سِفْرُ الهجرة

سِفْرُ الهجرة

تعريشةُ كَرْمٍ?!
يا أنتَ...
أم موجةُ بحرْ...?
أم شَفقٌ مسفوحُ اللونِ..
وغيمةُ سرْ?!
نافذةٌ تهفو?
أم ظلٌ للأيامِ الكسْلى..
حافيةْ تتهاوى في سفحِ الحرْشِ
وتيه صنوبرْ?!
يا شغفي الآخِرَ والأوّلْ
* * *
رزنامة عمري
تهجسُ: أنكَ حين أتيتْ
كانت قد نذرتْكَ الريحُ لعصري
فانعقدتْ سنبلةٌ مُثقلةُ الرأسِ
وفاحتْ بالخبزِ الطازجِ
تهمسُ: أنكَ حين فلَقْتَ الحبةَ...
شوهِدْتُ مُعلَّقةً بركامِ الغيمْ...
أتملّى فجرَكَ من فرجِةِ غيبي
تحكي: أنكَ حين نَمَوتُ تشقُّ الحقلَ
تدلّى حبلي...
وتأرجحتْ المضغةُ منْي..
واختلَجَتْ!
وهبطتُ..
لكنّي - كي أرضي ناموس الخَلْقِ
هَجَعْتُ بقمطي
وتعمدّتُ بماء الصبرِ
ووشمت بحنظلةِ التيهِ جبيني
وكمنْتُ بكهفي!!
****
بعد الألفِ من الهجعةِ في التّيهْ
جاءتني كاهنةُ العصرِ تفكُّ قماطي
تنفخُ في ريشي
كيما ألحقَ بالطيرِ الجانحِ نحو السفحْ
كيما أبدأ هجرتي المنذورة للعشقْ
فتعلّقتُ... ورفَّ القلبُ... وطِرْتُ!!
* * *
لا عُمْرَ لَنا..
منذُ اليوم الأول للهجرةِ
لا أمسَ لنَا..
مُذْ كان البدءُ
وشعشعَ أولُ حرْفٍ من كلماتِ اللغةِ الأولى
صِرْنا خارجَ ميناءِ الساعةِ
طيرين نحوّمُ في دائرةِ السُّكْرِ
ننقّرُ بلّورَ الكأسِ الطافحِ بالتسنيمْ
لا أرضَ لَنا...
مُذْ جاوزنا خطْ البرزخ
وولِجْنا لمداراتِ الثَّبَجِ الأسنى
لا جُرمَ لنا...
منذُ انعقدَ السرُّ
وتاهتْ حبّاتُ الوقتْ

 

نجمة إدريس