مختارات صينية.. الشعر يتجه شرقا
مختارات صينية.. الشعر يتجه شرقا
شعر مترجم وجدتُ كنزا! هكذا صِحتُ, عندما قرأتُ هذا الشعر للمرة الأولى. كانت الفرحة كبيرة, أكبرُ من أَنْ أتحمّلها وحدي, ورأيتُ ضرورة أن يشاركني فيها الشعراء العرب الأحباب, حتى نحتفي سويّا بهذا الشعر العظيم, الآتي من القرن الثامن الميلادي, الثامن وليس الثامن عشر - يا اللّه!!! بعد ألف ومائتي عام من كتابتها - ثلاثة عشر قرناً من الزمان, نقرأُ هذه القصائد الآتية من عالم بعيد قريب, وتُدهشنا ما زَالت!! كم أضعنا من الزمن, عندما كانت أنظارنا مقيّدةً في اتّجاه واحد لا غَيره. وَضَعُوا الغِمامات بمحاذاة أعيننا, وكان علينا أن نجرّ عربات الزمن الثقيلة كالأحصنة في اتجاه محدّد سَلَفًا كمْ هي مُلحّة (ضرورة الاتجاه شرقا) كما نادى بها حارس اللغة العربية الأمين الشاعر الكبير فاروق شوشة, بالوقت نفسه الذي كنت أنا فيه منغمساً في هذا النبع. الشاعر بيه دي Pe Di: شاعر صيني لا يُعرف بالتحديد تاريخ مولده, يُقال إنه وُلد ما بين أعوام (700 - 710) في عصر أسرة تانج المزدهر (618 - 906) تمتدّ جذور رؤيته إلى الفلسفة الطّاويّة التي ترجع إلى ما قبل كونفوشيوس والتي تنشدُ الاندماج الكامل في ومع الطبيعة كمادّة أساسيّة للكوْن. ولقد نَقلتُ هذه القصائد من اللغة الألمانية, التي استبعدتْ بلا شكّ جزءًا من شاعريتها عندما نُقلت من اللغة الصينية, ومن المؤكد أنه قد وقع جزء آخر أثناء عبوري البحر إلى ضفاف اللغة العربية. تُرى ما الذي تبقّى من الشعر بعد كلّ الذي قد فُقد أثناء تلك الرحلة الطويلة? السؤال مضلّل والإجابة في القصيدة. هيا نحتفي بالشعر وبالشاعر, حتى تتّسع رؤيتنا, ونتعلّم التّواضع. سُور الأيائِل عندما يقتربُ النهارُ من نهايته سُور أشجار القرْفة عندما تغُربُ الشّمس الغَدير عند أشجَار الّدردار خَشْخَشَةُ مياه الغدير الكُوخ وسْطَ أحراش البُوص أعْبرُ أمامَ الكُوخ الرّاقد وسْط أحراشِ البُوص
|