المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

القاهرة

مؤتمر الترجمة وتفاعل الثقافات

استضافت القاهرة أخيرا مؤتمرا موسعا حول الترجمة وتفاعل الثقافات, نظمه المجلس الأعلى للثقافة في جمهورية مصر العربية, وجاء هذا الملتقى الثاني الذي يقيمه المجلس في الإطار نفسه, مواكبا لمرور مائة عام على ترجمة سليمان البستاني لإلياذة هوميروس التي نُشرت في القاهرة سنة 1904, واحتفاء بصدور ترجمة جديدة - عن اللغة اليونانية مباشرة - للإلياذة, نهض بها فريق من المختصين على امتداد ست سنوات بقيادة د. أحمد عتمان.

دارت أبحاث المؤتمر حول بلورة موقف تفاعلي مع ثقافة الآخر, وإعادة قراءة نهضة حركة الترجمة التي واكبت الحضارة العربية الإسلامية التي تعاملت مع تراث الأمم الأخرى بطريقة تفاعلية تطلع على التراث وتستوعبه وتضيف إليه, مما أهل هذه الحضارة لوضع اللبنات الأولى العقلانية التي بدأت منها النهضة الأوربية المعاصرة.

وأبرز المؤتمر - الذي توزعت أوراق المشاركين فيه على خمس وعشرين جلسة, بمشاركة أكثر من مائة مترجم - دور المترجمين والباحثين في تفعيل الحوار الحقيقي بين الثقافات من خلال ترسيخ حرية المعرفة, ومن خلال الانتقال من موقع المتلقي إلى موقع المساهم.

وشارك في تقديم أبحاث المؤتمر مترجمون وباحثون من الوطن العربي وبلدان أوربية وآسيوية, كما شهد تفاعلا واسعا بين الباحثين والجمهور الذي ثابر على حضور فعاليات المؤتمر.

واتسع نطاق المعارف التي قدمتها أبحاث المؤتمر, فلم تكتف باستعراض الجوانب المهمة فى الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية, بل أضاءت أيضا جوانب أخرى فى النطاق نفسه, منها دور الترجمة في إدارة الصراع الثقافي والسياسي مثل (الترجمة والتفاعل الثقافي المصري - الروسي) لأحمد الخميسي و(الترجمة والتفاعل الثقافي مع الحضارة الصينية) لهشام المالكي, و(الدور المحوري للترجمات الألمانية الحديثة فى تنشيط التفاعل الثقافي) لعاصم عز الدين العمارى, و(الترجمة والحوار بين الحضارات) لعاطف العراقي.

وفي الجلسة التي ترأسها د.سليمان العسكري تحدث د.حمدى السكوت أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن ترجمة الأعمال الأدبية من العربية إلى الإنجليزية, بينما تناول الترجمات من العربية إلى اللغات الأخرى بحثان هما (الأعمال العربية المترجمة في الصين) لتشو وي ليه, و(الأعمال الأدبية المصرية المترجمة إلى الألمانية) لمنار محمود عمر, واختتمت الجلسة بقراءة لستيفان فايدنر رئيس تحرير مجلة (فكر وفن) الألمانية باللغة العربية, حول الموازنات الواجب مراعاتها في سياق التعريف بالأدب الشرقي, وجاءت ورقته تحت عنوان (الرقص على الحبل الغربي ـ الشرقي).

وقد دعا د.حمدي السكوت إلى اعتبار الترجمة مشروعا قوميا ينبغي أن تموله جميع وزارات الثقافة العربية, وخاصة في هذا الظرف العالمي الغريب الذي نمر به الآن, وهو غريب إلى حد الشطط, والتطرف في إنكار أي دور للعرب في تطور الحضارة الإنسانية, كما أوصى بضرورة اختيار النصوص العربية ذات اللغة الصافية غير المعقدة لترجمتها على يد متخصص عربي يعرف الإنجليزية وآخر إنجليزي يجيد العربية,على أن تعرض الترجمة - بعد إنجازها - على محرر لا يعرف العربية حتى يتأكد من وضوح الأسلوب, وقابلية النص للفهم في صورته الجديدة.

واتخذ السكوت من الترجمة التي أنجزها المستشرق فرانز روزنتال لـ (مقدمة ابن خلدون) أنموذجا للأخطاء القاتلة التي يمكن أن يسقط فيها المترجم فتشوه نصا, وتنقل عنه فكرة مغلوطة تماما. فقد ترجم هذا المستشرق الشهير العبارة التي تصف منصب الخلافة بأنه (ينحصر في حفظ الدين, وسياسة الدنيا نيابة عن صاحب الشريعة) إلى (إن منصب الخلافة يعني, في الواقع, القيام بحفظ الدين, وقيادة العالم سياسيا) وعلق السكوت على هذا قائلا: ولكم أن تتخيلوا وقع عبارة مثل هذه على الرئيس بوش مثلا!!

وفي جلسات أخرى تعرضت د.كاميليا صبحي للنص الديني وحركة ترجمته إلى الفرنسية, وتناولت د.عزة بدر بعض كتب الرحالة عن مصر, وقد خُصصت بعض الأبحاث للتركيز على ترجمات نوعية مثل الترجمة العلمية وترجمة أدب الأطفال والفلكلور وترجمة الشعر وترجمة معاني القرآن الكريم.

ومن الأبحاث التي قدمها مشاركون غير عرب في المؤتمر تناولت إيزابيلا كاميرا ديفيلتو الترجمة عن النص غير الأصلي, وقرأ هارتموت فاندريش: (وداعا يا طليطلة, فنحن نترجم اليوم), وتحدثت مارجريت أوبانك رئيسة تحرير (بانيبال للأدب العربي) باللغة الإنجليزية عن آليات العمل, أما روجر آلن, فقد تناول الترجمة والثقافة بين (النظرية والتطبيق).

مصطفى عبد الله

بيروت

عصر النهضة ودور اللبنانيين الثقافي والحضاري

كان د. نبيه أمين فارس رئيس قسم التاريخ في جامعة بيروت الأمريكية يسخر من دعاة نظرية (الإشعاع) الذين ينسبون للبنان رسالة حضارية عمرها ستة آلاف سنة فيقول إنه, كمؤرخ, لم يرصد للبنانيين أي دور حضاري عبر التاريخ سوى دورهم في ما يُسمّى بعصر النهضة العربية الذي بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واستمر إلى النصف الثاني من القرن العشرين. فهذا هو الدور اللبناني فائق الأهمية الذي لا يجحده أحد, والذي أشعّ إشعاعًا لا نظير له في محيطه كما في (أندلسات) أخرى في العالم منها المهجر الأمريكي الشمالي والمهجر الأمريكي الجنوبي.

وقد تذكر هذا القول لنبيه أمين فارس كثيرون ممن حضرواحفل تكريم فؤاد أفرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية وصاحب (دائرة المعارف) اللبنانية بمناسبة مرور مائة سنة على ولادته وعشر سنوات على رحيله. وقد أُقيم هذا الحفل بفرع جامعة سيدة اللويزة بدير القمر مسقط رأس البستاني وشارك فيه رسميون وباحثون وشخصيات ثقافية لبنانية, خلاله استعاد هؤلاء, تاريخًا مشرّفًا لأسر لبنانية عديدة وهبت حياتها, جيلاً إثر جيل, لخدمة اللغة العربية وآدابها. من هذ الأُسَر أسرة البستاني بالذات التي قدّمت كوكبة من المعلمين والأدباء والشعراء الكبار بدأت بالمعلم بطرس البستاني أحد المنورين الرواد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وصاحب صحيفة (نفير سورية) التي دعت إلى الأخذ بمنجزات العصر وتحرير المرأة من أسر القرون الوسطى. وكان المعلم بطرس البستاني قد جمع من كتاب الفيروزبادي جزئي (محيط المحيط) وأضاف زيادات, وذكر مواصفات المولدين, واصطلاحات العلوم, وأورد ألفاظا عامية فسّرها بألفاظ فصيحة, وأوضح طائفة من أصول الألفاظ الأعجمية. وفي هذه الفترة المبكرة عمل بساتنة آخرون منهم سليم البستاني على وضع دائرة معارف وصلت إلى عبارة (عثمانية) ولم يكملوها.

وفي تاريخ البساتنة بستاني آخر من هذا الرعيل هو المعلم عبدالله البستاني صاحب (معجم البستان), وأستاذ اللغة والأدب في مدرسة الحكمة ببيروت سنوات طويلة. وعلى يديه تخرج خليل مطران وشكيب أرسلان وإسعاف النشاشيبي والأخطل الصغير ووديع عقل وأمين تقي الدين. وفي نهاية حياته أقام له طلابه السابقون حفل تكريم كبيرا في مدرسة الحكمة شارك فيه أدباء وعلماء من أقطار عربية مختلفة. وفي ذلك الحفل وقف تلميذه الشاعر وديع عقل ليقول في قصيدة له:

أمعلّمَ الفصحى وربَّ بيانها هذا مقامُك في بني قحطانها
وفدوا وهم أمراؤها وملوكها ليبايعوك وأنت فرد زمانها
في معجمٍ كالطود حاط أصولها ليردّ كيد الدهر عن عدوانها
فلتعلمِ العربُ الكريمةُ إنها حظيت بأمنعِ ضابطٍ للسانها


ومن البساتنة الذين خدموا الأدب والشعر واللغة سليمان البستاني الذي ترجم (الإلياذة) إلى العربية شعرا, منذ مائة عام ووضع لها مقدمة لاتزال حديثة إلى اليوم لما فيها من أنظار جليلة عن الشعر وأوزانه وطرائق ترجمته. وعلى غراره سار بستاني آخر هو وديع البستاني الذي ترجم (المهابراتا) الهندية, كما ترجم (رباعيات الخيام). وقد استمرّ عطاء البساتنة متواصلا أكثر من قرن ونصف القرن إلى أن خفّ في السنوات الأخيرة لانصراف أجيالهم المعاصرة إلى التخصص بالعلوم. ومع أن فؤاد أفرام البستاني قدم الكثير للغة والأدب والتاريخ والقصة والبحث, فإن الكثيرين يأخذون عليه مآخذ شتى منها انصرافه إلى لبنانية ضيقة الأفق منكفئة عن كل ما هو عربي وإسلامي, وساعية لرسم صورة تاريخية للبنان تفتقر, أول ما تفتقر, إلى الحقيقة التاريخية المجردة والنزيهة. وفي بعض أعماله القصصية والروائية يصورّ البستاني بعض حكام لبنان الغابرين, ومنهم الأمير بشير الشهابي, بما لا يتوافق مع ما كان في الواقع. ولأنه بدأ حياته سكرتيرا لمستشرق بلجيكي كان يعمل في جامعة اليسوعيين ببيروت في بدايات القرن الماضي, هو الأب هنري لامنس اليسوعي, أحد أعمدة الاستشراق الأوربي القديم, فقد ظل فؤاد أفرام البستاني في كل المناصب التربوية التي تبوأها, أو الدراسات التي كتبها, ينوّع على مواقف وأفكار تبين مع الوقت أنها تتقصد إبعاد لبنان عن محيطه وجعله يولي وجهه صوب البحر أو الغرب.

وقد اهتم فؤاد أفرام البستاني, شأن أسلافه, بدوائر المعارف فأصدر دائرة معارف توقفت عند لفظة (عثمانية) التي توقفت عندها دائرة المعارف البستانية السابقة, وقد حالت الحرب اللبنانية دون متابعتها.

أما سلسلته الأدبية (الروائع), وهي عبارة عن كتيبات صغيرة تحوي سيرة أدباء عرب قدامى ومحدثين, ونماذج من أعمالهم, فإنها لم تَرْقَ إلى مستوى ما كتبه الباحثون العرب الكبار من مصريين وغير مصريين, كطه حسين وعباس محمود العقاد, ناهيك بالآراء الشخصية التي كان يبديها البستاني في معرض تفسير مواقف بعض هؤلاء الأدباء مما لا يأتلف مع النهج العلمي, من ذلك ما ذكره عن تحوّل المعلم بطرس البستاني عن المارونية إلى البروتستانتية, إذ ذكر أن البروتستانت, الذين كانوا يعملون في إطار جامعة بيروت الأمريكية, قد (غرّروا) به, وهو ما لا يمكن أن يقع فيه مفكر نهضوي رفيع المقام في منزلة المعلم بطرس البستاني صاحب (نفير سورية) وداعية الوحدة. وقد تكون هاتان الصفتان في بطرس البستاني سبب نكبته على يد قريبه.

وتذكر كثيرون أُسَرًا لبنانية أخرى كان لها شرف خدمة أم اللغات والتخصص فيها, مثل أسر اليازجي, وأسرة المعلوف التي قدّمت ما لا يقل عن مائة شاعر وكاتب كان منهم العلامة عيسى اسكندر المعلوف ونجلاه الشاعران فوزي المعلوف صاحب ملحمة عبقر. ومن أدباء هذه الأسرة ميشال المعلوف أول رئيس (للعصبة الأندلسية) بسان باولو في البرازيل. ومن هذه الأُسَر أيضا أسرة (الشرتوني), وأسرة (همّام) وقد قدّمتا كوكبة من علماء الصرف والنحو والبلاغة الذين مازالت كتبهم اللغوية تُدَرَّس في معاهد لبنان وجامعاته إلى اليوم.

وعلى الرغم من أهمية هذه الصفحة في تاريخ اللبنانيين, فإنها لا تلقى من المراجعة والبحث, على أيدي الباحثين اللبنانيين المتأخرين, ما تستحقه. مع أنها في نظر بعض المؤرخين والباحثين, ومنهم المؤرخ الراحل د.نبيه أمين فارس, الصفحة الحقيقية والرئيسية في ما أعطاه اللبنانيون في تاريخهم.

جهاد فاضل

دمشق

معرض (الأرض الكرامة) للفن التشكيلي

بمشاركة واحد وأربعين فنانا تشكيليا, شهدت صالة الشعب, لنقابة الفنون الجميلة بدمشق, افتتاح الدورة الجديدة من (معرض الأرض الكرامة), الذي دأب على الانعقاد سنويا, منذ قرابة عقد من السنوات, وهو المعرض الذي غدا مناسبة سنوية, لانعقاد اللقاء الإبداعي بين مجموعة من أبرز الفنانين التشكيليين في سورية, وجمهور المشاهدين, بما يعيد لتلك العلاقة حيويتها وتفاعلها, على الرغم من أن الكثير من الفنانين التشكيليين يصرخون: (ليس لدينا متذوقون جيدون لفن التصوير).. فهل يمكننا اعتبار الإقبال الجماهيري الواسع على هذا اللقاء محاولة للمغفرة?..

تصدَّرت صالة المعرض إحدى لوحات الفنان التشكيلي البارز مصطفى الحلاج, وهو الفنان الذي قضى (شهيد فن) منذ عام ونصف العام, في حريق فاجع اندلع في مرسمه, في قلب العاصمة دمشق, (بتاريخ 14/12/2002).. مصطفى الحلاج وإن تمكّن من استنقاذ بعض أعماله من الاحتراق والتلف, إلا أن جسده الضئيل تهاوى تحت سياط اللهيب والدخان. ورغم رحيله الموجع, كانت مشاركة الحلاج, في هذا المعرض الأثير لديه, من خلال آخر ما أنجزه من أعمال فنية, نجت من الحريق. وهي أعمال, على صعيد التقنية الفنية, منفّذة بطريقة الحفر على الليتونيوم, بالأبيض والأسود, بينما جاءت على المستوى التكويني, حافلة بالمفردات والرموز والدلالات ذاتها, المعروفة عن عالم مصطفى الحلاج الفني: الأحصنة الناهضة, والأجساد البدائية, والأذرع المرفوعة, والشمس الحاضرة دائما.. تمازج وانسيابية في الخطوط, دون أن تفقد قوتها وصلابتها ومتانتها.. بل وتمكنها من إعادة المشاهد, في كل وقت, إلى الرسومات الأولى التي خطّها الإنسان على جدران الكهوف والمعابد, منذ سومر وأكاد إلى براعة ما أنجزه المصريون القدماء, فيما هي تتناول جوهر الراهن من حياة الإنسان العربي المتصل الحضور والحضارة..

عبد المعطي أبو زيد, رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية, ومحمود الخليلي, الرئيس السابق للاتحاد, كانت مشاركتهما ضمن الأساليب المعهودة عن كليهما, في أعمالهما الفنية, من حيث اعتمادهما على ثورة الألوان الحارة, وقدرتها التعبيرية عن مكنونات الواقع والحلم والكابوس.. ثمة قباب وبيوت ومآذن, وزخارف عربية إسلامية, وبشر بملامح واضحة الدلالة واللباس, ينسجها أبو زيد, على فضاء يغيب في الأسود, فيما يطلق الخليلي طيوره الهائجة, في أفق لا يكاد يبين إلا عن قباب ومزارات, وعن قرى تتناثر بصعوبة على الجبال والتلال.. تتشبث بحضورها بعناد لا يقل قوة عن قوة اللونين الأحمر والأزرق على خلفية تتشح بالسواد..

واختار الفنان زهدي العدوي, مشاركته من خلال لوحة تكاد تقترب من البورتريه, وإن جاءت في إطار داخل إطار اللوحة.. امرأة بعينين كبيرتين, وكفين مرجوحتي هواء يكاد يطير شالها, وعصابتها, دون أن يضيع ملامحها الدقيقة, الراسخة الحضور.. بينما اختار الفنان علي الكفري, الاعتماد على التقنية الحروفية العربية, ليبني عمله الذي تتداخل فيه الزخرفة الهندسية, بشكل معماري متتابع, فيما تتصدَّر اللوحة زخارف كتابية بالحرف العربي, بما يمثل سجادة من الألوان. وفي سياق الاعتماد على فن الحرف العربي ـ أيضا ـ جاءت مشاركة الفنان أكسم طلاع, وعبد الله عريشة, إذ يصنع طلاع ركاما حروفيا عربيا, يعتمد على انثناءات الحرف العربي, تتصاعد فيه الألف متسامقة نحو الأعلى, وتلتف اللام كما الرحم, وتنغرز الحاء كزاوية حرجة, بينما تنفتح الطاء كعين راصدة متلصصة.. في حين ذهب عريشة إلى المزاوجة بين الحرف العربي ورسمه الذي يحاكي مفردات الطبيعة, والمعطيات الميثولوجية, إنه يصنع من النون هلالا, ويرفع فوقها هلالا آخر يذكر بالرسومات الكنعانية القديمة, وتتحول محتويات النقطة إلى ما يشبه رسم الخط القرآني.. ويكاد دم الخلاص المسيحي ينبثق من اللوحة, لتكون كلمة (فلسطين) التي أخذت مساحة اللوحة لنفسها, مترعة بالدلالات المقدسة..

اعتمد عدد من الفنانين, المشاركين في المعرض, على المراوغة البصرية التي تستند إلى إمكانية إنتاج تكوين بصري ثالث, من خلال تداخل لوني يعتمد على مخيلة المشاهد, وما تستطيعه من إعادة إنتاج للوحة بطريقتها البصرية الخاصة, المتكئة على ذاكرة المشاهد, ومعطياته النفسية. وكان الفنانون: محمد الركوعي, ومحمود الوهيبي, ومحمود أبو صبيح, ومنير الزبن, ووفيق جودة.. ضمن هذا النهج الفني

ومازج الفنان الحكم نعيمي بين الحياة والموت.. بين قوة الجمال, وجمال القوة.. بينما رسم الفنان فتحي صالح الانطلاق من أسر الحصار والانغلاق, بينما تدرّجت لوحة الفنان أديب خليل, المؤطّرة بنسيج الكوفية الفلسطينية, من السلاسل والأسلاك الشائكة في أسفلها, إلى أعلى, مرورا بجسد الحصان الناهض إلى الشمس, وحضرت الكوفية أيضا في عمل الفنان عبد اللطيف مهنا.

ويأتي اعتماد بعض الفنانين على استخدام اللونين الأبيض والأسود دلالة على تلك الإمكانية الهائلة التي يملكها هذان اللونان, وإن اعتمدت هذه الأعمال على البساطة في الطرح, فإنما جاء في سياق (السهل الممتنع) إذ إن الفنان الذي يتخلّى طواعية عن إغراء الألوان, وقدرتها على المساعدة في التعبير والدلالة, يبدو كأنه يريد خوض التحدي بطريقته الخاصة.. الفنان أسعد الأسعد يعود إلى رؤية المطرزات الفلسطينية, وتشكيلاتها, وحسن أبو صبيح يمضي إلى مشهد تعبيري فلسطيني, ومعتز العمري إلى معادلات فنية بصرية يتمازج بها الهلال الإسلامي والمعمار والملامح الشرقية العربية.

أما على صعيد النحت والحفر, فقد تنوعت المشاركات الفنية سواء على الخشب, أو المعدن, أو الحجر.. ولقد برز منها العملان اللذان شاركت بهما الفنانة نازك عمار, والفنانة هيفاء الأطرش, وهما نحت على الخشب, وقدمت الفنانة نازك عمار, عملا مجسّما لامرأة تتمتع بكل صفات الشموخ والأنفة... بينما تذهب الفنانة هيفاء الأطرش إلى تكوين صارخ بكل ما في الروح من ألم ووجع, أو ما فيها من توق للرفض..

في هذه الدورة من معرض (الأرض الكرامة) لفت الأنظار مشاركة عدد من الفنانين الشباب أمثال غسان جود, وباسل جود, وعلي جروان. وفي أحد هذه الأعمال عمد الفنان باسل جود إلى جعل لوحته تنضح بالدم النازف, والمخيلة التي تستعيد المسجد الأقصى, حتى من بيت طيني واطئ, لا شك أنه يعيش ذلّ الغربة واللجوء في المخيمات.. في دلالة بارعة على أن النكبة, بكل مرارتها, لم تستطع منع الفلسطيني من الحلم بالعودة..

بشار إبراهيم

الدار البيضاء

الشعر المغربي: مساحة للقصيدة.. مساحة للحياة

مهما تكالب اليومي وانشغل العالم وتاه الناس, فمازال (على هذه الأرض ما يستحق الشعر)..لأن لحظة (شعرية) واحدة قادرة بصفائها وعمقها على أن تخلق عوالم بديلة لهذه المتاهات والهواجس, وتصنع كونا بديعا نركن إليه لنحتسي جرعات من دفء الصور والمجازات التي تقوي وجودنا المعنوي وتضاعف طاقة تحملنا للتفاهات الحتمية, وقدرتنا على المواجهة..مواجهة كل آلة تخريب أو تدمير أو تفتيت!!.. لأن لحظة (شعرية) واحدة كافية لأن تعيد الأشياء إلى نضارتها وجوهرها الأول, والعالم إلى بياضه وتوازنه....وهذا ما استشعرَتْه الذائقة الشعرية المغربية, فأفسحت للقصيدة أكثر من مساحة; كانت الأولى بمدينة شفشاون (أو الشاون/شمال المغرب) للشعر المغربي الحديث من خلال مهرجانها الوطني التاسع عشر الذي امتد بين 5 و7 أبريل 2004, والذي تنظمه جمعية أصدقاء المعتمد التي دأبت بكل الطرق على ترسيخ هذا المهرجان الشعري الذي صار موعدا للقصيدة بامتياز في مختلف تجلياتها وتجاربها وأجيالها, وقد صادف المهرجان هذه السنة الدورة الأربعين لهذا العرس الشعري المتميز (1963 ـ 2004) وهو تاريخ حافل بتنوع التجربة الشعرية بمختلف تياراتها وحساسياتها, بل إنه زمن شعري لقياس دينامية الشعر المغربي ومنعطفات تحوله وتدرج أسئلة أجياله, واختيار هذه المدينة الأثرية الوديعة بجمال طبيعتها (خاصة في فصل المهرجان/الربيع) وهندستها المعمارية ذات التفرد والرهبة, وعمق أصالتها وتاريخها, يزيد من شاعرية المهرجان و(صوفيته), ويؤكد دأب أصدقاء المعتمد على ربط المدينة بوداعتها وتفردها بالذاكرة الشعرية المغربية, وجعلها ذات واجهة ثقافية براقة عنوانها الشعر وأسئلته المتجددة وحساسياته المتنوعة ودروبه التي لا تنتهي, وهذا ما جعل محاور المهرجان تأخذ شكلا أعمق فأعمق بحسب تجدد أسئلة التجربة الشعرية المغربية ومستويات انخراطها في الشعرية العربية والكونية, ولعل هذا ما حدا منظمي المهرجان على أن يختاروا (الشعر المغربي المعاصر ورهانات الترجمة) محورا للدورة التاسعة عشرة لهذا المهرجان الوطني.

وعلى مدى ثلاثة أيام احتفى المهرجان بوجوهه الشعرية إبداعا ونقدا, وهم الشعراء: عبد الكريم الطبال, محمد الميموني, ثريا ماجدولين, أمينة المريني, عبد الحق بن رحمون, أحمد بنميمون, إدريس علوش,, عائشة البصري, إكرام عبدي, خالد الريسوني, عبد الجواد الخنيفي, مراد القادري, محمد بنعمارة, كمال أخلاقي,, جمال الموساوي, أحمد بلحاج آية وارهام, صلاح الوديع, محمد بشكار, محمد بن يعقوب, مصطفى ملح, محمد عابد, ورضوان أعيساتن.

المساحة الشعرية الثانية فتحها بيت الشعر بالمغرب يومي 17 و18 أبريل 2004 في مدينة الدار البيضاء من خلال (الدورة الأكاديمية الرابعة) التي اختار لها المنظمون اسم الشاعر المغربي الراحل المرحوم محمد الخمار الكنوني أحد أعمدة التأسيس الحقيقي لصرح القصيدة المغربية الحديثة, كما اختارت محورا لها سؤال العلاقة بين الشعر والنقد في المغرب, تم تطارحه ـ أي المحور ـ من خلال مداخلات نقدية لكل من الشاعر محمد بنيس الذي حاول تلمس العلاقة من خلال ما أسماه بالقصائد الأولى, أو مرحلة ما قبل الديوان, وعالج ذلك بالاشتغال على نماذج شعرية للشاعر محمد الخمار الكنوني التي نشرت متفرقة في صحف ومجلات قبل إصدار الديوان. ومن خلال مداخلة الناقدة اللبنانية زهيدة درويش جبور التي تناولت علاقة الشعر بالنقد من خلال سؤال الحداثة وتحول القصيدة من النمط الكلاسيكي إلى النموذج الحداثي وما يستدعي ذلك من تحول على مستوى الممارسة النقدية التي يجب, بدورها, أن تساير هذا التحول حتى تكون ممارسة نقدية مجدية, لا مجرد تشريحات نمطية متقوقعة في مفاهيم البنيوية والحدود الضيقة التي ترسمها.بالإضافة إلى مداخلات نقدية أخرى كمداخلة بنعيسى بوحمالة الذي رصد بعض مظاهر التفاعل بين الشعر والنقد في المغرب بدءا من لحظة البداية الشعرية المغربية (العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي) حتى أسئلة قصيدة النثر بالمغرب, مرورا بلحظات مهمة تهم تأسيسية جيل الستينيات وتجريبية جيل السبعينيات, وقصائد التماس بين الأجيال...ومداخلة أنور المرتجي حول أزمة المناهج النقدية في مقاربة القصيدة المغربية التي جعلت العملية النقدية (قراءة ضالة) تقفز على شعرية النص المغربي وتغرق في التنميط أو التجييل...فيما اقتحمت مداخلة عبد العزيز بومسهولي الحقل الفلسفي من خلال (الكوجيطو الشعري) القائم على مقولة (أنا أشعر مقابل أنا أفكر). بينما وقف محمد زهير عند جانب من العلاقة بين الشعر والنقد من خلال نموذج الشاعر الناقد, باعتبار الشاعر أول ناقد لشعره.

وفي سياق آخر فتحت مدينة طنجة مساحة ثالثة للقصيدة المغربية من خلال (جائزة طنجة الشاعرة) التي تنظمها جمعية المبدعين الشباب, وبلغت هذه السنة دورتها السادسة التي حملت اسم مبدعين جليلين يشكلان جسرا لتواصل القوافي بين المشرق والمغرب وهما ميخائيل نعيمة ومحمد الصباغ, وقد آلت جائزة هذه السنة إلى شاعرين مناصفة هما الشاعر المغربي محمد بشكار عن ديوانه (خبط طير), والشاعرة المصرية زهرة يسري زكي عن ديوانها (يلزم بعض الوقت), كما تناصف الجائزة الثانية الشاعران السوريان عامر الدبك عن ديوانه (أوقفني في الصمت وقال) وأديب حسن محمد عن ديوانه (ملك العراء), وتقاسم الجائزة الثالثة الشاعر المغربي عبد الصمد حدوشي عن ديوانه (مواسم الفراغ) والشاعر التونسي محمد السبوعي عن ديوانه (قمر مدهش في بهائه).

وبالنسبة لجوائز القصائد, آلت الجائزة الأولى للشاعر المغربي محمد سعيد الساحلي عن قصيدته (انكسارات الحلاج), ونالت الجائزة الثانية قصيدة (تلك الأيام) لخديجة الباتري و(تراجيديا الكوجيتو العربي) لعبد الصمد حصاد, والشاعران معا من المغرب. فيما تم حجب الجوائز المخصصة للإبداعات الشعرية بالفرنسية والإسبانية والإنجليزية.

وكان حظ الأصوات الشعرية النسائية أكبر من خلال المساحة الرابعة التي منحها فرع اتحاد كتاب المغرب بمدينة مراكش (بوابة الجنوب المغربي) للقصيدة المغربية يومي 21 و22 مايو 2004 من خلال الملتقى الثالث حول (الشعر النسائي بالمغرب) الذي اختار هذه الدورة محور (الصورة الفنية في الشعر النسائي المغربي المعاصر) وهو محور يحول النقاش الشعري من أسئلة نظرية غارقة في التجريد إلى ممارسة تطبيقية تروم الاشتغال على النصوص الشعرية النسائية واستكناه مكوناتها وخصائصها الفنية انطلاقا من عنصر الصورة وما يستتبعه من عناصر فنية أخرى تساهم في تشكيلها أو رسم أفقها أو خلق رمزياتها. وقد تم تناول هذا المحور من خلال ثلة من الباحثين في مقدمتهم الباحث المسرحي سالم اكويندي, ود.محمد زهير, ثم د.عبد العزيز جسوس, بينما العبارة الشعرية في هذا الملتقى صدحت بها أصوات شعرية نسائية ضمت كلا من: مالكة العاصمي, وأمينة المريني, وأم سناء, ووداد بنموسى, والزهرة المنصوري, وآمنة البكوري, وسعاد التوزاني, والشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل, وأمل الخضر, ونجاة الزباير, وثريا إقبال, ورشيدة عدناوي. أصوات شعرية بتجارب وحساسيات مختلفة ومتنوعة تمنح للقصيدة بهاءها الأنثوي المتميز. وهكذا وعلى امتداد شهرين تقريبا اتسعت المساحات المخصصة للقصيدة لتمارس عنفوانها بكل تألق وبهاء, ولتترجم دينامية الشعر المغربي, ولتقول بمجاز شعري رائع: (على هذه الأرض ما يستحق الشعر!!).

عبد المجيد شكير

طرابلس

ريادة المسعدي في ندوة عربية

بدعوة من د.عبد الباقي الهرماسي, وزير الثقافة والشباب والترفيه التونسي, أقيمت ندوة دولية بالمركز الثقافي التونسي بطرابلس (ليبيا) حول رمز من رموز الثقافة التونسية ورسولها إلى المشرق ورائد الإبداع الروائي فيها (محمود المسعدي).

وقد ارتأى المنظمون أن تكون مداخلتي شهادة حول حواراتي مع المسعدي لنقترب من عوالم هذا المبدع الذي بهر عميد الأدب العربي د.طه حسين فقدم رائعته (السد) في المشرق معلنا عن ميلاد روائي ومفكر عربي كبير, لذا لم ينس المسعدي أن العميد كتب - بعد قراءته لرواية (السد) - يقول إن الوجودية أسلمت على يدي المسعدى. والعبارة تحمل فى مضمونها دور المسعدى فى الإفادة من كل الثقافات بعد تعريبها لتصل لأمتنا العربية.

في أحد هذه اللقاءات استحضر المسعدي ذكرياته عندما زار مصر- بعد الاستقلال - للاتصال برجال التعليم فيها, والإفادة من خبرتهم فى تنشيط الحركة التعليمية فى تونس, وبخاصة التعليم الفني. وفى هذه الزيارة تأكد من أن الاستعمار قد نجح فى إحداث قطيعة بين المشرق والمغرب العربيين, فعندما دخل المسعدى مع الوفد التونسي على المسئول المصري عن التعليم الفني, سأل مرافق الوفد سؤالا يحمل دلالة أكيدة على هذه القضية, إذ قال: (هل يفهم الوفد التونسي الكلام باللغة العربية?).

واجتمع في رحاب المسعدي بليبيا عدد من أبرز النقاد العرب: د.محمود طرشونة, الذي تولى تحقيق أعمال المسعدي الكاملة ونشرها بتشجيع من وزارة الثقافة التونسية, التي تؤكد احترامها للمشروع التنويري لأديب تونسي كبير, وقد بلغت مؤلفات محمود المسعدي أربعة مجلدات من الحجم الكبير تقارب ألفى صحفة, ثلاثة أرباعها بالعربية والمجلد الرابع بالفرنسية.

ويؤكد د.محمود طرشونة أن شخصية المسعدي ظهرت عبر مؤلفاته مبدعا ومفكرا وناقدا وباحثا مزدوج اللغة, وإن أغفلت هذه المؤلفات جوانب أخرى من شخصيته: مناضلا وطنيا ونقابيا بارزا ثم وزيرا للتربية ووزيرا للثقافة ورئيسا لمجلس النواب.

ثم يعرج طرشونة على أن لتلك المجالات من حياة المسعدي نصوصا أخرى لم تكن موضع اهتمام من النقاد لتتجلى مفارقة كبرى: رجل يؤمن بأن الكتابة والوجود متلازمان يكاد يقصي من إنتاجه الأدبي جانبا مهما من حياته السياسية والوطنية والوظيفية, وليس من حل لهذه المفارقة ـ كما يرى د.محمود طرشونة ـ غير تصور المسعدي للأدب, فهو لا يعتبره انعكاسا ولا تقريرا ولا سيرة ذاتية, بل هو يتعامل مع كل ذلك عن طريق الفن الذي يتنفس الحياة ويخلق بوحي منها..

ويرصد د.صلاح فضل التماثل الكبير بين نهايات الثلاثينيات في مصر وتونس, عندما كتب المسعدي روايته (السد) وبعث بها إلى طه حسين بعد عقد من كتابتها, فقد كان المسعدي يعيد بمنطلق تاريخي آخر إنتاج مسيرة موازية إلى حد كبير لمسيرة عميد الأدب العربي, حيث التربية القرآنية, والتعمق في تشرب الثقافة العربية الإسلامية, قبل الانفتاح على الفكر الغربي الواسع, خاصة الفرنسي منه, مع فارق جوهري بعيد الأثر في كل منهما, فتونس كانت لا تزال تحت الاحتلال الفرنسي, بينما قطعت مصر شوطا في سعيها إلى بناء شخصيتها الخاصة.

أما د.عز الدين إسماعيل فتركزت مداخلته على الخلفية الدرامية لأعمال المسعدي وأسسها الغربية, خاصة اليونانية منها, التي تميز بين عالمين: عالم الإنسان, وعالم الآلهة, حيث تتولد الحيرة والشك ويتناقض العقل والعاطفة, والتبادل والاستقرار, والقعود والإقامة, والموت والحياة, فعلى مثل هذه المتناقضات قام أدب المسعدي.

كانت الندوة بحق تمثل استحضارا للثقافة العربية المعاصرة, وهي تتأمل أفضل لحظات الصحو فيها, لحظة بروز محمود المسعدي, الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, مثلما أكد أحمد السالمي, مدير المركز الثقافي التونسي الليبي بطرابلس, والذي تولى تنظيم الندوة في كلمته الافتتاحية, ويقينا أن استهلال التفكير في ترشيح المسعدي لجائزة نوبل في الأدب يمثل أفضل ما يهدى لأديب قرطاج الكبير.

م.ع

سيدني

جائزة جبران لأديبة في المهجر

منحت رابطة إحياء التراث العربي في سيدني, أستراليا, لأديبة عربية من فلسطين في المهجر هي الكاتبة نجمة خليل حبيب, جائزة جبران خليل جبران العالمية تقديرا لجهودها الأدبية. وقد اتخذت الرابطة الشاعر رمزا لرابطتها لأهميته في إثراء الأدب العربي المهجري.

وحصلت الكاتبة نجمة حبيب على ماجستير في الأدب العربي من الجامعة العربية في بيروت عام 1991 كما ساهمت في مجال القصة والنقد بالصحف العربية العاملة في استراليا. وعملت سابقا مديرة تحرير لمجلة (جسور) وهي مجلة فصلية ثقافية, ثم مديرة مكتب جريدة الحياة العربية في سيدني. وتعمل حاليا مدرسة للغة العربية وآدابها في جامعة سيدني.

وصدر للأديبة: (النموذج الإنساني في أدب غسان كنفاني) عام 1999, (الأبناء يضرسون...) مجموعة قصصية عام 2001, (ربيع لم يزهر) مجموعة قصصية عام 2003, وتعد حاليا دراسة في الأدب الأسترالي. وكانت قد حازت على منحة المجلس الأعلى للفنون في نيوساوث ويلز لعام 2003, وحيت الأديبة نجمة حبيب في كلمة ألقتها بالرابطة, ما دعته بإشعاعات إبداعية, في (جاليتنا المثقلة بالطوائفية والإقليمية والقبلية تذكر المتناسين أن لنا, رغم كل محاولات التهميش التي تطولنا يوميا على صفحات الصحف وفي تلفزيونات العالم, مكانا في المخزون الحضاري, ولكن الأجمل منه أن يكون في هذه الجالية ضمير يسمع هذه الأصوات ويشجعها ويحميها من السقوط في اليأس وإحباط التجاهل)

وقالت حبيب إن الرابطة إذ تسمي جائزتها باسم (جبران خليل جبران), إنما تستلهم ما في فكر هذا المبدع من تثوير نحن في أمس الحاجة إليه في هذا الزمن العصيب, فما أحوجنا اليومَ إلى صرخته الشهيرة (ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج. ويل لأمة تنصّب طغاتها أبطالا ومحتليها محررين ومنقذين). واستشهدت الكاتبة بقول آخر لجبران: (عندما يعزف الربيعُ لحنَ الحياة, ينفض موتى الشتاءِ أكفانهم ويتبعون), في دعوة إلى مواصلة النضال ضد الظلم.

س.ب





منار عمر, وتشو وي ليه, ود.سليمان العسكري, ود.حمدي السكوت, وستيفان فايدنر في إحدى ندوات المؤتمر





ملصق المؤتمر بريشة الفنان حلمي التوني





العلامة فؤاد أفرام البستاني





من أعمال الفنان الراحل مصطفى الحلاج





الأديب محمود المسعدي