إلا مَنْ . . . تَأَبَّى

إلا مَنْ . . . تَأَبَّى

... وأقرَّتْ حِمَمُ سِنِّي الإيلام,
مِن الحَدِّ الشَرْقيِّ مِن المَاء...
... إلى أَقْصَى حَدٍّ في غَرْبِ الأَنواءِ... الأَهْوَاءْ...
ومِنْ أَيَّامٍ كَانَتْ تُسْرِجُ شَمْسَ الإصْبَاحِ,
إلى زَمَنّ يَتَخَفَّى بِمَلاَءَاتِ الإظْلام..
: أَنَّ كَتَائِبَ عِزّ الدِّين القَسَّامْ...
هي اليقْظَى..
وبأن المُنْشَقِّين مَنِ النَّاسِ عن الناس... نيام...!
نَاشِدْ مَنْ شِئْتَ...
ونَفِّرْ...
أو فَاسْتَنْفِرْ مَنْ شِئْتَ
فَلَنْ يَأْتلِفَ الخَلْقُ...,
وَلَنْ يَشْتَعِل البَرْدُ بِمَاءِ إدَام..
اللَّغْمُ الأَغرُودَةُ...
يَعْزفهُ الجَسَدُ المُتَفَجِّرُ بِشَظَايَا
حُلْم البَلَدِ العَاتِب...
والشَلْوِ الطِفْلِي اللَّوَّامْ...
... فيخْتَرِقُ صُراخُ الثَّكْلاَوات شَبِابِيكَ سَماواتٍ,
حَتَّى أَبْوابِ العَرْشِ:
نَفْتَرِطُ الرُّضَّعَ عِنْدَك يا اللَّه
ونَحْتَسِبُ الأَبْناء الشِّيب...
وَنَشْكُو قَسْوَةَ مَلِكَ المَوتِ
لِهذَا التَّذبِيح المُتَحيَّزِ...
والْعَامْ...!
وَنَسْتَغْفِرُ جَاهَكَ عَنْ جُرْأَة ذلَّتِنا...
في كُلِّ سُجودٍ وَرُكُوعٍ قَوَّامْ...
... نَحَارُ...
فَنَسْتَفْسِر عَنْ سِرِّ الصَّمْتِ الأَخَوي,
الرَّائِيَ خَجَلَ القُدْسِ...,
السَّامِعِ حَشْرَجَة...
الأَقْصَى,
مِنْ هَضْبَةِ
جُولانُ الشَّامْ...
* * *
اللَّغَمُ الأَغْرُودَةُ يَعْزِفُ
: يَا هذا السَّاكِن فِعْلاً دَنِساً
يَآ جَارَ دَمِيِ
يا ابْنُ امْرَأَةٍ هيَ أُمِّي
وابْنَ أَبِي لاشَكْ...!
كَيْفَ قَوَيْتَ عَلى الإغْضَاءِ,
وَكيفَ قَدِرْتَ تُقِيم... بِغَيرِ مُقَامْ!
صَدِّقْني...,
وانْتَزِع الغَفْوَةَ...
صَدِّقْنِي...,
لا فَارِقَ بَيْنَ المَحْكُومِينَ المُؤْتَفِكينَ...
وَبينَ الأَفَّاكِين مِنَ الحُكَّامْ...
(جَزَتْنَا عَنْهُمُ كُبراء أخوَّةَ إسْمَاعِيل... جوازي -)
هُمْ بَعضٌ يَتَوَالدُ عَنْ بَعضْ...
هُمْ غَضٌّ أَمْعَنَ فِى الغَّضْ...
فَهَدْهِد غَلْوَاءَكَ,
والْجم نُطْقَكَ - لو رُمْتَ حياةً مُغْضِيةُ - بِلِجَامْ...
واعْلَمْ...
أَنَّ سَلامَكَ كَلِجَامٍ... ولِجَامَكَ كَسلامْ...
واذْكُرْ في سِرِّك...
أو فاكْتُمْ في جَهْرِكَ
أن الأَيِّمَ لَنْ تُتْقِنَ تَرْبيةَ الأيتام...!
* * *
كُلٌّ وتَسَاوى في حَدَقِ النُّظَّارْ...
تَشَابَه عِنْدَ بَصِيراتِ النَّظارِينَ...
بِأَي وَراءٍ... وبِأَي أَمَامْ...
* * *
أَطَالَ اللَّهُ بأَعْمَارِ القَتْلَى بَيْنَ كَتَائِبِ عزِّ الدِّين القََسَّامْ...,
فَهي اليَقْظَى...
وجَحَافل مَنْ نَسْلِك يا إسْماعيل تُحِبُّ مَراقِدَها,
حُباً جَمَّاً... لِتَنَامْ...
* * *
يا ذَاكِ الرَّابضُ في الصَّحْراء...
يا أَوْحَدَ في شَأْنِك...
يا سَيّد فِرْسَان مَلاحِمِنا...
لا سُحُبَ تُظِلَّكَ... من قَيظِكَ...
إلا سُحُبٌ مِنْ قَيظٍ...
يا ابْن إمَامٍ... وإمَامْ
لا مَاءَ لِظَمَئِك يَاعَبْداللّه
ولا كِسْرَةَ وَهْمٍ تُسْكِتُ مَخْمَصَتِكَ,
... مُرْ يا ابن علي
أَنْ يَحْزَن في عينكَ...,
أَو يَنْفطِرَ أَمَامَك جُدُّك صلَّى اللّه عليه وسلم
مُرٌّ...
أن تَشْهَدَ عَنْ قُرْبٍ
كَسْرَةَ هَامِ الإسْلام...!!
* * *
صَبَرْتَ
تَمَادَيْتَ بِصَبْرِِكَ
حَتَّى أَفْلَحَتْ إذِ اسْتُشْهِدْت... فَفُزْتَ
.. فَعِشْتَ إلى مَا بَعْدْ الآن...
وأَخوكَ بأَلَمِكَ
... في مَنْفاه...
قُرْبَ سكينة (جينين)...
... حيثُ النَّزْع القومي المُتَمَسكِن...
والمِسْكين...
أَخوك بِأَلمِكَ...
في مُنْفَاه...
حِينَ تُنَاقِص مُدَدُه...
وتَبَدَّدَ عَدَدُهْ...
وانْصَرَف الشدَّادونَ لِعَضُدِهْ...
اخْلَفَ فِينا وَعْدَهْ...
قَوَّضَ عَهْدَهْ...
وتَوَارَي كِسواهُ....
وأَغْفَى بِسلاَم...
* * *
: لَيتَكَ كُنتَ أَبيَتْ
أو حَتَّى كُنْتَ تَأَبَّيْت...
وأَرْجَأْتَ وَمَا قَايضْتْ
لأَتمَّمْتَ مَسَارَ العَلَقاتِ
بِجُدْرانِ الأَرْحَامْ...!

 

محمد أبودومة