هنري مور.. أشهر نحات معاصر

هنري مور.. أشهر نحات معاصر

هنري مور, نحات ورسام إنجليزي معاصر, ولد في نهاية القرن التاسع عشر - في 30 يوليو سنة 1898- في بلدة صناعية صغيرة في إنجلترا اسمها كاسلفورد.

كان والده يعمل في منجم للفحم, لكنه كان يحب العلم كثيراً, فتعلم بنفسه عن طريق المطالعة. وكان الأب يطمح كثيراً إلى أن يجعل أولاده السبعة يتلقون التعليم الجيد فأرسلهـم إلى المدارس. كان هنري وهو الأصغر من بين الأولاد يحب الفن, لكن والده أصرّ على أن يصبح معلماً أولاً ثم يدرس الفن. وما إن أنهى هنري دراسته الثانوية حتى عمل بالتعليم, وفي الوقت نفسه تابع دراسته.

في التاسعة عشرة من عمره, دخل هنري الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى, فأرسل إلى فرنسا لكنه أصيب بالغاز في إحدى المعارك وعاد إلى إنجلترا لاستكمال العلاج

ولم يتمكن هنري من تحقيق حلمه بدراسة الفن إلا عندما أصبح في الحادية والعشرين من عمره. بدأ سنتين من دراسة الفن في مدرسة ليدز للفنون, وبعد ذلك حصل على منحة لدراسة النحت في الكلية الملكية للفنون في لندن. أخذ مور يزور المتحف البريطاني كل أسبوع, وكان لتلك الزيارات تأثير كبير عليه أكثر من الدراسة في الكلية, فتأثر بالأعمال الإفريقية والكولومبية النحتية التي رآها وظهر ذلك في أعماله الأولى, وأدرك أهمية الرسم وصنع الموديل أو النماذج للنحت من الطبيعة والحياة. كان يركز على الدراسة أثناء الأسبوع, ويخصص نهاية الأسبوع لينحت أعمالاً خاصة به, فنال إعجاب رئيس الكلية الذي شجعه على متابعة أعماله الخاصة. حصل مور على التقدير عندما عين أستاذاً للنحت في الكلية الملكية للفنون.

قضى مور ستة شهور بزيارة المتاحف والكنائس في فرنسا وإيطاليا ليتابع أكبر قدر من الأعمال الفنية, حيث شاهد أعمال مايكل أنجلو وتأثر بها, فظهر ذلك بأعماله الضخمة. وفي هذه المرحلة تأثر كثيراً بأعمال الفنان الإسباني بابلو بيكاسو التجريدية الحديثة, فجاءت أعماله في تلك الفترة, مبسّطة ومختزلة, من قطـــع الخشب المستديرة ذات الثقـــوب العديدة المتصلة بأسلاك معدنية, لكن المؤثر الأكبر والأهم بالنسبة إلى مور كان عالم الطبيعة, وكتب يقول: (جسم الإنسان هو ما يثير اهتمامي العميق, لكنني وجدت مبادئ الشكل والإيقاع والتناسق من خلال دراستي ومراقبتي للأشياء الطبيعية, مثل الحصى والصخور والعظام والأشجار والنباتات).

أقام مور أول معرض فردي له في لندن, وباع عدة منحوتات وحوالي ثلاثين من لوحاته. وحصل على أول تكليف عام لصنع منحوتة نافرة على الحجر, لمركز مترو لندن الجديد عند حديقة سانت جيمس. تزوج من تلميذة رسم في الكلية الملكية للفنون, وعملت موديلاً لسلسلة من رسومه لمدة ست سنوات.

وأثناء الحرب العالمية الثانية (سنة 1940), تهدّم محترفه حيث يقوم بتصاميمه في لندن, فانتقل مع زوجته للسكن خارجها, واعتبرفنان حرب, حيث بدأ رسومه الشهيرة عن سكان لندن الذي ينامون ويرتاحون في محطات المترو تحت الأرض ,التي أصبحت ملاجئ لهم, فرسم تأثير الحرب على المدنيين العزّل, وسميت برسوم الملجأ.

كانت مواضيع مور المفضّلة عن الأم والطفل, والمجموعات العائلية, والمحاربين الذين سقطوا على الأرض, والأهم كان جسم الإنسان في حالة الاسترخاء التي استمر بنحتها خلال كل المراحل وبمختلف المواد: خشب وحجر, وفيما بعد بالبرونز وبالرخام.

حصل مور على شهرة واسعة جداً وانتشرت أعماله في متاحف العالم وحصل على العديد من الجوائز, وكانت أعماله تباع بكثرة, الشيء الذي مكّنه من جمع ما يكفي من المال لإقامة مؤسسة مور في مدينة هارتفوردشاير في إنجلترا.

مات هنري مور في 31 أغسطس سنة 1986 وكان في الثامنة والثمانين من عمره, هذا الفنان المعاصر الذي حظي بالتقدير الكبير طوال حياته الفنية المليئة بالإبداع والعمل المتواصل.

 

 


 

نهى طبارة حمود





أحد أشهر تصاميم مور الذي يمثل ثلاث قطع هائلة





تصميم لمور أمام متحف برلين الدولي





تمثال لسيدة نورثهامبتون الأولى مع ابنها عام 1943





تمثال لأم جالسة ومعها طفلها