بابا جابر.. لك الحب


بابا جابر.. لك الحب

كان أب الجميع
فشعرنا جميعاً وكأننا أخوة تحت ظله

لقد كنت في يوم الخميس الموافق 19-1-2006 من ضمن المتجمعين في مسيرة الوفاء للشيخ المرحوم جابر الأحمد الصباح.. كنت نقطة صغيره بين آلاف المتجمهرين.. أحمل كاميرتي معي وأصور لقطات من تلك اللحظة التاريخية.. لقد قابلت العديد من زملائي في المدرسة.. وكثيرا من المدرسين والوجوه المعروفة في بلدنا.. وكنت أشعر ولأول مرة بلذة الازدحام وولد لدي شعور بالدفء.. فقد كانت مشاعرنا تجاه والدنا القائد واحدة.... فخورين بسمعته الطيبة وبالنهضة التي حققها لنا في جميع الميادين..

قابلت العديد ممن هم في سني الصغيرة.. وتفاجأت بردودهم الجميلة والتي تعكس تواضع وجمال أخلاق قدوتنا.. وإليكم أصدقائي بعضًا من تلك اللقاءات..

لقائي مع ابن الأسير..

لقد كان والدي في الأسر.. وكنت وقتها في الثالثة من عمري.. فلم أعرفه جيداً.. لكن عرفت أباً سد فراغًا كبيرًا في حياتنا.. لقد خفف عنا اهتمام بابا جابر بي وبعائلتي.. وكنت أشعر بوجوده يرعانا ويدعمنا بكل حب.. فعاد إلينا الأمان.... كان لنا والدًا لن ننسى موقفه معنا.

ابنتك يا بابا جابر..

والدي.. أتكلم بلسان أختي المعاقة.. حيث كنت أعيش معها كل سنة فرحتها عندما تعلم بأنك قادم لزيارتهم.. كانت تروي لي بأنها دائما تغني الأغاني الوطنية في العيد الوطني لأجلك.. وأنها تقضي ساعات طويلة تتجهز لاستقبالك في زيارتك السنوية لهم .. وأكثر ما علق في ذاكرتها هو رقة قلبك وتواضعك.. وبعد تلك السنين.. مازالت تحمل في يدها صورة تجمعها بك قررت تعليقها في أجمل مكان في منزلنا.

ابنك يا بابا جابر..

لا أحتار دائمًا في وقتي أثناء الإجازة الصيفية.. فكنت أعرف طريقي إلى النادي العلمي.. ذلك المكان المفيد والممتع في الوقت نفسه.. والذي أوصى بإنشائه والدنا الكبير.. شكرًا لاهتمامك بنا وبميولنا العلمية.. وكنت أتمنى أن أكون من المتفوقين في الجامعة.. لأقف في حفلها السنوي.. وأصافحك وأنت تكرم اجتهادنا وتحثنا على بذل المزيد من الجهد لأجل زيادة النهضة العلمية والأدبية لدولتنا الحبيبة.

حياته كانت (قصة قائد): (1928-2006)

وُلد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح سنة 1928, وأمضى مراحله الدراسية بالمدرستين المباركية والأحمدية, ولم يكتف بذلك, بل كان يتلقى تعليمًا خاصًا على أيدي أساتذة خصوصيين في الدين واللغتين العربية والإنجليزية.

في سن الحادية والعشرين وعندما شعر من حوله بنبوغه وحكمته, بدأ العمل في مجال السياسة وعمل بالعديد من المناصب السياسية قبل أن يعين وليًا للعهد ومن ثم أميرًا للبلاد, وقد أكسبته تلك المناصب خبرة مبكرة وكشفت عن ذكائه وقدرته على تحمل الأمور السياسية.

عرف عن سموه التواضع, واشتهر بسمعته الطيبة, ليس في بلادنا فقط ولكن بين العديد من الدول, تبنى الشيخ جابر العديد من المشاريع الخيرية, فرسم البهجة على وجوه العديد من المحتاجين, كما أسس صندوق الأجيال القادمة وذلك أكبر دليل على حرصه على مستقبل أبنائه الكويتيين, أبناء الغد.

 

 


 

نوف المضف