فنانة المغرب الشعيبية طلال.. والفن الفطري

فنانة المغرب الشعيبية طلال.. والفن الفطري

التقيت بالفنانة الفطرية المغربية الشعيبية طلال في بينالي تشكيلي بإحدى الدول العربية منذ عشر سنوات تقريبا وكانت سيدة كبيرة في السن وحكت لي إنها مارست الرسم بالألوان بعد وفاة زوجها وكان عمرها خمسة وعشرين عاما.. وأن أول ما رسمته كان حلما حيث أخذت تضع على اللوحة ما يتراءى لها من أفكار بأسلوب بسيط أشبه برسوم الأطفال وهو ما يطلق عليه عندما يرسمه الكبار بالفن الساذج أو الفن الفطري.. وقد أعجبتني لوحات الفنانة الشعيبية وعلمت بأن أعمالها تركت صدى عالميا في كل دول العالم حيث أقامت معارضها.. وفي المغرب يرحبون بفنوننا الشعبية والفطرية والتقليدية أكثر من فنوننا المعاصرة.. لأنهم يجدون في هذه الفنون أصالة وصدقا وبعداً عن تقاليد الأساليب الفنية الغربية, وقد قالوا عن رسومات فنانة المغرب الشهيرة الشعيبية إنها رسوم طفلة تلهو.. وعقل ناضج ينقاد بكل صدق إلى عالم طفولي بكل ما فيه من توقد وحيوية.. إن سر نجاح هذه الفنانة العربية على المستوى الدولي هو هذه الملامح الطفولية التي تطبع أعمالها.. وكذا براءة الأشكال التي ترسمها بأسلوب ساذج عفوي وبسيط.

وهكذا يا صديقي الصغير نعلم أن الفنانة الشعيبية لم تتعلم الرسم ولم تكن تعرف أي شيء عن الفن وانما ظروف وفاة زوجها وهي في سن صغيرة دفعتها لأن ترسم فالرسم ليس له موعد ثابت لصاحب الموهبة, فالفنان العالمي فان جوخ بدأ الرسم والتلوين في سن الثلاثين.. واللوحة التي ستلونها مسترشداً بالأصل للفنانة المغربية تمثل سيدة مغربية بالملابس الشعبية.

وتذكر يا صديقي الفنان الصغير أن الرسم والتلوين يحتاجان إلى شجاعة وعدم خوف من أنك ستخطئ, وارسم ببساطة وصدق وحب ما تعرفه.

 


 

عصمت داوستاشي