وقفت بالدار لو تأسى الديار على |
|
ماض أضلته أو تهفو إلى آت |
أكاد أبصر فيها للصبا صوراً |
|
من ذكريات له عندي أثيرات |
تقفو خطى يافع بالأمس يغمره |
|
سحر الحياة بآمال بريئات |
بين البيادر والغدران مرتعه |
|
ما شاء من لهو غدوات وروحات |
يدعو الطيور بدقات موقعة |
|
منه على الصدر يتلوها بدقات |
كم حاور الطير كي تأوي إلى شرك |
|
يخفيه عن ناظريها أو حبالات |
واستنطق القصب الأحوى ففجره |
|
لحنا يرق له قلب الجمادات |
وربما جاوبته غير لاهية |
|
عصماء في ظل أغصان وريفات |
ما كان يعرف عنها غير آمنة |
|
في سربها ذات ألحان شجيات |
لكنه الآن يدري ما تكابده |
|
وما تبث لديه من شكايات |
وربما ودّ يوما لو تقاسمه |
|
فيما يكتم من برح وأنات |
فما شكا للورى قرحا يؤرقه |
|
ولا شدائد يلقاها مريرات |
حتى رمته النوى نضوا تقاذفه |
|
نكباء كم أوردته من متاهات |
يرجى هداها ويخشى من ضلالتها |
|
ومن خطوب لديها مدلهمات |
وما الهدى عندها إلا كذاب منى |
|
ولا الضلال سوى بعض الملمات |
وعاد لم يغره البرق الخلوب ولم |
|
يعلق بأذياله زيف الجهالات |
وعاش ما عاش وجداناً لأمته |
|
على جحود يلاقي وابتلاءات |
يمد كفاً إلى العلياء ما طرقت |
|
في سعيها غير أبواب
السماوات |
يا هاتف الوطن الداعي بحسبك ما |
|
هيجت من حزن برح وآهات |
ما كان منبرك الحر النبيل سوى |
|
محراب حب لقلبي وابتهالاتي |
في منتداه صباباتي ومنتجعي |
|
وفي معابده نسكي وإخباتي |
اليوم ألقاك أشواقاً أغالبها |
|
بعبرة من مآق مستهلات |
ما أروع الدمع في أجفان مغتبط |
|
أدمى محاجرها دمع
المقاساة |