عزيزي العربي

عزيزي العربي

تعقيب

وجع الحقيقة

قرأت في زاوية قراءة نقدية بالعدد 570 مايو 2006 مقالاً للكاتب نذير جعفر حول كتاب عنوانه «بريد عاجل» للأديب خليل صويلح.

وقد كتب تحت الصورة الكاتب الفلسطيني خليل صويلح ولا أدري هل جاءت الجنسية خطأ مطبعيًا، ولبيان الحقيقة والصواب أبيّن التالي:

- خليل صويلح ليس فلسطينيًا إنما هو سوري الأصل أبا عن جد ومنذ ثلاثمائة عام كونه من قبيلة الجور (عشيرة الهزيم) التي وفدت من اليمن قبل ثلاثمائة سنة وجاءت إلى نجد بالسعودية ثم توزعت ما بين العراق وشمال شرق سورية، وعلى حد علمي أن هذا الكاتب نشر يوما مقالا في إحدى الصحف مفاده براءته من العشائرية ولكن هذا لايعني طمس أصله.

- هو من أبناء محافظة الحسكة - قرية الرشيدية حصرًا، مترامية على ضفاف نهر الخابور، وقد أنهى دراسته الثانوية بالشدادي والتحق بجامعة دمشق لاستكمال تعليمه الجامعي ولا أدري فيما إذا أتم دراسته أم لا. ولكنه لم يعد إلى القرية بل سكن في أحد أحياء دمشق، وعمل محررا في صحيفة «نضال الفلاحين» السورية، لفترة قصيرة. والتقيته مرة عند احد اقربائه، وهو أيضًا كاتب وأديب واسمه: ياسين الصويلح.

- كان خليل منذ بداية ريعان شبابه من الجيل المتطلع والمثقف، محللاً للواقع الذي ينتمي إليه والبيئة التي تربى بها، تحليلاً دقيقًا، بارعًا، وذلك من خلال بعض مقالاته التي كانت تنشر في بعض الصحف السورية، مبحرًا في عمق التاريخ ممتدًا في مساحة الجغرافيا، مصابًا بوجع الحقيقة، ملامسًا لجذور الواقع المعيش الذي يستقرئه وفي أكثر من ناحية، يود دائمًا تسليط الضوء على الزوايا المظلمة لهذا المجتمع الريفي القريب من البدائية، كان يعشق كل ما يجد من كتابات بابلونيردا.

نواف الدخيل
الحسكة - سورية

أسلاك شائكة

تخطو مجلة «العربي» نحو الخمسين من عمرها وهي تحدثنا عن الثقافة بأشكالها المتعددة وتطورها في البلاد الغربية ويأتي مقال رئيس التحرير في المقدمة بالتساؤل عن هذه وتلك للتحفيز مع ما يمتلك العرب جميعهم من المال الوفير والمراكز المهمة والعلماء المشرفين على هذه المراكز ويُختار لها الأذكياء من الطلبة.

الناتج في النهاية صفر أو ما يقاربه ولم يبرز منهم تطور ملموس أو قفزة من قفزات العصر الحديث والإنسان هو الإنسان نفسه بعقله وتركيباته مخلوق واحد أينما كان على الأرض. لقد أخذنا من الغرب القشور فقط ، أما الأمور الأهم فنبذناها بحجج واهية، ولقد رأيت بأم عيني أن بعض القوانين التي تطبق عمليًا في الغرب هي قوانين إسلامية موجودة في كتب الفقه نبذها العرب وراء ظهورهم ولا يتحمل العربي سماعها فكيف بتطبيقها.

إن المشكلة أننا محاطون بأسلاك شائكة وما لم نزل هذه الأسلاك فسنظل نراوح مكاننا.

صاحب الأسلاك الشائكة قد اختار التقليد لنا مذهبًا فمرة نذهب معه إلى القمر وأخرى إلى العولمة وهكذا دواليك، ومنذ عشرات السنين ونحن لم نحدد لنا مسلكًا أو نطرق طريقًا كما طرقوا هم!!

أليس هذا هو اللغو بعينه؟

ماجد مهدي
بغداد - العراق

ضرورة الحوار

في العدد (557) أبريل 2005 جاء في باب المستقبليات «حوار الحضارات».. صفحة 20 ورد في نهاية النص حديث عن إشكالية (حوار الثقافات) وهو ما دفعني للتساؤل: ما هو الموقف الذي ينبغي أن تدافع عنه قوى الحرية والتقدم في العالم العربي؟ يمكن تلخيص هذا الموقف في مقولة (لا بديل عن الحوار)، ولكن الحوار المجدي الذي ينبغي أن تبادر إليه النخب في البلدان العربية يجب أن يتم مع قوى المجتمع المدني في البلدان الغربية، فالحوار ضروري، ولا بديل عنه لأن البديل الذي يطرحه الغلاة من الجانبين يعني الدخول في صراع حضاري وديني وعرقي يؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، وإلى مزيد من البلقنة والضعف والتخلف في المنطقة العربية والإسلامية، وقد بدأت تلوح البوادر، وأخذ الإستراتيجيون العسكريون يتحدثون عن الأهداف الجديدة، وليس بعد العيان من بيان.

[email protected]

جبران .. والمحبة

قرأت في العدد (569) أبريل 2006 من مجلة «العربي» ص 16 للشاعرة سعدية مفرح عن همزة الوصل الجميلة للشاعر جبران خليل جبران.

لقد قرأت له الكثير، وإنني مولع بكلماته وأشعاره، لقد كانت له أجنحة عدة يطير بها ويستقر، حيث يحلو له مجددًا نفسه بنفسه، أحببت مؤلفاته سواء المترجمة من الإنجليزية أو العربية، وقد ذكرت الشاعرة سعدية مفرح في مقالها العديد من كتبه وأشعاره ومنهم كتاب «النبي». واسمحوا لي أن أوضح نبذة قصيرة عن هذا الكتاب النفيس، فقد ترجمه الأرشمنديت أنطونيوس بشير. ولما صدر كتاب «النبي» كتب عنه الكلمة الآتية:

هو خلاصة آرائه في الحب والموت والزواج والأولاد والهوى والعقل والفرح والألم والثياب والبيوت والصلاة والدين والقوانين والمعرفة، وغير ذلك على لسان نبي سمّاه «المصطفى»، وكأن بالمؤلف قضى حياته يستعد لإخراج هذا السفر النفيس، فكانت كتبه السابقة من عربية وإنجليزية ليست سوى مقدمات لما في هذا الكتاب من «حكمة وفلسفة وشعر وفن». فلا ترى فيه جبران الثائر الذي في «العواصف»، ولا جبران الشاعر الذي تراه في «أيتها الأرض» و«أيها لليل» ولا جبران المتألم في «لكم لبنانكم ولي لبناني»، وفي صورة «وجه أمي وجه أمتي» ولا جبران الحكيم المعلم في «القشور واللباب»، ولا جبران الرسام الرمزي في جميع ما أبرزته ريشته الساحرة، ولا جبران الخيالي في «ليل وصباح، وفي «حفار القبور». بل ترى في هذا الكتاب جبران الذي هو مزيج من هذه العناصر جميعها، بل هو خلاصتها المختارة، فإنك لا تقرأ فصلاً من فصوله، إلا وترى أمامك حكمة في خيال وفلسفة في بلاغة وجمالاً في فن وأيّ فن! إنه جعل اللغة الإنجليزية تنقاد لمرامه كانقيادها لأبنائها! وأي جمال في تلك الرسوم البديعة، التي لابدّ منها لإكمال الكتاب، فالصورة الأخيرة منها أروع ما تصور به القوة المدبرة، التي وراء هذا الكون يد تعمل، وبصيرة ترى، وحولها العوالم صنعها في حلقات متراكزة.

أقول: إنه شاعر القطرين، فهو عاشق ومعشوق وحبيب ومحبوب أحب الحرية والروح والمرأة في روحها. أحب الطبيعة وأحكامها، بل أحب الوجود في شريعة الكون.

أقول: أحب «مي» طيلة عشرين عامًا دون أن يراها، فأحبته ومات قبل أن تموت بسبع سنوات، فحزنت عليه، لأنه كان حلمها لعش الزوجية، ومن كتاباته عن الحب كتب:

  • إن المحبة منذ البدء لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق!
  • إنما الرجل الروحي من اختبر كل الجسديات ثم تمرّد عليها.
  • الحب يقظة تتناول الموت والحياة وتبتدع منها حلمًا أعذب من الحياة وأعمق من الموت.
  • ليس أصعب من حياة المرأة التي تجد نفسها واقفة بين رجل يحبها ورجل تحبه.
  • المحبة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم، لأنها ترتفع بالنفس إلى مقام لا تبلغ إليه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسود الطبيعة وأحكامها.
  • تأملت الطبيعة مليًا فوجدت فيها شيئًا لا حد له، ولا نهاية، شيئًا لا يشترى بالمال، شيئًا لا تمحوه دموع الخريف، ولا يميته حزن الشتاء. شيئًا لا توجده بحيرات سويسرا، ولا متنزهات إيطاليا، شيئًا يتجلد فيحيا في الربيع، ويثمر في الصيف. وجدت فيها المحبة.

شحاتة فريد سيفين
بني سويف - مصر

إمارة الشعر بين شوقي وحافظ

طالعت في «العربي» العدد (567) فبراير 2006 مقالاً للأستاذ جهاد فاضل «عبدالوهاب يبايع شوقي بإمارة الشعر»! واستوقفني قوله «فحافظ لا يرد له ذكر اليوم إلا في دراسة أدبية أكاديمية. في حين أنه كان معدودًا في عصره من كبار الشعراء، وربما أهمّ من شوقي في نظر بعض الدوائر الثقافية المحافظة، والدليل على ذلك أن الشيخ علي يوسف صاحب «المؤيد» أطلق على حافظ إبراهيم لقب «شاعر النيل»، والنيل يشمل «مصر والسودان»، في حين أن شوقي كان سعيدًا يومها بلقب «شاعر الأمير»، أي شاعر الخديو. إذن فهو من رعايا «شاعر النيل»، فهبّت صحف مصرية أخرى كــ«اللواء» و«الأهرام» و«الجريدة» فأطلقت على شوقي لقب «أمير الشعراء» ليكون حافظ من رعاياه. ولنا عند قوله هذا وقفة... فشوقي شاعر العصر الحديث، وأمير شعراء العربية الذين تنادوا لمبايعته بالإمارة في الحفل الذي أقيم بدار الأوبرا الملكية المصرية 29 أبريل 1927 م برئاسة الزعيم الوطني سعد زغلول «كان حضور صاحب الدولة سعد زغلول باشا حضورًا رمزيًا، فالرجل كان في أيامه الأخيرة. توفي بعد هذا التاريخ بأقل من أربعة شهور، وألقى الكلمة نيابة عنه ابن أخيه، ومما جاء فيها «ضعف صحتي حرمني أن أترأس هذا الاحتفال، فأنبت عني حضرة صاحب المعالي محمد فتح الله بركات باشا ليبلغ حضراتكم تحياتي، ويهدي إليكم احترامي». وبحضور لجنة الاحتفال، الرئاسة للأستاذ المحقق الكبير أحمد شفيق باشا، والمحتفين من الشعراء خليل مطران بك، وشبلي ملاط، وحافظ إبراهيم بك، والشاعر محمود أبو الوفا، والخطيبين الأستاذين أحمد حافظ عوض ومحمد كرد علي أفندي وصفوة آخرين من نوابغ المغاربة ونواب العرب بينهم سيدي «عبريط» مدير تشريفات سلطان مراكش. وأتت الإمارة إلى شوقي منقادة ليس لإبداعه وحده، وإنما كنتاج لتلك الظروف الموضوعية - الوطن الذي وضع القصائد الطوال في حبه، القوة الاجتماعية الجديدة، التي لم يكن أحد أبنائها فحسب، بل كان في الوقت نفسه لصيقًا بأهم رموزها، خديو مصر، سواء كان توفيقًا أم عباسًا، حتى أن لقبه الأول كان شاعر الأمير. قبل أن يصبح - أمير الشعراء». ثم جمله المؤسسات الثقافية التي احتضنته. أهم تلك المؤسسات «الأهرام». فقد جاء في أهرام 9 مايو 1926، وتحت عنوان «لماذا لقب شوقي بأمير الشعراء؟»، أن الأهرام صاحبة الفضل في إضفاء اللقب على شوقي أفندي قبل نحو ربع قرن، وأنها سعت طوال الوقت لترويجه «فأقره الشعراء ذاتهم ومن ورائهم الجمهور، وما كان ذلك تبرعًا لأحمد شوقي وشعره. والناس مطبعون على الفن بمثل هذه النعوت والأوصاف، ولكنه كان حقًا يؤدى لصاحبه» السبب «أن شوقي وصل من الشعر إلى ذروته حتى صار أميره، وحتى صار شعره إذا نُسب إليه في غنى عن كل مدح، أو هو فوق المدح المتعارف بين الناس». وكأنما كان هذا المقال إشارة البدء في تتويج الأمير، فاللقب لم يكن جديدًا، وإنما كان مطلوبًا أن يقرّه المعنيون وبشكل يتناسب مع جلالة الأمر الذي مهّدت له الأهرام بحملة صحفية كان آخرها لقاء مع شوقي في عدد الجمعة 29 أبريل 1927 يوم التتويج للإمارة، قام به أشهر محرري الأهرام محمود أبو الفتوح، حيث أجرى حديثًا طويلاً مع شوقي بك أعرب فيه الأخير عن كثير من مكنون نفسه، وفي اللقاء اعترف شوقي «أنه كان في مستهل حياته شاعر الأمير قبل أن يصبح أمير الشعراء. وأن أول ما قرضه كان مديحًا في الخديو توفيق الأمر الذي لفت نظر ولي النعم حتى كان يسأل عنه دائمًا إلى أن تفضل وعينه بالسراي...».

وانقسم الناس في عصر شوقي وحافظ فريقين، فريقًا فضل حافظ وآثره عمن سواه، وفريقًا فضل شوقي كمعجزة شعرية مع حبه لحافظ وإعجابه به، والقليل من وقف من الشاعرين موقفًا وسطًا.

فضل شوقي أصدقاؤه الأدباء والمتأدبون المحافظون الذين كان يطربهم أن يقرأوا لشوقي ما يذكرهم بأبي تمام والبحتري والمتنبي والمعري أو ابن زيدون مما جعل شوقي يتهافت على معارضة قصائد القدماء المعروفة لأصدقائه، فنظم عددًا من قصائده في مناسبات شخصية واجتماعية عجزت عن إلهامه، وإثارة خياله، فقال فيها كلامًا أشبه بالنثر الصحفي، غير أنه منظوم مما أوجد في شعره سقطات ليست قليلة.

أما الفريق الآخر، فأيد حافظ واهتموا بشعره، ونقدوا شوقي وبالغوا في تصيّد أخطائه وتجسيم عيوبه، إذ كان نقدهم له رد فعل لمبالغات أنصاره الذين نزهوه عن الخطأ.هذا الفريق أيد حافظ معتبرين إياه أشعر شعراء العربية، وزاد بعضهم فساواه بشكسبير وموليير وفيكتور هيجو، من هذا الفريق: العقاد والمازني وطه حسين. وهؤلاء كانوا يرون أن حافظ أحق بإمارة الشعر من شوقي.

صلاح عبدالستار الشهاوي
طنطا - مصر

الهيمنة والتهميش

طالعت المقال المنشور بالعدد (562) سبتمبر 2005 بعنوان «استحالة الهيمنة الثقافية» للدكتور سليمان العسكري ونظرا لأن العقل والوجدان هما نطاقا الهيمنة الثقافية إذ يأتيان عن قناعة واختيار، والسياق على هذا النحو يستدعي التعقيب لما تحمله (الهيمنة) من أنماط ونماذج متنوعة لاتقتصر على القوة بل تتعداها إلى القدرة والحجة وغلبة الفكر القويم على ضده السقيم، والسجال بين القائم والقادم، فإذا اختصرنا مدلول الهيمنة في السيطرة والتسلط نكون قد ظلمنا الكلمة وضيقنا عليها الخناق، فالحوار والاختيار والجدلية تنتهي إلى التسليم بحكم أو رأي يستوفي أركانه المنطقية وعناصره العقلية وآثاره الإيجابية، وإلا فبماذا نفسر انتشار الأديان السماوية والمعتقدات الوضعية والمذاهب الفكرية عبر الزمان والمكان وما اقترن بها من تغيير جذري وتعديل جوهري لمسار البشرية ويمتد الأمر لمنجزات العقل من اختراعات وابتكارات واكتشافات انعزل بها الماضي عن الحاضر ولاذ بالكتب والمحفوظات ليستقر تراثا يُروى وليس ميراثًا نوظفه.

ونظرة فاحصة إلى الساحة الثقافية نجدها تغص بالصراع والمنافسة الساخنة لكسب أرض جديدة على مستوى اللغات التي تتبارى كل منها لتفوز بالانتشار والازدهار مقرونة بثقافة تعبر عنها وتوجه تسعى إليه متضمنًا أسلوب الحياة والتعامل.إن العولمة مدلول سياسي بدليل (ثقافي) يسبقه لجعل الفكر الأمريكي بخاصة قائدًا ورائدًًا يتقدم الجموع المنضوية بآليات الاستقطاب والاستدراج (والتهويش والتهميش).والأمر واضح للعيان بغير تلميح أو بيان عبر منطقتنا العربية ومجالها الحيوي في آسيا وإفريقيا، أوليست هذه هيمنة ثقافية أم ماذا نسميها؟!

لقد وصل بنا الحال إلى تصنيف الناس إلى محافظ وتقدمي ورجعي وحداثي فأي معيار للتمييز بينهم إلا الثقافة الوافدة؟! ونقول منهج شرقي ومنهج غربي في الفن وأسلوب الحياة وصولاً لطريقة تناول ونوع الثياب وأدبيات المشاركة.

إن للسياسة مرتكزًا عقليًا (هو الثقافة) ومرتكزًا ماديًا (الزاد والعتاد) والمتحضرون يوظفون إرادتهم فيما تمليه عليه عقولهم، ولأجل ذلك يبذلون الجهد حتى يكون تأثيرهم (بالعقل) فعالاً وسبيلهم لذلك ثقافة مهيمنة قابضة تمنعك من الإفلات وإن تركت لك فرصة الحركة المحدودة والانعتاق يلزمه الاختراق باتجاه الانطلاق بمقومات الوعي والحرص والمصلحة، ولست أنشد الارتداد للبادية أو العودة (للكَفر) بفتح الكاف، بل أدعو للمشاركة الواعدة حتى نشكل جانبًا من ثقافة العصر ولا نترك أمرها لمن يصوغها على هواه.

السيد حسين العزازي
الاسماعيلية - مصر

مصافحة

شكرًا جزيلاً لاهتمامكم وحرصكم الشديد على نشر مساهمات ومشاركات قراء مجلة «العربي» والتي كانت ومازالت ترافقنا منذ نعومة أظفارنا, وليس هناك أدنى شك بأن مجلة «العربي» هي مجلة كل العرب لما لها من دور بارز وفعال في التعريف بحضارتنا وثقافتنا العربية، وعلى الرغم من توسع نطاق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وظهور الكم الهائل من القنوات والفضائيات العربية فإن أغلبها مع الأسف الشديد بعيد كل البعد عن الأهداف التي يرجوها كل عربي محب ومعتز بانتمائه وقوميته العربية، وكلمة حق نقولها إن مجلة «العربي» لاتزال وستظل هي القناة العربية الرائدة التي تخدم قراءها وتمدهم بكل ما يحتاجون إليه من علوم ومعارف في العديد من المجالات الثقافية والاجتماعية والتاريخية والأدبية بل والعلمية وغيرها من المجالات والإبداعات الأخرى التي تفاجئنا بها من خلال التجديد المستمر ومواكبة العصر.

عبدالله عبدالله رافع
صنعاء - اليمن

تصحيح

أوردت الأخت سعدية مفرح في ختام الفقرة قبل الأخيرة - ص 17 من العدد (569) أبريل 2006 في مقالها عن شاعر العدد جبران خليل جبران مؤلفاته باللغة الإنجليزية ومنها كتاب «يسوع ابن مريم». والصحيح ان اسم الكتاب هو «يسوع ابن الإنسان» حيث إن جبران إنما أراد تبيان الصفة الإنسانية للسيد المسيح عليه السلام فنسب يسوع إلى الإنسان وليس إلى أمه مريم عليهما السلام، ويمكن الرجوع إلى المصادر التالية:

1 - غلاف المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران المعربة نشر مكتبة صادر في بيروت تعريب الأرشمنديت أنطونيوس بشير.

2 - الصفحة السادسة من المجموعة المشار إليها وفيها تعداد للمؤلفات المعربة التي اشتملت عليها هذه المجموعة ومنها كتاب «يسوع ابن الإنسان» الذي صدر باللغة الإنجليزية عام 1928.

3 - الصفحة 487 من المجموعة وفيها تعداد أبواب كتاب «يسوع ابن الإنسان».

رياض الحارس
دمشق

وتريات

حائطُ الشَّجَا

مالَت تُمزّقُ فَوْقَ النّعْشِ أكْفاني منْ فَرْط مااقْتَرَفَ الأسي بجُثْماني
جُرّعتُ كأسَ الشَّجا ممّنْ أُنادِمُهُمْ والنّحْتُ عِنْدَ جِدارِ اللحْدِ أدْماني
طَرَقْتُ أبوابَ مَنْ عاثوا بنسمَتِنا وَخُضْتُ حَرْبًا ضروسًا دونَ فُرْسانِ
فَمَا وَجَدْتُ لنيلِ الثَّْأرِ خاصرةً تُزيحُ عَنْ كاهلي المَنْهوكِ أحزاني
سَوَاحلُ الضَّيْمِ أدْنَتْني مَرَافِئُها واسْتَقْبَحَ الرَّسْفُ في الأَغْلالِ إذْعاني
أنا الأبيُّ سليلُ المَجْدِ آلَمَني فُقْدان حَتْفي وَمَكْثُ الرُّوحِ أشْقاني
أرَى الحياةَ بلا مَعْنى مُذ انْفَرَطَتْ قُيودُ عزْلي وَسَيرُ الجَلْدِ أقصاني
أرَقْتُ جفني على دَمْعٍ أُلازِمُهُ قَدْ ظَنَّهُ الناسُ بحرًا دونَ شُطْآنِ
وخُضْتُ حَرْبًا على طَيْفٍ أُنازِعُهُ نَبْذِ الهَوانِ وَلَكِنْ حالَ إيماني
عَنْ وَضْعِ حدٍّ لِعَيْشٍ بِتُّ أَمْقُتُهُ وَزجْرِ ضَيْمٍ ثَوى يَمْتاحُ أشْجاني
أَبْدَيْتُ جُرْحي إلى الآسي أسائِلُهُ منْ فَرْطِ غَيْظي لِمَ التمثيلُ بالفاني
أنا الشَّقيُّ رديفُ النَّزْفِ أَرَّقَني زَمُّ العِنانِ وعُسرُ الحالِ أعْياني
أَرَدْتُ ثَلْمَ وميضٍ للنّفاذ بهِ فالْتاعَ زَنْدي وسَيفُ الويلِ أرْداني
فَصارَ جسْمي عديمَ الحسّ وانْدَلَعَتْ نيرانُ شجْوي وَمَجُّ الدَّمْعُ أجْفاني
حتّى انْتَهَيْتُ بلا حَتْفٍ ومَزَقَني يأسي وفوْقَ جَحيمِ المَوْتِ أحْياني


صلاح الدين الغزال
بنغازي - ليبيا

حكايا الصّفصاف

إلى صَفصافةٍ
تَحْنو
على عُرْسِ الشِّفاهِ السُّمْرِ
تُغْدِقُ دِفْئَهَا هَوانًا
ليَحتَضِنَ اتّكاَءَةَ عِشْقِنا
أهدي سلامي..
إلى صَفصافةٍ
ذرَفَتْ جَنى أوراقِها
من أجلِ عاشِقَةٍ
تُداعِبُ أحرُفًا نُقِشَتْ
على جَذعِ الهَوَى
لِتُنَمْنِمَ الذكرى بها
أهدي سلامي..
إلى صَفصافَةٍ
فَرَشَتْ مراثيها
وسائِدَ
للّقاءاتِ الحميمة
والخُطى
أنهي سلامَ الشّوقِ
أفتَتِحُ الحكايا..

أحمد سعيد الحسن
اللاذقية - سورية