مرآةٌ هي

مرآةٌ هي
        

تلبَّد فيها اللُّطفُ حتّى بَدَا ليا كواكب مِن عشقٍ تدانت أماميا
دلالاً على عيني وَلمْحًا بمسمعي شميمًا ولا أحلى يراودني بيا
أكاد على لينٍ أُلامِسُها فلا أرى ليَ كفّا تستطيعُ تمادِيا
فأقرُب في عشقٍ وأغلو تدانيًا وتقرُبُ في عشقٍ وتغلو تواريا
تُعذّبُني فيها عذابًا, وعَذْبُها عذابٌ وتعذيبٌ, وعشقي عَذَابيا
كلانا رأى في حُبّهِ لحبيبه قبولاً لمن يهوى: خفيّا وبادِيا
ففي أَلَمي سرُّ اتحادي بسرّها وفي حُبّها سرُّ اتّحادي بحالِيا
أحاطتْ بأنفاسي ولفّتْ جوارحي فلا وَجْهَ لِيْ فيها ولا جهةٌ هِيا
أضَعتُ بها فوقي وما فَوقَ فوقِهِ وخلفيْ وقُدّاميْ وأرضِيْ ومائِيا
وقسطي من الأُخرى ودنيايَ والمُنى وبَوحي وكتماني وكأسي وراحِيا
ولم يبقَ لي حُبٌّ ولا غيرُ حُبّها ولا بُعدَ يُقصيني ولا قُربَ دانِيا
ولا هيكلٌ يُبنَى لثالثِ يومِهِ ولا جذعَ من نخْلٍ يُسَاقط جانِيا
فقلبيَ في كأسٍ لسُقْراطَ شاربًا تحوَّل حلاّجًا على النّطع ساقيا
تغيب شموسي في بُدورِ صَباحِها وتقتمُ أنوار الدُّنى في صباحيا


سالي مكارم   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات