غياب شاعر

 غياب شاعر
        

شعر

ما أروعَ الإنسانَ فيكَ, وموتُهُ ما أبشعَهْ
يا شعلةَ الدمع الذي ثقبَ الظلامَ وصدَّعَهْ
شاهدتُ خطوتكَ التي نَخَلَت ترابَكَ للدَّعَهْ
مِن بَعد ما كحَّلتَ عيني بالسنا واللوذعَهْ
ورأيتُ أقدامي على نفس الطريقِ مُرَوَّعَهْ
أشدو أغاريدَ الحياة, ولي الكؤوس المترعَهْ
وأكلِّمُ الفجرَ الأسيرَ ولست أرقبُ مَطلَعَهْ
أستقبل اليومَ الذي شاهدتُ أمسي مصرَعَهْ
فألوذُ في عنق الخيالِ وأبصر الدنيا معه
أستنطق النايََ الجريحَ ونطقُهُ قد أوجَعَهْ
وأترجمُ الآلامَ: مَوَّالاً يُعاند مَدمعَهْ
ثمراً تدلَّى من عظامي للدُّنَى كي تجمَعَهْ
زيتاً يُنيرُ - كما أنرتَ - محاولاً أن أتبَعَهْ
الشوكُ عذَّبَ خفقتي, والحرفُ ورداً فَرَّعَهْ
إذ كان لي أملٌ أَبَتْ أيامُنا أن ترضَعَهْ
النورُ ضمَّ خيالَهُ, واللحنُ داعبَ مسمَعَهْ
والعمرُ قدَّ حِبَالَهُ, والحظُّ ضاعَ وضيَّعَهْ
وغدوتُ - مثلكَ - راحلاً عبر الفصول الأربعهْ
مُلقيً على شطِّ الليالى... والحوادث زوبَعَهْ
أرأيت كيف تُضيءُ في صدر الرمال القوقَعَهْ!!

 

عصام الغزالي   

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات