت.

          والغريب أنه أيضًا كان يهذي بشحنات البضاعة إلى عدن, كما تقول إيزابيل التي رافقته على سرير المرض في ساعاته الأخيرة حتى الموت, وبفواتير صفقة من صفقات العاج.

          أسلم رامبو الروح إذن في 10/11/1891, ثمّ حُمِلَتْ جثة (التاجر جان آرتور رامبو) من المستشفى في 11/11/1891, ودفنت في مدافن العائلة في شارلفيل مسقط رأسه, ولم يمش وراء الجنازة أحد سوى أمّه وشقيقته إيزابيل.

          نزلت أمه إلى حفرة القبر, قبل إنزاله فيها, لتقيس قامته بقامتها, ولم يُصَلَّ عليه تبعًا للطقوس الكاثوليكية, والشاهدة التي وضعت على قبره, تشير إلى (قبر التاجر جان آرتور رامبو). أما الشاعر آرتور رامبو, فقد انتظرت شاهدة قبره سبعًا وخمسين سنة بعد موته, لكي تحل محلّ الأولى, فقد وضعت اللوحة النحاسيّة التالية, في الساحة الرئيسية التي تضمّ قبره في شارلفيل:

(هنا

10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1891

عند رجوعه من عدن

الشاعر

جان آرتور رامبو

واجَهَ نهاية مغامرته الدنيويّة)

جماعة مرسيليا الأدبيّة

          نُصبت هذه اللوحة عن طريق (جماعة مرسيليا الأدبيّة) التي تطلق على نفسها اسم (أصدقاء آربون) في 10/10/1946 بمبادرة من الشاعر (توركي) وبحضور بلديّة (الرون) وعدد من الشخصيّات المهمّة.

          كان من اللافت أنه, عشيّة وفاته, وفي الأيام التالية عليها, لم يُنشَرْ ولو خبر صغير في الصحف عن هذه الوفاة, لكنْ ظهر بعد عشرات السنين عنه في جريدة (رسول الأردين) مقال بقلم ل.ب. أي (لويس بيركون).وقد أورد بيركون له بعد المقال, قصيدتين هما (المنذهلون) و(قرفصاءات).ومن خلال هذا المقال بالذات, بدأت إيزابيل شقيقة رامبو تتعرّف على الوجه الآخر لشقيقها, وجه الشاعر لا التاجر, ولكنها كانت ترفض هذا الوجه, لأنه كان مرتبطًا في تصوّرها بالشّر والانحراف واللعنة.

          عارضت بل أنكرت جميع أشعاره المعروفة في ذلك الحين, ورفضت الموافقة على إعادة نشرها في مجموعة واحدة كان أعدّها صديقه السابق الشاعر البرناسي (بول فيرلين) مع مقدمة كتبها لها, وأوقفت هذا النشر لأسابيع ثم لسنوات, معتبرة أن قصائد (مناولات أولى) و(قرفصاءات) و(الشّر), ملهمها الشيطان وليس الله. وحاولت أن تدافع عنه على طريقتها, فصوّرته شريفًا تاجرًا نابها مستقيمًا قدّيسًا وذا قدر وقيمة.

          لكنّ رامبو الشاعر كان لابد له من أن يولد من جديد. كان لابد للمارد المحصور من أن ينطلق من القمقم, وقد حصل ذلك حين قام فيرلين في أواخر العام 1895, وبعد حصوله على موافقة خطيّة من إيزابيل, بنشر الأشعار الكاملة لآرتور رامبو, مع مقدّمة لها, وكانت تضمّ دواوين (المركب السكران) و(فصل في الجحيم) و(إشراقات), والحقيقة أنّ رامبو كان في حياته الشعريّة, والمتمثّلة في النصف الأوّل من حياته القصيرة, يرفض نشر شعره, أو يميل إلى عدم نشره, على الرغم من إلحاح كل من فيرلين وتيودور دي بانفيل عليه في نشرها.

          كان نشر له (فصل في الجحيم) في بروكسل العام 1869, واندثرت نسخه أو أتلفت, ولعله كان لرامبو نفسه دور في إتلافها.

          وعلمت أخته إيزابيل أنّ ديوان (إشراقات) ربما يكون قد نشر العام 1886, إلاّ أنّ نسخه أيضًا لم تكن متوافّرة.

          لكن ما بقي بصورة موثّقة في شعره, هو ما سبق وأثبته له الشاعر بول فيرلين في كتابه (الشعراء الملعونون) كان ثلث هذا العمل مخصصًا لرامبو, ويحتوي على قصيدة (المنذهلون) وقصيدة (قرفصاءات) وما كان بحوزة فيرلين من قصائد احتفظ بها.

          منذ دفن رامبو في 11/11/1891, وكرة سيرته الذاتية وأشعاره تتدحرج وتتضخّم في منحدرات فرنسا والعالم. فهو اليوم واحد من بين خمسة من شعراء فرنسا الأكثر أهمية في بلاده. ولعله من الشعراء الأكثر أهميّة وجاذبيّة في العالم, فقد ترجم إلى جميع اللغات الحيّة, وكتب حول سيرته وأشعاره حوالي ثلاثمائة كتاب, وهو شاعر تعرفه العربيّة معرفةً وافية, كما تعرفه اللغات الأخرى, وله مريدون كثر, من أكثرهم أهميّةً الروائي الأمريكي المعروف (هنري ميلر) الذي تقمّص شخصيته ومزاجه وغرائب ترحاله.

          فالرامبويّون في العالم سلالات.. إنهم صعاليك شعر وهامشيّون ومغامرون ومستفزّون, وتحوّلت سيرته وأشعاره إلى طريقة وسهم انطلاق وحال من التدمير والتشويش بقصد (صفاء الرؤيا), تمامًا كما يحصل للأرض التي تصبح ناصعةً بعد الطوفان, أو للحقل بعد الحريق.

استعادة رامبو

          وآرتور رامبو يستعاد في فرنسا والعالم, بعد موته في نهايات القرن التاسع عشر, حتى اليوم, مئات بل آلاف المرّات, من خلال الأبحاث والدراسات التي تؤلف حول سيرته وشعره, ومن خلال ترجمته إلى جميع لغات العالم الحيّة... ولكنّ أهم ما يستحضر رامبو ويجعله شاعرًا حاضرًا ومستقبليًا, تلك الجذوة العجيبة التي بثتها نصوصه ومغامراته في روح الشعر, وهي جذوة من انخطاف ورؤيا صوفية استشراقية, عن طريق طمس الحواس حتّى بالمخدّر, ورغبة في الكشف والمغامرة, من غير حدود, وهو القائل في كتابه (رسالة الرائي): (كن رائيًا...) (عليك أن تكون رائيًا).

          وإنّ أهمّ كتاب شامل صدر عن سيرة الشاعر وعدد من وثائق ورسائل كانت مطويّة تم العثور عليها ونشرت في هذا الكتاب, مصوّرة كوثيقة من وثائقه, هو كتاب الكاتب والناقد الفرنسي بيير بتفيز.

          لقد رسم بتفيز صورة كثيرة التفاصيل لواحد من أكثر شعراء فرنسا بل من أكثر شعراء العالم غموضًا وغرابةً وجاذبيّة. ولملم عناصر هذه الصورة وهذه السيرة من مكوّنات وهوامش وخطوط وخيوط متناثرة ومتنافرة, عثر عليها في المتاحف, وفي حوزة بعض أصدقاء هذا الشاعر مما تركوه لورثتهم, ومن خلال مؤلفات أُلّفت حوله, وأبرزها الرسائل التي كان يتبادلها مع والدته وأخته إيزابيل بشكل خاص, ومع بعض أصدقاء الدراسة من أمثال دلا هاي وإيزامبار, وتلك التي تبادلها مع الشاعر البرناسي بول فيرلين, الذي ارتبط به بعلاقة مثليّة خاصة, فضلاً عمّا ترك في فرنسا والبلاد الأوربية التي تجوّل فيها متصعلكًا أو متاجرًا, من فواتير وكتابات واستمارات, وما تركه من معاملات وفواتير ووثائق, في البلاد التي تنقّل فيها, إمّا متشردًا متصعلكًا, أو عاملاً أو تاجرًا, من قبرص إلى مصر إلى عدن فهرر في بلاد الحبشة.

          يضاف لذلك ما نشر من كتبه وأشعاره خِلسةَ ومن دون إرادته, خلال حياته القصيرة, أو ما جمع منها وأعيد نشره بعد موته.

          هذه على العموم, هي مراجع بنفيز في كتابة سيرة دقيقة مفصّلة ومتقصيّة للشاعر الملعون والشاعر المقدس آرتور رامبو.

          وغالبًا ما نشر حول رامبو أساطير كثيرة وتدخل الخيال في تدوين سيرته.. هذه السيرة الغامضة والمطموسة, الشاذة المتشردة البوهيمية, وكانت أشعاره كحياته, جارحة, جذريّة, وقحة, مغامرة.

الصعود إلى النبع

          بحركة تشبه الصعود إلى النبع, أو الرجوع إليه, قام بتفيز باستعادة رامبو كاملاً.. فقد صوّر هذا المؤلف 37 عامًا من حياة رامبو الشاعر والإنسان, الشاعر والمغامر والتاجر, وتتبعها خطوةً خطوة. وجاء جهد لاحق على التأليف, هو جهد عربي فرنسي مشترك, ليكون تتويجًا لجهد بتفيز, فقد تمّ افتتاح (دار رامبو) في عدن, التي عاش فيها الشاعر تاجرًا لمدة عشر سنوات, وكأنه يعيش في فوهة بركان. واهتمّت الملحقية الثقافية في صنعاء بنشر كتاب عن رامبو ساهَمَ فيه, إضافةً إلى مترجم كتاب بتفيز إلى العربيّة د.حسين مجيد, كلّ من (فرانك ميريميه) مدير المركز الفرنسي للدراسات اليمنية بصنعاء, وجان منسلون مدير قسم اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء, وجيرار مارتن مدير المركز الثقافي الفرنسي بعدن, وقدّم للكتاب سيلفان فور كاسيه المستشار الثقافي لدى سفارة فرنسا بصنعاء.والجهد كان متوجّهًا لاستخراج رامبو الحقيقي من ركام الأشباه والأمثال. فرامبو الأمريكي الرمز مفتول العضلات كادت تعممه آلة الدعاية الأمريكية, وتغطي به على رامبو الشاعر المتشرّد الملعون. كان ثمة كثيرون أدخلوا الأسطورة في الواقع في سيرة آرتور رامبو. كتب أدولف رييه: (آرتور رامبو لا وجود له)... (آرتور رامبو أسطورة). آخرون كتبوا عنه لكن بصيغة الكلام عن ذواتهم.

          هكذا فعل هنري ميلر في كتابه (زمن القتلة). وكتبت سيرته بطرق مختلفة, وليس بين أيدينا منها, على كثرتها, سوى ستّ ترجمات يمكن الثقة بها. واختُلِفَ في رامبو كمبدع, اعتبره البعض من الشعراء الملعونين, كما فعل فيرلين الذي كان أول من أطلق هذه التسمية من خلال كتابه الشهير بالعنوان نفسه, أما بول كلوديل فيعتبره قديسًا ممتلئًا بوهج ديني وبإشراقات صوفية, من خلال كتابه (إشراقات) فهو بين الملاك والشيطان يتأرجح في سماء العالم. وكان جان كوكتو أشار في خطبة له في جامعة أكسفورد في يونيو 1956, بمناسبة منحه الدكتوراه الفخريّة, إلى رامبو كشاعر ذي عزلة مخيفة ولعنة من الولادة, ومرض في الروح. وكان رامبو قد كتب في إحدى رسائله إلى أهله, مؤرخة في 5/5/1984 (عرفت منذ زمن بعيد أني لن أعيش حياة أشقى من حياتي هذه).

حفريات بتفيز

          والحفريات في سيرة رامبو بدأها بتفيز لا من يوم ولادته العام 1854 في منزله الأهلي في شارلفيل, في الريف الفرنسي, بل حفر أعمق وأبعد من ذلك, في السلالات المهيئة لهذه الولادة الخاصّة... نبش عن أجداده وسيرة أرضه, فالأرض تصنع نفوس الرجال, كما يقول بول كلوديل.. والأصول القديمة تفعل فعلها في الأحفاد. ويتم أحيانًا نسج سيرة أصول رامبو والأرض التي ولد فيها - بما يشبه الأسطورة أو سيرة المقدّس. يتمّ ذلك قبل الوصول إلى والده الذي كان رقيبًا في الجيش الفرنسي ووالدته الجادّة المهووسة بالتديّن, وانفصالهما في وقت مبكّر. لربما الاهتمام بشعره بعد موته, وبسيرته, دفع الباحثين للبحث عن سيرة مطمورة أو منسيّة, ربما مفقودة في الكثير من جوانبها, ولردم الثغرات والثقوب في هذه السيرة... أي لتأليفها من جديد. فرامبو, من خلال السيرة, ومن خلال دراسته الأولى في شارلفيل, يظهر أنه تلميذ متفوّق بل فذّ وخاصّ. هو الأول في التربية الدينية وفي الخطابة الكلاسيكية في المدرسة.

          وقال فيه معلمه ذات يوم للمدير: (إنه ذكي, أوافقك على ذلك, لكنّ هناك شيئًا ما في عينيه وابتسامته, لا أحبّه. سينتهي هذا الولد نهاية سيئة على أي حال.. لا شيء عاديًا ينشأ في ذلك الرأس.. سيكون عبقريًا إما للخير أو للشّر).

          وبالعودة إلى التقاط ذكريات عنه من أترابه في المدرسة, ممّن بقوا على قيد الحياة, يظهر رامبو بمنزلة عبقري صغير, ملاك بوجه مستدير ونظرة حزينة في عينيه الزرقاوين, وشعره المنسدل على جبهته وكأنه ملصوق بماء الورد.. وصوره الفوتوغرافية المتبقية في تلك المرحلة تظهره بهذه الأوصاف, بل لعلها وصف لإحدى صوره الفوتوغرافية الباقية, كما رآها بول كلوديل.

          لكن, مع ذلك, لم تخْلُ أوصافه من نعته بـ(المنافق الصغير القذر). كان رامبو يتجوّل أحيانًا مع أخيه الأكبر فريدريك في الحقول المحيطة بشارلفيل, ويستقلاّن معًا مركبًا يسير فيهما في لسان مائي لنهر (الموز) الجاري بقرب المدرسة. هل من هنا جاء أصل أولى قصائده المعروفة (المركب السكران), وبدأت مظاهر العزلة تظهر عليه منذ الرابعة عشرة. ثمة فصول عجيبة يرويها المؤلّف عن تفاصيل حياة رامبو وكأنه عاش معه لحظةً بلحظة.. حتى أنه يصف كيف كان يحمل مظلته, وكيف كسرها أحدهم ذات يوم.

          حسنًا.. تمضي حياة رامبو في شارلفيل هكذا مع أمه وأخيه الأكبر وشقيقتيه فيتالي وإيزابيل. ويرصد ما كتب من أشعار أولى باللاتينية وما بقي منها مكتوبًا بخطه على دفاتره المدرسية. كل ذلك قبل اتصاله بجماعة الشعراء البرناسيين في باريس, وانضمامه إليهم بدعوة وتشجيع من الشاعر بول فيرلين - الذي ستكون له صلة شاذّة به.. وسيرة متوتّرة ومثيرة. في شارلفيل كانت حياته محدودة بين عائلته ومدرسته وبعض أصدقائه. سيبرز فيما بعد اسم كل من دلاهاي وإيزامبار كاثنين من أبرز أصدقائه الذين تمت بينه وبينهم مراسلات عدّة.

          وكان دلاهاي وإيزمبار من مدرسيه وأصدقائه في وقت واحد.. يعرض عليهما ما يكتب ويرجوهما أن يقرآه, على ما ذكر إيزامبار بتاريخ 11/12/1948.

          أولى قصائده المدويّة كتبها في شارلفيل. يقول فيها: (عقلنا الشاحب يخفي المطلق عَنّا). كان في السابعة عشرة يومذاك. أرسلها إلى ثيودور دو بانفيل سيّد المدرسة البارناسيّة في باريس, راغبًا إليه في نشرها في مجلة (البرناسي المعاصر) متضرّعًا إليه في رسالته: (أنا شاب. ارفعني قليلاً.. مدّ لي يد المساعدة).

          في شارلفيل ظهرت عليه علامات اللعنة والتمرّد.. ضدّ رجال الدين وطقوس المجتمع. وظهرت آثار هذا التمرد في قصيدته (فصل في الجحيم). وحين ذهب إلى باريس, اهتمّ بالكومونة, ولكنه كان شغوفًا بالرحيل والتشرّد.. فمضى إلى بلجيكا حيث كتب قصائد مدمّرة. كتب ذات مرّة (بعض الدمار ضروري) وكان يصبو لاختفاء المؤسسات الاجتماعية. كتب لإيزامبار: (انظر... قبعة ومعطف وقبضتاي في جيوبي.. هذا يكفي). ثم وقّع (عديم القلب).

          لقد ظهرت طاقة رامبو الشيطانية التدميريّة.. إثر لقائه ببول فيرلين.. ثم غاب عن الشعر نهائيًا ليدخل في الرحيل والتجارة.. وحين هذى آخر هذياناته, هذى بالفواتير وتجارة أنياب العاج هذيانًا كثيرًا.. ولم يكن شعره جزءًا من هذيانه.

 

محمد علي شمس الدين   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات