على ضوء ثقاب

على ضوء ثقاب

أمن طوارق أشجان مغيرات أم من شئون على الآماق ثرات
تستنجز النجم وعدا ما يبر به زلفى لإسكات جرح أو مؤاساة
تغريك بالدمع أطلال هرقت على أعتابها صفو أحلام وأوقات
فما وقوفك مصلوباً على صنم لا يستجيب لبث أو مناجاة

***

لم يبق من مهجتي مما أعود به على نوازع أشجان مقيمات
سوى جذاذات أوراق يغص بها جيبي وترقد حينا في وساداتي
كأنها زغب أعشاش مرعشة تأوي إلى ذات أحضان دفيئات
تأتي إلى مهجتي ظمأى على وشل تبيت منه على نهل وعلات
تدب والليل تدعوني خواطره إلى بقايا مداد من جراحاتي
وقد يؤرقها ليله فتوقظني على ثقاب لها أو ضوء مشكاة
لم أدر إن كنت أجتاز العناء بها أم أنها هي بعض من معاناتي


***

حسب الحياة وحسبي أنها مخرت على شراعي عباب المستحيلات
أغلت لي الشعر مرتاداً أهيم به وأرخصت فيه أيامي وساعاتي
فرحت في الأرض أجتاز الوعور به ما بين خرس وهاد أو ثنيات
أبدد العمر في واد يمزقه رجع الصدى حين تفنى فيه صيحاتي
تغتال شبابتي أصداء قهقهة إرزامها قصف جنّ في مغارات
أكاد أهرب من نفسي ومنه إلى ليل دياجيره تحبو مهيضات
فلا نجوم السرى تبدو لعابره ولا مذاهبه تفضي لغايات
لعل للصمت آذاناً تصيخ فما عادت تحرك من حي نداءاتي
والشعر لا يسمع الصم الدعاء ولا يسترجع الروح في أجساد أموات


***

وقفت بالدار لو تأسى الديار على ماض أضلته أو تهفو إلى آت
أكاد أبصر فيها للصبا صوراً من ذكريات له عندي أثيرات
تقفو خطى يافع بالأمس يغمره سحر الحياة بآمال بريئات
بين البيادر والغدران مرتعه ما شاء من لهو غدوات وروحات
يدعو الطيور بدقات موقعة منه على الصدر يتلوها بدقات
كم حاور الطير كي تأوي إلى شرك يخفيه عن ناظريها أو حبالات
واستنطق القصب الأحوى ففجره لحنا يرق له قلب الجمادات
وربما جاوبته غير لاهية عصماء في ظل أغصان وريفات
ما كان يعرف عنها غير آمنة في سربها ذات ألحان شجيات
لكنه الآن يدري ما تكابده وما تبث لديه من شكايات
وربما ودّ يوما لو تقاسمه فيما يكتم من برح وأنات
فما شكا للورى قرحا يؤرقه ولا شدائد يلقاها مريرات
حتى رمته النوى نضوا تقاذفه نكباء كم أوردته من متاهات
يرجى هداها ويخشى من ضلالتها ومن خطوب لديها مدلهمات
وما الهدى عندها إلا كذاب منى ولا الضلال سوى بعض الملمات
وعاد لم يغره البرق الخلوب ولم يعلق بأذياله زيف الجهالات
وعاش ما عاش وجداناً لأمته على جحود يلاقي وابتلاءات
يمد كفاً إلى العلياء ما طرقت في سعيها غير أبواب السماوات
يا هاتف الوطن الداعي بحسبك ما هيجت من حزن برح وآهات
ما كان منبرك الحر النبيل سوى محراب حب لقلبي وابتهالاتي
في منتداه صباباتي ومنتجعي وفي معابده نسكي وإخباتي
اليوم ألقاك أشواقاً أغالبها بعبرة من مآق مستهلات
ما أروع الدمع في أجفان مغتبط أدمى محاجرها دمع المقاساة


 

الهادي آدم